كشف الجيش الإسرائيلي، الخميس، عن أنه بدأ منذ الليلة الماضية (الأربعاء)، استخدام طائرات مسيرة عن بعد من نوع «نيتسوف» في كافة أنحاء قطاع غزة، ضمن مشروع «غيوم العاصفة» الذي كشف عنه لأول مرة عام 2022.
وتعدُّ هذه المسيّرات هادئة لا يشعر بها من تهاجمه، وتستطيع البقاء لفترة طويلة فوق أراضي العدو دون اكتشافها، وتعمل بمجموعة متنوعة من أجهزة الاستشعار المتقدمة. وقال الناطق بلسان الجيش إن هذا النوع من الطائرات من دون طيار يستطيع تحديد مواقع عناصر «حماس» في المناطق المعقدة في غزة.
تم إنتاج المسيرة في مصانع شركة رفائيل الحكومية، وأطلق عليها اسم «الغيوم العاصفة». وقد تم تكليف «السرب 144» بتشغيلها مع سلاح المشاة، وأن يطلقها من قاعدة «حتسيريم». وستكون مهمتها الأساسية جمع معلومات استخباراتية عن خلايا ميدانية منتشرة في مناطق واسعة النطاق، حيث يعمل المسلحون في المناطق الضيقة والمتشابكة والمأهولة بالسكان. وهي تنقل المعلومات بسرعة إلى المروحيات القتالية في سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية كي تهاجمهم. ولذلك تسمى أيضاً «برق».
وبحسب مسؤول عسكري كبير في القيادة الجنوبية للجيش، فإن هذه الطائرة التي تم إنتاجها في سنة 2022، لكن الجيش الإسرائيلي تسلمها منتصف سبتمبر (أيلول) الماضي، تعد إضافة مهمة للقتال الذي يخوضه الجيش عن بعد، لتصفية القدرات القتالية لحركة «حماس»؛ إذ إنها تعفي الجنود المشاة من المخاطرة. ولأنها لا تصدر أي أزيز أو طنين، تباغت المقاتلين الذين يتنقلون من مكان إلى مكان لنصب الكمائن. وتتاح إصابتهم في وقت قصير منذ اكتشافهم.
المعروف أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية تستغل حروبها لتجربة العديد من الأسلحة واختراع أسلحة جديدة. وهي تبيع أسلحتها على اعتبار أنها مجربة عملياً في الحرب، ما يرفع قيمتها في حال كانت ناجحة في أداء مهامها.
وبلغت مداخيل إسرائيل من بيع الأسلحة والخبرات العسكرية في السنة الماضية، بحسب تقرير لوزارة الدفاع، 12.5 مليار دولار، وفي هذا المبلغ زيادة بنسبة 50 في المائة عن سنة 2019. وتشكل الطائرات المسيرة ما يعادل 25 في المائة من صادرات السلاح الإسرائيلية.
ووفقاً لتصريحات وزير الدفاع، يوآف غالانت، في أغسطس (آب) الماضي، فإنه مع صفقة بيع صواريخ «حيتس 3» (المعروفة دولياً باسم «آرو - 3»)، المصنوعة في إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، إلى ألمانيا، بقيمة 3.5 مليار دولار، أكبر صفقة أسلحة في التاريخ الإسرائيلي، يرتفع حجم صادرات السلاح الإسرائيلية في السنة إلى 15 مليار دولار.