إيران: إعدام «عميل» للموساد نفذ هجوماً على منشأة عسكرية في أصفهان

تُظهر صورة الأقمار الصناعية الأضرار التي لحقت سطح منشأة عسكرية بعد هجوم مُسيرات في أصفهان فبراير الماضي (أ.ب)
تُظهر صورة الأقمار الصناعية الأضرار التي لحقت سطح منشأة عسكرية بعد هجوم مُسيرات في أصفهان فبراير الماضي (أ.ب)
TT

إيران: إعدام «عميل» للموساد نفذ هجوماً على منشأة عسكرية في أصفهان

تُظهر صورة الأقمار الصناعية الأضرار التي لحقت سطح منشأة عسكرية بعد هجوم مُسيرات في أصفهان فبراير الماضي (أ.ب)
تُظهر صورة الأقمار الصناعية الأضرار التي لحقت سطح منشأة عسكرية بعد هجوم مُسيرات في أصفهان فبراير الماضي (أ.ب)

أفادت وكالة «تسنيم»، التابعة لـ«الحرس الثوري»، اليوم الأحد، بأن سلطات البلاد نفّذت حكم الإعدام في «عميل» لجهاز المخابرات الإسرائيلي «الموساد» نفّذ هجوماً على منشأة عسكرية في أصفهان.

وذكرت الوكالة أن «عميل» الموساد كان يخطط لتفجير مَجمع تابع لوزارة الدفاع في أصفهان، جنوب العاصمة طهران، في 28 فبراير (شباط) من العام الماضي، «بتوجيه» من ضابط في الجهاز الإسرائيلي.

كانت السلطات الإيرانية قد أعدمت، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أربعة أشخاص معارضين سياسيين كُرد، بتهمة بالتخطيط لعمليات تفجير في أصفهان.

يأتي الإعلان عن تنفيذ الإعدام، وسط جدل تشهده البلاد بسبب الامتناع القياسي في الانتخابات البرلمانية الإيرانية.

صورة تناقلتها مواقع إيرانية من تعرض منشأة عسكرية لهجوم بمُسيرات في أصفهان

بدورها، ذكرت وكالة «إيسنا» الحكومية أن «العميل ألقي القبض عليه بعد 13 يوماً من مغادرة البلاد، بتنسيق قضائي، وجهود ضباط وزارة الاستخبارات، و(الحرس الثوري)، في إحدى الدول المجاورة»، دون تقديم تفاصيل.

وأشارت الوكالة إلى هجوم جرى إحباطه على منشأة للصناعات العسكرية في مدينة أصفهان وسط البلاد، نهاية يناير من العام الماضي.

ووفق الرواية الإيرانية، «تواصل أحد العملاء الرئيسيين مع عملاء الموساد عبر الإنترنت»، مشيرة إلى أنه نفّذ عمليات لحساب «الموساد» لمدة ثلاث سنوات، دون أن تحدد طبيعة تلك الهجمات.

وقالت الوكالة إنه «كان يستعدّ لتنفيذ هجمات أكبر»، مشيراً إلى أنه استأجر مستودعاً، واشترى سيارة شحن صغيرة، وثلاث سيارات أخرى، وعدداً من المُسيرات بعد دخوله البلاد.

وحينها ذكرت تقارير أن هجوماً بثلاث طائرات مُسيّرة استهدف مركزاً صناعياً تابعاً لوزارة الدفاع، وقالت إيران إن «مرتزقة النظام الصهيوني» نفذوا الهجوم، وإنه فشل.

وفي وقت لاحق، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن إسرائيل نفذت ضربة سرية بطائرة مُسيرة ضد مجمع عسكري في أصفهان. وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» إن «هجوم المُسيّرات على إيران في أصفهان حقق نجاحاً هائلاً، رغم المزاعم الإيرانية».

تُظهر صورة الأقمار الصناعية الأضرار التي لحقت سطح منشأة عسكرية بعد هجوم مُسيرات في أصفهان فبراير الماضي (أ.ب)

وبعد هجوم يناير، أثارت تغريدة نشرها مستشار الرئيس الأوكراني غضب طهران. وقال مخايلو بودولياك، في «تغريدة»: «منطق الحرب لا يرحم وفتّاك. يحاسَب المسؤول والمتواطئ بحزم... ليلة متفجرة في إيران... إنتاج مُسيّرات وصواريخ ومصافٍ نفطية. حذّرناكم».

وتعرضت المنشأة نفسها لهجوم آخر، في 4 أبريل (نيسان) العام الماضي. وأفاد إعلام «الحرس الثوري» بأن «مجمع أمير المؤمنين، التابع لوزارة الدفاع في أصفهان، هدف لهجوم فاشل بطائرة مُسيّرة صغيرة أحبطته أنظمة الدفاع»، مضيفاً أن المحاولة لم تسفر عن أي أضرار.

وتخوض إسرائيل وإيران «حرب ظل»، منذ سنوات، جواً وبراً وبحراً، وتشمل أيضاً هجمات إلكترونية.

ودأبت إسرائيل على استهداف المواقع العسكرية والنووية داخل إيران، واغتالت علماء ومسؤولين عن المشروع النووي الإيراني، داخل البلاد وخارجها.


مقالات ذات صلة

لافروف: موسكو على تواصل مع دمشق

أوروبا عنصر سوري يحرس مدخل قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية الساحلية السورية (رويترز)

لافروف: موسكو على تواصل مع دمشق

حمَّل الوزير الروسي خلال مؤتمر صحافي في موسكو، الثلاثاء، النظام السوري السابق المسؤولية عن تدهور الوضع في البلاد.

رائد جبر (موسكو)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب (أ.ف.ب)

دعوات لترمب لاستثمار «فرصة فريدة» لردع إيران

أوصى تقريران جديدان الرئيس دونالد ترمب باتخاذ خطوات جذرية لإعادة فرض أقصى العقوبات على نظام الحكم في إيران واستغلال حالة الضعف التي يعاني منها.

إيلي يوسف (واشنطن)
شؤون إقليمية بزشكيان ونائبه محمد رضا عارف خلال اجتماع الحكومة... الأحد (الرئاسة الإيرانية)

إيران توجه رسالة «خفض تصعيد» للغرب قبيل اتفاق استراتيجي مع روسيا

يوجِّه الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء الأربعاء، «رسالة مهمة» لإجراء مفاوضات «عادلة»، قبل ساعات من التوجه إلى موسكو، حيث سيوقِّع مع بوتين اتفاق شراكة.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية تخت روانتشي يطلِع لجنة الأمن القومي على نتائج الجولة الثانية من الحوار مع الأوروبيين مطلع الشهر الماضي (موقع البرلمان)

طهران: المحادثات مع الأوروبيين في جنيف «بنَّاءة وصريحة»

وصفت إيران الجولة الجديدة من الحوار بشأن برنامجها النووي المثير للجدل مع فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة في جنيف بـ«الجدية والصريحة والبنَّاءة».

«الشرق الأوسط» (لندن - جنيف)
شؤون إقليمية إيرانية تمر أمام لوحة إعلانية مناهضة لإسرائيل كُتب عليها باللغة العبرية: «في الدم الذي سفكته ستغرق» نوفمبر الماضي (إ.ب.أ)

إسرائيل تتهم إيران بمحاولة خطف رجل أعمال

اتهم مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، إيران بمحاولة اختطاف رجل أعمال إسرائيلي عبر استدراجه إلى دولة ثالثة.

«الشرق الأوسط» (تل ابيب)

عندما قال ترمب لنتنياهو: أريدك رجلاً

الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)
TT

عندما قال ترمب لنتنياهو: أريدك رجلاً

الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترمب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أرشيفية - أ.ب)

لم يكن صدفة أن يقول وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في الأسبوع الماضي إن الاتفاق الذي يتبلور حول الصفقة لوقف النار الدائم وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس» هو نفسه الذي كان مطروحاً ومقبولاً في شهر مايو (أيار) الماضي. فلماذا فشل في حينه، بينما اليوم ينجح؛ فالمضمون لم يتغير، وظروف إسرائيل التي جعلت رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يوافق عليها في حينه، هي أيضاً لم تتغير.

كما هو معروف، وقف الرئيس الأميركي جو بايدن يومها، وأعلن أن نتنياهو طرح عليه خطة لوقف النار في غزة تفضي إلى إطلاق سراح المخطوفين الإسرائيليين. وطلب من نتنياهو علناً أن يوافق على هذه الخطة. وبدا ذلك ضرباً من الكوميديا السوداء. فماذا يعني أن تطلب منه أن يوافق على الخطة التي وضعها هو نفسه؟ وتَبَيَّنَ لاحقاً أن نتنياهو طرح الخطة على أمل أن ترفضها «حماس» كما فعلت في مرات سابقة، فلما وافقت عليها «حماس» تراجع.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن (أرشيفية - رويترز)

منذ ذلك الوقت وحتى اليوم طرحت الخطة مع تعديلات مرتين، في يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول)، ورفضها نتنياهو في الحالتين. وقال إن على «حماس» أن تقدم تنازلات أخرى. وقال لإدارة بايدن إن تلميحها بأن إسرائيل هي التي تعرقل الصفقة يشجع «حماس» على التقدم بمطالب جديدة، لذلك عليهم أن يواصلوا اتهام «حماس» بإفشالها. وراح جيش نتنياهو في الشبكات الاجتماعية يحرِّض على بايدن بأسلوب قاسٍ. وهكذا رضخ بايدن وفعل ما طلبه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وفي هذه الأثناء، واصل نتنياهو الحرب، وقام بتوسيعها وبتعميقها، وحقق مكاسب عسكرية جدية فيها، من اغتيال رئيسي حركة «حماس» إسماعيل هنية ويحيى السنوار، وعدد كبير من قادتها الميدانيين، وقادة الصفين الأول والثاني في «حزب الله» وفي مقدمتهم حسن نصر الله، وتفجير أجهزة الاتصال، ونفذ عملية اجتياح في لبنان. ونفذ غارات في إيران واليمن. وإبان ذلك، واصل عمليات تدمير قطاع غزة والقتل الجماعي فيه والتجويع والتعطيش. وقام باحتلال محوري فيلادلفيا ونتساريم.

ولم تسلم إسرائيل من هذه العمليات، فغرق جيشها في وحل غزة، وقتل في قطاع غزة خلال الفترة من مايو وحتى اليوم 122 جندياً وضابطاً إسرائيلياً، ليرتفع عدد القتلى منذ اجتياح غزة إلى 400 ضابط وجندي. كما قُتل في هذه الفترة 8 محتجزين إسرائيليين، اثنان كما يبدو قُتلا في قصف الجيش الإسرائيلي و6 على يد «حماس». وصدرت عن محكمة الجنايات الدولية أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق، يوآف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وتعززت صورة إسرائيل في الساحة الدولية بوصفها دولة احتلال بشع يقتل المدنيين بشكل جماعي، ويقتل الصحافيين والأطباء، ويضرب بعُرض الحائط القوانين والمواثيق الدولية. وأصبحت تحرج حلفاءها في الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي التي تطالب بوقف القتال. وبات واضحاً أن نتنياهو يحكم إسرائيل وفقاً لأهوائه ومصالحه الشخصية والحزبية، وليس المصلحة الوطنية.

مروحية عسكرية إسرائيلية تهبط في شمال غزة الثلاثاء (رويترز)

ورغم هذا كله، لم يحقق نتنياهو وجيشه، طيلة 15 شهراً، أياً من أهداف الحرب؛ فلم يحرر الأسرى، ولم يتمكن من تصفية «حماس»، ولم يمنع الصواريخ عن غلاف غزة، ولم يُعِدِ المواطنين النازحين إلى بيوتهم. وسادت القناعة لدى غالبية الجمهور الإسرائيلي بأن الحرب استنفدت نفسها، وصار الجنود يرون أنهم يحاربون دون هدف استراتيجي، وأنهم يموتون هباءً.

لكن نتنياهو واصل الحرب بعناد مريب، ولو كان الأمر بيده، لما أوقفها اليوم أيضاً. وإذا كان يبدو الآن جاهزاً لوقفها وإبرام صفقة، فإن ذلك تم فقط بسبب اللهجة الجديدة التي بات يسمعها من واشنطن؛ فقد انتًخب لرئاسة الولايات المتحدة دونالد ترمب، الذي لا يتوسل ويرجو نتنياهو مثل بايدن، بل يقدم أوامر. وعندما يتذرع نتنياهو بحجة «الحسم الديمقراطي» يقول إنه لا يستطيع تمرير هذا القرار؛ لأن لديه معارضة يمينية، يجيبه ترمب: «أنا أريدك رجلاً، قائداً قوياً. والقائد القوي هو الذي يستطيع اتخاذ قرارات».

لقد أصبح واضحاً أن تدخُّل ترمب بشكل شخصي، وإرساله مندوباً شخصياً عنه إلى المفاوضات، حسما موقف نتنياهو. وهذا المندوب، ستيف ويتكوف، بدأ تدخُّله بتحديد موعد دخول ترمب إلى البيت الأبيض كحد أقصى للتوصل إلى صفقة، وطلب إرسال وفد تفاوض رفيع إلى الدوحة، يحمل صلاحيات تفاوض كاملة. وعندما اتفق على البنود، سافر إلى تل أبيب في يوم العطلة اليهودية، السبت، وراح يمر على بنود الصفقة بنداً بنداً وهو يسأل نتنياهو إن كان يوافق عليه شخصياً. وهكذا أتم الصفقة.