هجوم دامٍ يهز إيران في ذكرى سليماني

أكثر من 100 قتيل وعشرات الجرحى... وإدانة سعودية ودولية... وأميركا تنفي ضلوع إسرائيل


إيرانيون يتجمعون أمام موقع الهجومين قرب قبر سليماني في مدينة كرمان أمس (رويترز)
إيرانيون يتجمعون أمام موقع الهجومين قرب قبر سليماني في مدينة كرمان أمس (رويترز)
TT

هجوم دامٍ يهز إيران في ذكرى سليماني


إيرانيون يتجمعون أمام موقع الهجومين قرب قبر سليماني في مدينة كرمان أمس (رويترز)
إيرانيون يتجمعون أمام موقع الهجومين قرب قبر سليماني في مدينة كرمان أمس (رويترز)

هزّ هجوم دام أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة العشرات، إيران، أمس (الأربعاء)، خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

وشمل الهجوم تفجيرين وقعا بالقرب من قبر الجنرال سليماني في مدينة كرمان الإيرانية خلال مراسم إحياء الذكرى السنوية الرابعة لمقتله بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع 2020. وقال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي: «إن انفجاراً أولَ وقع في الساعة 15:00 ظهراً، وعندما هرع الزوار لمساعدة الجرحى، وقع انفجار ثان في الساعة 15:20 دقيقة؛ ما أدى إلى غالبية الإصابات في الانفجار الثاني».

وأفادت وكالة «أرنا» الرسمية، بأن 103 أشخاص قُتلوا وسقط 188 جريحاً على الأقل. وأوضحت الوكالة، أن الانفجار الأول وقع على بعد 70 متراً من قبر سليماني، في حين وقع الانفجار الثاني على بعد كيلومتر واحد.

ورجّحت السلطات تفجير قنبلتين وضعتا داخل حقيبتين يدويتين، بينما تحدثت مواقع عن تفجير انتحاري. وذكرت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، أن «منفّذي الهجوم استخدموا على ما يبدو جهاز التحكم عن بُعد».

وقال المرشد علي خامنئي في بيان: إن «الأعداء الأشرار والمجرمين للأمة الإيرانية تسببوا مجدداً بكارثة وأسقطوا عدداً كبيراً من السكان الأعزاء في كرمان»، مضيفاً أن «هذه الكارثة ستلقى رداً قاسياً». وبدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: إن الانتقام من المنفذين «حتمي وقطعي».

وقالت قيادة الشرطة الإيرانية: إن ثلاثة من ضباطها قُتلوا في التفجير، بينهم ضابط برتبة عقيد. ونفى «الحرس الثوري»، أنباء عن مقتل قيادي رفيع في التفجير.

ووجّهت أصوات إيرانية الاتهام إلى إسرائيل في الهجوم. وقال محمد مخبر، النائب الأول لرئيس الجمهورية في بيان: إن «عملاء النظام الصهيوني سفكوا دماء المواطنين الأبرياء».

كما قال نائب رئيس البرلمان، النائب مجتبى ذو النوري: «نظراً لنوعية العمل الذي لم يكن انتحارياً، يبدو أنه من أعمال إسرائيل (...)، سنعاقب إسرائيل بانتقام ستكون له قيمة عملياتية عالمية».

في غضون ذلك، أدانت السعودية على لسان وزارتها للخارجية «التفجيرات الإرهابية التي استهدفت المدنيين في إيران». كما أدان الاتحاد الأوروبي والعراق وتركيا الاعتداء. وبدورها، نفت الولايات المتحدة أي مزاعم عن ضلوعها أو ضلوع إسرائيل.


مقالات ذات صلة

جندي بريطاني سابق متهم بمساعدة إيران أراد أن يكون «عميلاً مزدوجاً»

أوروبا الجندي البريطاني السابق دانيال عابد خليفة (أ.ب)

جندي بريطاني سابق متهم بمساعدة إيران أراد أن يكون «عميلاً مزدوجاً»

كشف ممثلو الادعاء أمام محكمة في لندن، الثلاثاء، أن جندياً بريطانياً سابقاً نقل معلومات حساسة إلى أشخاص على صلة بـ«الحرس الثوري الإيراني» ثم فر لاحقاً من السجن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية نتنياهو يجتمع مع غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي أكتوبر العام الماضي (د.ب.أ)

نتنياهو يلغي رحلة غالانت إلى واشنطن

منع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع يواف غالانت، من السفر إلى واشنطن، لبحث التوترات مع طهران.

كفاح زبون (رام الله)
شؤون إقليمية مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف 35» تحلّق جنوب إسرائيل (أرشيفية - رويترز)

هل تنفذ إسرائيل ضربة مفاجئة لإيران بعد «نجاحها» مع «حزب الله»؟

في ظل التوترات بالشرق الأوسط، يسعى المسؤولون إلى تحديد أهداف الضربة الإسرائيلية المحتملة على إيران، خاصة بعد تراجع واشنطن عن دعوات ضبط النفس عقب هجوم إيران.

إيلي يوسف (واشنطن)
المشرق العربي نيران تشتعل في ناقلة نفط استهدفها الحوثيون بالبحر الأحمر مؤخراً (رويترز)

«مركز إنساني» أسسه الحوثيون يشرف على «حرب السفن»

أظهر تحقيق من منظمة غير حكومية سويسرية أن الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون قبالة سواحل اليمن يشرف عليها مركز لتنسيق العمليات الإنسانية أسسه الانقلابيون.

أوروبا مبنى التايمز المقر الرئيسي لجهاز الأمن البريطاني (إم آي 5) في لندن... 22 أكتوبر 2015 (رويترز)

الاستخبارات الداخلية البريطانية: روسيا وإيران ترفعان عدد المؤامرات القاتلة

قال رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية، إن بريطانيا تواجه «ارتفاعاً مذهلاً» في محاولات الاغتيال على الأراضي البريطانية من جانب روسيا وإيران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بعد حظر 5 سنوات... ألمانيا توافق على صفقة أسلحة لتركيا

ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر 5 سنوات (موقع الصناعات الدفاعية التركي)
ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر 5 سنوات (موقع الصناعات الدفاعية التركي)
TT

بعد حظر 5 سنوات... ألمانيا توافق على صفقة أسلحة لتركيا

ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر 5 سنوات (موقع الصناعات الدفاعية التركي)
ألمانيا وافقت على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر 5 سنوات (موقع الصناعات الدفاعية التركي)

وافقت الحكومة الألمانية على تصدير أسلحة لتركيا بعد حظر طبقته ودول غربية أخرى؛ بسبب التدخل العسكري التركي ضد القوات الكردية في شمال شرقي سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.

وحسب تقارير ألمانية وتركية، أقرّت الحكومة الألمانية تصدير أسلحة بمئات ملايين الدولارات إلى تركيا، بعد تقييد الشحنات في السنوات الخمس الأخيرة.

وحسب ما ذكرت مجلة «دير شبيجل» الألمانية، استناداً إلى قائمة من وزارة الاقتصاد، وافقت الحكومة على صفقة أسلحة لتركيا تشمل 28 طوربيداً من نوع «سي هيك» من قسم البحرية في شركة ثيسنكروب (إيه جي) بقيمة 156 مليون يورو (171 مليون دولار)، بالإضافة إلى 100 صاروخ موجّه من شركة «إم بي دي إيه».

وبلغت القيمة الإجمالية للتراخيص الممنوحة للتصدير إلى تركيا، بما في ذلك تحديث الغوّاصات وقطع غيار لسفن بحرية أخرى، نحو 336 مليون يورو.

الحظر الأمني شمل أجزاء تستخدم في إنتاج الدبابة التركية ألطاي (موقع ديفينس تورك)

كانت ألمانيا أوقفت تصدير الأسلحة إلى تركيا ضمن دول غربية أخرى، شملت جمهورية التشيك والسويد وفنلندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة وكندا؛ بسبب تدخلها العسكري في شمال شرقي سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تشكّل وحدات حماية الشعب الكردية أكبر مكوناتها، من خلال عملية «نبع السلام» العسكرية التي انطلقت في 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وتوقفت بعد أيام بتدخل من أميركا وروسيا.

ورفعت السويد وفنلندا وكندا الحظر على تركيا بعد موافقتها على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وحسب موقع «الصناعات الدفاعية» التركي، فازت اتحادات مختلفة من شركات الدفاع الألمانية بعقد توريد حزم المواد لتحديث الغوّاصات التركية «تايب 209» بقيمة 79 مليون يورو، كما تم السماح بتسليم أجزاء المحرّك للطرادات والفرقاطات التركية مقابل 1.9 مليون يورو.

وكان الحظر الألماني قد شمل كثيراً من منتجات الصناعة الدفاعية التركية، وبخاصة مجموعة الطاقة للدبابة «ألطاي».

وفي حين وافق أعضاء كونسورتيوم على تصنيع مقاتلات «يوروفايتر»، الذي يضم إنجلترا وإيطاليا وإسبانيا إلى جانب ألمانيا، على شراء 40 طائرة «يوروفايتر تايفون»، فإن عملية البيع لم تتحقق بعد بسبب معارضة ألمانيا.

ألمانيا لا تزال تعرقل حصول تركيا على مقاتلات «يورفايتر تايفون» (مواقع تركية)

وجاءت موافقة ألمانيا على تصدير الأسلحة إلى تركيا بعد فترة من العلاقات المتوترة بين الحليفين في الناتو، ومارس الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ضغوطاً وأجرى اتصالات وعقد سلسلة لقاءات مع نظيره الألماني، أولاف شولتس، في كثير من المحافل، آخرها على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر (أيلول) الماضي، من أجل إزالة الحظر، وكذلك موافقة ألمانيا على بيع طائرات «يوروفايتر تايفون» لبلاده.

جانب من مباحثات إردوغان ونظيره الألماني في نيويورك الشهر الماضي (الرئاسة التركية)

على صعيد آخر، أعلن حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، استعداده للمشاركة في أعمال الدستور الجديد، الذي يرغب «تحالف الشعب» (حزبا «العدالة والتنمية» الحاكم و«الحركة القومية») في طرحه على البرلمان بشرط أن يحقق مطالب الأكراد في إحلال السلام بالبلاد والاعتراف بحقهم في استخدام لغتهم الأم والإفراج عن الزعيم الكردي السجين الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية» والرئيسة المشاركة السابقة للحزب فيجان يوكسكداغ.

وجاء موقف الحزب بعد الضجة المستمرة منذ المصافحة المفاجئة التي قام بها رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي لنواب الحزب الكردي خلال افتتاح السنة التشريعية الجديدة للبرلمان في الأول من أكتوبر الحالي.

وقال الرئيس المشارك لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، تونجر بكيرهان، إن حزبه لا يمانع المشاركة في أعمال دستور مدني مستقبلي لتركيا بشرط أن يضمن لجميع الأشخاص من مختلف الألوان العيش بألوانهم الخاصة، وتعلم لغاتهم الخاصة، وإعادة تعريف المواطنة، وتطوير صلاحيات الحكومات المحلية.

وأضاف: «ويجب أولاً الالتزام بقرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والمحكمة الدستورية، والسماح لصلاح الدين دميرطاش وفيجان يوكسكداغ بمغادرة السجن، وتحسين معاشات المتقاعدين وخلق الأمل للشباب».

مصافحة بهشلي لنواب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» الكردي لا تزال تثير الجدل في تركيا (إعلام تركي)

في السياق ذاته، رفض بهشلي الانتقادات التي وجهت إليه بشأن مصافحة أعضاء الحزب الكردي، ووضعها في إطار التطبيع السياسي، حسب ما صرح رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغو أوزال.

وقال بهلشي، في كلمة خلال اجتماع المجموعة البرلمانية لحزبه، الثلاثاء: «السيد أوزغور الذي ينسب مصافحتنا إلى التطبيع مخطئ مرة أخرى. يجب أن نركز على الصورة الكبيرة، ليست لدينا خلافات ميدانية مع أي شخص، تركيا في دوامة من التهديدات غير الطبيعية من خارج الحدود».

وأضاف: «لم أذهب إلى نوّاب حزب (الديمقراطية والمساواة للشعوب) وأمدّ يدي من أجل التطبيع السياسي، ولم يكن ذهابي إليهم مرتجلاً، واليد التي مددتها هي رسالة للسلام والوحدة الوطنية ودفع الحزب لأن يتخذ موقفاً ضد الإرهاب وأن يكون حزباً تركياً».