قصيدتان

قصيدتان
TT

قصيدتان

قصيدتان

متحف العائلة

رغم رحيلها

لم تخسر الفتاة غرفتها

في بيت العائلة المزدحم

لم تسمح الأم

أن يتوارث الباقون مكانها،

حولت غرفتها إلى متحف:

احتفظت بالبوسترات الرديئة

لمغنين لم تعد الفتاة تسمع لهم،

بالشهادات والجوائز

التي مثلت محطات أمومتها،

وبالكتب التي حرضت فتاتها

على الرحيل

في البداية

كانت تتسلل إلى الغرفة

تفتح خزانة الثياب

تشتمّ الفراغ

تدخل رأسها في الظلمة

عميقاً

علَّه يخرج إليها

من الجانب الآخر

البناطيل بحجمها الصغير

التيشيرتات المتوسطة

الأحذية بمقاس 37

مرت عليها صرعات الموضة

دون أن ترى النور:

لم تخرج إلى حصة الرسم

في جسد الأخت الثانية

ولا إلى تمشية في المول

مع الأخت الثالثة

أنهت الأم برنامج الإعارة

الذي شكَلَ بناتها

في صورة واحدة

ذات أربعة رؤوس

بهتت رائحتها من الغرفة

استلقت الأم على الفراش الزهري

- الذي اختارته

لتبقى فتاتها أسيرة لطفولتها -

وتقرفصت على جانبه كجنين

أرعبها السكون المدوي في الغرفة

فردت ساقيها

مددت جسدها

وتدحرجت به على السرير

سجادة تم بيعها.

عثرة

أنام على رصيف

شرخته نباتات صغيرة

أنام بين كرسيين على الشاطئ

أنام على ساحل

لبحر ملفوظ

أنام على الدرج

أخ السلم

أنام في حلم

قبل أن يكبر ويصبح كابوساً

أنام في حياة أحدهم

أنام على بُعد ست خطوات

أنام بعد يوم من العمل

أنام في الصحبة الدافئة

لأشجار الخريف

أنام في مطبخ أمك

أنام عموديّاً وأفقيّاً

وإلى اليسار

أنام صغيرة

أنام قريبة

أنام بعد السقوط

من أرجوحة

أريد أرجوحة في الصالة

أنام بين السرير والتلفاز والنافذة

أنام عند النافذة الوحيدة

أنام في مدرج إغريقي

أنام بجانب ظلي

أنام كعثرة في طريق الناس

والشوارع والجسور والأسواق

وحمامات السباحة والخطى

والرمل والأسفلت والغابات

أنام كمن يستسلم للغرق.

----------------------------

* شاعرة وأكاديمية - من مواليد الكويت.


مقالات ذات صلة

رحيل الشاعر والصحافي العراقي مخلص خليل في غربته

ثقافة وفنون رحيل الشاعر والصحافي العراقي مخلص خليل في غربته

رحيل الشاعر والصحافي العراقي مخلص خليل في غربته

أصدر مخلص خليل عدداً من المجموعات الشعرية، وكان من الأصوات البارزة في فترة السبعينات.

يوميات الشرق صوتٌ يتيح التحليق والإبحار والتدفُّق (الشرق الأوسط)

كاظم الساهر في بيروت: تكامُل التألُّق

يتحوّل كاظم إلى «كظّومة» في صرخات الأحبّة، وتنفلش على الملامح محبّة الجمهور اللبناني لفنان من الصنف المُقدَّر. وهي محبّةٌ كبرى تُكثّفها المهابة والاحترام.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مَنْح هبة القواس درع مئوية الجامعة تقديراً لعطاءاتها (الجهة المنظّمة)

مئوية «اللبنانية – الأميركية» تُحييها الموسيقى والشعر

قرنٌ على ولادة إحدى أعرق المؤسّسات الأكاديمية في لبنان، والتي حملت شعار تعليم المرأة اللبنانية والعربية والارتقاء بها اجتماعياً واقتصادياً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق قضى الأمير بدر بن عبد المحسن خمسة عقود في إغناء الوسط الثقافي وكتابة الشعر وتدبيج القصائد وتزيين خرائط الوجدان (حساب الأمير على «إكس»)

«المختبر السعودي للنقد» يبدأ باكورة أعماله بقراءة جديدة لأعمال الأمير بدر بن عبد المحسن

يبدأ «المختبر السعودي للنقد» باكورة أعماله بتقديم قراءة نقدية جديدة لأعمال وإنتاج الأمير الراحل بدر بن عبد المحسن.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق الأمير بدر بن عبد المحسن خلال مشاركته أمسية شعرية في باريس (الشرق الأوسط)

فنانون وشعراء يودعون أيقونة الشعر بعد خمسة عقود من العطاء

نعى شعراء وفنانون الأمير البدر، وتجربته التي امتدت لـ5عقود، غنى له خلالها نخبة من فناني العالم العربي، وتعاقبت الأجيال على الاستماع والاستمتاع ببراعته الشعرية.

عمر البدوي (الرياض)

«أبو التكتك»... مسرحية عراقية سياسية ساخرة

«أبو التكتك»... مسرحية عراقية سياسية ساخرة
TT

«أبو التكتك»... مسرحية عراقية سياسية ساخرة

«أبو التكتك»... مسرحية عراقية سياسية ساخرة

صدرت عن «دار السرد» ببغداد مسرحية «أبو التكتك» لماجد الخطيب، وهي تقع في 77 صفحة من القطع المتوسط.

يقول الناشر: «يعيدنا الكاتب المسرحي ماجد الخطيب، المقيم في ألمانيا، إلى أجواء المسرح الاجتماعي - السياسي التحريضي المباشر في خمسينات القرن الماضي. وتذكرنا مسرحيته الجديدة «أبو التكتك» بأعمال رواد المسرح الأوائل، مثل «آنه أمك يا شاكر»، و«الخرابة» التي كان عرضها ينتهي بتظاهرات صغيرة تندد بالقمع السياسي في تلك الحقبة.

يستوحي الخطيب من المسرحي الإيطالي الكبير داريو فو (الحائز على «نوبل للآداب» سنة 1997) مقارناته الاجتماعية الساخرة، بين شخصياته المسحوقة والأخرى «المتأنقة»، في مسرحية «واحد عريان وواحد في بدلة السهرة»، ليقدم لنا مسرحية عراقية سياسية تسخر من المحاصصة والفساد والطغيان. ويكشف لنا ما يمكن أن يحدث للفاسدين وباعة الضمير والوطن لو انقلبت الأمور يوماً وحانت ساعة الهروب بحقائبهم المنتفخة بالدولارات.

يعرّي الكاتب ماجد الخطيب في مسرحية «أبو التكتك» أباطرة الفساد الجاثمين على أنفاس المواطنين، ويكشف لنا موقعهم القادم في التاريخ بمشاهد مسرحية رمزية معبرة. لا سيارة مصفحة، ولا هليكوبتر، بل ولا حتى تكتك يقلهم إلى منافذ الهروب عبر الحدود.

ربما يختارون «الزبالة» طوعاً، لكن لـ«أبو التكتك» رأي آخر.

اختار الكاتب شخصياته بعناية من شرائح المجتمع العراقي المختلفة التي ساهمت في الانتفاضة وقدمت التحيات والشهداء والجرحى والمعاقين. فهناك «أبو التكتك» المصاب في قدمه خلال أحداث الانتفاضة الباسلة، وهناك بائع الشاي الأنيق، وهناك الأم التي تخفي المناشير تحت كمامات «كورونا» التي توزعها على المتظاهرين. وهناك في المقابل الرجل العاري الأول والرجل العاري الثاني وحقيبتيهما المنتفخة بالدولارات وهما يختفيان في «تكتك الزبالة» ويحاولان رشوة أو التكتك وبائع الشاي لمساعدتهما على الهروب مما يدعيانه «يوم الصلوخ العالمي» أو «يوم الخيانة الزوجية العالمي».

ويبّرز الخطيب، من خلال شخصية «أم عبد» في المسرحية، دور المرأة في الانتفاضة ودور الانتفاضة ككل في رفع وعي العراقيات والعراقيين وزيادة ولحمتهم تحت شعار «لا للفساد».

إنها مسرحية «خيالية» أقرب ما تكون إلى الحقيقة التي يمكن أن يتصورها أي عراقي عن مصير ملوك الفساد والمحاصصة. مسرحية سياسية ساخرة بامتياز تنتظر من يجسدها على المسرح».

كانت لوحة الغلاف للفنان تحسين الزيدي، وتنسيق الداخلي وتصميم الغلاف للفنان فلاح العيساوي.