أميركا وإيران «تقتربان» من «تفاهمات» محدودة غير رسمية لخفض التصعيد

تشمل تجميد التخصيب وإطلاق سجناء مقابل تحرير مليارات لاستخدامها إنسانياً وصحياً

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال حفل موسيقيّ في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال حفل موسيقيّ في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
TT

أميركا وإيران «تقتربان» من «تفاهمات» محدودة غير رسمية لخفض التصعيد

الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال حفل موسيقيّ في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث خلال حفل موسيقيّ في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض بواشنطن أمس (أ.ف.ب)

نقلت وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، وآخرين من دول أخرى، أن الولايات المتحدة وإيران تعملان على إنجاز تفاهمات «محدودة وغير رسمية»، ترمي أولاً إلى تجميد الوضع الراهن ومنع تصعيد حصول كارثي محتمل بسبب البرنامج النووي، وغيرها من النشاطات الإيرانية في المنطقة، مقابل تعهد الأميركيين بعدم تشديد العقوبات المفروضة على طهران وإلغاء تجميد مليارات من الأصول الإيرانية، في ما سماه مسؤولون إيرانيون «وقف نار سياسي» بين الطرفين.

وكانت إدارة بايدن قد استأنفت الاتصالات الدبلوماسية غير المباشرة مع الجانب الإيراني في نهاية العام الماضي من خلال المبعوث الأميركي الخاص لإيران روبرت مالي، الذي عقد اجتماعين أخيراً مع المندوب الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني. وكذلك أكدت وزارة الخارجية الإيرانية هذا الأسبوع أن منسق الشرق الأوسط لدى البيت الأبيض بريت ماكغورك، قد سافر في أوائل مايو (أيار) الماضي إلى عُمان لإجراء محادثات غير مباشرة بوساطة من العمانيين مع وفد إيراني ضم كبير المفاوضين النوويين، علي باقري كني.

وتعكس هذه المحادثات غير المباشرة، التي جرى بعضها في عمان، استئناف الجهود الدبلوماسية بعد أكثر من عام على انهيار المفاوضات لاستعادة الاتفاق النووي لعام 2015.

قريبتان

وأعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، منذ يومين، أن إيران والولايات المتحدة «قريبتان» من اتفاق بشأن تبادل محتمل للسجناء، وربما يجب توضيح بعض القضايا الفنية بما في ذلك الإطار الزمني والتنفيذي لهذا الاتفاق. وقال: «أعتقد أن الجانبين يعملان على حل هذه القضايا»، مؤكداً أن هناك «أجواء إيجابية» في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، وأن المسؤولين الإيرانيين «جادون» في التوصل إلى اتفاق. ورأى أن السلطات الإيرانية مستعدة لمواصلة هذه العملية حتى يرد الطرف الآخر بحسن نية.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن إدارة بايدن تتفاوض بهدوء حالياً مع الجانب الإيراني للحد من برنامج طهران النووي وإطلاق الأميركيين المسجونين، في سياق جهد أكبر لتخفيف التوترات وتقليل مخاطر المواجهة العسكرية مع إيران. ونقلت عن مسؤولين من ثلاث دول أن هدف واشنطن هو التوصل إلى «اتفاق غير رسمي وغير مكتوب» هدفه منع المزيد من التصعيد في العلاقة العدائية القديمة، والتي صارت أكثر خطورة مع تكديس إيران مخزوناً من اليورانيوم عالي التخصيب القريب من درجة النقاوة اللازمة لصنع سلاح نووي، ومع تزويدها روسيا بطائرات مسيّرة تُستخدم في أوكرانيا. وأضافت أن الخطوط العريضة للمحادثات أكدها ثلاثة من المسؤولين الإسرائيليين الكبار ومسؤول إيراني ومسؤول أميركي.

وتجنب المسؤولون الأميركيون مناقشة الجهود التي تُبذل لضمان إطلاق السجناء، باستثناء اعتبار ذلك «أولوية عاجلة» بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

عند 60 %

وأفاد تقرير بأن التفاهمات ستشهد تعهد طهران بعدم تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز مستواه الحالي البالغ 60 في المائة، والتعاون بشكل أفضل مع المفتشين النوويين التابعين للأمم المتحدة، ووقف هجمات الجماعات الموالية لإيران ضد المتعاقدين الأميركيين في العراق وسوريا، وتجنب تزويد روسيا بالصواريخ الباليستية، وإطلاق ثلاثة أميركيين إيرانيي الأصل محتجزين في إيران.

وفي المقابل، تتعهد واشنطن بعدم تشديد عقوباتها الاقتصادية الحالية، وإلغاء تجميد المليارات من الأصول الإيرانية الموجودة في الخارج، إلى جانب تأكيدات بأن الأموال ستستخدم فقط للأغراض الإنسانية، وعدم اتخاذ قرارات عقابية ضد إيران في الأمم المتحدة أو في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين أن التفاهمات باتت «وشيكة». وأشار إلى أن النفي الأخير من المسؤولين الأميركيين لوجود الاتفاق بصيغة غير مكتوبة وغير رسمية هدفه تجنب الحاجة إلى موافقة الكونغرس.

وفي ما يمكن عدّه مؤشراً على الاتفاق، أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي أنها ستسمح للعراق بدفع 2.76 مليار دولار من ديون الطاقة لإيران. وسيقتصر استخدام الأموال على بائعي الطرف الثالث المعتمَدين من الولايات المتحدة للأغذية والأدوية المخصصة للمواطنين الإيرانيين، وفقاً لما أكدته وزارة الخارجية الأميركية. وأوردت «نيويورك تايمز» أن ذلك «يمكن أن يهدئ المخاوف من أن إدارة بايدن تضع المليارات في أيدي نظام (…) لا يرحم، ويقتل المتظاهرين، ويدعم جهود روسيا الحربية في أوكرانيا، ويموّل وكلاء مناهضين لإسرائيل مثل (حماس) و(حزب الله)».

وصول الرئيس جو بايدن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن للتحدث في حفل استقبال رؤساء البعثات الدبلوماسية في الخارج بالبيت الأبيض أمس (أ.ب)

موقف الكونغرس

وقوبلت هذه المناقشات الأميركية - الإيرانية بتشكيك من أعضاء ديمقراطيين وجمهوريين في مجلس الشيوخ. وقال السيناتور الديمقراطي تيم كاين، لموقع «جويش إنسايدر»، إنه «حتى أولئك الذين كانوا يدعمون خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي)، نحن متشككون للغاية من إيران في الوقت الحالي»، مضيفاً أن «سوء السلوك الإيراني في المنطقة، ولكن بشكل خاص ضد شعبها، أدى إلى شكوك شديدة». ولكنه استدرك: «يجب أن نُجري محادثات بشأن الرهائن بالتأكيد».

وكان السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين أكثر دعماً للمناقشات مع إيران. وقال: «أعتقد أنه من مصلحتنا ومصالح الجميع في المنطقة محاولة خفض درجة الحرارة وتقليل مخاطر حصول إيران على سلاح نووي والمزيد من التخصيب. لا أعرف كل التفاصيل، لكنني بالتأكيد أؤيد محاولة منع إيران من الحصول على أسلحة نووية».

أما السيناتور الجمهوري بيل هاغرتي، فقال: «أنا محبط للغاية... هذا النهج برمّته تجاه إيران هو خطوة خاطئة تجعل أمتنا أقل أماناً، يجعل المنطقة بأسرها غير مستقرة، وأشعر بخيبة أمل كبيرة» لرؤية التقارير عن اتفاق محتمل مع إيران.

ورداً على سؤال عمّا إذا كانت الإدارة صريحة مع الكونغرس بشأن المناقشات، أجاب السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: «لا (…) أعتقد أن ما يحاولون فعله هو تخفيف العقوبات والتحايل على الكونغرس»، مؤكداً أن «المطلوب من الإدارة هو تقديم أي اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي للمراجعة في الكونغرس». وأضاف: «إنهم يريدون صفقة سيئة للغاية بحيث يمكنهم تذوقها». وأكد أنه لا يعتقد أن تخفيف العقوبات أو أي شكل آخر من أشكال الدفع للنظام هو الطريق الصحيح لتحرير الرهائن الأميركيين المحتجزين في إيران، مقترحاً بدلاً من ذلك المزيد من تشديد العقوبات على النظام الإيراني.

وكان الجمهوريون قد انتقدوا بشدة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما لتحريرها المليارات من الأموال الإيرانية المجمدة، التي قالوا إنها مكّنت من دعم النشاطات الإرهابية.

ويحاول المسؤولون الإيرانيون أيضاً المطالبة بنحو 7 مليارات دولار من مدفوعات شراء النفط المحتجزة في كوريا الجنوبية والتي ربطوها بإطلاق السجناء الأميركيين. وستكون هذه الأموال مقيدة أيضاً للاستخدام الإنساني، وستُحفظ في بنك قطريّ، وفقاً لمسؤول إيرانيّ وآخرين على دراية بالمفاوضات.

ويأتي التركيز الأميركي المتجدد على البرنامج النووي الإيراني وسط قلق متزايد داخل إدارة بايدن من أن طهران يمكن أن تعجّل بأزمة من خلال زيادة تخصيب اليورانيوم. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن «الشائعات حول اتفاق نووي -مؤقت أو غير ذلك- خاطئة أو مضللة». وأضاف أن «سياستنا الأولى هي ضمان عدم حصول إيران إطلاقاً على سلاح نووي، لذلك كنا بالطبع نراقب نشاطات تخصيب إيران النووية». وزاد: «نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريق للمساعدة في تحقيق ذلك، لكننا نستعد لكل الخيارات الممكنة والطارئة».


مقالات ذات صلة

رئيس «منظمة الطاقة الإيرانية»: حاجتنا النووية حتمية

شؤون إقليمية إسلامي يشرح للرئيس مسعود بزشكيان نماذج من أجهزة الطرد المركزي في معرض للبرنامج النووي خلال أبريل الماضي (أرشيفية - الرئاسة الإيرانية)

رئيس «منظمة الطاقة الإيرانية»: حاجتنا النووية حتمية

«السياسات النووية للبلاد تُدار وفق منظومة خاضعة للخبرة وليست بيد شخص واحد. مصلحة البلاد تقتضي متابعة الموضوع حتى تُرفع العقوبات، والسعي مستمر لحلّ هذه المشكلة».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية صور لقادة عسكريين وعلماء نوويين قُتلوا في الضربات الإسرائيلية على إيران خلال يونيو الماضي (رويترز)

عراقجي: مستعدون لمفاوضات نووية جدّية مع واشنطن

«إن الخلاف الرئيسي لا يزال يتمثل في رفض واشنطن الاعتراف بحق إيران في امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية».

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي (أ.ب) play-circle

عراقجي: إحياء المفاوضات مع واشنطن يعتمد على نهج الإدارة الأميركية

نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن وزير الخارجية عباس عراقجي قوله، السبت، إن إحياء المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة يعتمد على نهج الإدارة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية  لوحة إعلانية تعرض صورة أجهزة الطرد المركزي النووية وجملة تقول «العلم هو القوة والأمة الإيرانية لن تتخلى عن دينها ومعرفتها» بطهران (إ.ب.أ)

دعوة إيرانية روسية صينية لحل في الملف النووي «يراعي مخاوف جميع الأطراف»

«كان من الصعب تصور أن تكون الولايات المتحدة الأميركية هي أول طرف ينتهك التزاماته»...

«الشرق الأوسط» (طهران)
شؤون إقليمية العلَم الإيراني ورمز الذرّة وعبارة «البرنامج النووي»... (رويترز)

طهران: الاعتراف بحقوقنا هو الحل الوحيد لملفنا النووي

«كيف يُطلب من إيران السماح بتفتيش منشآت تعرضت لهجمات، وتوجد فيها مخاطر إشعاعية وتسرب مواد مشعة؟».

«الشرق الأوسط» (طهران)

نتنياهو: الاتصالات مع دمشق لم ترق إلى اتفاق

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
TT

نتنياهو: الاتصالات مع دمشق لم ترق إلى اتفاق

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن تكون الاتصالات التي جرت خلال الفترة الماضية بشأن الملف السوري، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة، قد ارتقت إلى اتفاقات أو تفاهمات بين الجانبين.

وأوضح مكتب نتنياهو، في بيان، أن «لقاءات واتصالات عقدت برعاية واشنطن حول قضايا تتعلق بسوريا، إلا أنها بقيت في إطار المناقشات الأولية».

وأكد البيان أن «أي حديث عن اتفاق أو تقدم نوعي في هذا المسار غير دقيق»، مشيراً إلى أن الاتصالات كانت جزءاً من جهود دبلوماسية أوسع تقودها الولايات المتحدة في المنطقة.

وتقول المصادر إن نتنياهو اضطر لإصدار هذا البيان بعد أن نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر رفضه التوقيع على اتفاق مع سوريا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، توصل إليه الطرفان بوساطة أميركية.

في الأثناء، تلقى الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، اتصالاً هاتفياً من الرئيس السوري أحمد الشرع.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال الاتصال استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وفرص تعزيزها في عدد من المجالات. كما جرى بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، والجهود المبذولة لترسيخ الأمن والاستقرار، وتحقيق التعافي الاقتصادي في سوريا الشقيقة.


نتنياهو ينفي التوصل إلى اتفاق في المحادثات مع سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى الرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى الرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو ينفي التوصل إلى اتفاق في المحادثات مع سوريا

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى الرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التقى الرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك (أ.ف.ب)

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الاتصالات واللقاءات مع الجانب السوري لم تصل إلى تفاهمات أو اتفاقات، في رد على تقرير نشرته «الشرق الأوسط».

وجاء في بيان من مكتب نتنياهو، أنه «كانت هناك اتصالات ولقاءات برعاية الولايات المتحدة، لكن الأمور لم تصل إلى اتفاقات وتفاهمات مع سوريا».

واضطر نتنياهو إلى هذا البيان بعد أن نشر في جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، إلى القول إنه رفض التوقيع على اتفاق مع سوريا على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، توصل إليه الطرفان بوساطة أميركية.

وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت أن نتنياهو رفض التوقيع على الاتفاق في سبتمبر (أيلول) الماضي. وعلى ضوء الجدل، صرح مصدر سوري لـ«القناة 12»، بأن «الصياغة النهائية للاتفاق جاهزة تقريباً، وهي في مراحلها النهائية. ولن يمضي وقت طويل قبل أن يحدث اختراق. وشكل الاتفاق مطروح حالياً على جدول الأعمال».

نتنياهو يزور مرتفعات جبل الشيخ السورية بعد سقوط نظام الأسد (أ.ف.ب)

وحسب قوله، «هناك بنود جاهزة ومكتوبة وهم ينتظرون من الأميركيين أن يتوجهوا إلى إسرائيل ويقولوا: (هذه هي الصيغة النهائية ونريد أن نمضي بها قدماً)، والجمود الحالي هو من الجانب الإسرائيلي وليس من الجانب السوري».

وأعادت وسائل الإعلام الإسرائيلية التذكير بما حدث في سبتمبر الماضي. وقالت «آي 24 نيوز» إن الرئيس السوري الشرع أكد آنذاك، أنه توجد مفاوضات مع إسرائيل قد تفضي إلى اتفاق قريب، وذلك بعد أن أفادت وكالة «رويترز» للأنباء، بأن الولايات المتحدة تُلحّ على إحراز تقدّم في المحادثات بين الطرفين، قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحسب القناة الإسرائيلية، فإن مطالبة سوريا لإسرائيل بالانسحاب من المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ هو ما عرقل التقدم آنذاك.

وأكدت «تايمز أوف إسرائيل» المسألة، وقالت إنه كان هناك تفاؤل في سبتمبر بإمكانية توقيع اتفاق، لكنها ذكّرت بتقرير لـ«رويترز»، جاء فيه أن الاتصالات بين إسرائيل وسوريا وصلت إلى طريق مسدود بسبب مطالبة إسرائيل بفتح «ممر إنساني» إلى محافظة السويداء في جنوب سوريا.

كما ذكّرت «تايمز أوف إسرائيل» بتقرير آخر لـ«أكسيوس»، جاء فيه أن إسرائيل أرادت آنذاك منطقة حظر جوي ومنطقة منزوعة السلاح على حدودها في سوريا، دون قيود على الانتشار الإسرائيلي على أراضيها، مقابل انسحاب إسرائيل على مراحل من المنطقة العازلة التي أنشأتها بعد سقوط الرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكنها ستبقى على قمة جبل الشيخ.

وينتشر الجيش الإسرائيلي في تسع نقاط داخل جنوب سوريا منذ سقوط نظام الأسد، معظمها داخل منطقة عازلة، ونقطتان على الجانب السوري من جبل الشيخ.

وقالت إسرائيل إنها سيطرت على المناطق في جنوب سوريا في ديسمبر الماضي، بسبب مخاوف من وقوعها في الأيدي الخطأ بعد سقوط النظام، وأضافت أنها ستحتفظ بها حتى توقيع اتفاق أمني جديد.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

وقال موقع «واللا» إن نتنياهو كان حاضراً فعلاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، آنذاك، وكانت التقديرات تشير إلى أن رئيس الوزراء قد يلتقي بالشرع ويوقع على الاتفاقية، التي كانت إدارة ترمب تسعى جاهدة لإقرارها منذ أشهر.

لكن دمشق أصرت على ضرورة انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها في مرتفعات الجولان السورية منذ سقوط نظام بشار الأسد، في حين عارضت تل أبيب ذلك، مدعية أن السيطرة عليها ضرورية لمنع الهجمات على سكان الشمال، ولم يحدث الاجتماع.

زار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المنطقة العازلة مع سوريا في 19 نوفمبر برفقة كبار مسؤولي الدفاع والخارجية والأمن (مكتب الصحافة الحكومي)

وبينما كان الإعلام الإسرائيلي يناقش الاتفاق الأمني مع سوريا، فوجئ بلقطات بثها الإعلام السوري لجنود تابعين للحكومة السورية يمرون مسلحين بجانب قوات الجيش الإسرائيلي في منطقة بلدة خان أرنبة قرب القنيطرة.

ووصفت «يديعوت أحرونوت» و«القناة 14» المشاهد بغير المألوفة. ويبدو أن هذه المنطقة يُسمح فيها بتواجد عسكري وشرطي لنظام الشرع، ويبدو أن القوة العسكرية الإسرائيلية تواجدت هناك مؤقتاً في إطار عمليات الاعتقال والتفتيش. وقالت «القناة 14» في عنوان «بأسلحة مشهرة: قوات الجولاني تقترب من قواتنا».


بعد قطيعة بسبب حرب غزة... بوليفيا وإسرائيل تستأنفان العلاقات

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
TT

بعد قطيعة بسبب حرب غزة... بوليفيا وإسرائيل تستأنفان العلاقات

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل وبوليفيا ستوقعان اتفاقاً لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد عامين من قطع بوليفيا علاقاتها مع إسرائيل احتجاجاً على حرب غزة، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت الوزارة في بيان إن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر «سيوقّع في واشنطن، إلى جانب وزير خارجية بوليفيا فرناندو أرامايو، اتفاق تجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين».

وأفاد نظيره البوليفي على منصة «إكس» بأنه «سعيد بفتح فصل جديد سنكتبه في العلاقات بين بوليفيا وإسرائيل».

وكانت حكومة الرئيس اليساري لويس آرسي السابقة الأولى في أميركا اللاتينية التي تقطع علاقاتها مع إسرائيل منذ اندلاع الحرب بعد هجوم «حماس» في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وحينها، انتقدت إسرائيل بشدة قرار حكومة لويس آرس، واعتبرته «استسلاماً للإرهاب»، بينما رحّبت حركة «حماس» بالقرار.

وفي أكتوبر، صوّت البوليفيون لصالح حكومة جديدة من تيار اليمين الوسط بقيادة الرئيس المحافظ رودريغو باز، منهين بذلك نحو 20 عاماً من الحكم الاشتراكي بقيادة إيفو موراليس ولويس آرسي.

وكان ساعر أعلن الاثنين أن البلدين سيستأنفان علاقاتهما الدبلوماسية.

وقال الوزير إنه تحدث مع الرئيس البوليفي في اليوم التالي لانتخابه «ونقل له رغبة إسرائيل في فتح فصل جديد» في العلاقات الثنائية.

كما رحّب ساعر بقرار بوليفيا الأخير إلغاء تأشيرات الدخول عن السياح الإسرائيليين.

وكانت بوليفيا قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل سابقاً في 2009 في عهد الرئيس اليساري السابق إيفو موراليس الذي اتّخذ تلك الخطوة احتجاجاً على هجوم إسرائيلي في قطاع غزة.

وظلّت العلاقات الدبلوماسية بين بوليفيا وإسرائيل مقطوعة إلى أن أعادتها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 حكومة يمينية مؤقتة.