بن غفير يفرض ضابطاً مقرباً مفوضاً للسجون الإسرائيلية

بهدف تشديد القبضة الحديدية على الأسرى الفلسطينيين

اعتصام أخير لأهالي الأسرى الفلسطينيين أمام مقر الصليب الأحمر في جنين (وفا)
اعتصام أخير لأهالي الأسرى الفلسطينيين أمام مقر الصليب الأحمر في جنين (وفا)
TT

بن غفير يفرض ضابطاً مقرباً مفوضاً للسجون الإسرائيلية

اعتصام أخير لأهالي الأسرى الفلسطينيين أمام مقر الصليب الأحمر في جنين (وفا)
اعتصام أخير لأهالي الأسرى الفلسطينيين أمام مقر الصليب الأحمر في جنين (وفا)

فرض وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير على الحكومة تغيير مفوضة مصلحة السجون، ريتي بيري، وعين مفوضاً مؤقتاً من المقربين منه، رغم اتفاق الائتلاف بين حزبي بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، الذي يمنع تغيير المسؤولين الكبار في الوزارات والدوائر والمؤسسات الحكومية.

ويعد المفوض الجديد كوبي يعقوبي (50 عاماً)، شخصية مثيرة للجدل أصلاً ويشغل اليوم منصب السكرتير العسكري للوزير بن غفير، وعرف عنه وضع الخطوط العريضة لسياسته الرامية لتشديد القبضة الحديدية على الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وتخفيف شروط اعتقال الإسرائيليين المدانين بتهم أمنية ضد الفلسطينيين، وبينهم منفذ مذبحة الدوابشة الذي أدين بإحراق عائلة فلسطينية في قرية دوما وهم نيام، ما تسبب في قتل ثلاثة أفراد منها (الأب والأم والابنة)، وإصابة رابع، هو الطفل أحمد الدوابشة بجراح بليغة.

يوسف حاييم في محكمة القدس مارس 2016 لمحاكمته في قتل طفل فلسطيني (أ.ب)

وصوت غانتس وثلاثة من وزرائه ضد هذا التعيين، مؤكدين أنه خرق للاتفاق الائتلافي معهم. ولكن نتنياهو لم يعط تفسيراً لخرق الاتفاق وصوت وزراؤه مع المرشح الذي فرضه بن غفير.

وبرر مقرب من بن غفير القرار بأن المفوضة الحالية فجرت أزمة بينها وبين الوزير، ولم يعد بالإمكان الانتظار حتى انتهاء الحرب، أي لعدة شهور، حتى يتخذ قراره. وأضاف: «في كل الأحوال، تعيين يعقوبي مؤقت حتى لا تبقى مصلحة السجون بلا رئيس يقودها، وهي تضم آلاف السجناء الذين يحتاجون إلى ضبط، وإلى مؤسسة تعمل بشكل رتيب».

وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير خلال اجتماع للحكومة نهاية ديسمبر (إ.ب.أ)

من جهته، قال بن غفير: «هذا هو القرار الطبيعي. فأنا المسؤول عن مصلحة السجون والقرار هو قراري. وسأسعى إلى جعل تعيين يعقوبي ثابتاً ودائماً. فهو رجل مقاتل يعرف مهماته ويفهم سياستي، وسنستطيع معاً إحداث ثورة في عمل مصلحة السجون».

المعروف أن السجون الإسرائيلية تشهد أزمة ازدحام كبيرة، إذ إنها تضم أكثر من 11500 أسير فلسطيني، بينهم 5875 تم أسرهم فقط في الحرب الأخيرة، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وهم يعيشون في أجواء متوترة للغاية نتيجة لسياسة القبضة الحديدية التي فرضها بن غفير في زمن المفوضة الحالية. ويبث المفوض الجديد رسائل تهديد بتشديدها أكثر.

الأسرى من جهتهم يتحملون بصبر هذه السياسة ويعيشون على أمل كبير في أن يؤدي خطف إسرائيليين إلى غزة، إلى صفقة تبادل تبيض السجون الإسرائيلية، بحيث يخرج إلى الحرية جميع الأسرى. وهذا بحد ذاته يغيظ بن غفير ورفاقه الآخرون في الحكومة الإسرائيلية، وكأنهم ينتقمون من الأسرى قبل تسريحهم.

اقرأ أيضاً


مقالات ذات صلة

نتنياهو: العمل لا يزال جاريا على «آخر تفاصيل اتفاق» غزة

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو: العمل لا يزال جاريا على «آخر تفاصيل اتفاق» غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليل الأربعاء-الخميس أنّ العمل لا يزال جاريا على معالجة «آخر تفاصيل» الاتفاق في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الشكر للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على ضمان التوصل لاتفاق لإعادة الرهائن في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية إسرائيلية تمر أمام لوحة تضم صور مخطوفين لدى «حماس» (أ.ب)

نتنياهو يلغي كل برامجه ويتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس»

ألغى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كل برامجه المقررة، معلناً أنه يتفرغ لتمرير الصفقة مع «حماس» لوقف النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى.

نظير مجلي (تل أبيب)
العالم العربي أنباء عن التوصل لاتفاق بشأن غزة (د.ب.أ) play-circle 01:33

«حماس» وافقت على اتفاق وقف النار... واجتماع مرتقب لحكومة نتنياهو لإقراره

وافقت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» شفهياً على اتفاق وقف النار في غزة، فيما تستعد الحكومة الإسرائيلية للاجتماع لإقراره.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري فلسطينية تنتحب يوم الثلاثاء بعد مقتل أقاربها في غارة إسرائيلية على دير البلح (أ.ف.ب) play-circle 01:49

تحليل إخباري 8 ملفات إشكالية خيمت على اتفاق غزة... ما هي؟ وكيف ستُحل؟

بعد أكثر من 15 شهراً من الحرب، تستعد إسرائيل و «حماس» لإعلان اتفاق مرتقب على وقف إطلاق النار في غزة، فما الملفات المهمة التي خيمت على المفاوضات؟ وكيف سيتم حلها؟

«الشرق الأوسط» (غزة)

الشيباني: دمشق لن تسمح بأن تكون الأراضي السورية مصدر تهديد لتركيا

صورة ملتقطة في 15 يناير 2025، تظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصافح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قبل اجتماعهما في المجمع الرئاسي في أنقرة (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 15 يناير 2025، تظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصافح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قبل اجتماعهما في المجمع الرئاسي في أنقرة (أ.ف.ب)
TT

الشيباني: دمشق لن تسمح بأن تكون الأراضي السورية مصدر تهديد لتركيا

صورة ملتقطة في 15 يناير 2025، تظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصافح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قبل اجتماعهما في المجمع الرئاسي في أنقرة (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 15 يناير 2025، تظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصافح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قبل اجتماعهما في المجمع الرئاسي في أنقرة (أ.ف.ب)

استقبل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وفداً من الإدارة السورية الجديدة ضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة ورئيس جهاز الاستخبارات أنس الخطاب في أنقرة، اليوم الأربعاء، وبحضور وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، وفق ما نقلته محطة «تلفزيون سوريا».

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، الأربعاء، بعد الاجتماع، إن الإدارة الجديدة في دمشق لن تسمح بأن تكون الأراضي السورية مصدر تهديد لتركيا.

من جهته، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن أنقرة مستعدة لتقديم الدعم للإدارة السورية الجديدة في إدارة معسكرات تنظيم "داعش" وسجونها في البلاد.

صورة نشرتها الرئاسة التركية في 15 يناير 2025، تظهر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أثناء اجتماعه مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني برفقة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (يمين) في المجمع الرئاسي في أنقرة (أ.ف.ب)

وذكر فيدان في أنقرة عقب اجتماعه مع نظيره السوري أسعد حسن الشيباني أن الجهود الدبلوماسية ستستمر لضمان رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

وتعد هذه الزيارة هي أول زيارة رسمية لوفد سوري رفيع المستوى إلى تركيا بعد تسلم الإدارة الجديدة في سوريا مقاليد الأمور، في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية وبحث ملفات التعاون الإقليمي.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (وسط-يمين)، ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (وسط-يسار)، ووزير الدفاع التركي يشار غولر (الثاني-يمين)، ووزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة (الثاني-يسار)، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم كالين (يمين)، وأنس خطاب (يسار) رئيس جهاز المخابرات العامة السورية، في صورة أثناء اجتماعهم في أنقرة، تركيا 15 يناير 2025 (إ.ب.أ)

وكان وزير الخارجية السوري قال أمس في تغريدة على منصة «إكس»: «سنمثل سوريا الجديدة غدا في أول زيارة رسمية إلى الجمهورية التركية، التي لم تتخل عن الشعب السوري منذ 14 عاما».

 

وأطاحت فصائل المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» بالرئيس بشار الأسد الشهر الماضي بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما، وأصبح قائد عملياتها العسكرية أحمد الشرع رئيسا للإدارة الجديدة التي تقود البلاد، وعيّن حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال حتى مارس (آذار) المقبل.

وتحارب تركيا جماعات مسلحة كردية في شمال شرق سوريا، وتعتبر أنقرة تلك الجماعات امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه منظمة إرهابية.