جندي أميركي - إسرائيلي ينشر مقاطع فيديو تُظهر تدمير منازل ومسجد في غزة

مبانٍ مدمرة في شمال غزة بعد القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
مبانٍ مدمرة في شمال غزة بعد القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

جندي أميركي - إسرائيلي ينشر مقاطع فيديو تُظهر تدمير منازل ومسجد في غزة

مبانٍ مدمرة في شمال غزة بعد القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)
مبانٍ مدمرة في شمال غزة بعد القصف الإسرائيلي (أ.ف.ب)

في خطوة تثير الجدل والتساؤلات حول انتهاكات حقوق الإنسان، نشر جندي أميركي - إسرائيلي مقاطع فيديو عبر الإنترنت تُظهر تفجير منازل ومسجد في غزة.

وعلل الجندي بأن هذه الفيديوهات أُخذت خارج سياقها، إلا أن الجدل حول تصرفات الجنود الإسرائيليين ومشاركة الأميركيين في الصراع يتصاعد، حسبما أفادت صحيفة «الغارديان».

نشر براهام سيتنبريو، الجندي الأميركي - الإسرائيلي في وحدة الهندسة القتالية للقوات المسلحة الإسرائيلية، مقاطع تُظهر إطلاق عشرات الطلقات على أنقاض مبنى، وأخرى تُظهر نظام السيطرة على النيران لمركبة مدرعة مستهدفاً مسجداً قبل تدميره، كما تظهر فيديوهات أخرى تفجير عدة منازل وسط ابتهاج الجنود.

لقطات من مقاطع الفيديو التي نشرها برام سيتنبريو لإطلاق النار على أنقاض مبنى وهدم مسجد (يوتيوب)

ولم يتضح ما إذا كان سيتنبريو هو من قام بتصوير الفيديوهات أو شارك في الأفعال المصورة، ولم ينفِ الجيش الإسرائيلي ولا سيتنبريو صحة هذه الفيديوهات.

وفي رسالة إلى صحيفة «الغارديان»، أشار سيتنبريو إلى أن الفيديوهات أُخذت خارج سياقها، لكنه رفض التوضيح.

تصريحات العائلة

وبعد تواصل الصحيفة البريطانية مع عائلة سيتنبريو، نشر والده رداً منسوباً إلى ابنه عبر موقع «أروتز شيفا»، موضحاً أن الفيديو الذي يظهر إطلاق النار كان في منطقة خالية من المدنيين بعد هجوم من حركة «حماس»، وأن المسجد كان يُستخدم لإيواء إرهابيين ومستودعات أسلحة.

وأضاف أن ابنه أرسل فيديو تهنئة يُكرس تفجيراً للاحتفال بزواج صديق له، وأن العائلة تلقت تهديدات منذ انتشار الفيديوهات.

ولم يقدم الجيش الإسرائيلي رداً واضحاً حول الفيديوهات، مكتفياً بالإشارة إلى أن المباني المستهدفة كانت تُستخدم من قبل مقاتلي «حماس». وعادةً ما تُزرع متفجرات داخل المباني المستهدفة وتُفجر عن بُعد.

التداعيات القانونية

ويثير توثيق سوء السلوك المحتمل من قبل الجنود الأميركيين المشاركين في الجيش الإسرائيلي تساؤلات حول مسؤولية الولايات المتحدة في محاكمة مواطنيها المشاركين في جرائم حرب محتملة.

وتنص القوانين الجنائية الفيدرالية على محاكمة مرتكبي جرائم الحرب، بما في ذلك المواطنون الأميركيون الذين يخدمون في الخارج.

يظل السؤال حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات قانونية ضد مواطنيها الذين يشاركون في أعمال الجيش الإسرائيلي مسألة حساسة سياسياً وقانونياً. في الوقت الذي تواصل فيه إدارة بايدن جهودها لقمع العنف في المنطقة، تزداد الدعوات للتحقيق في الجرائم المرتكبة في غزة، بما في ذلك تلك التي قد يكون مواطنون أميركيون مشاركين فيها.


مقالات ذات صلة

ألمانيا: المحكمة العليا تثبت حكم السجن مدى الحياة بحق الضابط السوري أنور رسلان

المشرق العربي أنور رسلان الضابط السوري السابق في قفص الاتهام في المحكمة الألمانية والضابط الأمني السابق إياد الغريب يغطي وجهه في قفص الاتهام (أرشيفية - أ.ف.ب)

ألمانيا: المحكمة العليا تثبت حكم السجن مدى الحياة بحق الضابط السوري أنور رسلان

ثبتت المحكمة العليا في ألمانيا قرار الحكم الصادر عن محكمة كوبلنز قبل عامين بالسجن مدى الحياة بحق الضابط السوري السابق أنور رسلان.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية موظفة في قسم السايبر في الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - حساب الناطق)

برمجة إيرانية أتاحت لـ«حماس» معلومات عن آلاف الجنود الإسرائيليين

كشف خبراء سايبر في تقارير نُشرت في ثلاث صحف كبرى عن برمجة إيرانية أتاحت لـ«حماس» نشر معلومات شخصية عن جنود في الشبكات الاجتماعية تشكل مصدر تهديد لهم ولعوائلهم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فيديو مسرب نشرته صحيفة «الغارديان» مايو الماضي لمجزرة التضامن عام 2013

تحقيقات ألمانية - سويدية تقود لاعتقال 8 متهمين بجرائم حرب في سوريا

أوقفت ألمانيا والسويد 8 متهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا خلال الانتفاضة الشعبية عام 2011، بينهم ضابط مخابرات سوري وأعضاء من ميليشيات «حركة فلسطين الحرة».

راغدة بهنام (برلين)
المشرق العربي صورة أرشيفية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع وزير دفاعه يوآف غالانت (رويترز)

قانون إسرائيلي يعاقب المحكمة الجنائية الدولية

يدفع حزب «الليكود» الحاكم في إسرائيل بمشروع قانون يهدف إلى تقويض تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب إسرائيلية محتملة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
أوروبا رئيس «المركز السوري للإعلام وحرية التعبير» مازن درويش يتحدث إلى الإعلاميين بعد قرار محكمة الاستئناف في باريس حيال محاكمة الرئيس السوري على جرائم حرب (إ.ب.أ)

القضاء الفرنسي يثبت مذكرة التوقيف بحق الرئيس السوري

صادقت محكمة الاستئناف في باريس على مذكرة التوقيف التي أصدرها قضاة تحقيق بحق الرئيس السوري و3 من نظامه بالمسؤولية عن هجمات كيماوية استهدفت الغوطة الشرقية 2013

ميشال أبونجم (باريس)

إمام أوغلو رداً على كاتس: كل شيء سيكون على ما يرام عندما تتحرر فلسطين

أتراك يتظاهرون بإسطنبول تنديداً باغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو 2024 (أ.ب)
أتراك يتظاهرون بإسطنبول تنديداً باغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو 2024 (أ.ب)
TT

إمام أوغلو رداً على كاتس: كل شيء سيكون على ما يرام عندما تتحرر فلسطين

أتراك يتظاهرون بإسطنبول تنديداً باغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو 2024 (أ.ب)
أتراك يتظاهرون بإسطنبول تنديداً باغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو 2024 (أ.ب)

تسبب هجوم من جانب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وإشارته إلى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، على أنه يمثل الأمل في أيام أفضل من خلال تغريدة على حسابه في «إكس»، في تأجيج التوتر مع أنقرة.

وعلق إمام أوغلو، خلال فعالية في إسطنبول، السبت، على إضافة كاتس إلى منشوره على «إكس» الذي هاجم فيه إردوغان، قائلاً: «قبل الانتخابات (المحلية في 31 مارس/ آذار الماضي)، تحدث شخص ما نيابة عن المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستاني)، وأثنى علينا، وسألنا هذا الشخص: لماذا فعل ذلك؟». وأضاف: «بالطريقة ذاتها أتساءل: لماذا أدرجني وزير الخارجية الإسرائيلي في تصريح أدلى به؟ لم أستطع أن أفهم هذا، أنا هنا (رئيساً لبلدية إسطنبول) منذ 5 سنوات ونصف السنة، ولم يأتوا حتى لتهنئتي، لا أستطيع التوقف عن التساؤل عن سبب وضع اسمي كوسم في تغريدة الوزير الإسرائيلي... هذه المناورات مثيرة للدهشة».

وهاجم كاتس عبر حسابه في «إكس»، ليل الجمعة - السبت، الرئيس إردوغان، متهماً إياه بأنه «يحول تركيا إلى ديكتاتورية فقط بسبب دعمه لـ(قتلة ومغتصبي حماس)، وهو ما يتعارض مع موقف العالم الحر بأكمله».

علم تركيا منكساً على مبنى السفارة بتل أبيب الجمعة (رويترز)

وقال كاتس: «فهو (إردوغان) يحجب منصة (إنستغرام)، التي لديها 57 مليون مستخدم في تركيا، ويقطع البث الرياضي لأن رياضياً إسرائيلياً هزم رياضياً تركياً (في أولمبياد باريس)، ويهدد بغزو دولة ديمقراطية (إسرائيل) ليس لتركيا معها صراع عسكري، وقطع العلاقات التجارية، ما يضر بالمصدرين الأتراك بقيمة 6 مليارات دولار سنوياً».

وأضاف أن «إردوغان يأخذ دولة تركية تتمتع بقدرات علمية وثقافية وتكنولوجية واقتصادية ويدمرها، ما يؤدي إلى تآكل إرث أتاتورك، الذي بنى تركيا تقدمية ومزدهرة».

واختتم موجهاً تغريدته إلى رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو: «دعونا نأمل في أيام أفضل».

ورد إمام أوغلو على تغريدة كاتس بإعادة توجيهه إليه... وكتب على حسابه في «إكس»: «أعيد إليك بالضبط هذا التصريح الذي يهين علم الجمهورية التركية ورئيسها... لن نتعلم الديمقراطية والقانون من شخص تلطخت يداه بدماء عشرات الآلاف من الأطفال... نعم، كل شيء سيكون على ما يرام عندما تتحرر فلسطين».

واستخدم إمام أوغلو عبارة: «كل شيء سيكون على ما يرام» في حملته للانتخابات المحلية التي خاضها للمرة الأولى عام 2019، وأصبح شعاراً متداولاً بين الأتراك على أن المستقبل سيكون أفضل.

أكرم إمام أوغلو عبر عن دهشته لزج كاتس باسمه في التراشق مع إردوغان (من حسابه على «إكس»)

وقوبل رد إمام أوغلو على كاتس بارتياح كبير بين أنصار حزب «الشعب الجمهوري» المعارض الذين عبروا من خلال آلاف التغريدات على «إكس» عن امتنانهم لرد إمام أوغلو، معتبرين أنه جنب حزبهم حرباً من جانب أنصار حزب «العدالة والتنمية»، فضلاً عن تصريحات من أعضاء الحكومة كانت ستتهم إمام أوغلو والحزب بالوقوف في صف إسرائيل وتجاهل مأساة الفلسطينيين.

ونشرت ذراع الشباب بحزب «الشعب الجمهوري»، الذي ينتمي إليه إمام أوغلو، عبر حسابه في «إكس» رداً على تغريدة كاتس، قائلاً: «لا يمكنك تلويث حزب الشعب الجمهوري وأكرم إمام أوغلو بيديك الملطختين بالدماء، نتمنى لك حظاً سعيداً مع رجب طيب إردوغان في المشاحنات المسرحية بينما تواصلون التجارة معاً وراء الستار».

وينظر إلى إمام أوغلو على أنه الخليفة المحتمل لإردوغان والأعلى حظوظاً في الفوز برئاسة تركيا بالانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2028، كما تؤكد ذلك استطلاعات الرأي المتعاقبة في تركيا.

وتصاعدت حدة التوتر بين أنقرة وتل أبيب على خلفية إعلان إردوغان الجمعة، يوم حداد وطنياً على رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إسماعيل هنية، واستدعت الخارجية الإسرائيلية القائم بأعمال السفير التركي في تل أبيب، لتوبيخه بسبب تنكيس علم تركيا فوق سفارتها.

وأوقفت تركيا تجارتها المباشرة مع إسرائيل عقب اندلاع الحرب في غزة، وقبل أيام قليلة من اغتيال هنية، لمح إردوغان إلى تدخل عسكري تركي لحماية الفلسطينيين، على غرار التدخل في ليبيا والنزاع في ناغورنو قره باغ بين أذربيجان وأرمينيا، وهدد كاتس الرئيس التركي بأن يلقى مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ودعا حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى طرد تركيا من عضويته.

وانتقد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تصريحات نظيره الإسرائيلي التي استهدف فيها الرئيس رجب طيب إردوغان، واصفاً إياه بـ«المريض».

وقال فيدان، عبر حسابه في «إكس»، ليل الجمعة، إن «يسرائيل كاتس، بدل أن يمارس مهامه وزيراً للخارجية، يجعل بلدنا ورئيسنا باستمرار موضوعاً لأوهامه الخاصة... هذا مرض بكل معنى الكلمة».