هل يمكن تدوير الزوايا بين طهران وواشنطن في ظل التوترات؟

مسؤولون وخبراء أميركيون لـ«الشرق الأوسط»: لا ثقة بنيات إيران النووية وسياساتها في المنطقة

بايدن يصل إلى البيت الأبيض قادماً من رحلة إلى نيو كاسل - ديلاوير (د.ب.أ)
بايدن يصل إلى البيت الأبيض قادماً من رحلة إلى نيو كاسل - ديلاوير (د.ب.أ)
TT

هل يمكن تدوير الزوايا بين طهران وواشنطن في ظل التوترات؟

بايدن يصل إلى البيت الأبيض قادماً من رحلة إلى نيو كاسل - ديلاوير (د.ب.أ)
بايدن يصل إلى البيت الأبيض قادماً من رحلة إلى نيو كاسل - ديلاوير (د.ب.أ)

في الأيام والأسابيع القليلة الماضية، شهد الملف الإيراني تطورات لافتة، أثارت الكثير من التساؤلات عن الوجهة التي سيسلكها التعامل مع ملفها النووي والصاروخي، فضلاً عن أنشطتها السياسية والعسكرية في المنطقة.

ويواصل مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التأكيد على عدم السماح لطهران بامتلاك سلاح نووي، وأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، بما فيها استخدام القوة، ووصفها بأنها «التهديد الأكبر» للاستقرار في المنطقة. ومع إعلان إيران عن تطوير صاروخ «فرط صوتي»، قابلته الولايات المتحدة بفرض عقوبات جديدة على شبكة شراء الصواريخ الإيرانية.

غير أن الحظر المفروض على برنامج إيران للصواريخ الباليستية، بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، الموقَّعة عام 2015، ينتهي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وهو ما أثار ردود فعل أميركية، غالبيتها من الجمهوريين، تتهم إدارة بايدن بـ«افتقارها للعزم» في مواجهة برنامج إيران النووي والصاروخي، حسب جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، و«تراجعها وفشلها عن صياغة استراتيجية أوسع» لإيران، حسب كبير الجمهوريين في لجنة العلاقات الخارجية السيناتور جيمس ريش.

وفي حين تتواصل الاحتكاكات بين إيران والقوات الأميركية في المنطقة، تؤكد «تسريبات البنتاغون» أن ميليشيات مؤيدة لطهران تستعد لتنفيذ هجمات جديدة ضد القوات الأميركية.

لكن على الرغم من تصاعد لغة التهديد الأميركية، فقد تم الكشف عن لقاءات دبلوماسية سرّية جرت أخيراً بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين، في محاولة لإعادة إطلاق المفاوضات النووية المتوقفة منذ أكثر من 5 أشهر.

مواصلة زعزعة الاستقرار

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط»، إن الولايات المتحدة على علم بمزاعم إيران عن صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، بينما هي تواصل زعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك من خلال تطوير وانتشار أسلحة خطيرة.

وأضاف المتحدث أن الولايات المتحدة تواصل العمل مع الحلفاء والشركاء، بما في ذلك في المنطقة، لردع سلوك إيران المزعزع للاستقرار والتصدي له، مؤكداً التزام استخدام مجموعة من أدوات حظر الانتشار المتاحة، للتعامل مع جهود تطوير الصواريخ الإيرانية وانتشارها. وقال إن العقوبات الأخيرة على شبكة شراء الصواريخ الإيرانية تؤكد هذا الالتزام.

وفيما يتعلق بالدبلوماسية في برنامج إيران النووي، أضاف المتحدث قائلاً: «كما تعلم، لقد كنا صريحين ونشطين في إدانة وفرض تكاليف على إيران لانتهاكاتها حقوق الإنسان في الداخل، والسلوك المزعزع للاستقرار في الخارج».

وقال إن الرئيس بايدن ملتزم تماماً بضمان عدم حيازة إيران مطلقاً سلاحاً نووياً، «لكننا ما زلنا نعتقد أن الدبلوماسية هي أفضل طريقة لتحقيق هذا الهدف على أساس مستدام ودائم، ولم نحذف أي خيار من الطاولة، مثلما أننا لا نعتذر عن الالتزام بمواجهة سلوك إيران المزعزع للاستقرار بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الإقليميين».

من ناحيته، قال متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) إن ما وصفه بالعدوان الإيراني «يشمل التهديد الذي يمثله برنامجها الصاروخي الذي لا يزال مصدر قلق كبير لقواتنا في المنطقة». وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «نبقى واثقين من قدرتنا على الردع والدفاع ضد أي وجميع التهديدات التي يفرضها النظام، ونواصل دعوة إيران إلى تهدئة التوترات في المنطقة».

 

أبعد من مجرد تحسين الصواريخ

من جهته، يقول بهنام بن طالبلو، مسؤول ملف إيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إن «تقدم إيران المستمر في مجال الصواريخ الباليستية لتشمل تحسينات في المدى والحمولة والدقة والموثوقية والقدرة على البقاء، هو أكثر بكثير من مجرد إشارة سياسية».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أنه دليل على أن هذه هي أغلى مقذوفات إيران التي تعمل على تحسينها لاستخدامها في المستقبل. وقال إن «تلك التحسينات على برنامج الصواريخ الباليستية، وهو بالفعل الأكبر والأكثر تنوعاً في المنطقة، تتزامن مع زيادة في تحمل المخاطر والمغامرة من نخبة جديدة ومتشددة للغاية، عازمةً على إجبار الدول الإقليمية على الاستسلام وطرد الولايات المتحدة من المنطقة».

وأكد أن التصعيد النووي الإيراني المستمر والتداول البطيء للمراقبة النووية يجب أن يكونا بمثابة دعوة للاستيقاظ لإدارة بايدن التي تواصل التعامل مع كل تقدم على أنه دعوة لإحياء صفقة كانت معيبة بشكل قاتل حتى بمعايير عام 2015. وقال طالبلو: «لقد تغير الكثير في 8 سنوات، حيث يخفف المسؤولون الإيرانيون باستمرار من ضرورة التوصل إلى اتفاق في قاموسهم السياسي، حتى إن المرشد الإيراني علي خامنئي، تراجع عن عبارته الشهيرة، (المرونة البطولية)، التي استخدمها في عام 2013 للسماح بإجراء مفاوضات نووية مع أميركا».

 

إتقان فن المماطلة

من ناحيته، يقول هنري روم، كبير الباحثين في مجلس العلاقات الدولية، إن احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي جديد قاتمة في المستقبل المنظور. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أنه إلى الحد الذي يهتم فيه المسؤولون الإيرانيون بالدبلوماسية، ينصبّ التركيز على خطة الاتفاق النووي. وإلى الحد الذي يهتم فيه المسؤولون الأميركيون بالدبلوماسية، فإن التركيز ينصبّ على كل شيء ما عدا خطة الاتفاق النووي.

وقال روم إنه من المحتمل أن تشترك طهران وواشنطن في مصلحة على المدى القريب في تهدئة التوترات، بما في ذلك تبادل الأسرى، لكنّ هذا يأتي على خلفية خطر ترسيخ مكانة إيران النووية. فقد أتقنت إيران فن الإدارة التكتيكية لاجتماعات مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يعطيها أرضية كافية فقط لتجنب العقوبات من الحكومات الغربية الحريصة على تجنب المواجهة، وقد رأينا ذلك هذا الأسبوع.

 

تعاون محدود لتجنب العقوبات

يقول مايكل روبين، كبير الباحثين في معهد «أميركان إنتربرايز» في واشنطن، المتخصص في الشأن الإيراني، إن إيران لا تزال غير صادقة، وتسعى للحصول على المرونة. فكاميرات المراقبة لا تعني مراقبة على مدار 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع. وبدلاً من ذلك، يقومون بتسجيل المراقبة ثم يتم إرسال الأشرطة إلى فيينا كل بضعة أسابيع. ومع كل شريط مراقبة يؤدي إلى مفاوضات جديدة موسعة تطالب فيها إيران بتنازلات. وأضاف روبن لـ«الشرق الأوسط» أن إيران تبالغ بانتظام في نجاحاتها العسكرية. وفيما يتعلق بالصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، تطرح إيران طموحاً أكثر من كونها تطوراً ناجحاً. لكن رغم ذلك، تذكر أن هذا بلد يفشل فيه نصف عمليات إطلاق الأقمار الصناعية في الوصول إلى المدار.

من ناحيته، يقول باتريك كلاوسن، مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، إن إيران كانت حازمة للغاية في الآونة الأخيرة. وبدلاً من محاولة تسوية نزاع حول مياه نهر هلمند بهدوء، أثارت نزاعاً صاخباً وقتالاً كبيراً مع «طالبان».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»، وعلى المنوال نفسه، أن إيران أحدثت ضجة كبيرة بشأن تعاون دول الخليج معها في القضايا البحرية، على سبيل المثال. وإشادتها بتجربة صاروخ جديد تعد انتهاكاً واضحاً على الأقل لأمر (المرشد) خامنئي (منذ بضع سنوات) بأن الصواريخ الإيرانية يجب أن يبلغ مداها 2000 كيلومتر أو أقصر. وبشكل عام، يبدو النظام واثقاً جداً من نفسه.

وبالنسبة إلى الاتفاق النووي، يقول كلاوسن إن تقرير الوكالة الدولية الأخير، يُظهر إلى أي مدى ستذهب الوكالة في محاولة لتجنب نزاع مفتوح مع إيران. فقد قدمت طهران فقط، تنازلات طفيفة للغاية، ولا تزال بعيدة عن احترام اتفاقية الضمانات، كما تفهمها الوكالة.

ورجح كلاوسن أن يقدم مجلس المحافظين في اجتماعه المقبل بعد 4 أشهر، شكوى خفيفة حول عدم امتثال إيران. وهذا يتناسب تماماً مع رغبة القوى الكبرى (روسيا وأوروبا والولايات المتحدة)، المنشغلة بحرب أوكرانيا، ولا تريد الآن أزمة مع إيران. وقال إن إدارة بايدن مصممة بشكل خاص على عدم حدوث أزمة قبل انتخابات 2024، وإن المحادثات الأميركية - الإيرانية، التي عقدت عدة جلسات منذ 5 أشهر حتى الآن، تدور حول خفض التوترات. وتوقع كلاوسن أن يتم التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى والإفراج عن 7 مليارات دولار من كوريا الجنوبية. لكنه أشار إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب كانت قد اقترحت الإفراج عن تلك الأموال، لكنّ المشكلة كانت، ولا تزال، هي تردد البنوك في التعامل مع تلك الأموال.


مقالات ذات صلة

«الطاقة الذرية»: طهران لا تلتزم بكثير من تعهداتها

شؤون إقليمية المدير العام للوكالة رافائيل غروسي متحدثاً في فيينا الأربعاء (رويترز)

«الطاقة الذرية»: طهران لا تلتزم بكثير من تعهداتها

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تعيق عملها بعدم تنفيذها تعهداتها بشأن ملفها النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
شؤون إقليمية الرئيس الأميركي جو بايدن يلقي تصريحات في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (APEC) في كاليفورنيا 16 نوفمبر (رويترز)

إيران تلامس مستويات الأسلحة النووية مع اقتراب انتخابات أميركا

لا تملك الولايات المتحدة وحلفاؤها الكثير من السبل المتاحة لكبح أنشطة إيران النووية؛ فقد توارت منذ فترة طويلة احتمالات نجاح المحادثات في إحراز تقدم.

«الشرق الأوسط» (باريس - واشنطن - فيينا)
شؤون إقليمية مدير «الطاقة الدولية» رافاييل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)

«الوكالة الذرية»: استبعاد إيران للمفتشين «أثر بشكل خطير» على مراقبة أنشطتها

سحب إيران ترخيص مفتشي «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» في سبتمبر أثَّر بشكل خطير على قدرة الوكالة على إجراء أنشطة التحقق بشكل فعال

«الشرق الأوسط» (فيينا )
شؤون إقليمية رجل دين إيراني يستخدم الجوال أثناء وقوفه بجانب صواريخ معروضة في طهران الاثنين (أ.ب)

منسق «الحرس الثوري» يطالب بأساليب «غير حربية» للضغط على إسرائيل

قال المنسق العام في «الحرس الثوري» إن قواته «تتوق» لإصدار أوامر من المرشد الإيراني علي خامنئي للتوجه إلى غزة لكنه دعا إلى استخدام أساليب «غير حربية».

«الشرق الأوسط» (لندن - طهران)
جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي (أ.ب)

مستشار الأمن القومي الأميركي: «النووي الإيراني» على جدول المباحثات مع الرئيس الصيني

قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأميركي، إن البرنامج النووي الإيراني والتهديد الذي يشكله سيكونان على جدول أعمال الاجتماع مع الرئيس الصيني.


خامنئي: هدف «طوفان الأقصى» الحقيقي هو «اجتثاث أميركا»

صورة وزعتها وكالة «فارس» عن لقاء خامنئي مع «التعبويين» الأربعاء
صورة وزعتها وكالة «فارس» عن لقاء خامنئي مع «التعبويين» الأربعاء
TT

خامنئي: هدف «طوفان الأقصى» الحقيقي هو «اجتثاث أميركا»

صورة وزعتها وكالة «فارس» عن لقاء خامنئي مع «التعبويين» الأربعاء
صورة وزعتها وكالة «فارس» عن لقاء خامنئي مع «التعبويين» الأربعاء

قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء: إن «عمليات (طوفان الأقصى) استهدفت كيان الاحتلال الصهيوني على الظاهر، إلا أن هدفها في الواقع هو اجتثاث أميركا».

ونقلت «وكالة أنباء فارس» عنه قوله لدى استقباله «آلاف التعبويين» من شتى أرجاء إيران: «إن هذه العمليات استطاعت إرباك جدول السياسات الأميركية في المنطقة، وسوف تستمر بإذن الله».

صاروخ «أرض - أرض» إيراني من طراز «سجيل» معروض أمام مقر البرلمان الإيراني بساحة «بهارستان» في طهران يوم 27 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وشدد خامنئي على «أن العمليات الوحشية واللاإنسانية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد أهالي غزة، لم تفضح هذا الكيان وأميركا فحسب، بل إنها فضحت الدول الأوروبية المعروفة، والحضارة والثقافة الغربية أيضاً». وتابع قائلاً: «إن الثقافة والحضارة الغربية هي الحضارة نفسها التي عندما يقتل الصهاينة 5 آلاف طفل فلسطيني بإلقاء القنابل الفوسفورية، يدافع الغربي عن هذه الجريمة ويقول: إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها، هذه هي الثقافة الغربية».

وأشار خامنئي، إلى «أن الأعمال المفجعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني في هذه الأيام، إنما تعدّ جرائم مصغرة من جرائمه طوال الـ75 عاماً في فلسطين، وعلى الصهاينة أن يعلموا جيداً بأن عمليات (طوفان الأقصى) لن تنطفئ جذوتها، وسوف تستمر أيضاً». وأضاف قائلاً: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن بإجراء استفتاء عام في فلسطين يعتمد على أصوات الشعب، وموقفها هو عدم إلقاء الصهاينة واليهود في البحر».

أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران (إ.ب.أ)

وأشار إلى «موقف الأميركان إزاء لبنان»، وقال: «إنهم كانوا يقولون إنهم يريدون إنشاء شرق أوسط جديد، أي منطقة غرب آسيا التي نعيش فيها، وأطلقوا عليها اسم الشرق الأوسط، أي أن خطتهم هي إيجاد جغرافية جديدة يتم فيها توفير مصالحهم غير المشروعة... لقد فشلوا في تحقيق هذا الهدف الذي كانوا يتطلعون لتحقيقه». وأضاف: «كانوا يريدون القضاء على (حزب الله) لبنان، إلا أن خطتهم أدت إلى مضاعفة قوة (حزب الله) إلى 10 أضعاف».

وقال أيضاً: «إن الأميركيين كانوا يريدون ابتلاع العراق، إلا أنهم فشلوا في ذلك، وأرادوا الاستيلاء على سوريا من خلال إرسال عناصرهم التي تقاتل بالنيابة عنهم باسم (داعش) و(النصرة)، وقدموا أنواع الدعم لهم خلال 10 أعوام، لكنهم أخفقوا في تحقيق هذا الهدف أيضاً».


طهران تطالب بتحرك دولي ضد «تهديدات نووية إسرائيلية»

مدير «الطاقة الدولية» رافاييل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)
مدير «الطاقة الدولية» رافاييل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)
TT

طهران تطالب بتحرك دولي ضد «تهديدات نووية إسرائيلية»

مدير «الطاقة الدولية» رافاييل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)
مدير «الطاقة الدولية» رافاييل غروسي ورئيس «الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران مارس 2022 (رويترز)

دعا رئيس «منظمة الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي، الوكالة الدولية للطاقة النووية، «إلى اتخاذ موقف حيال التهديدات النووية التي أطلقها رئيس وزراء الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، مؤكداً «أن إيران الإسلامية تحمّل هذه الوكالة كامل المسؤولية عن أي حادث يقع ضدها».

وقال في حديث مع مراسلين، على هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني، صباح الأربعاء، «أن هذا الكيان، الذي لم يوقّع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية (إن بي تي)، يهدد العالم بالقنبلة الذرية». وأضاف قائلاً: لقد قلت قبيل انعقاد اجتماع مجلس الحكام في رسالة إلى المدير العام للوكالة الدولية، إن وزير الكيان الصهيوني هدّد الفلسطينيين بصراحة باستخدام الأسلحة النووية».

رئيس «منظمة الطاقة الذرية» الإيرانية محمد إسلامي (وكالة فارس)

وشدد، على «أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني كان أعلن مؤخراً أمام منظمة الأمم المتحدة، وخلال اجتماع الجمعية العامة، ضرورة مواجهة إيران بتهديد نووي، ودعا إلى «استخدام هذه الأسلحة المحظورة ضدها».

وتابع قائلاً: «لقد أعلنا للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنه مسؤول إزاء عدم انتشار الأسلحة النووية... عندما لا تتخذ أي موقف حيال من لم يوقّع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، ولم يسمح للوكالة بتفتيش برنامجه النووي، ويعلن صراحة أنه سيستخدم هذه الأسلحة المحظورة، فهذا يعدّ انتهاكاً للقوانين الدولية؛ ولذا فإن على المدير العام للوكالة رفع تقرير إلى مجلس الأمن بهذا الخصوص».

صاروخ «أرض - أرض» إيراني من طراز «سجيل» معروض أمام مقر البرلمان الإيراني بساحة «بهارستان» في طهران يوم 27 سبتمبر 2023 (أ.ف.ب)

وأشار إسلامي، إلى الموقف «الذي اتخذته شعوب العالم، إزاء عدوان كيان الاحتلال الصهيوني القاتل للأطفال، دفاعاً عن الشعب الفلسطيني المظلوم»، ورأى «أن هذه اليقظة أدت إلى فضيحة هذا الكيان أكثر من أي وقت مضى».

وأكد، «أن طبيعة هذا الكيان الإرهابي قد اتضحت للعالم اليوم أكثر من الماضي»، معرباً عن أمله «بأن تستعيد المنظمات الدولية كفاءتها لمواجهة مثل هذا الكيان؛ كي يتم إرساء الأمن والسلام في العالم بمعنى الكلمة».


إيران تنفي مجدداً المشاركة في أي هجوم ضد القوات الأميركية

صورة لطائرات درون إيرانية نشرتها وكالة إيران الرسمية
صورة لطائرات درون إيرانية نشرتها وكالة إيران الرسمية
TT

إيران تنفي مجدداً المشاركة في أي هجوم ضد القوات الأميركية

صورة لطائرات درون إيرانية نشرتها وكالة إيران الرسمية
صورة لطائرات درون إيرانية نشرتها وكالة إيران الرسمية

رفض سفير إيران ومندوبها الدائم لدى «الأمم المتحدة»، أمير سعيد إيرواني، مرة أخرى، «الاتهامات الأميركية التي لا أساس لها» ضد طهران، وقال: «إن إيران لم تشارك في أي عمل أو هجوم ضد القوات العسكرية الأميركية في سوريا أو في مكان آخر».

وقال إيرواني، في جلسة «مجلس الأمن» حول الوضع في الشرق الأوسط، الثلاثاء: «إن الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، التي تُوجهها الولايات المتحدة ضد بلدي في هذا الاجتماع، مرفوضة بشكل قاطع. ويبدو أن هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة هي جزء من محاولة متعمَّدة من جانب الولايات المتحدة لصرف الانتباه عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة في الجمهورية العربية السورية»، وفق وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية «إرنا».

سفير إيران ومندوبها الدائم لدى «الأمم المتحدة» أمير سعيد إيرواني (أ.ب)

وأكد إيرواني أن إيران «لم تشارك في أي عمل أو هجوم ضد القوات العسكرية الأميركية في سوريا، أو في أي مكان آخر، وأنها طالما التزمت بتعهداتها بتعزيز السلام والأمن في المنطقة».

وأضاف إيرواني أنه يجب على الولايات المتحدة «وقف أعمالها غير القانونية في سوريا، وإنهاء احتلالها غير القانوني، والوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتي تتطلب من جميع الدول الأعضاء دعم واحترام السيادة الوطنية واستقلال سوريا وسلامة أراضيها».

مجلس الأمن في أحد اجتماعاته (أ.ف.ب)

وقال إن الولايات المتحدة «تدَّعي أنها تكافح الإرهاب في سوريا، وفي الواقع أعمالها غير القانونية في سوريا تخلق حصانة ودرعاً وقائياً للمنظمات الإرهابية، لتعزيز البرامج والمخططات السياسية للولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة».


سفير إيران بـ«الأمم المتحدة»: لم نشارك في أي هجوم ضد القوات الأميركية

سفير إيران ومندوبها الدائم لدى «الأمم المتحدة» أمير سعيد إيرواني (أ.ب)
سفير إيران ومندوبها الدائم لدى «الأمم المتحدة» أمير سعيد إيرواني (أ.ب)
TT

سفير إيران بـ«الأمم المتحدة»: لم نشارك في أي هجوم ضد القوات الأميركية

سفير إيران ومندوبها الدائم لدى «الأمم المتحدة» أمير سعيد إيرواني (أ.ب)
سفير إيران ومندوبها الدائم لدى «الأمم المتحدة» أمير سعيد إيرواني (أ.ب)

رفض سفير إيران ومندوبها الدائم لدى «الأمم المتحدة»، أمير سعيد إيرواني، مرة أخرى، «الاتهامات الأميركية التي لا أساس لها» ضد طهران»، وقال إن «إيران لم تشارك في أي عمل أو هجوم ضد القوات العسكرية الأميركية في سوريا أو في مكان آخر»، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وقال إيرواني، في جلسة «مجلس الأمن» حول الوضع في الشرق الأوسط، أمس الثلاثاء، إن الاتهامات التي «لا أساس لها من الصحة التي توجهها الولايات المتحدة ضد بلدي، في هذا الاجتماع، مرفوضة بشكل قاطع». وتابع: «يبدو أن هذه الاتهامات هي جزء من محاولة متعمدة من جانب الولايات المتحدة لصرف الانتباه عن الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة في سوريا»، وفق «وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)».

وأكد إيرواني أن إيران لم تشارك في أي عمل أو هجوم ضد القوات العسكرية الأميركية في سوريا، أو في أي مكان آخر، وأنها طالما التزمت بتعهداتها بتعزيز السلام والأمن في المنطقة.

وأضاف أنه يجب على الولايات المتحدة «وقف أعمالها غير القانونية في سوريا، والوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتي تتطلب من جميع الدول الأعضاء دعم واحترام السيادة الوطنية واستقلال سوريا وسلامة أراضيها».

وأفاد إيرواني بأن «الولايات المتحدة تدّعي أنها تكافح الإرهاب في سوريا، وفي الواقع أعمالها غير القانونية في سوريا تخلق حصانة ودرعاً وقائياً للمنظمات الإرهابية، لتعزيز البرامج والمخططات السياسية لأميركا وإسرائيل في المنطقة».


إردوغان يصف نتنياهو بأنه «جزار غزة»

الرئيس رجب طيب إردوغان يقدّم عملة ورقية لابن النائبة في حزب العدالة والتنمية زهراء نور أيدمير خلال اجتماع كتلة الحزب في البرلمان اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس رجب طيب إردوغان يقدّم عملة ورقية لابن النائبة في حزب العدالة والتنمية زهراء نور أيدمير خلال اجتماع كتلة الحزب في البرلمان اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

إردوغان يصف نتنياهو بأنه «جزار غزة»

الرئيس رجب طيب إردوغان يقدّم عملة ورقية لابن النائبة في حزب العدالة والتنمية زهراء نور أيدمير خلال اجتماع كتلة الحزب في البرلمان اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس رجب طيب إردوغان يقدّم عملة ورقية لابن النائبة في حزب العدالة والتنمية زهراء نور أيدمير خلال اجتماع كتلة الحزب في البرلمان اليوم الأربعاء (أ.ف.ب)

رحّب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اليوم الأربعاء، بتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحركة «حماس» وبالهدنة في غزة باعتبارها «وقفاً لإراقة الدماء» بصورة مؤقتة، معتبراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيُذكر في التاريخ على أنه «جزار غزة».

وفي حديثه خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم بالبرلمان التركي في أنقرة، أضاف إردوغان أن تصريحات حكومة بنيامين نتنياهو تقلل آمال أنقرة في أن تتحول الهدنة إلى وقف كامل لإطلاق النار، لكنه أضاف أن تركيا ستكثف الجهود الدبلوماسية من أجل وقف دائم لإطلاق النار وتبادل المحتجزين. وكشف أن تركيا «أكملت إلى حد كبير» إجلاء مواطنيها من غزة، حيث أكد مجدداً أن هناك إبادة جماعية تحدث. وأضاف أنه سيناقش الحرب في القطاع خلال زيارة إلى دبي هذا الأسبوع.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

ووجه إردوغان انتقاداً لاذعاً لنتنياهو ووصفه بـ «جزار غزة»، معتبراً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «ارتكب واحدة من أشنع الفظائع في المائة سنة الماضية في غزة».

في السياق، أعلنت تركيا دعمها الامتثال الكامل للقانون الدولي في ما يتعلق بالمرور الفوري ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى غزة.

وعبّرت القائمة بأعمال الممثل الدائم لتركيا لدى الأمم المتحدة، أصلي غوفان، خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليل الثلاثاء – الأربعاء، عن أملها في أن تؤدي الهدنة الإنسانية في غزة إلى وصول المزيد من المساعدات إلى القطاع والعودة الآمنة للأسرى المتبقين.

وقالت إن وقف إطلاق النار الدائم فوراً في المنطقة يمكن أن يمنع المزيد من العنف والمعاناة. وشددت على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية في غزة، بما في ذلك مرافق الأمم المتحدة التي تؤوي النازحين ووقف التهجير القسري للفلسطينيين.

في السياق ذاته، قال وزير الصحة التركي، فخر الدين كوجا، إن طائرة عسكرية محملة بالمساعدات الطبية انطلقت، الأربعاء، من تركيا باتجاه مطار العريش في مصر.


تركيا تجمّد أصول 82 منظمة وشخصاً لصلات بـ«العمال الكردستاني»

تركيا تطالب السويد باتخاذ خطوات لكبح جماح الأعضاء في «حزب العمال الكردستاني» الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية (أ.ف.ب)
تركيا تطالب السويد باتخاذ خطوات لكبح جماح الأعضاء في «حزب العمال الكردستاني» الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية (أ.ف.ب)
TT

تركيا تجمّد أصول 82 منظمة وشخصاً لصلات بـ«العمال الكردستاني»

تركيا تطالب السويد باتخاذ خطوات لكبح جماح الأعضاء في «حزب العمال الكردستاني» الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية (أ.ف.ب)
تركيا تطالب السويد باتخاذ خطوات لكبح جماح الأعضاء في «حزب العمال الكردستاني» الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية (أ.ف.ب)

كشف قرار نشرته الجريدة الرسمية في تركيا، اليوم (الأربعاء)، عن أن أنقرة جمّدت الأصول المحلية لعشرين منظمة و62 فرداً يتخذون من دول أوروبية مختلفة وأستراليا واليابان مقرات لهم، متهمةً إياهم بأنهم على صلات بـ«حزب العمال الكردستاني» المسلح، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقالت وزارة الخزانة والمالية التركية إن القرار «استند إلى أسباب منطقية» بسبب ارتكابهم أفعالاً تقع ضمن نطاق قانون منع تمويل الإرهاب.

وتضمنت القائمة ثلاث منظمات لها مقرات في ألمانيا وسويسرا، حيث تقيم جالية كردية كبيرة. كما شملت منظمتين في كلٍّ من أستراليا واليابان وإيطاليا.

وتنتشر المنظمات الأخرى المشمولة في القرار عبر النمسا وبلجيكا والمملكة المتحدة والدنمارك وفرنسا والسويد والنرويج والعراق وسوريا.

التصديق على انضمام السويد لحلف الأطلسي

تضمنت القائمة منظمة واحدة من السويد، وهي مؤسسة جمع التبرعات الكردية «رودا سولين» التي تقول حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي إنها منظمة مساعدات إنسانية.

وقدمت السويد وفنلندا طلبين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في مايو (أيار) من العام الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأبدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، اعتراضات على الطلبين حينئذ بسبب ما وصفها بحماية الدولتين الاسكندنافيتين مَن تعدّهم تركيا إرهابيين، علاوة على الحظر الذي يفرضانه على الصفقات الدفاعية. وصدَّقت تركيا على طلب فنلندا في أبريل (نيسان) الماضي، لكنها أبقت السويد في حالة ترقب.

وتطالب تركيا السويد باتخاذ المزيد من الخطوات لكبح جماح الأعضاء المحليين في «حزب العمال الكردستاني» الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وقال مسؤول رفيع في وزارة الخارجية إن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أبلغ نظراءه في حلف شمال الأطلسي أمس (الثلاثاء)، أنه يعمل جاهداً من أجل التصديق على انضمام السويد للحلف، وهو الأمر الذي يناقشه البرلمان التركي حالياً.

وأشار إلى أنه قدم جدولاً زمنياً محتملاً من أجل انضمام الدولة الاسكندنافية إلى الحلف رسمياً قبل نهاية العام.


إلغاء قمة إيرانية ـــ تركية في «آخر لحظة»

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدى حضوره مناسبة في طهران أخيراً (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدى حضوره مناسبة في طهران أخيراً (د.ب.أ)
TT

إلغاء قمة إيرانية ـــ تركية في «آخر لحظة»

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدى حضوره مناسبة في طهران أخيراً (د.ب.أ)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لدى حضوره مناسبة في طهران أخيراً (د.ب.أ)

تراجع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اللحظة الأخيرة عن قمة كانت مقررة مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أنقرة أمس. وأعلن الجانبان التركي والإيراني في أنقرة وطهران، في وقت متزامن، عن تعليق زيارة رئيسي لأنقرة رغم أنها حظيت من قبل باهتمام كبير من الجانب التركي.

وكان إردوغان صرح لصحافيين أتراك رافقوه خلال عودته من المشاركة في قمة الرياض العربية - الإسلامية في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بأن نظيره الإيراني سيزور تركيا في الـ28 من الشهر، قائلاً إنهما سيركزان على صياغة رد مشترك على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية، لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الكشف عنها، عن أن التعليق المفاجئ للزيارة جاء بسبب محاولة الرئيس الإيراني الضغط على تركيا لاتخاذ موقف يتجاوز مجرد الخطاب الحاد ضد إسرائيل. وعدّت أن رئيسي أراد أن يمارس مزيداً من الضغط على تركيا بسبب استمرار علاقاتها بإسرائيل على الرغم من استدعاء سفيرها للتشاور.

وذهب مراقبون إلى أن الحرب في غزة كشفت عن تباينات بين أنقرة وطهران، وربما «نوع من التنافس على الأدوار» والتأثير على موقف «حماس»، مستندين إلى تصريحات الإفراج عن 10 رهائن تايلنديين أفرجت عنهم حماس يوم الجمعة مع بدء هدنة الأيام الأربعة، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قيام طهران بدور وساطة للإفراج عنهم بطلب من السلطات التايلندية. لكن «حماس» أعلنت أن الإفراج عن الرهائن التايلنديين جاء تلبية لطلب من إردوغان.

 


ماسك يعد بارتداء قلادة تضامناً مع الرهائن في غزة

ماسك يلتقط صورة مع ممثلي عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس في المقر الرسمي للرئيس (د.ب.أ)
ماسك يلتقط صورة مع ممثلي عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس في المقر الرسمي للرئيس (د.ب.أ)
TT

ماسك يعد بارتداء قلادة تضامناً مع الرهائن في غزة

ماسك يلتقط صورة مع ممثلي عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس في المقر الرسمي للرئيس (د.ب.أ)
ماسك يلتقط صورة مع ممثلي عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس في المقر الرسمي للرئيس (د.ب.أ)

تلقى إيلون ماسك في أثناء زيارته لإسرائيل بعد تعرضه لانتقادات بسبب منشور معادٍ لليهود على منصة «إكس» التي يمتلكها، قلادة رمزية من والد أحد الرهائن المحتجزين لدى حركة «حماس» في قطاع غزة ووعد بارتدائها حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، بحسب «رويترز».

وتحمل القطعة المعدنية في القلادة التي تلقاها ماسك من مالكي شيم توف والد الرهينة عومر شيم توف عبارة «قلوبنا رهينة في غزة» وظهر ذلك في مقطع فيديو عن زيارة ماسك أصدره مكتب رئيس إسرائيل إسحق هرتسوغ، أمس الاثنين.

ووضع ماسك القلادة حول رقبته. وفي وقت لاحق من أمس الاثنين كتب على منصة إكس «سأرتديها يوميا حتى يتم إطلاق سراح أحبائكم». وترمز القلادة المنتشرة في إسرائيل إلى الهجوم الذي شنته «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) واحتجزت خلاله 240 رهينة.

وأبدى ماسك في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) موافقته على منشور بأن اليهود يؤججون الكراهية ضد البيض، وقال إن المستخدم الذي أشار إلى نظرية مؤامرة «الاستبدال العظيم» كان يقول «الحقيقة الفعلية». وبعد هذا المنشور، علقت شركات أمريكية كبرى منها والت ديزني ووارنر برذرز ديسكفري و«إن بي سي» يونيفرسال الشركة الأم لكومكاست إعلاناتها مؤقتا على منصة إكس، تويتر سابقا.

وانتقد البيت الأبيض ماسك لما وصفه بأنه «ترويج بغيض للكراهية العنصرية والمعادية للسامية» والذي «يتعارض مع قيمنا الأساسية بصفتنا أميركيين».


إيران تقيل مسؤولاً رياضياً بسبب انتهاك رياضية قانون الحجاب

إيران تقيل مسؤولاً رياضياً بسبب انتهاك رياضية قانون الحجاب
TT

إيران تقيل مسؤولاً رياضياً بسبب انتهاك رياضية قانون الحجاب

إيران تقيل مسؤولاً رياضياً بسبب انتهاك رياضية قانون الحجاب

أقال وزير الرياضة الإيراني رئيس الاتحاد الرياضي للصم، بعد نشر فيديو لسيدة أجنبية مشاركة في إحدى الدورات من دون ارتدائها الحجاب الإجباري، كما ذكرت وسائل إعلام محلية في طهران، الثلاثاء.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، أقيل مهران تيشه كران من منصبه «بسبب أحداث وقعت في بطولة آسيا للصم في ألعاب القوى»، بحسب وكالة «إسنا» التي أوردت الخبر في وقت متأخر من مساء الاثنين. وقام وزير الرياضة كيومرث هاشمي بتعيين علي رضا خوسرافي بدلا منه.

ونشرت وسائل إعلام إيرانية في الأيام الأخيرة مقاطع فيديو لامرأة ترتدي سروالاً قصيراً وقميصاً ضيقاً في دورة لألعاب القوى أُقيمت يومي الأحد والاثنين في طهران.

وأوضح تيشه كران أن المنافسات لم تشهد اختلاطاً بين الرجال والسيدات. وقال في هذا الصدد «السيدات وحدهن كنّ موجودات في تلك المنطقة وقام رجال الأمن بحجب جميع الكاميرات والهواتف المحمولة»، مشيراً إلى أن الصور التي تم التقاطها اتخذت من قبل فريقها الكازاخستاني.

وتُعدّ تغطية الرأس والعنق إجبارية لجميع النساء في إيران، حتى الأجنبيات منهن. وفي مايو (أيار) الماضي، استقال رئيس اتحاد ألعاب القوى الإيراني إثر حدث رياضي شاركت فيه نساء لم يرتدين الحجاب الإلزامي في مدينة شيراز الجنوبية.

وتسخر السيدات الإيرانيات بشكل متزايد من قواعد اللباس الصارمة منذ اندلاع المظاهرات التي استمرت لأشهر عدة في سبتمبر (أيلول) عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني وهي كردية إيرانية في أثناء احتجازها من قبل قوات الأمن بعد توقيفها لانتهاكها قواعد اللبس.


الرئيس الإيراني يلغي زيارته لأنقرة في اللحظات الأخيرة

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحضر مناسبة في طهران مؤخراً (مكتب الرئاسة الإيرانية - د.ب.أ)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحضر مناسبة في طهران مؤخراً (مكتب الرئاسة الإيرانية - د.ب.أ)
TT

الرئيس الإيراني يلغي زيارته لأنقرة في اللحظات الأخيرة

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحضر مناسبة في طهران مؤخراً (مكتب الرئاسة الإيرانية - د.ب.أ)
الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يحضر مناسبة في طهران مؤخراً (مكتب الرئاسة الإيرانية - د.ب.أ)

أعلن في أنقرة وطهران، في وقت متزامن، الثلاثاء، عن تعليق زيارة كان مقرراً أن يقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لأنقرة حظيت من قبل باهتمام كبير من الجانب التركي.

وقالت دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية: إن «الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لن يقوم بزيارته المقررة لأنقرة الثلاثاء»، دون تحديد ما إذا كانت الزيارة تأجلت أم أُلغيت ودون ذكر سبب لذلك أيضاً.

في الوقت ذاته، قالت وكالة «تسنيم» الإيرانية، شبه الرسمية: إن رئيسي أجّل زيارته التي كانت مقررة لتركيا، الأربعاء، دون ذكر الأسباب أيضاً.

قرار مفاجئ

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: إن نظيره الإيراني سيزور تركيا أواخر الشهر، قائلاً: إنهما سيركزان على صياغة رد مشترك على الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة.

وأدلى إردوغان بهذه التصريحات لصحافيين أتراك رافقوه خلال عودته من المشاركة في قمة الرياض الإسلامية - العربية الاستثنائية في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث قال: «سيزورنا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 28 من هذا الشهر».

وحتى مساء الاثنين، كانت وسائل الإعلام الرسمية التركية تتحدث عن الزيارة بكثافة، وعن الخطوات التي يمكن أن تتخذها أنقرة وطهران معاً في مواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة.

كما تحدث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان هاتفياً مع نظيره الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، ليل السبت – الأحد، وتناولا جهود وقف إطلاق النار في غزة وتحويله إلى وقف دائم وسبل إيصال المساعدات الإنسانية لسكان القطاع والحل الدائم للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، إلى جانب العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بحسب ما أعلنت وزارتا خارجية البلدين.

وأعقب ذلك اتصال هاتفي بين الرئيسين إردوغان ورئيسي، الأحد، تناولا فيها الهجمات الإسرائيلية الوحشية وغير القانونية على قطاع غزة وجهود إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين. وقال بيان للرئاسة التركية: إن الرئيسين أكّدا خلال الاتصال أهمية أن «تتخذ دول العالم الإسلامي، وبخاصة تركيا وإيران موقفاً مشتركاً ضد الوحشية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية».

وأكد البيان، أن تركيا وإيران ستواصلان العمل «في أجواء من الوحدة لجعل الهدنة المؤقتة في غزة دائمة وتحقيق السلام الدائم». وأشار إلى أن الرئيسين تبادلا، خلال الاتصال أيضاً، وجهات النظر حول استعدادات وجدول أعمال مجلس التعاون التركي - الإيراني رفيع المستوى المزمع انعقاده في تركيا لاحقاً برئاستهما.

إردوغان يستعرض مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حرس الشرف خلال زيارته الأخيرة للجزائر (أ.ب)

موقف إيراني

وبدا أن التطورات الأخيرة في غزة دفعت إلى مزيد من التنسيق والتشاور بين أنقرة وطهران اللتين أظهرتا موقفاً مسانداً لحركة «حماس» ولـحقّها في مقاومة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

وكان وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان زار أنقرة مطلع نوفمبر الحالي، وأجرى مباحثات مع فيدان حول الوضع في غزة، كما استقبله الرئيس رجب طيب إردوغان، وأيّد الجانبان عقد مؤتمر إقليمي لبحث الوضع ووقف العدوان الإسرائيلي وتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.

لكن مصادر دبلوماسية، كشفت لـ«الشرق الأوسط»، شريطة عدم الكشف عنها، عن أن التعليق المفاجئ للزيارة جاء بسبب محاولة الرئيس الإيراني الضغط على تركيا لاتخاذ موقف يتجاوز مجرد الخطاب الحاد ضد إسرائيل، إلى قطع العلاقات التجارية والسعي إلى التعاون معها في مجال الطاقة ونقل الغاز الذي تنتجه إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.

وبعد فترة صمت وترقب، عقب اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تخللها إدانة لقتل المدنيين من الجانبين ولوم حركة «حماس» على ذلك أيضاً، عاد إردوغان إلى نهج التصريحات الحادة ضد إسرائيل والدول الغربية الداعمة لها وفي مقدمتها الولايات المتحدة، والدفاع عن حركة «حماس» بكونها حركة تحرر وطني ولا يمكن وصفها بالتنظيم الإرهابي، ونعت إسرائيلي بأنها دولة إرهابية ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

تنافس على الأدوار

ولفتت المصادر إلى أن الاجتماعات السابقة بين الزعماء المسلمين والعرب، لم تتوصل إلى أرضية مشتركة بشأن اتخاذ خطوات اقتصادية وسياسية عاجلة لوقف التصعيد الإسرائيلي، لكن تركيا انخرطت بقوة في الجهود الرامية لوقف إطلاق النار ومحاولة تثبيته واقترحت آلية للضامنين وأبدت استعدادها للمشاركة في الترتيبات الأمنية الجديدة في غزة بعد انتهاء الحرب.

وعدّت أن رئيسي أراد أن يمارس مزيداً من الضغط على تركيا بسبب استمرار علاقاتها مع إسرائيل على الرغم من استدعاء سفيرها للتشاور، لكن تركيا لا ترغب في قطع جميع صلاتها مع إسرائيل التي تراها مهمة أيضاً من أجل مساعدة الفلسطينيين.

وذهب مراقبون إلى أن تكورات الحرب في غزة كشفت عن تباينات بين أنقرة وطهران، وربما «نوع من التنافس على الأدوار» والتأثير على موقف «حماس»، مستندين إلى تصريحات الإفراج عن 10 رهائن تايلانديين أفرجت عنهم «حماس» يوم الجمعة مع بدء هدنة الأيام الأربعة، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قيام طهران بدور وساطة للإفراج عنهم بطلب من السلطات التايلاندية.

مظاهرة في طهران مؤخراً تضامناً مع غزة (أ.ب)

وقال كنعاني، في تصريحات السبت: إنه «منذ الأسبوع الأول بعد اندلاع الحرب في غزة؛ وبناءً على طلب السلطات التايلاندية، أجرى وزير خارجية تايلاند مباحثات مع نظيره الإيراني في الدوحة، وطلب منه تسهيل إجراءات الإفراج عن رهائن تايلانديين، وتمت متابعة الأمر بصورة مشتركة بين إيران وقطر، كما سلمت إلى المسؤولين في (حماس) قائمة بأسماء هؤلاء الرهائن، لينظروا في الأمر من منطلق إنساني وإن مسؤولي (حماس) وضعوا هذا الأمر في الحسبان».

لكن حركة «حماس» أعلنت، أن الإفراج عن الرهائن التايلانديين جاء تلبية لطلب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كما كشفت صحيفة «صباح» القريبة من الحكومة التركية، عن أن رئيس المخابرات إبراهيم كالين عقد 4 اجتماعات مع قادة «حماس» في الدوحة وأنقرة وإسطنبول، خلال الأسابيع الستة الأخيرة، تم خلالها تسليم «حماس» طلبات من عدد من الدول للإفراج عن مواطنين تحتجزهم الحركة، وأن «حماس» نفذت بالفعل تلك الطلبات، التي قال كالين: إن تنفيذها سيساعد في الجهود المبذولة، وبخاصة من جانب تركيا، لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات إلى سكان غزة.