صدام جديد بين تركيا والاتحاد الأوروبي... وأوزال يطالب إردوغان بانتخابات فورية

على خلفية تقرير التقدم في المفاوضات وأزمة رئيس بلدية أسنيورت

احتجاجات في إسطنبول على اعتقال رئيس بلدية أسنيورت المعارض أحمد أوزار (أ.ب)
احتجاجات في إسطنبول على اعتقال رئيس بلدية أسنيورت المعارض أحمد أوزار (أ.ب)
TT

صدام جديد بين تركيا والاتحاد الأوروبي... وأوزال يطالب إردوغان بانتخابات فورية

احتجاجات في إسطنبول على اعتقال رئيس بلدية أسنيورت المعارض أحمد أوزار (أ.ب)
احتجاجات في إسطنبول على اعتقال رئيس بلدية أسنيورت المعارض أحمد أوزار (أ.ب)

وقع صدام جديد بين تركيا والاتحاد الأوروبي، على خلفية التقرير السنوي لتقدمها في مفاوضات الانضمام، في حين تصاعدت أزمة اعتقال رئيس بلدية أسنيورت في إسطنبول، مع ضغوط من المعارضة للتوّجه إلى الانتخابات المبكرة.

ورفضت تركيا ما ورد في تقرير المفوضية الأوروبية حول تقدُّمها في المفاوضات، ضمن تقارير حزمة التوسع لـ10 دول، من بينها غرب البلقان وأوكرانيا وتركيا.

وقالت الخارجية التركية، في بيان، إن التقرير الأوروبي يعكس وجهات النظر غير القانونية والمتطرفة لليونان وقبرص، وأن ما ورد به بخصوص القضية القبرصية، يتعارض مع الواقع، ويتجاهل تماماً المخاوف المشروعة لتركيا وجمهورية شمال قبرص التركية.

وعبّر التقرير، الذي أعلنه مفوض شؤون التوسعة بالاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، في مؤتمر صحافي مع الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل، في بروكسل الأربعاء، عن ارتياح الاتحاد الأوروبي لحالة الاستقرار في شرق البحر المتوسط، لكنه رفض موقف تركيا من قبرص، وإصرارها على حل الدولتين في الجزيرة المنقسمة بين شطرين؛ شمالي تركي وجنوبي يوناني.

ممثل السياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل ومفوض شؤون التوسعة أوليفر فارهيلي في بروكسل (من حساب الأخير في «إكس»)

وأكدت الخارجية التركية أن حل القضية القبرصية لن يكون إلا بمشاركة شطري الجزيرة والدول الضامنة الثلاث (تركيا، اليونان، بريطانيا) والأمم المتحدة. كما رفضت الخارجية التركية ما ورد في التقرير بشأن السياسة والديناميات الداخلية لتركيا.

خلافات وإيجابيات

وكان التقرير قد جدّد مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن تراجع المعايير الديمقراطية وسيادة القانون واستقلال القضاء والحقوق الأساسية وحبس السياسيين والصحافيين ورؤساء البلديات في تركيا، وعدم امتثالها لقرارات محكمة حقوق الإنسان الأوروبية، فضلاً عن عدم إحرازها تقدماً في مفاوضات الانضمام على مدى 5 سنوات.

وقالت الخارجية التركية: «إن التقرير يؤكد أن تركيا التزمت بمعايير الاتحاد الأوروبي في كثير من المجالات، من خلال مواءمة تشريعاتها مع معايير الاتحاد الأوروبي». وأضافت: «أنه من الممكن اتخاذ خطوات مشتركة في كثير من المجالات، من خلال إحياء جميع آليات الحوار الهيكلي المجمدة، مثل مجلس الشراكة واجتماعات الحوار رفيعة المستوى في المجالات الحيوية».

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال مشاركته في اجتماع غير وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي (الخارجية التركية)

وكان التقرير الأوروبي قد لفت إلى أن تركيا لعبت دوراً بنّاءً في شرق المتوسط، وحسّنت علاقاتها مع اليونان، وطوّرت تعاونها مع الاتحاد الأوروبي في القضايا التجارية.

وقالت الخارجية التركية: «إنه تماشياً مع نهجنا البنّاء المذكور في التقرير الأوروبي، ننتظر إزالة العقبات السياسية التي تعترض العلاقات مع الاتحاد الأوروبي».

وأضافت: «أن التحديات الإقليمية والعالمية الحالية تتطلب منظوراً جديداً للعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وأن الجهود التي بذلها الاتحاد الأوروبي مؤخراً للتعاون مع تركيا كانت موضع ترحيب».

أزمة بلدية أسنيورت

بالتوازي، تصاعدت أزمة اعتقال رئيس بلدية أسنيورت في إسطنبول، أحمد أوزر، المنتمي إلى حزب «الشعب الجمهوري» بتهم تتعلق بالإرهاب والتواصل على مدى أكثر من 10 سنوات مع قيادات وأعضاء في حزب «العمال» الكردستاني، المصنف بوصفه منظمة إرهابية.

وطالب رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال مؤتمر جماهيري حاشد للحزب بمشاركة حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، وممثلي المنظمات الحقوقية والمدنية أمام مبنى بلدية أسنيورت، مساء الخميس، بالتوّجه إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية في البلد على الفور، بعدما كان يدعو في السابق إلى إجرائها بشكل مبكر بعد عام ونصف العام.

أوزال طالب أمام تجمع في إسطنبول بالتوجه إلى الانتخابات على الفور (موقع حزب «الشعب الجمهوري»)

وقال أوزال مخاطباً الرئيس رجب طيب إردوغان: «إذا كانت لديكم الشجاعة، فلا تهربوا كما يهرب السكين من العظم، تعالوا وواجهونا، نحن مستعدون للانتخابات في أي وقت، دعونا نرَ إذا كنا جيدين أم سيئين». وأضاف: «خوفكم من خسارة الانتخابات هو سبب جهودكم وخططكم لمحاصرة إسطنبول وتركيا، بدءاً من أسنيورت»، متهماً إردوغان بالسعي لإشاعة الاستقطاب في البلاد مرة أخرى.

وهاجم أوزال المدعي العام في إسطنبول، أكين غورليك، الذي أصدر قراراً بحبس رئيس بلدية أسنيورت في سجن سليفري، شديد الحراسة في غرب إسطنبول، وردّ وزير العدل، يلماظ تونتش، عبر حسابه في «إكس»، بأن تهديد القضاء «أمر غير مقبول».

تجمع حاشد أمام بلدية أسنيورت في إسطنبول مساء الخميس ضد اعتقال رئيس البلدية أحمد أوزار (أ.ب)

من جانبها، أكدت الرئيس المشارك لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تولاي حاتم أوغلاري، في كلمة خلال التجمع، رفض حزبها تعيين الحكومة وصياً على بلدية أسنيورت، التي تعد من كبرى بلديات إسطنبول، قائلة: «إن هذا القرار هو انقلاب على الديمقراطية وإرادة الشعب».

وعَدّ رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، في كلمة خلال التجمع، أن اعتقال رئيس بلدية أسنيورت استهدف الضغط على الأمة من أجل الفوز في الانتخابات المقبلة، مؤكداً أن إردوغان وحزبه والمتحالفين معه، لن يتمكنوا من ذلك، وسيبقون عالقين تحت هذه الممارسة «المشينة» التي نفذوها تحت ستار القانون.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحذّر من «عواقب» حظر إسرائيل للأونروا على اتفاقية شراكة محورية

أوروبا مقر مبنى الأونروا بعد أن دمّرته القوات الإسرائيلية في طولكرم بالضفة الغربية (أ.ب)

الاتحاد الأوروبي يحذّر من «عواقب» حظر إسرائيل للأونروا على اتفاقية شراكة محورية

حذّر شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي اليوم الخميس من أن قرار إسرائيل حظر وكالة الأونروا في غزة قد يؤدي إلى إلغاء اتفاقية ترسخ علاقات إسرائيل التجارية مع بروكسل.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شؤون إقليمية متظاهر في برلين يحمل صورة جمشيد شارمهد (أ.ف.ب)

العلاقات الألمانية – الإيرانية إلى «أدنى مستوى»

وصفت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد إعدام المواطن الألماني - الإيراني جمشيد شارمهد، بأنها تراجعت إلى «أدنى مستوياته

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية ممثل السياسة الخارجية والأمنية جوزيب بوريل ومفوض شؤون التوسعة أوليفر فارهيلي في مؤتمر صحافي في بروكسل (من حساب الأخير في «إكس»)

الاتحاد الأوروبي قلق لتراجع تركيا ديمقراطياً

عبّر الاتحاد الأوروبي عن مخاوفه بشأن تراجع المعايير الديمقراطية وسيادة القانون واستقلال القضاء والحقوق الأساسية في تركيا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية عراقجي يحضر اجتماع «3+3» لجنوب القوقاز في أنقرة (أ.ف.ب)

إيران تهاجم أوروبا وتفتح قناة خلفية لمفاوضات «النووي»

أطلقت إيران رسائل متباينة إلى أوروبا بالتزامن مع بوادر أزمة دبلوماسية حادة بين طهران وبرلين، على خلفية إعدام مواطن ألماني – إيراني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الجهاز القضائي للاتحاد الأوروبي يعلن نجاح إغلاق خوادم إحدى أكبر منصات البرامج الضارة في العالم التي استهدفت ملايين الضحايا (رويترز)

تعاون عالمي مكن الشرطة من إحباط برمجيات خبيثة استهدفت الملايين

أعلن الجهاز القضائي للاتحاد الأوروبي (يوروجست) اليوم الثلاثاء أن عملية للشرطة العالمية نجحت في إغلاق خوادم إحدى أكبر منصات البرامج الضارة في العالم.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

إيران تصعّد ضد إسرائيل والغرب: قد نزيد نطاق الباليستي

المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)
TT

إيران تصعّد ضد إسرائيل والغرب: قد نزيد نطاق الباليستي

المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)
المرشد الإيراني علي خامنئي يتحدث في لقاء بطهران يوم الأحد (وكالة أخبار غرب آسيا - رويترز)

صعدت إيران من لهجتها، الجمعة، وتوعدت إسرائيل بالرد على ضرباتها التي استهدفت قواعد صاروخية تابعة لـ«الحرس الثوري»، الأسبوع الماضي.

وبعد أن زعمت تقارير غربية، نقلاً عن مصادر، أن المرشد الإيراني علي خامنئي «أمر بالتحضير لرد انتقامي ضد إسرائيل»، أعلن مستشاره كمال خرازي، في مقابلة متلفزة، أن «طهران قادرة على إنتاج سلاح نووي».

وقال خرازي، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، إن «الموضوع المطروح حالياً هو مديات الصواريخ الباليستية التي نلاحظ حتى اليوم هواجس الدول الغربية بشأنها»، وأن «طهران من المرجح أن تزيد تلك المديات».

ومنذ الضربات الإسرائيلية، يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) المنصرم، انتقلت إيران من مرحلة إنكار قوة الضربات الإسرائيلية إلى «ضرورة الرد عليها».

ويدخل البلدان المتصارعان في حرب ظل، مرحلة خطيرة تكاد تقترب من المواجهة المباشرة، منذ هجوم «حماس» على إسرائيل في أكتوبر 2023.

كمال خرازي رئيس اللجنة الاستراتيجية العليا للعلاقات الخارجية الخاضعة لمكتب المرشد الإيراني (إرنا)

«فتوى النووي» مرة أخرى

وقال خرازي إن إيران قد تغير عقيدتها النووية «إذا واجهت الأمة تهديداً وجودياً».

وتابع في هذا الصدد: «لدينا الآن القدرات الفنية اللازمة لإنتاج أسلحة نووية... والفتوى الحالية للزعيم (خامنئي) هي ما يحظرها».

وأشار مستشار خامنئي إلى أن طهران «سترد بالتأكيد على العدوان الإسرائيلي في الوقت وبالطريقة المناسبين».

ومنذ ليلة الحميس - الجمعة، توالت رسائل مفاجئة من طهران، كانت تفيد بأن هجومها على إسرائيل قريب جداً، وفقاً لمنصات مقربة من «الحرس الثوري».

وكان مسؤولان إيرانيان كبيران قد صرحا، الخميس، بأن إيران تخطط للرد على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مهددَين بمواصلة دورة الانتقام بين البلدين.

وقال الجنرال علي فدوي، نائب قائد «الحرس الثوري» الإيراني: «رد إيران مؤكد. لم نترك عدواناً دون رد منذ 40 عاماً. نحن قادرون على تدمير كل ما يمتلكه الصهاينة بعملية واحدة»، وفقاً لوكالة «تسنيم».

ودفعت دورة الهجمات المتبادلة المتصاعدة بين إيران وإسرائيل على مدى الأشهر الستة الماضية المنطقة إلى شفا حرب شاملة، لكن لا يبدو أن أياً من الجانبين يتراجع.

وقال محمد محمدي غلبيغاني، رئيس مكتب المرشد الإيراني، إن إيران تخطط لتوجيه «رد عنيف وساحق» على «العمل اليائس» الذي قامت به إسرائيل، وفقاً لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«لحرس الثوري».

ونقلت الصحيفة عن «نيويورك تايمز» أن ثلاثة مسؤولين مطلعين على تخطيط طهران للحرب، قالوا إن خامنئي أمر بوضع خطط من قِبل المجلس الأعلى للأمن القومي، بعد اطلاعه على مدى الأضرار الناجمة عن الضربات الإسرائيلية.

ومع ذلك، فإن خامنئي نفسه أعلن صراحة، الأحد الماضي، أنه «لا ينبغي التقليل من الهجمات»، وأن «إسرائيل أخطأت في الحسابات».

وفي اليوم نفسه، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن بلاده «سترد على نحو مناسب».

وزعمت إيران أن الغارات الإسرائيلية تسببت في أضرار طفيفة فقط، في حين اعترفت بمقتل أربعة جنود. وتؤكد إسرائيل أن ضرباتها دمرت بنجاح الدفاعات الجوية الإيرانية وقدرات إنتاج الصواريخ.

ووفقاً لـ«نيويورك تايمز»، شعر خامنئي بأن الوفيات وحجم الهجوم الإسرائيلي يتطلبان الرد لتجنب النظر إليه على أنه يعترف بالهزيمة.

صورة من قمر اصطناعي تظهر مباني متضررة في مركز شاهرود التابع لـ«الحرس الثوري» في محافظة سمنان (أ.ب)

إسرائيل تستعد لهجوم

وذكر تقرير منفصل لموقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي، أن المخابرات الإسرائيلية تستعد للتصدي لهجوم في الأيام المقبلة يتضمن عدداً كبيراً من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة التي ستطلقها مجموعات مدعومة من إيران في العراق.

وأضاف التقرير أن تنفيذ الهجوم من خلال الميليشيات الموالية لإيران في العراق قد يكون محاولة من جانب طهران لتجنب هجوم إسرائيلي آخر ضد أهداف استراتيجية في إيران.

وقال كل من «أكسيوس» و«سي إن إن»، الأربعاء الماضي، نقلاً عن مصدر مطلع على تخطيط إيران للحرب، إن الضربة الانتقامية قد تُشن قبل الانتخابات الأميركية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

ومع ذلك، قالت مصادر تحدثت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» إن إيران ستؤجل الأمر إلى ما بعد الانتخابات؛ خوفاً من أن تؤدي التوترات المتزايدة إلى تعزيز فرص الرئيس السابق دونالد ترمب ضد الديمقراطية كامالا هاريس.