يحتفي متحف «متروبوليتان» للفنون في نيويورك، من خلال لوحات وصور ومنحوتات وأعمال أدبية لأميركيين من أصول أفريقية، بالحركة الفنية التي أنتجتها الهجرة الكبرى لملايين السود من جنوب الولايات المتحدة إلى شمالها وغربها في النصف الأول من القرن العشرين.
فالمتحف الذي يُعدّ من الأهم في العالم يعرض اعتباراً من فبراير (شباط) المقبل 160 عملاً فنياً حديثاً تعود لجامعات تاريخية سوداء ومراكز فنية ومؤسسات، في هذا المعرض «الثوري» الذي يحمل عنوان «نهضة هارلم والحداثة عبر الأطلسي»، بحسب ما أعلن «متروبوليتان».
وأوضح بيان المتحف أن المعرض يشكّل صورة شاملة لأول حركة دولية للفن الحديث أسسها فنانون أميركيون من أصول أفريقية، ومن أبرز أهدافه إظهار «الحياة اليومية الحديثة في الأحياء السوداء الجديدة، منها هارلم في نيويورك وساوث سايد في شيكاغو بين عشرينات القرن العشرين وأربعيناته»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
شهدت مرحلة ما بين الحربين العالميتين في الولايات المتحدة بدايات الهجرة الكبرى للأميركيين من أصول أفريقية، التي امتدت من عام 1910 إلى عام 1970 وفقاً للمؤرخين، وغادر خلالها نحو 6 ملايين الولايات الجنوبية التي كانت لا تزال خاضعة للفصل العنصري إلى المدن الكبرى في الشمال والغرب الأوسط والغرب؛ أملاً في الحرية والمساواة وظروف معيشية أفضل.
ونقل البيان عن الرئيس التنفيذي للمتحف، ماكس هولين، قوله إن «المعرض يسلّط الضوء من خلال أعمال لكبار الفنانين في ذلك الوقت تمثل وجوهاً ومشاهد من حياة المدينة والليل، على الدور المركزي لحركة (نهضة هارلم) في تشكيل الموضوع الأسود الحديث وحتى الفن الحديث في مطلع القرن العشرين».
ومن أبرز الفنانين الذين تُعرض أعمالهم في المتحف تشارلز ألستون، وميغيل كوفاروبياس، وآرون دوغلاس، وميتا واريك فولر، وويليام هـ. جونسون، وأرشيبالد موتلي جونيور، ووينولد ريس، وأوغستا سافاج، وجيمس فان دير زي، ولورا ويلر وارنع.
ويُخصص جانب من المعرض للوحات فنانين أميركيين من أصول أفريقية أقاموا لبعض الوقت في أوروبا، ولرسوم تمثّل وجوه أفارقة لفنانين أوروبيين، منهم هنري ماتيس، وإدفارد مونك، وبابلو بيكاسو، وجيرمين كاس، وكيس فان دونغن، وجاكوب إبستين، ورونالد مودي.