إيران: أميركا «لن تسلم من النار» إذا استمرت حرب غزة

عبداللهيان: «حماس» أبلغتنا باستعدادها لإطلاق الأسرى المدنيين

عبداللهيان يلقي كلمة أمام «الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك اليوم (إ.ب.أ)
عبداللهيان يلقي كلمة أمام «الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك اليوم (إ.ب.أ)
TT

إيران: أميركا «لن تسلم من النار» إذا استمرت حرب غزة

عبداللهيان يلقي كلمة أمام «الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك اليوم (إ.ب.أ)
عبداللهيان يلقي كلمة أمام «الجمعية العامة للأمم المتحدة» في نيويورك اليوم (إ.ب.أ)

حذّر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، اليوم الخميس، من أنه إذا لم ينتهِ انتقام إسرائيل من مسلَّحي حركة «حماس» في قطاع غزة، فإن الولايات المتحدة «لن تَسلم من هذه النار».

وقال عبداللهيان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: «أقول بصراحة للساسة الأميركيين الذين يديرون الآن الإبادة الجماعية في فلسطين: إننا لا نرحب بتوسيع نطاق الحرب في المنطقة، لكن إذا استمرت الإبادة الجماعية في غزة فلن يَسلموا من هذه النار».

وأكد عبداللهيان أن «حماس» أبلغت إيران باستعدادها لإطلاق سراح الرهائن المدنيين، مضيفاً أن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية مستعدّة للعب دورها في هذا المسعى الإنساني المهم جداً، إلى جانب قطر وتركيا. وبطبيعة الحال، فإن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، البالغ عددهم 6000، هو ضرورة ومسؤولية أخرى للمجتمع الدولي».

ودعا عبداللهيان إلى ضرورة وقف «الإبادة الجماعية والتهجير القسري» لسكان غزة فوراً، قبل أن يهاجم الدعم الأميركي «السياسي، المالي والعسكري» لإسرائيل بشدة. وقال: «إنها لا تدعم إسرائيل فحسب، بل تتحكم في إدارة الحرب»، محمّلاً الولايات المتحدة «مسؤولية دولية». وقال إن «أميركا تلعب دوراً عملياً ومباشراً في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين». وقال: «إنها ليست في موضع تدعو فيه الآخرين إلى ضبط النفس وعدم توسيع نطاق الحرب»، محذراً من «عواقف لا يمكن السيطرة عليها»؛ بسبب ما وصفه الدعم اللوجيستي الأميركي.

وأعرب عبداللهيان عن استعداد طهران للقيام بدورها في «السلام والاستقرار» الإقليميين في إطار «جهودها الأخيرة». وقال: «مستعدون للقيام بدور أكثر جدية».


مقالات ذات صلة

مستشار خامنئي: عودة ترمب لن تؤثر على علاقة طهران وبكين

شؤون إقليمية ولايتي يستقبل السفير الصيني لدى طهران (إيسنا)

مستشار خامنئي: عودة ترمب لن تؤثر على علاقة طهران وبكين

أبلغ كبير مستشاري المرشد الإيراني، السفير الصيني لدى طهران، بأن وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لن يؤثر على علاقات إيران والصين.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية عراقجي (يسار) في مقابلة مع التلفزيون الرسمي مساء الأحد (الخارجية الإيرانية)

إيران تخشى تفعيل آلية لإعادة العقوبات الأممية

تخشى إيران تفعيل القوى الأوروبية آلية «سناب باك» لإعادة العقوبات الأممية، في حال عدم التوصل إلى صفقة دبلوماسية قبل أكتوبر 2025.

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية وزير الخارجية عباس عراقجي يشارك في اجتماع استشاري برعاية الرئيس مسعود بزشكيان وبحضور وزراء خارجية سابقين (الرئاسة الإيرانية)

طهران: هناك فرصة «محدودة» للدبلوماسية في معالجة الملف النووي

عدَّ وزير الخارجية الإيراني، السبت، أن هناك فرصة لمعالجة قضية البرنامج النووي لبلاده عبر الدبلوماسية، لكنها «محدودة».

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُعِد أوامر تنفيذية لإيران تصدر في يومه الأول بالبيت الأبيض

أفادت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، السبت، بأن فريق ترمب يعمل حالياً على صياغة أوامر تنفيذية تتعلّق بطهران قد تصدر في اليوم الأول لدخوله البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ب)

صحيفة: إدارة ترمب ستعيد استخدام «الضغوط القصوى» لكبح قدرات إيران

كشفت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، اليوم (السبت)، عن أن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ستعيد استخدام سياسة «الضغوط القصوى» لكبح قدرات إيران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مستشار خامنئي: عودة ترمب لن تؤثر على علاقة طهران وبكين

ولايتي يستقبل السفير الصيني لدى طهران (إيسنا)
ولايتي يستقبل السفير الصيني لدى طهران (إيسنا)
TT

مستشار خامنئي: عودة ترمب لن تؤثر على علاقة طهران وبكين

ولايتي يستقبل السفير الصيني لدى طهران (إيسنا)
ولايتي يستقبل السفير الصيني لدى طهران (إيسنا)

أبلغ كبير مستشاري المرشد الإيراني، السفير الصيني لدى طهران، بأن وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لن تؤثر على السياسة الخارجية، بما في ذلك العلاقات بين إيران والصين.

ولا يزال من غير الواضح كيف سيقرر ترمب التعامل مع إيران، خلال فترته الرئاسية الثانية. وفي تجمُّع انتخابي قبل الانتخابات، قال ترمب إنه يريد أن تكون إيران «دولة ناجحة جداً»، لكن «لا يمكن أن تمتلك أسلحة نووية».

وأفادت وكالة «إيسنا» الحكومية أن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، استعرض آخِر التطورات الإقليمية والدولية مع السفير الصيني لدى طهران، زونغ بي وو.

ونقلت الوكالة عن المسؤول الإيراني قوله إن فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية «لن يؤثر على السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية في إيران، وخصوصاً على العلاقات مع الصين».

ودعا ولايتي إلى تعزيز وتنمية العلاقات بين بكين وطهران، اللذين تربطهما اتفاقية للتعاون الاستراتيجي لمدة 25 عاماً.

وقال ولايتي إن العلاقات «الطويلة والتاريخية والودية (...) قد أثّرت بشكل إيجابي على البلدين»، مضيفاً أن تطوير العلاقات بين إيران والصين وروسيا في مختلف المجالات، بما في ذلك ضمن إطار منظمتي شانغهاي وبريكس، «سيترك آثاراً دائمة ومهمة».

وهذا أول موقف علني يصدر من مسؤول مقرَّب للمرشد الإيراني حول انتخاب ترمب. وتجنَّب خامنئي، الأسبوع الماضي، التعليق على فوز ترمب.

وحذرت إيران الرئيس الأميركي المنتخب من العودة إلى استراتيجية الضغوط القصوى التي فرضها على إيران في ولايته الأولى.

وكان ولايتي قد حضر اجتماع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الثلاثاء الماضي، مع وزراء خارجية إيران ونوابهم في الحكومات السابقة؛ لبحث الموقف من فوز ترمب.

ودعا بزشكيان إلى «إدارة» العلاقات المتوترة بين طهران وواشنطن، مشدداً على ضرورة «التعامل بمروءة مع الأصدقاء، والمُداراة مع الأعداء».

وقال بزشكيان: «شِئنا أم أبينا، سيتعيّن علينا التعامل مع الولايات المتحدة على الساحتين الإقليمية والدولية؛ لذا من الأفضل أن ندير هذه العلاقة وساحة المواجهة بأنفسنا».

وفي وقت لاحق، قال وزير الخارجية عباس عراقجي، في حديث للتلفزيون، مساء الأحد: «هل يمكن المداراة مع الأعداء؟ الرئيس لم يقصد الأعداء الحاليين، الأعداء لا يتعاملون معنا بالمداراة، لكي نريد التعامل معهم بذلك».

ونفَت طهران، السبت، تقارير عن لقاء جمع مندوبها لدى الأمم المتحدة سعيد إيرواني، وإيلون ماسك، الملياردير الأميركي المقرَّب من ترمب، بشأن مناقشة خفض التوترات بين طهران وواشنطن.

ويقول محللون إن عودة ترمب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تشديد العقوبات النفطية الأميركية على إيران، مما قد يُقلّص الإمدادات العالمية. لكن هذا السيناريو قد ينطوي على مخاطر جيوسياسية، من بينها احتمال إثارة غضب الصين؛ أكبر مشترٍ للنفط الإيراني.

وقال ترمب، في حملته الرئاسية، إن سياسة الرئيس جو بايدن، المتمثلة في عدم فرض عقوبات صارمة على صادرات النفط، أضعفت واشنطن، وزادت جسارة طهران، مما سمح لها ببيع النفط وجمع الأموال، والتوسع في مساعيها النووية، ودعم نفوذها عبر جماعات مسلَّحة.

لكن اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إيران يعني أيضاً اتخاذ إجراءات صارمة ضد الصين التي لا تعترف بالعقوبات الأميركية، وهي أكبر مشتر للنفط الإيراني.

وأقامت الصين وإيران نظاماً تجارياً يستخدم في الغالب اليوان الصيني وشبكة من الوسطاء؛ تحاشياً لاستخدام الدولار، ورغبة في الابتعاد عن الجهات التنظيمية الأميركية، مما يجعل إنفاذ العقوبات أمراً صعباً.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، نقلت وكالة «رويترز» عن محللين أن عودة إدارة ترمب إلى استراتيجية «الضغوط القصوى» على إيران قد تؤدي إلى انخفاض صادرات النفط الخام الإيرانية مليون برميل يومياً.

ولا يستبعد محللون ومصادر مطلعة في إيران إمكانية حدوث انفراجة بين طهران وواشنطن في عهد ترمب، ولكن دون استعادة العلاقات الدبلوماسية.

لكن السياق الجيوسياسي بمنطقة الشرق الأوسط صار أكثر قتامة، ولم يسمح بأي انفراجة دبلوماسية منذ اندلاع الحرب بين حركة «حماس»، المتحالفة مع إيران، وإسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.