إردوغان: نتنياهو سيحاكَم مثل ميلوسيفيتش «جزار البلقان»

قال إن لقاء مع بايدن حول غزة «ليس على أجندتنا»... وفلسطين ستنتصر

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
TT

إردوغان: نتنياهو سيحاكَم مثل ميلوسيفيتش «جزار البلقان»

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ب)

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولي حكومته سيحاسبون أمام المحكمة الجنائية الدولية على المجازر التي ارتكبوها في غزة ولن يفلتوا من العقاب. وقال إن اللقاء مع الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن غزة ليس على أجندته، بسبب موقفه الداعم لإسرائيل. وأضاف، في كلمة أمام منتدى إعلامي في إسطنبول يوم الجمعة، أن «نتنياهو وأعوانه وكل من قدم له الدعم سيحاكمون أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، مثلما تمت محاكمة (جزار البلقان) الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش».

وشدد إردوغان على أهمية محاكمة الجناة لضمان عدم تفكير أحد في قتل المدنيين وقصف المستشفيات مرة أخرى، لافتاً إلى أن «المجازر والإبادة الجماعية تتكرر دون محاسبة».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في «حماس» إسماعيل هنية في أنقرة (أرشيفية - د.ب.أ)

فلسطين ستنتصر

وأضاف إردوغان: «لدينا إيمان كامل بأن فلسطين ستنتصر، وأن انتصارها يعني انتصار السلام العالمي واستعادة الالتزام بحقوق الإنسان». وفي السياق ذاته، عدّ إردوغان، في تصريحات لصحافيين رافقوه في رحلة عودته من اليونان نُشرت يوم الجمعة، أن نتنياهو ارتكب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، لإطالة أمد حياته السياسية، والتهرب من المحاكمة في إسرائيل.

وأكد أنه إذا غادر نتنياهو منصبه، فسيتم إحلال السلام في قطاع غزة، وهذا مهم في الوقت الحالي، قائلاً: «تشير الحقائق إلى أن نتنياهو ارتكب هذه الإبادة الجماعية لإطالة أمد حياته السياسية والتهرب من المحاكمة التي بدأت في إسرائيل». وتابع: «لقد وصفت نتنياهو بالفعل بجزار وقاتل غزة، وهذه الصفات تناسبه. ويجب عليه، تماماً مثل ميلوسيفيتش، أن يحاسب على أفعاله في المحكمة الجنائية الدولية، ومعه أولئك السياسيون في إسرائيل وخارجها، والذين يغضون الطرف عنه». وأشار إلى أن نحو 3 آلاف محامٍ تركي رفعوا دعاوى قضائية أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد نتنياهو وغيره من السياسيين الإسرائيليين، مؤكداً أن تركيا تراقب هذه العملية.

ووُجهت إلى نتنياهو رسمياً، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، اتهامات في 3 قضايا فساد، عُرفت باسم «الملف 1000» (قضية الهدايا)، و«الملف 2000» (قضية نتنياهو ـ موزيس)، و«الملف 4000» (قضية بيزك - واللا).

إردوغان وبايدن خلال لقائهما في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا في 21 يوليو 2023 (رويترز)

لا لقاء مع بايدن

وعن احتمال لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن، قال إردوغان: «لا يوجد على أجندتنا موعد للقاء محتمل مع الرئيس الأميركي... جميعنا ندرك موقفه من غزة، إذا اتصلوا بنا بخصوص موضوع غزة، من الممكن حينها ترتيب موضوعات المحادثات».

وأضاف أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يجري ضمن مجموعة الاتصال التي شكلتها قمة الرياض العربية - الإسلامية الشهر الماضي، مباحثات في واشنطن، ومنها سيتوجهون إلى كندا، متمنياً أن تتمخض المباحثات عن نتيجة إيجابية، على صعيد تغيير الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل بخصوص ما يجري في غزة، وممارسة ضغط على تل أبيب كي تجنح للسلام.

وعن تعاطي المجتمع الدولي مع موقف تركيا من حركة «حماس»، قال إردوغان إنه لا يكترث لما يقوله المجتمع الدولي بهذا الصدد، مضيفاً: «هؤلاء يسمون (حماس) تنظيماً إرهابياً، لكن (حماس) إحدى حقائق فلسطين وليست تنظيماً إرهابياً». وتابع: «(حماس) حركة سياسية فازت في الانتخابات التي دخلتها كحزب سياسي، وهناك من يحاول إجبار تركيا على توصيفها تنظيماً إرهابياً، لكننا لن ننصاع لذلك».

آثار الدمار في المباني السكنية في خان يونس جنوب قطاع غزة يوم 8 ديسمبر وسط القصف الإسرائيلي المتواصل (أ.ف.ب)

تأديب غزة بالتجويع

وقال إردوغان مخاطباً إسرائيل والدول الداعمة لها: «تحاولون تأديب غزة بالتجويع، تريدون تدمير غزة بالكامل وتأديبها بهذه الطريقة، تمنعون عنهم الدواء وتحرمونهم من الماء والكهرباء، وتريدون القضاء على (حماس) من خلال عملية تأديب بهذا الشكل... لا يمكننا تأييد ذلك». وأضاف: «إسرائيل تمارس إرهاب دولة، أين الغرب وأميركا؟ كيف يمكننا أن نقبل ذلك وهناك هذا الكم من الحقائق وما يقرب من 17 ألف قتيل، وجلهم من النساء والأطفال والمسنين». وذكر أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ناقش هذه القضايا مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، لكن الغرب لا يزال صامتاً.

وفي كلمته أمام المنتدى الإعلامي في إسطنبول، قال إردوغان إن عصابات الإعلام العالمية تحاول التغاضي عن الوحشية في غزة وإضفاء الشرعية على مذبحة الصحافيين بذريعة الحرب على «حماس». وأضاف: «نرفض هذا اللاضمير الذي يدمر الكرامة الإنسانية بما يتجاوز حرية الصحافة وأخلاقيات الإعلام، أولئك الذين لا يتحدثون علناً ضد مقتل الصحافيين في غزة اليوم لا يحق لهم التحدث علناً عن أي قضية أخرى غداً».

ولفت إلى مقتل 70 صحافياً في غزة في الهجمات الإسرائيلية، بينهم أحد الصحافيين في وكالة «الأناضول» التركية، مشيراً إلى أن المجازر التي وقعت في غزة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تذكرنا بأهمية ليس فقط وجود صحافة حرة، ولكن أيضاً صحافة نزيهة وذات ضمير.


مقالات ذات صلة

واشنطن تريد معرفة «الأهداف» الإسرائيلية من اقتحامات الضفة الغربية

المشرق العربي مركبة مدرعة إسرائيلية خلال عملية عسكرية في مخيم نور شمس للاجئين بطولكرم الخميس 29 أغسطس 2024 (أ.ب)

واشنطن تريد معرفة «الأهداف» الإسرائيلية من اقتحامات الضفة الغربية

أكد مسؤول كبير بالبيت الأبيض، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن إدارة الرئيس جو بايدن على تواصل مع المسؤولين الإسرائيليين لمعرفة «أهداف إسرائيل من هجمات الضفة».

هبة القدسي (واشنطن) «الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي فتاة تجر كرسيا بعجلات فيه طفلان وسط الدمار في قطاع غزة (أ.ف.ب)

الجيش الإسرائيلي ينقذ رهينة في قطاع غزة وسط استمرار القصف وسقوط الضحايا

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنقاذ رهينة عربي إسرائيلي في جنوب قطاع غزة، بينما يواصل قصف مناطق وإصدار أوامر إخلاء جديدة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي بن غفير متحدثاً من باحة المسجد الأقصى في 17 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بن غفير يحيي شبح الحرب الدينية بفكرة بناء كنيس في الأقصى

جدد وزير الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، دعوته للسماح لليهود بالصلاة في الأقصى، معلناً أنه يريد بناء كنيس هناك، ما خلّف عاصفة من التهديدات والانتقادات.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي صورة أرشيفية ليحيى السنوار زعيم «حماس» الجديد (أ.ف.ب)

رادار أميركي متطور ووحدة إسرائيلية خاصة لملاحقة السنوار

منذ الهجمات التي وقعت يوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بإسرائيل والتي خطط لها يحيى السنوار وأدارها، فإنه أصبح أشبه بالشبح؛ إذ لم يظهر في العلن قط.

مارك مازيتي (واشنطن) رونين بيرغمان جوليان بارنز آدم غولدمان
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يتحدث إلى عناصر الطوارئ مطلع الشهر الحالي (رويترز)

بن غفير يتحدى «الشاباك» بزيارة لـ«إرهابي صهيوني» مسجون

تحدى وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، تحذيرات جهاز «الشاباك» من تصاعد خطورة «الإرهاب الصهيوني»، وزار الإرهابي عميرام بن أوليئيل في سجنه.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

نتنياهو: من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً... و«حماس» ستدفع الثمن

TT

نتنياهو: من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً... و«حماس» ستدفع الثمن

أشخاص يسيرون بجوار ملصق لصور الرهائن في تل أبيب (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار ملصق لصور الرهائن في تل أبيب (رويترز)

تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، بجعل «(حماس) تدفع الثمن» بعد انتشال الجيش جثث 6 رهائن من نفق في غزة.

وقال نتنياهو في بيان: «من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً» حول هدنة في قطاع غزة. وأضاف موجهاً حديثه لقادة «حماس»: «سنطاردكم وسنقبض عليكم وسنصفّي الحساب» معكم.

كما أكد نتنياهو في بيان، أن إسرائيل ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، وضمان أمن إسرائيل.

وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أنه تم العثور في قطاع غزة على جثث 6 رهائن خُطفوا خلال هجوم «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على الأراضي الإسرائيلية، بما في ذلك جثة الإسرائيلي - الأميركي هيرش غولدبرغ بولين.

«من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً»

بنيامين نتنياهو

اقرأ أيضاً

وأكد الجيش الإسرائيلي انتشال جثث 6 رهائن من قطاع غزة، وهم: كارميل غات، وإيدن يروشالمي، وهيرش غولدبرغ بولين، وألكسندر لوبانوف، وألموج ساروسي، وأوري دانينو.

وقال الجيش عبر تطبيق «تلغرام»، إنه تم انتشال الجثث الست من نفق تحت الأرض في منطقة رفح بمنطقة جنوب قطاع غزة، وتم نقلها إلى إسرائيل.

من جهة أخرى، تحدّث نتنياهو عن الهجوم الذي وقع صباح الأحد بالقرب من الخليل في الضفة الغربية المحتلة وقتل فيه 3 عناصر من الشرطة، قائلاً: «إننا نقاتل على جميع الجبهات ضد عدو صعب يريد قتلنا جميعاً. هذا الصباح فقط، قتل 3 من رجال الشرطة في الخليل».

وأضاف: «حقيقة أن (حماس) تواصل ارتكاب الفظائع مثل تلك التي ارتكبتها في 7 أكتوبر تلزمنا ببذل كل ما في وسعنا لضمان عدم تمكنها من القيام بذلك بعد الآن».

ولم تعلن «حماس» مسؤوليتها عن الهجوم في الضفة الغربية، لكنها وصفته في بيان بأنه «عملية بطولية للمقاومة».

وكانت خدمة إسعاف نجمة داوود الحمراء أعلنت مقتل 3 أشخاص؛ رجلين وامرأة، في إطلاق نار استهدف سيارة قرب حاجز ترقوميا القريب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وبحسب الجيش، أطلق المهاجمون النار على مركبة كانت تقل القتلى الثلاثة، مشيراً إلى أن «قوات الأمن بدأت بالبحث عن الإرهابيين». وقال قائد الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية عوزي ليفي، إن القتلى عناصر في الشرطة.