نشطاء اليمين الإسرائيلي يعتدون على متظاهري عائلات المخطوفين

مظاهرات ضد عودة العمال العرب الإسرائيليين إلى الورش المتوقفة منذ الحرب

نشطاء يساريون في تل أبيب السبت يحملون لافتات خلال مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
نشطاء يساريون في تل أبيب السبت يحملون لافتات خلال مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
TT

نشطاء اليمين الإسرائيلي يعتدون على متظاهري عائلات المخطوفين

نشطاء يساريون في تل أبيب السبت يحملون لافتات خلال مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
نشطاء يساريون في تل أبيب السبت يحملون لافتات خلال مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)

في الوقت الذي يواجه فيه اليمين الإسرائيلي الاتهامات الحادة بالمسؤولية عن هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، والمطالبات لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بالاستقالة، عاد نشطاؤه المتطرفون للاعتداء على المظاهرات التي لا تعجبهم، وتظاهروا في بلدات يهودية عدة وسط البلاد ضد عودة العمال العرب إلى أماكن عملهم.

ورفع هؤلاء المتظاهرون شعارات متطرفة تتهم العمال العرب، وهم مواطنون في إسرائيل، بأنهم «طابور خامس». وقالوا إنهم لا يأمنون جانب العرب، ويخشون على عائلاتهم من أن ينفجروا فجأة، وينفذوا اعتداءات على اليهود في بلداتهم.

وقام متظاهرو اليمين بتنظيم فرق لمهاجمة كل من يتظاهر ضد الحكومة خلال الحرب، بما في ذلك مظاهرات السبت، التي تقام حول موضوع الأسرى والتي بلغ عدد المشاركين فيها مجتمعين أكثر من 10 آلاف شخص، وبرزت بينها مظاهرة من 500 شخص أمام بيت نتنياهو في قيسارية، و1000 شخص في مظاهرة أمام مقر رئيس الحكومة في القدس، وارتفع فيهما شعار: «الاستقالة الآن». بينما رُفعت صور لنتنياهو كُتب عليها: «جلب الخراب لإسرائيل»، وصور أخرى عليها طبعة يد ملطخة بالدماء.

مظاهرة في تل أبيب السبت تطالب بالإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة لدى «حماس» (رويترز)

وكانت هناك مظاهرات أكبر قليلاً في كل من حيفا وتل أبيب وبئر السبع وإيلات وكركور ورعنانا رفعت شعاراً مركزياً: «64 عضو كنيست (الائتلاف الحكومي). استقيلوا فوراً»، و«لا انتصار من دون عودة المخطوفين فوراً»، و«نتنياهو من قتل رابين حتى مذبحة غلاف غزة».

وهاجم ناشطون من اليمين المتظاهرين وبينهم كثير من عائلات الأسرى، وراحوا يشتمونهم ويهتفون ضدهم، قائلين: «جنودنا يحاربون في غزة وأنتم تطعنونهم في الظهر هنا»، و«أنتم (حماس)»، «أنتم أصفار»، و«بسببكم هجمت علينا (حماس)».

نشطاء يساريون في تل أبيب السبت يحملون لافتات خلال مظاهرة تطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)

هذا، وقد حضرت الشرطة بقوات كبيرة إلى المظاهرتين وأعلنت أنها «مظاهرات غير قانونية»، فرد المتظاهرون: «أين كنتم عندما هاجمت (حماس) بيوتنا؟». وقد أصدر الناطق بلسان الشرطة بياناً غاضباً قال فيه، إن المتظاهرين يتجنون على الشرطة التي حضرت بقواتها وحاربت ببسالة إرهابيي «حماس» وقُتل منها 58 عنصراً.

منع دخول الوزيرة ريغيف إلى تعاونية بئيري الأحد (موقع)

ومن جهة ثانية، يواصل الإسرائيليون في كثير من البلدات والمواقع وحتى في الجنازات، طرد الوزراء الذين يأتون للقاء المواطنين أو تمثيل الحكومة في الطقوس الرسمية. ويوم الأحد كان ذلك دور وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، لتُطرد من القرية التعاونية «بئيري»، التي تحولت خلال هجوم «حماس» ورد الجيش الإسرائيلي إلى خراب؛ إذ اعترض طريقها العشرات، وأبلغوها بأنها شخصية غير مرغوب فيها. وأيضاً حضرت الشرطة وحاولت إقناعهم بإتاحة المجال لدخول الوزيرة «التي جاءت للتضامن معكم ضد مذبحة (حماس)». رفض المتظاهرون. وبعد أخذ ورد دام نصف ساعة وقفت خلالها الوزيرة على البوابة، اضطُرت إلى المغادرة.

حشد تعاونية بئيري احتجاجاً على زيارة الوزيرة ريغيف الأحد (موقع)

وقال أحد أعضاء التعاونية، إن «ميري ريغيف كانت قد هاجمتنا، واتهمتنا بأننا مؤيدون للإرهاب. واليوم تأتي للرقص على دمائنا. يداها ملطختان بالدماء. صحيح أنها وبقية أعضاء الحكومة لم تقتل أبناءنا، لكنها جزء من الحكومة التي عملت طيلة 14 سنة على تقوية (حماس) وضخ الأموال لها، حتى أصبحت قوة عسكرية منظمة قادرة على مهاجمتنا».

وأضاف آخر: «الأمر الوحيد الذي تستطيع فيه ريغيف وحكومتها مساعدتنا فيه، هو الاستقالة فوراً. إنهم عار علينا».


مقالات ذات صلة

جنود عائدون من حرب غزة باعوا أسلحة لعصابات الجريمة في إسرائيل

شؤون إقليمية جنود إسرائيليون قرب الحدود مع قطاع غزة اليوم الثلاثاء (رويترز)

جنود عائدون من حرب غزة باعوا أسلحة لعصابات الجريمة في إسرائيل

كشفت مصادر في الشرطة الإسرائيلية عن أن كمية كبيرة من الأسلحة التي استخدمها الجيش أو التي صادرها من «حماس» خلال حرب غزة، وصلت إلى عصابات الجريمة في إسرائيل.

المشرق العربي ملصق انتخابي يحمل صورتَي نتنياهو وغانتس خلال المنافسات الانتخابية في مارس عام 2021 (رويترز)

غانتس يخسر عشرات آلاف الأصوات ويبتعد عن رئاسة الحكومة

أظهرت نتائج ثلاثة استطلاعات للرأي العام الإسرائيلي أن غالبية الإسرائيليين تؤيد قرار بيني غانتس الانسحاب من الحكومة، وتؤيد طلبه إجراء انتخابات مبكرة.

نظير مجلي (تل أبيب)
شؤون إقليمية جانب من الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على طريق القدس - تل أبيب الثلاثاء (د.ب.أ)

تصعيد كبير في المظاهرات الاحتجاجية ضد حكومة نتنياهو

شهدت الاحتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تصعيداً بالساعات الماضية في ظل مطالب بتنظيم انتخابات مبكرة تعيد «مفتاح الحكم» إلى الشعب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون يشاركون في مراسم إحياء ذكرى قتلى إسرائيل في المقبرة العسكرية بالقدس الاثنين (أ.ب)

يوم قتلى إسرائيل... عائلات الأسرى تستقبل نتنياهو ووزراءه بإهانات

أحدثت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تشويشاً كبيراً، الاثنين، خلال إحياء إسرائيل ذكرى قتلى الحروب التي خاضتها.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي نزوح من خان يونس في اتجاه جنوب قطاع غزة بأمر من الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)

«فلسطينيو 48» يحيون ذكرى نكبتَين تفصل بينهما 76 سنة

تستعد القوى السياسية للمواطنين العرب في إسرائيل (فلسطينيي 48) لإحياء الذكرى السنوية الـ76 للنكبة، بمسيراتها السنوية إلى القرى المهجّرة، التي تحل هذه السنة غداً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تعين سفيراً لدى سوريا

وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)
وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (أرشيفية - إ.ب.أ)

أعلن وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، الجمعة، أن بلاده قررت تعيين سفير لدى سوريا «لتسليط الضوء» عليها، ما يجعل إيطاليا أول دولة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى التي تستأنف عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق منذ أن عصفت حرب أهلية بالبلاد.

استدعت إيطاليا جميع الموظفين من سفارتها بدمشق عام 2012، وعلقت النشاط الدبلوماسي في سوريا احتجاجاً على «العنف غير المقبول» من حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المواطنين.

واستعاد الأسد السيطرة على معظم سوريا بعد أن ساعدته إيران وروسيا على هزيمة جماعات من المعارضة المسلحة، تحركت ضده قبل 13 عاماً، مما أدى إلى حرب راح ضحيتها مئات الآلاف ودفعت ملايين من اللاجئين صوب أوروبا.

وتم الإعلان عن تعيين المبعوث الخاص حالياً لوزارة الخارجية إلى سوريا، ستيفانو رافاجنان، سفيراً. وقال تاياني لوكالة «رويترز» إنه من المقرر أن يتولى منصبه قريباً.

أرسلت إيطاليا و7 دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، رسالة إلى مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد، جوزيب بوريل، تطلب أن يلعب التكتل دوراً أكثر فاعلية في سوريا.

وجاء في الرسالة التي اطلعت عليها «رويترز»: «لا يزال السوريون يغادرون بأعداد كبيرة، مما يزيد من الضغوط على الدول المجاورة، في فترة يتصاعد فيها التوتر في المنطقة، ما ينذر بخطر موجات جديدة من اللاجئين».

وإلى جانب إيطاليا، وقّعت النمسا وقبرص وجمهورية التشيك واليونان وكرواتيا وسلوفينيا وسلوفاكيا على الرسالة. وعبّرت عن أسفها إزاء «الوضع الإنساني» في البلاد الذي «زاد تدهوراً» في ظل بلوغ اقتصادها «حالة يرثى لها».

وقال تاياني، الجمعة: «كلف بوريل دائرة العمل الخارجي الأوروبي بدراسة ما يمكن القيام به»، مضيفاً أن تعيين سفير جديد «يتماشى مع الرسالة التي أرسلناها إلى بوريل... لتسليط الضوء على سوريا».

هناك 6 سفارات لدول في الاتحاد الأوروبي مفتوحة في الوقت الحالي بدمشق، وهي سفارات رومانيا وبلغاريا واليونان وقبرص وجمهورية التشيك والمجر. ولم تُقْدم باقي دول مجموعة السبع بعد، وهي الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا، على خطوة إعادة تعيين سفراء لها لدى سوريا.