زعيم المعارضة التركية يقول إن الأسد وافق على لقائه في دمشق  

حزب كردي يرفض مساعي التطبيع التي ستكون ضد الأكراد

متظاهرون سوريون قرب نقطة مراقبة للجيش التركي في أبين سمعان بريف حلب شمال سوريا الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرون سوريون قرب نقطة مراقبة للجيش التركي في أبين سمعان بريف حلب شمال سوريا الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
TT

زعيم المعارضة التركية يقول إن الأسد وافق على لقائه في دمشق  

متظاهرون سوريون قرب نقطة مراقبة للجيش التركي في أبين سمعان بريف حلب شمال سوريا الاثنين الماضي (أ.ف.ب)
متظاهرون سوريون قرب نقطة مراقبة للجيش التركي في أبين سمعان بريف حلب شمال سوريا الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

أعلن حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، أنه تلقى رداً إيجابياً على طلب رئيسه أوزغور أوزيل لقاء الرئيس السوري بشار الأسد بدمشق، في مسعى لدفع جهود تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا.

وقال نائب رئيس الحزب، برهان الدين بولوط، إن «طلب أوزيل زيارة سوريا، والاجتماع مع الأسد، قبلته دمشق»، لافتاً إلى أنه «جرى الانتهاء من المسألة المتعلقة بنية عقد اللقاء، ومن الآن فصاعداً كل ما سيتم بحثه هو إنضاج الشروط، وأين سيتم اللقاء، وفي أي موعد»، على حدّ تعبيره.

أشخاص يحملون نعش «أبو مالك» الذي قُتل بأعمال شغب خلال الاحتجاجات ضد تركيا أثناء جنازة بمدينة عفرين بريف حلب في سوريا يوم 2 يوليو 2024 (إ.ب.أ)

وأضاف بولوط، في مقابلة تليفزيونية، الأربعاء، أن أوزيل سيذهب إلى سوريا من أجل التوصل إلى حلّ، لافتاً إلى أن الحكومة التركية هي المسؤولة عن خلق أزمة لاجئين في البلاد. وتابع: «نقلنا طلبنا لعقد لقاء، وتلقينا رداً إيجابياً من دمشق».

وكان أوزيل أعلن، مطلع يوليو (تموز) الحالي، أنه يمكنه أن يكون وسيطاً بين الرئيسين التركي رجب طيب إردوغان والسوري بشار الأسد، قائلاً: «أولاً، يجب إقناع الأسد بالجلوس إلى الطاولة مع تركيا، يمكنني إقناعه بذلك طالما أن إردوغان سيكون على الطاولة». معتبراً أن «إردوغان لديه استعداد للقاء الأسد ودعوته إلى تركيا، يمكننا أن نرى من تصريحاته الأخيرة أن الخطوات التي اتخذناها هنا تشجعه أيضاً».

زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل (من حسابه في «إكس»)

وتابع زعيم المعارضة التركية، الذي عقد مؤخراً لقاءين مع إردوغان بهدف مناقشة مشاكل البلاد ضمن عملية «تطبيع سياسي»، أن «المشكلة الأكثر إلحاحاً في تركيا هي مشكلة اللاجئين، وهي قضيتنا ذات الأولوية»، مشدداً على أنه لا يجب أن يبقى اللاجئون السوريون في تركيا، أو أن يصبح الوضع القائم حالياً وضعاً مستداماً، وأنه لهذا السبب سيقوم بتحركات نشطة للغاية في الأيام المقبلة، لاتخاذ مبادرة بشأن حل المشكلة السورية.

مضيفاً: «سنتعاون مع الأسد، إذا لزم الأمر، لإعادة فتح قنوات الاتصال بين تركيا وسوريا، وضمان عودة السوريين إلى بلادهم».

تباينات سياسية

تصريحات أوزيل جاءت بعد تأكيد الأسد انفتاح دمشق على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقات مع تركيا، المستندة إلى سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها، ومحاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته.

وينتقد حزب الشعب الجمهوري السياسة الخارجية لحكومة إردوغان، ويعدّ أنها المسؤولة عن تفاقم الوضع في سوريا، إضافة إلى مشكلة اللاجئين التي تعانيها البلاد بعد استقبال نحو 4 ملايين لاجئ، وتحويل تركيا إلى مستودع للاجئين، ومنعهم من الوصول إلى دول أوروبا مقابل أموال من الاتحاد الأوروبي.

قوات تركية في الشمال السوري خلال ديسمبر الماضي (موقع «تي 24» التركي)

كما يبدي الحزب استعداده لسحب القوات التركية من شمال سوريا، حال وصوله إلى السلطة، في إطار صيغة تحقق التسوية السياسية في سوريا وضمان عودة آمنة للاجئين بالتنسيق مع دمشق والاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي.

رفض كردي

في السياق، أثار إعلان أوزيل استعداده للقاء الأسد، وقبلها تصريحات إردوغان عن دعوته إلى أنقرة، ردّ فعل غاضب من جانب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد وثالث أكبر أحزاب البرلمان التركي بعد «العدالة والتنمية» و«الشعب الجمهوري».

وقال الرئيس المشارك للحزب، تونجاي بكيرهان، مخاطباً أوزيل: «هل تحاول تنظيم سياسة مناهضة للأكراد مع إردوغان، عبر الوساطة بين الأسد وإردوغان؟»

وقال بكيرهان، أمام نواب حزبه بالبرلمان: «يحاول السيد أوزيل وإردوغان والأسد إقامة تحالف قائم على معاداة الأكراد، فهل تحاولون تنظيم سياسة مناهضة للأكراد من خلال هذه الوساطة؟ هذا ليس مفيداً لكم أو لنا أو للشعب التركي».

وأضاف أن ما يتعين على أوزيل القيام به هو «الدفاع عن سياسة خارجية تضمن أن يتمكن سكان شمال شرقي سوريا من تقرير مستقبلهم».

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

المشرق العربي حقل «كونكو» للغاز الذي استهدفته ميليشيات تابعة لإيران (موقع دير الزور 24)

«تسخين» إيراني - أميركي شرق سوريا وغارات روسية مكثفة على مواقع «داعش»

بعد أقل من يومين على تحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد من اتجاه الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط نحو التصعيد، شنَّت قوات التحالف…

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها.

«الشرق الأوسط» (روما)
شؤون إقليمية جانب من هجوم مسيّرات الجيش السوري على النقطة العسكرية التركية في النيرب شرق إدلب (إكس)

تصعيد بين القوات السورية والتركية على وقع «التطبيع»

شهدت محاور حلب وإدلب الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا توتراً شديداً واستهدافات متبادلة بين الجيش السوري والقوات التركية والفصائل الموالية لها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل الرئيس بشار الأسد بالكرملين الأربعاء في زيارة غير معلنة سابقاً (أ.ف.ب)

بوتين يُحذر الأسد من اتجاه التوتر في الشرق الأوسط نحو التوسع

قالت وسائل إعلام رسمية في دمشق، صباح الخميس، إن الرئيس الأسد قام بـ«زيارة عمل» إلى روسيا، والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحث معه «مجمل جوانب العلاقات».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
خاص الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف متحدثاً إلى الصحافيين (موقع الكرملين)

خاص دبلوماسي روسي لـ«الشرق الأوسط»: قمة الأسد - إردوغان قبل نهاية العام

مصدر روسي: الطرفان السوري والتركي غير مستعدين لتطبيع العلاقات، لكن الحديث يدور «عن حاجة ملحة وضرورية لبدء اتصالات تركية - سورية لتسوية قضايا مهمة جداً للطرفين.

رائد جبر (موسكو)

خامنئي يصادق غداً على رئاسة بزشكيان

صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)
صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)
TT

خامنئي يصادق غداً على رئاسة بزشكيان

صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)
صورة نشرها مكتب خامنئي خلال مقابلة صحافية مع بزشكيان (موقع المرشد)

تبدأ، الأحد، مهمة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، حين تُقام مراسم المصادقة عليه، برعاية المرشد علي خامنئي، بينما تفيد تقارير بأنه بات قريباً من إعلان وزرائه الجدد.

وقالت وكالة «مهر» الحكومية، السبت، إن مراسم المصادقة ستقام الأحد في العاشرة صباحاً، برعاية خامنئي، بحضور مسؤولين وعسكريين ورؤساء وأساتذة، وممثّلي مختلف النقابات في طهران بحسينية الخميني، التابعة لمكتب خامنئي.

وأوضحت الوكالة الإيرانية أن «خامنئي سيصادق علی قرار تنصیب مسعود بزشكيان رئیساً لإيران».

بزشكيان يحمل صورة تجمعه مع خامنئي حين كان وزيراً للصحة (موقع المرشد)

وسيقدّم وزير الداخلية في المراسم «تقريراً عن عملية إجراء الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الرئاسية الـ14، وبعد تنفیذ قرار التنصیب سیُلقي کل من خامنئي وبزشكیان کلمة في هذه المراسم، وفقاً لـ«مهر».

ونشرت مواقع إيرانية صورة من تجهيز مرسوم رئاسة بزشكيان، الذي حالما ينتهي سيتوجه إلى البرلمان لأداء اليمين الدستورية.

ووفقاً للدستور الإيراني، فإن بزشكيان عليه أن يتلو كلمات خلال القسم، منها: «بصفتي رئيساً للجمهوریة، أقسم أمام القرآن الکریم وشعب إيران، بأنني سوف أحرس الدين الرسمي والنظام ودستور البلاد، وأستثمر كل ما لديّ من قدرات وإمكانات بالمسؤوليات المُلقاة علی عاتقي، وأَنذر نفسي لخدمة الشعب وازدهار البلاد، ونشر الدين والأخلاق، وأدعم الحق والعدالة».

وبعد مراسم التنصيب يكون أمام الرئيس الجديد أسبوعان لتقديم برنامجه، والوزراء المقترَحين إلى البرلمان الإيراني.

وكان بزشكيان شدّد على «اتّباع النهج العام» لخامنئي. وقال خلال مقابلة صحافية نشرها، الجمعة، موقع المرشد، إنه «قام بمراجعة التشكيلة النهائية للحكومة بمساعدة مستشاريه، ومن ثم سيتوجه في المرحلة الأخيرة إلى خامنئي، وبالتنسيق والتشاور معه سيصل إلى خلاصة نهائية بشأن تشكيلة الحكومة».

الرئيس المنتخب مسعود بزشكيان يُلقي خطاباً أمام البرلمان الأحد (ميزان)

«وفاق وطني»

وزعم بزشكيان أنه يسعى إلى تشكيل حكومة «وفاق وطني»، مُبدِياً تمسّكه بشعار «عدم إدارة البلاد من قِبل مجموعة أو فصيل واحد».

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن بزشكيان قوله، لمجموعة من مسؤولي حملته الانتخابية في أنحاء البلاد، إن المسؤولين والشخصيات السياسية جميعهم يحاولون عقد اجتماعات معه، في حين يعمل على اختيار تشكيلته الوزارية.

وفاز بزشكيان في جولة الإعادة التي جرت في 5 يوليو (تموز) الحالي، وبلغت نسبة المشاركة فيها 50 في المائة، وفق الأرقام الرسمية، وذلك بعدما تقدّم بنحو 42 في المائة خلال الجولة الأولى، التي بلغت نسبة المشاركة فيها 39.9 في المائة، وهي أدنى مشاركة في الاستحقاقات الانتخابية الإيرانية.

وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت، الأسبوع الماضي، عن 5 مسؤولين إيرانيين، بينهم اثنان من المقرّبين من الدائرة الداخلية لخامنئي، أن الأخير مهّد الطريق أمام معتدِل مغمور لكن موثوق به، وهو مسعود بزشكيان، للصعود إلى الرئاسة، في سباق هيمن عليه المحافظون المتشدّدون، وذلك بعدما اطّلع على تقرير استخباراتي توقّع مشاركة 13 في المائة من الإيرانيين في الانتخابات.

وقالت المصادر إن السجل المعتدل لبزشكيان من شأنه إرضاء الإيرانيين الساخطين، وضمان الاستقرار الداخلي، وسط تصاعُد الضغوط الخارجية، كما يوفر لخامنئي حليفاً موثوقاً به في اختيار خليفة له في نهاية المطاف.