بهشلي يتمسك بإردوغان «منقذاً لتركيا» في قرنها الجديد

تلويح بإجراءات لترشحه لولاية ثالثة... وانفتاح غير رسمي على الأكراد

الرئيس رجب طيب إردوغان (أرشيفية - رويترز)
الرئيس رجب طيب إردوغان (أرشيفية - رويترز)
TT

بهشلي يتمسك بإردوغان «منقذاً لتركيا» في قرنها الجديد

الرئيس رجب طيب إردوغان (أرشيفية - رويترز)
الرئيس رجب طيب إردوغان (أرشيفية - رويترز)

لاحت مؤشرات قوية جديدة على إمكانية اتخاذ إجراءات للسماح للرئيس رجب طيب إردوغان، بالترشح للرئاسة لفترة ثالثة وتجاوز العائق الدستوري أمام ترشحه لولاية جديدة.

وأعلن حزب «الحركة القومية» المتحالف مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في إطار «تحالف الشعب» أن البرلمان قد يقرر تجديد الانتخابات لإعادة انتخاب إردوغان.

وقال رئيس «الحركة القومية» دولت بهشلي، في خطاب أمام المؤتمر العام الـ14 لحزبه المنعقد في أنقرة، والذي انتخبه ليل الأحد/ الاثنين رئيساً للحزب للمرة الـ11 وكان هو المرشح الوحيد، إن إردوغان أعلن أخيراً أن الانتخابات المحلية التي ستجرى في 31 مارس (آذار) الحالي ستكون الأخيرة له، ونحن نقول له: «لا يمكنك المغادرة... لا يمكنك ترك الأمة التركية وحدها، نريد أن نراكم كزعيم منقذ لتركيا في قرنها الجديد».

لقاء بين إردوغان وبهشلي (أرشيفية - الرئاسة التركية)

كان إردوغان أعلن خلال لقاء مع وقف الشباب التركي أخيراً، أن الانتخابات المحلية ستكون «الأخيرة» له. وقال: «مع السلطة الممنوحة لي بموجب القانون، فإن هذه الانتخابات هي انتخاباتي الأخيرة، لكن النتيجة ستكون بركة لإخواني الذين سيأتون من بعدي. سيكون هناك انتقال للثقة».

وعملياً تولى إردوغان الرئاسة ثلاث فترات متتالية، لكن أولاها كانت في ظل النظام البرلماني، وبعد تعديل الدستور في عام 2017 ترشح للرئاسة في الانتخابات المبكرة في 2018 وأصبح من حقه الترشح مجدداً لولاية ثانية وأخيرة (تحققت في الانتخابات الأخيرة في مايو/ أيار الماضي)، بموجب التعديلات الجديدة.

وقال بهشلي: «لقد قوبل خطاب رئيسنا الموقر بشهية كبيرة، وبخاصة من جناح اليسار، ومن هنا أقول لرئيسنا لا يمكنك المغادرة، لا يمكنك ترك الأمة التركية وحدها، نحن معك كـ(تحالف الشعب) ونريد أن نراكم كزعيم منقذ للقرن الجديد، نحن حزب (الحركة القومية) شركاء في (تحالف الشعب) ومن حقنا أن نقول كلمتنا في هذا الأمر».

بدوره، قال نائب رئيس «الحركة القومية» فيتي يلديز، في تصريح على هامش مؤتمر الحزب، إن «البرلمان قد يقرر تجديد الانتخابات لإعادة انتخاب الرئيس إردوغان».

بهشلي بعد إعادة انتخابه رئيساً لحزب «الحركة القومية» للمرة الـ11 (من موقع الحزب)

والثلاثاء الماضي، قال وزير العدال يلماظ تونش، رداً على سؤال بشأن تصريح إردوغان، إنه «وفقاً للمادة 101 من الدستور، يتم انتخاب الرئيس لمدة 5 سنوات ويمكن انتخابه لفترتين فقط، لكن الفقرة 3 من المادة 116 من الدستور، تنص على أنه إذا دعا البرلمان إلى تجديد الانتخابات في الولاية الثانية للرئيس فإن الطريق تصبح مفتوحة أمامه للترشح للمرة الثالثة».

وسبق ذلك إدلاء وزير العدل السابق النائب الحالي بالبرلمان عن ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي البلاد، بكير بوزداغ، بتعليق مماثل على حسابه في «إكس»، مستنداً إلى النص ذاته.

ويمكن للبرلمان التركي الدعوة إلى تجديد الانتخابات (إجراء انتخابات مبكرة)، بطلب من أغلبية الأعضاء، من دون سبب محدد، بشرط موافقة 360 نائباً من بين عدد النواب الإجمالي 600 نائب.

تقارب مع الأكراد

في غضون ذلك، تصاعد الجدل حول تقارب بين حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وحزب «المساواة الشعبية والديمقراطية» وعقد لقاءات قبل الانتخابات المحلية على الرغم من هجوم إردوغان على حزب «الشعب الجمهوري» بسبب انفتاحه على الحزب المؤيد للأكراد، والذي يتهمه بدعم حزب «العمال الكردستاني» المصنف تنظيماً إرهابياً.

مؤيدو حزب «المساواة الشعبية والديمقراطية» يحتفلون بعيد النيروز بإسطنبول الأحد (أ.ب)

وكشف السياسي الكردي المخضرم، المرشح لرئاسية بلدية ماردين من حزب «المساواة الشعبية والديمقراطية» أحمد تورك، عن لقاءات غير رسمية مع الحزب الحاكم، قائلاً: «ليس لدينا اجتماعات رسمية، لكننا نلتقي بنواب بالبرلمان وهم يعبرون أيضاً عن عدم ارتياحهم للسياسة التي يتبعها حزبهم اليوم تجاه القضية الكردية».

ولفت إلى أن تحالف «العدالة والتنمية» مع «الحركة القومية» يصعّب اللقاء مع إردوغان، وأن نواب «العدالة والتنمية» عبروا عن هذا الرأي أيضاً، مؤكداً أن إردوغان بما يملكه من سلطات هو الوحيد القادر على حل المشكلة الكردية.

واختتم، الأحد، مؤتمر «تجارب حل النزاعات وعملية السلام في العالم والسلام في الشرق الأوسط والحل الديمقراطي للقضية الكردية»، الذي نظمته جمعية حقوق الإنسان التركية فرع ديار بكر.

وفي تصريحات على هامش المؤتمر، قال النائب البرلماني عن حزب «المساواة الشعبية والديمقراطية»، جنجيز تشاندار، إن إردوغان ينتظر نتيجة الانتخابات المحلية لتحديد ما إذا كان سيتخذ خطوة جدية لحل القضية الكردية على غرار مفاوضات السلام الداخلي التي عُقدت قبل 10 سنوات.

وتوقع أن تكون القضية الأولى بالنسبة للحكومة بعد الانتخابات المحلية هي وضع دستور جديد للبلاد، مشدداً على أن الحقوق الكردية، ومسألة اللغة الأم، كل هذه الأمور يجب أن تدرج في الدستور الجديد.


مقالات ذات صلة

خلاف مبطن بين إردوغان وبهشلي قد يقود لانتخابات مبكرة في تركيا

شؤون إقليمية الشرطة تمنع أعضاء مجلس بلدية أسنيورت في إسطنبول من حزب «الشعب الجمهوري» من دخول مبناها بعد عزل رئيسها أحمد أوزرا (موقع الحزب)

خلاف مبطن بين إردوغان وبهشلي قد يقود لانتخابات مبكرة في تركيا

تصاعدت حدة الجدل في تركيا حول تصريحات رئيس حزب «الحركة القومية» بأن هدف الدستور الجديد الذي يجري إعداده هو ترشيح الرئيس رجب طيب إردوغان للرئاسة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان وبهشلي خلال احتفال تركيا بذكرى تأسيس الجمهورية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

بهشلي يشعل جدلاً جديداً: دستور تركيا الجديد هدفه إبقاء إردوغان رئيساً

فجر رئيس حزب "الحركة القومية" جدلا جديدا في تركيا بإعلانه أن هدف الدستور الجديد للبلاد سيكون تمكين الرئيس رجب طيب إردوغان من الترشح للرئاسة مجددا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مصادمات بين الشرطة ومحتجين على عزل رئيسة بلدية بطمان جنوب شرقي تركيا (إعلام تركي)

تركيا: احتجاجات واعتقالات بعد عزل رؤساء 3 بلديات موالين للأكراد

شهدت تركيا مصادمات عنيفة بين الشرطة ومحتجين على عزل 3 رؤساء بلديات من حزب موالٍ للأكراد، مع استمرار التوتر على خلفية اعتقال أحد رؤساء البلديات في إسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسطنبول على اعتقال رئيس بلدية أسنيورت المعارض أحمد أوزار (أ.ب)

صدام جديد بين تركيا والاتحاد الأوروبي... وأوزال يطالب إردوغان بانتخابات فورية

وقع صدام جديد بين تركيا والاتحاد الأوروبي، على خلفية التقرير السنوي لتقدمها في مفاوضات الانضمام، في وقت تتصاعد فيه أزمة اعتقال رئيس بلدية أسنيورت بإسطنبول.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال كلمة أمام مجموعة حزبه بالبرلمان الأربعاء (الرئاسة التركية)

اعتقال رئيس بلدية في إسطنبول بتهمة الإرهاب يفجّر أزمة بين المعارضة وإردوغان

نشبت أزمة جديدة بين المعارضة والحكومة في تركيا على خلفية اعتقال رئيس واحدة من أكبر بلديات إسطنبول من حزب الشعب الجمهوري لاتهامه بالإرهاب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)
قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)
TT

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)
قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

اندلعت أعمال عنف وشغب تخللتها أعمال حرق ونهب لمحال تجارية في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل 3 رؤساء بلديات منتخبين من حزب «الديمقراطية والمساواة للشعب» المؤيد للأكراد لاتهامهم بدعم الإرهاب. وفي الوقت ذاته، استمرت المصادمات بين الشرطة ونواب حزب الشعب الجمهوري في إسطنبول على خلفية اعتقال رئيس بلدية إسنيورت، أحمد أوزار، بتهمة دعم الإرهاب والاتصال بعناصر في حزب العمال الكردستاني.

وقام محتجون غاضبون بأعمال عنف وشغب في شوارع مدينة بطمان وتحولت الشوارع ساحة معركة مع الشرطة التي اعتقلت العشرات من المتظاهرين بعد إشعالهم النار ونهب أحد المحال.

وقالت المديرية العامة للأمن، في بيان في ساعة متأخرة من ليل الخميس - الجمعة، إنه تم القبض على 140 مشتبهاً بهم في 8 ولايات، هي: ماردين، بطمان، شانلي أورفا، إسطنبول، وان، ديار بكر، أضنة وأنطاليا، بسبب إلقائهم الحجارة على قوات الأمن؛ ما أسفر عن إصابة 16 شرطياً، ومواطنَين اثنين.

وأضاف البيان أنه تم اتخاذ إجراءات قانونية ضد 75 شخصاً من مديري حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، لنشرهم منشورات استفزازية وتحريضية، مطالباً المواطنين بالابتعاد عن الاستفزازات.

وحذَّر البيان من ارتكاب جرائم تؤذي الناس والبيئة والممتلكات بوسائل غير قانونية، مشدداً على أن الدولة التركية قوية، وأن من دبروا هذه المؤامرات ضد الدولة سينالون الجزاء الذي يستحقونه.

أعمال شغب وحرائق واشتباكات مع الشرطة في بطمان (إكس)

وعقب اعتقال قوات الأمن التركية رئيس بلدية إسنيورت، كبرى بلديات ولاية إسطنبول، أحمد أوزار، الأسبوع الماضي، وتوقيفه بتهمة الإرهاب وإجراء اتصالات على مدى 10 سنوات مع أعضاء في حزب العمال الكردستاني، المصنف منظمة إرهابية، قررت وزارة الداخلية عزل رئيسي بلدية ماردين، السياسي الكردي المخضرم أحمد تورك، ورئيسة بلدية بطمان جولستان شونوك، وبلدية هالفيتي، التابعة لمدينة شانلي أورفا، محمد كارايلان، بالتهم نفسها؛ ما أدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة، لا تزال مستمرة.

وفي إسطنبول تواصلت المشاحنات اليومية بين الشرطة ونواب وأعضاء حزب الشعب الجمهوري، منذ اعتقال رئيس بلدية إسنيورت، أحمد أوزار، الأربعاء قبل الماضي، في ظل تصدي الشرطة لمنع أعضاء مجلس البلدية المنتمين للحزب من دخول مبناها بعد تعيين نائب والي إسطنبول وصياً عليها. ووقع اشتباك بالأيدي، الجمعة، بين الشرطة ونائب حزب الشعب الجمهوري، دنيز ياووز يلماظ بعدما منعته من دخول مبنى بلدية إسنيورت.

وخاطب يلماظ عناصر الشرطة قائلاً: «ألم تفكروا في ضباط الشرطة والجنود الشهداء عندما دعا رئيس حزب الحركة القومية، حليف حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب إردوغان، زعيم حزب العمال الكردستاني السجين، الإرهابي عبد الله أوجلان، للحديث من على منصة البرلمان والاستفادة من الحق في الأمل وإطلاق سراحه، بينما تعتقلون رئيس بلدية من حزبنا على أساس مكالمات هاتفية قبل 10 سنوات مع أشخاص لا يعلم هويتهم؟».

نائب حزب الشعب الجمهوري دنيز ياووز يلماظ خلال تجمع أمام بلدية إسنيورت في إسطنبول (من حسابه في إكس)

وأضاف: «لقد تم اعتقال رئيس بلدياتنا الأكاديمي المعروف أحمد أوزر وتوقيفه بأدلة ملفقة، سنواصل مراقبتنا القوية ونكافح للتأكيد على أن الادعاءات الموجهة ضد أحمد أوزر هي أكاذيب ولا أساس لها من الصحة، وتتجاوز العقل والمنطق والضمير».

وفي أول تعليق له على أزمة عزل رؤساء بلديات المعارضة وتعيين أوصياء بدلاً منهم، قال الرئيس رجب طيب إردوغان إن «من يستغل منصبه سيدفع الثمن بالتأكيد».

وأضاف إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من المجر بعد مشاركته في قمة المجتمع السياسي الأوروبي الخامسة، نُشرت الجمعة: «قلنا دائماً إنه لا يمكن الجمع بين الإرهاب والديمقراطية والسياسة المدنية، وإن انتخاب أي شخص لا يعطيه الحق في التدخل والتسلح بالإرهاب، فواجبه السياسي أن يخدم شعبه ومدينته ومنطقته، ولن نتسامح مع بارونات الإرهاب في قنديل (شمال العراق) وأوروبا أو التنظيم الانفصالي (حزب العمال الكردستاني) الذي يتم دعمه في هياكل المدن».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

وتابع أننا نتابع التحقيقات التي يتم إجراؤها والأدلة والادعاءات والمعلومات والوثائق المتعلقة بالأفراد المذكورين (رؤساء البلديات المعزولين)، و«لا يمكننا أن نتوقع أن يتجاهل القضاء هذه الادعاءات والجرائم الخطيرة التي ظهرت الآن إلى النور». وانتقد إردوغان حزب الشعب الجمهوري، قائلاً: «لا ينبغي للمعارضة أن تحاول الضغط على القضاء لعدم القيام بواجبه، وإن تهديد مدعي العموم واستهداف رجال القانون وإهانتهم بشكل خاص هو محض لصوصية، أهنئ السلطة القضائية على الفطنة التي تتمتع بها في هذه القضية».