أظهرت صور الأقمار الصناعية، أضراراً لحقت بما وصفته إيران بمنشأة عسكرية، استهدفت فيها طائرات مُسيرة إسرائيلية قبل أسبوع، وهو أحدث هجوم من نوعه وسط «حرب الظل» القائمة بين البلدين.
في حين لم تقدم إيران أي تفسير عن طبيعة المنشأة العسكرية الواقعة في أصفهان على بعد 350 كيلومتراً جنوب العاصمة طهران، فإن هجوم الطائرات المُسيرة هدد بإثارة التوترات بين طهران وتل أبيب مجدداً.
وحال الطقس القائم دون التقاط صور الأقمار الصناعية لموقع الورشة منذ تعرضها لهجوم من قبل ما وصفته إيران بالمسيرات الرباعية (كوادكوبتر) المحمولة بالقنابل فجر أحد الأسبوع الماضي. وتمكن قمر شركة «بلانيت لابز بي بي سي» من التقاط صور للمصنع الخميس.
وأظهرت مقارنة الصور الجديدة بصور سابقة لسقف المصنع، تطابق هذا الضرر الجديد مع لقطات بثها التلفزيون الرسمي الإيراني مباشرة بعد الهجوم، أظهرت ثقبين على الأقل في سطح المبنى، حسبما أوردت وكالة «أسوشيتد برس» مساء الجمعة.
وتعمل مسيرات «كوادكوبتر» — التي حصلت على اسمها من خلال الدوارات الـ4 — في المعتاد من نطاقات قصيرة بطريق التحكم عن بعد. وأظهر فيديو التقط للهجوم انفجاراً في الموقع بعد أن استهدفت النيران المضادة للطائرات «الطائرات المُسيرة»، على الأرجح من إحدى الطائرات المُسيرة التي وصلت إلى سطح المبنى. وأعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أن الدفاعات الجوية أسقطت مُسيرتين أخريين قبل وصولهما إلى الموقع.
كما تشير مقاطع الفيديو التي بثها التلفزيون الإيراني الرسمي، فضلاً عن صور الأقمار الصناعية، إلى أن سقف المبنى ربما يكون قد بُني أيضاً بما يسمى «الدرع الواقي». ويشبه الهيكل قفصاً بُني حول الأسقف أو العربات المدرعة لمنع التفجير المباشر للصواريخ أو القذائف أو الطائرات المُسيرة المُحملة بالقنابل ضد هدف ما.
يشير تركيب هذه الحماية في الورشة إلى أن إيران اعتقدت أنها قد تكون هدفاً لطائرة مُسيرة.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الورشة العسكرية التي استهدفت في هجوم الطائرات المُسيرة هي تلك المنشأة الفضائية. وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لوكالة «أسوشيتد برس» ليلة الجمعة، إن «المعلومات التقنية غير متوفرة» حول ورشة العمل. وأضافت البعثة أن «جميع المنشآت العسكرية والنووية في إيران محمية بالدفاع الجوي لأنها كانت دائماً مهددة».
وزعمت وزارة الاستخبارات الإيرانية في يوليو (تموز) أنها فككت مخططاً لاستهداف مواقع حساسة حول أصفهان. وتضمنت فقرة بثت على التلفزيون الرسمي الإيراني في أكتوبر (تشرين الأول) اعترافات مزعومة من أعضاء في «كوملة»، الحزب الكردي المعارض الذي لديه مقار في إقليم كردستان العراق، بأنهم خططوا لاستهداف منشأة جوية عسكرية في أصفهان بعد أن دربهم جهاز «الموساد» الإسرائيلي.
في الأثناء ذاتها، عاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي شهدت فترة رئاسته السابقة هجمات متصاعدة تستهدف إيران، إلى منصبه، وأكد مجدداً أنه يعتبر طهران التهديد الأمني الرئيسي لبلاده. ومع إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس الآن أن إيران «قتلت» فرصة العودة إلى اتفاقها النووي مع القوى العالمية، فلا يزال من غير الواضح ما هي الدبلوماسية التي قد تعمل على الفور على تخفيف التوترات بين طهران والغرب.
وبالفعل، تزايدت المخاوف بشأن قيام طهران بتخصيب اليورانيوم بشكل أقرب من أي وقت مضى إلى مستويات صناعة الأسلحة النووية، حيث حذر مسؤول نووي رفيع المستوى في الأمم المتحدة من أن إيران لديها ما يكفي من الوقود لبناء «عدة» قنابل ذرية إذا تخيرت ذلك.
يأتي هذا الهجوم في وقت تواجه طهران تحديات في الداخل والخارج على حد سواء. فقد هزت الاحتجاجات جميع أنحاء البلاد منذ وفاة مهسا أميني، امرأة كردية إيرانية احتجزتها شرطة الأخلاق في البلاد في سبتمبر (أيلول). وهبطت العملة الوطنية إلى مستويات متدنية جديدة مقابل الدولار الأميركي. ومن ناحية أخرى، تستمر إيران في تسليح روسيا بطائرة مُسيرة تحمل قنابل تستخدمها موسكو في شن هجمات في أوكرانيا على محطات الطاقة والأهداف المدنية.
يُشتبه بأن إسرائيل شنت سلسلة من الهجمات على إيران بما فيها هجوم وقع في أبريل (نيسان) 2021 على منشأة «نطنز» النووية تحت الأرض، وأسفر عن تدمير أجهزة الطرد المركزي. وفي عام 2020، اتهمت إيران إسرائيل بشن هجوم متطور أسفر عن مقتل نائب وزير الدفاع لشؤون الأبحاث محسن فخري زادة، الذي وصفته أجهزة استخبارات غربية بأنه العقل المدبر للأبعاد العسكرية المحتملة في البرنامج النووي الإيراني.
وتعرضت ورشة «تيسا» لتجميع أجهزة الطرد المركزي في كرج إلى هجوم بطائرة مسيرة في يونيو (حزيران) 2021، وانفجرت مسيرة كوادكوبتر فوق ورشة لصناعة المسيرات في منشأة بارشين الحساسة، في مايو (أيار) الماضي. وسقط أحد خبراء وزارة الدفاع الإيراني قتيلاً.
لم تُعلق إسرائيل على هذا الهجوم الأخيرة في أصفهان بالطائرة المُسيرة. ومع ذلك، نادراً ما يعترف المسؤولون الإسرائيليون بالعمليات التي تقوم بها الوحدات العسكرية السرية في البلاد أو الموساد.
جاء في رسالة نشرها السفير الإيراني في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، الخميس: «تشير التحقيقات الأولية إلى أن النظام الإسرائيلي هو المسؤول عن هذه المحاولة العدوانية». ومع ذلك، لم توضح الرسالة أي أدلة تدعم شكوك إيران.
الأقمار الصناعية ترصد أضرار «هجوم المسيّرات» على منشأة في أصفهان
الأقمار الصناعية ترصد أضرار «هجوم المسيّرات» على منشأة في أصفهان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة