«أهداف متداخلة» لتقليص الوجود الإيراني في سوريا

مصادر عراقية عدّته «إجراء احترازياً لتخفيف الضغط» على دمشق

عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
TT

«أهداف متداخلة» لتقليص الوجود الإيراني في سوريا

عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)
عناصر من «الحرس الثوري الإيراني» في سوريا (أرشيفية - متداولة)

بدأت إيران تقليص وجودها العسكري في سوريا، في خطوة رأت مصادر متابعة تحدثت إليها «الشرق الأوسط» أنها تحمل أهدافاً متداخلة.

وأخلت القوات الإيرانية مقرّات في دمشق وجنوب سوريا، وصولاً إلى الحدود مع الجولان، وفقاً لما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، التي ألمحت إلى أن القرار احترازي بعد ضربات استهدفت في الآونة الأخيرة قادة بارزين في «الحرس الثوري» الإيراني.

وقالت مصادر عراقية، إن «تسريب (خبر) الانسحاب قد ينطلي على حيلة إيرانية بأنهم تركوا سوريا»، مشيراً إلى أن هذا «التمويه يمنح لهم الوقت الكافي للتحقيق في تسريب المعلومات لطرف ثالث».

وصرح سياسي شيعي على صلة بالملف السوري، لـ«الشرق الأوسط»، بأنه «رغم استعداد مسلحين عراقيين للانتقال إلى سوريا لشغل الفراغ الذي تركه العسكريون الإيرانيون، فإن العملية قد تكون في إطار التمويه»، لافتاً إلى أن «الحضور الإيراني – بالمعنى الميداني المتعارف عليه – محدود منذ البداية».

وأوضح السياسي الشيعي أن «تقليص الوجود العسكري الإيراني في سوريا إجراء موجه للرئيس الأميركي جو بايدن بالتحديد، لمنحه انتصاراً شكلياً في المنطقة، بسبب الرغبة الإيرانية في عدم فوز الرئيس السابق دونالد ترمب أو أي جمهوري متطرف في الانتخابات الرئاسية الأميركية».

وزعمت المصادر أن طهران تريد «نصب فخ للجواسيس في سوريا، عبر إيهامهم بأنهم انسحبوا، وبالتالي التعرف على الشبكة التي تسرب المعلومات». وأشارت إلى أن إيران ترغب في «إيهام الجميع بأنها تركت الميدان، لتتأكد أن إسرائيل وأميركا في طريقهما إلى تخفيف القبضة عليها في دمشق».


مقالات ذات صلة

إيران تفرج عن شحنة نفط على متن ناقلة محتجَزة

شؤون إقليمية ناقلة النفط «سانت نيكولاس» التي تحتجزها إيران (رويترز)

إيران تفرج عن شحنة نفط على متن ناقلة محتجَزة

أفرجت إيران اليوم الخميس عن شحنة النفط الخاصة بالناقلة «سانت نيكولاس» التي كانت قد احتجزتها بخليج عمان في وقت سابق من هذا العام.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شؤون إقليمية صورة نشرها السفير البريطاني في طهران لرفع علم أوكرانيا في مقر السفارة تضامناً مع كييف في فبراير 2022

طهران تستدعي سفير بريطانيا لتسليم إيراني للولايات المتحدة

استدعت إيران سفير بريطانيا؛ احتجاجاً على تسليم لندن مواطناً إيرانياً للولايات المتحدة، بتهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية في تصدير «تطبيقات عسكرية» لطهران.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
المشرق العربي قوات أميركية بريف الرميلان بمحافظة الحسكة شرق سوريا يونيو 2023 (أ.ف.ب)

«التحالف الدولي» يستقدم معدات عسكرية إلى شمال شرقي سوريا

يعج شرق سوريا بنشاط عسكري في الفترة الأخيرة. يستقدم «التحالف الدولي» معدات عسكرية إلى شمال شرقي سوريا، والميليشيات الموالية لإيران تستقطب عناصر محلية بإغراءات.

«الشرق الأوسط» (دمشق - لندن)
الخليج زورق تابع لـ«الحرس الثوري» قرب ناقلة نفط في الخليج (أرشيفية - أ.ف.ب)

«أمبري»: «الحرس الثوري» الإيراني يعترض طريق ناقلة تديرها الإمارات

قالت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري الاثنين إن «الحرس الثوري» الإيراني اعترض طريق ناقلة تحمل 1500 طن من زيت الغاز البحري وترفع علم توغو وتديرها الإمارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية وزير الدفاع الأميركي السابق مارك إسبر (أرشيفية - أ.ب)

وزير الدفاع الأميركي السابق يحض بايدن على وقف تهديدات إيران

قال وزير الدفاع السابق مارك إسبر، إن الوقت قد حان لإدارة بايدن لأن تفعل أفضل من مجرد لعب دور الدفاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الاستطلاعات تُبيّن أن نتنياهو قائد إسرائيل الأول

بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش (يمين) وإيتمار بن غفير (يسار) (وسائل إعلام إسرائيلية)
بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش (يمين) وإيتمار بن غفير (يسار) (وسائل إعلام إسرائيلية)
TT

الاستطلاعات تُبيّن أن نتنياهو قائد إسرائيل الأول

بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش (يمين) وإيتمار بن غفير (يسار) (وسائل إعلام إسرائيلية)
بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش (يمين) وإيتمار بن غفير (يسار) (وسائل إعلام إسرائيلية)

على الرغم من التأثر الكبير في إسرائيل بخطاب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأميركي، فإن ما كان يؤمل منه على الصعيد الانتخابي لم يتحقق.

ووفقاً لاستطلاع الرأي، الذي عرضته القناة «13»، ليل الخميس، فإن حزب «الليكود» لم يكسب ولو صوتاً واحداً من هذا الخطاب. في حين أن الجهة الوحيدة التي استفادت منه، هما وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، اللذان يرتفع كل منهما بمقعد إضافي إذا جرت الانتخابات اليوم، ويصبحان مع 16 مقعداً. لكن استطلاعاً آخر لصحيفة «معاريف» يعطيهما زيادة مقعدين.

ودل الاستطلاعان على أن الائتلاف الحالي، الذي يقوده نتنياهو، لن يستطيع تشكيل حكومة، إذ إنه يحظى بـ53 مقعداً (يوجد له اليوم 64 مقعداً)، وأن الجمهور الإسرائيلي ما زال يفتش عن قيادة أخرى، لكنه لا يجدها بعد في الحكومة، ولا في المعارضة، مما يبقي نتنياهو متربعاً على عرش هذه القيادة.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى إلقاء خطابه أمام الكونغرس في واشنطن أمس (أ.ف.ب)

لقد سُئِلَ الإسرائيليون عن رأيهم في زيارة نتنياهو لإلقاء الخطاب في الكونغرس، إن كان لخدمة مصالح إسرائيل أو لخدمة مصالح نتنياهو الشخصية والعائلية والسياسية. فقال استطلاع القناة «13» إن 47 في المائة من الإسرائيليين يرون أن الهدف كان مصلحة شخصية، وقال 40 في المائة إنه كان مصلحة وطنية.

فيما قال استطلاع «معاريف» إن 48 في المائة يرون أنه مصلحة وطنية، و38 في المائة يرون أنه مصلحة شخصية. وسُئلوا: كيف أثر الخطاب بك. هل غيِّرَ شيئاً إيجابياً تجاه مكانة إسرائيل في الولايات المتحدة والعالم أم سلبياً أم لم يؤثر بشيء؟ فأجاب 55 في المائة بأنه لم يؤثر بشيء، وقال 31 في المائة إنه غيِّرَ شيئاً إيجابياً، وقال 14 في المائة إنه غيِّرَ شيئاً سلبياً.

عضوا الكنيست الإسرائيلي اليمينيان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش (رويترز)

وسُئل المواطنون: بناء على هذا الأداء من نتنياهو، كيف كنتم ستصوتون لو جرت الانتخابات اليوم؟ فجاءت النتيجة في «القناة 13» لتدل على أن الخطاب لم يفد نتنياهو بشيء، وحزبه (الليكود) سيبقى مع 21 نائباً كما في الاستطلاع الماضي. لكن من سيستفيد هو بن غفير. فقد ارتفع مقعداً إضافياً (من 10 إلى 11 مقعداً)، وكذلك سموتريتش (ارتفع من 4 إلى 5 مقاعد). وقد جاءت هذه الزيادة على حساب حزبي بيني غانتس ويائير لبيد، اللذين خسر كل منهما مقعداً واحداً. لهذا فإن كتلة الائتلاف ترتفع إلى 53 مقعداً (51 مقعداً في الاستطلاع السابق).

إلا أن استطلاع «معاريف» أشار إلى أن نتنياهو تمكَّن من ردم الهوة بينه وبين غانتس، ليتساوى تحصيلهما عند 23 مقعداً. ولكن هذا الاستطلاع أيضاً يعطي معسكر نتنياهو 53 مقعداً، مما يعني أنه لن يستطيع تشكيل حكومة.

أرشيفية لبيني غانتس (يسار) وأحمد الطيبي (يمين) في الكنيست (أ.ب)

وقد لوحظ أن كتلتي الأحزاب العربية تحصل هذا الأسبوع على ارتفاع مقعد واحد (11 مقعداً) وليس 10 فقط، 6 مقاعد لكتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير بقيادة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي و5 مقاعد للقائمة العربية للحركة الإسلامية برئاسة النائب منصور عباس. ويعود ذلك إلى الاتجاه الذي يبدو ظاهراً لدى الناخبين العرب برفع نسبة التصويت.

والمعروف أن الحركة الإسلامية في إسرائيل تؤيد المشاركة في الائتلاف الحكومي، بينما تحالف الجبهة يمتنع عن ذلك، ويفضل البقاء في المعارضة. لكن اثنين من قادة المعارضة، أفيغدور ليبرمان، ويائير لبيد، أعربا عن معارضتهما لمشاركتهما في الائتلاف.

وفي حال ظهور النتائج على هذا النحو سيسعى نتنياهو لإفشال تشكيل حكومة والتوجه إلى انتخابات أخرى بعد الانتخابات المقبلة فوراً. ويبقى عندها رئيساً للحكومة سنة أخرى، على الأقل.

النائبان في الكنيست أيمن عودة وأحمد الطيبي (أرشيفية - إ.ب.أ)

وعلى الرغم من العقبات التي تعترض مشروع تشكيل حزب يميني جديد، فإن استطلاع القناة «13» حاول معرفة مدى تأثيره على الجمهور. وحسب النتائج فإن حزباً كهذا سيحصل على 28 مقعداً، وذلك على حساب غانتس الذي سيهبط إلى 20 مقعداً، والليكود 19، ولبيد 11. ويضم هذا الحزب حسب الاقتراح كلاً من نفتالي بنيت وليبرمان وغدعون ساعر. وكان يفترض أن يضم يوسي كوهن، لكنه انسحب بعد نشر شبهات ضده بالفساد. ويختلف ليبرمان مع بنيت حول قيادة هذا الحزب. لذلك فإن احتمالات تشكيله تضعف.

أما الجواب على السؤال: من هو الأكثر ملاءمة لرئاسة الحكومة؟ فقد جاءت النتيجة بارتفاع طفيف على مكانة نتنياهو، ولكن ليس لدرجة تغيير الصورة العامة. فما زال الجمهور يفضل عليه نفتالي بنيت (43 في المائة يفضلونه مقابل 37 في المائة يفضلون نتنياهو)، ويفضلون عليه غانتس أيضاً (40 في المائة مقابل 38 في المائة لنتنياهو). وما زال نتنياهو يتغلب على ليبرمان (30 في المائة مقابل 29 في المائة)، وعلى لبيد (42 في المائة مقابل 30 في المائة).

من يمثل إسرائيل أفضل؟

وفي استطلاع ثالث أجرته القناة اليمينية «14»، اكتفت بتوجيه سؤالين فقط، بعد الخطاب في الكونغرس، هما: «أي علامة كنتَ تعطي لخطاب نتنياهو؟». فكانت النتيجة أن 54 في المائة أعطوه علامة «ممتاز»، و30 في المائة علامة «جيد»، و16 في المائة أعطوه علامة «غير جيد». والسؤال الثاني: مَن برأيك يلائم تمثيل مواقف إسرائيل في العالم، من بين الشخصيات التالية: نتنياهو أو غانتس أو لبيد؟ فحصل نتنياهو على 62 في المائة، وحصل كل من غانتس ولبيد على 19 في المائة.

وتم توجيه السؤال نفسه في استطلاع «معاريف»، فجاءت النتيجة أن 61 في المائة من الإسرائيليين يرونه خطاباً ناجحاً، وفقط 22 في المائة يرونه خطاباً فاشلاً.