شهد أمين لـ«الشرق الأوسط»: «هجرة» يكسر نموذج المرأة الواحدة

المخرجة السعودية تعترف: «أفلامي للمهرجانات»... وتحلم بالقائمة القصيرة للأوسكار

شهد أمين في حوار معها من داخل مهرجان البحر الأحمر (المهرجان)
شهد أمين في حوار معها من داخل مهرجان البحر الأحمر (المهرجان)
TT

شهد أمين لـ«الشرق الأوسط»: «هجرة» يكسر نموذج المرأة الواحدة

شهد أمين في حوار معها من داخل مهرجان البحر الأحمر (المهرجان)
شهد أمين في حوار معها من داخل مهرجان البحر الأحمر (المهرجان)

بين حضور دولي، بدأ مع فيلم «سيدة البحر» عام 2019، وصولاً إلى اختيار فيلمها الجديد «هجرة» لتمثيل السعودية في سباق الأوسكار 2026، تبدو المخرجة السعودية شهد أمين أكثر وضوحاً في صياغة رؤيتها السينمائية، خاصة أن الفيلمين يتقاطعان في السرد النسوي، حيث يقدمان نظرة لأحوال المرأة ومعالجة عميقة لقصصها.

وفي حوار أجرته معها لـ«الشرق الأوسط» من داخل مهرجان البحر الأحمر السينمائي بجدة، حيث يشارك فيلمها في المسابقة الرسمية، جاء السؤال الأول عن هذا التقاطع، لتجيب: «كنتُ واعية تماماً وأنا أعمل على (هجرة)، فأنا لا أريد تكرار نفسي، ولا تقديم فيلم يشبه (سيدة البحر)... أردتُ أن أكتب من نقطة مختلفة، من اللحظة التي نعيشها الآن، ومن السؤال الذي يشغلني شخصياً: ما الذي أريد قوله للعالم اليوم؟».

نساء الأجيال الثلاثة

أمين، التي تقدم في «هجرة» رحلة المرأة السعودية عبر 3 أجيال، تشير إلى انزعاجها من الفكرة الدارجة اليوم حول تصوير «المرأة المعاصرة» بوصفها النسخة الوحيدة الصحيحة، وكأنها جاءت لتُصحّح أخطاء الأجيال السابقة من الأمهات والجدات وكل النساء السابقات، مضيفة: «شعرتُ أن هذه النظرة فيها قدر من النرجسية». وتتابع: «نحن نرى الحياة اليوم من منظور معاصر ومختلف جذرياً، لكن هذا لا يعني أن تفكيرنا هو الصحيح وتفكيرهنّ هو الخطأ... كنتُ أريد أن أعطي حقاً للنساء اللواتي جئن قبلنا».

وتمضي لشرح رؤيتها التي تشكلت في «هجرة» قائلة: «أردتُ أن أقدم أجيال النساء من دون أحكام... نعم، هناك صراع بين الأجيال، لكنه صراع ينتهي بتفاهم، وبإدراك أن اختلافنا طبيعي وليس تهديداً. اليوم، العالم كلّه يضغط ليجعلنا نموذجاً واحداً، وفكرة واحدة... بمعنى: إذا لم تشبهني فأنت مخطئ أو شرير أو مريض. بينما الحقيقة أننا يمكن أن نختلف، ونظل نتقبّل بعضاً».

فيلم هجرة يتناول العلاقات المتشابكة بين أجيال من النساء (الشرق الأوسط)فيلم «هجرة» يتناول العلاقات المتشابكة بين أجيال من النساء (الشرق الأوسط)

«هجرة»... الحكاية العميقة

حضرت «الشرق الأوسط» عرض فيلم «هجرة» في المهرجان، حيث شهد إقبالاً كبيراً وبيعت التذاكر بالكامل، والفيلم الذي يأتي من بطولة خيرية نظمي ونواف الظفيري والوجه الصاعد لمار فادن، تعود قصته لعام 2001، حين تقرر الجدة اصطحاب اثنتين من حفيداتها لأداء فريضة الحج، وبعد أن تتوه واحدة منهما، تقرر الجدة في لحظة صعبة أن تترك الحج وتبحث عن حفيدتها الضائعة، وخلال الرحلة يتكشف الكثير من الأسرار.

شهد أمين حرصت على إظهار واقعية العلاقة الإنسانية بين الجدة والحفيدة، بعيداً عن الحوارات المطولة والتعابير المبالغ بها، حيث برزت لغة العيون والإيماءات بشكل أكبر في أداء كل شخصية، كما أظهرت تفاصيل ما يحدث حول رحلة الحج ذاتها، والشخصيات الهامشية التي تعيش على بيع السبح وماء زمزم وتوصيل الحجاج، والطقوس التي تعصف بالمكان في تلك الفترة الغنيّة بالقصص والأحداث، ما يجعله فيلماً ينحاز للعمق وصدق التجربة.

الأوسكار... الواقعية قبل الحلم

وبواقعية شديدة، تجيب أمين حول سؤالها عن فرص فيلم «هجرة» في الوصول إلى القائمة القصيرة ومن ثم النهائية للأوسكار، قائلة، «دعينا نقول إن الوصول إلى القائمة القصيرة هو الخطوة الأهم... وبصراحة، كل مخرج يكون لديه قدر من التفاؤل في هذه المرحلة، لكن يجب أن نكون واقعيّين؛ لأن الوصول إلى الأوسكار لا يعتمد فقط على جودة الفيلم، بل يحتاج أيضاً إلى حملة إعلامية ضخمة في لوس أنجليس».

وتستكمل حديثها: «نتمنى الوصول إلى القائمة القصيرة، لكني أرى أن الوصول إلى القائمة النهائية صعب جداً... ومع ذلك، لم لا؟ نقول إن شاء الله... في هذا العام أفلام عربية جميلة وقوية، وجودتها عالية، وأتوقع أن يصل أحدها إلى الأوسكار... نتمنى أن نكون نحن، لكن قد يكون فيلماً عربياً آخر، لا أحد يعلم!».

أحدث جلسة تصوير لشهد أمين في مهرجان البحر الأحمر (المهرجان)

أفلام المهرجانات أم السينما التجارية؟

ولأن أفلام شهد أمين دائماً حاضرة في المهرجانات السينمائية بخلاف دور العرض التجارية، تحتم علينا سؤالها إن كانت مخرجة لأفلام المهرجانات، لترد: «بصراحة، نعم. أفلامي تُصنَّف عادة ضمن أفلام المهرجانات، صحيح أن (سيدة البحر) عُرض في صالات السينما، لكن حضوره كان أفضل في المهرجانات».

وترى أمين أن هناك فرقاً كبيراً بين أفلام شباك التذاكر والأفلام التي تُقدَّم للمهرجانات، وعن ذلك تقول: «الأفلام التجارية تستهدف السوق مباشرة، وتُبنى على فورمات معروفة تشبه ما اعتدنا عليه في السينما الأميركية أو نوع الأفلام الخفيفة التي يعرف الجمهور شكلها مسبقاً، بحيث يدخل المشاهد الفيلم وهو يعرف تقريباً الإيقاع المتوقع، والنهاية المحتملة، والمشاعر التي سيخرج بها».

وتضيف: «أفلام المهرجانات شيء آخر... فهي أفلام تحاول أن تأخذ الجمهور في رحلة مختلفة، بتجربة بصرية أو سردية غير مألوفة. ليست مصممة لاسترضاء الجميع، وقد لا تحظى بقبول واسع، لكنها دائماً تحمل طبقات وعمقاً وتجريباً أكبر من الأفلام التجارية، ولهذا السبب نجد المهرجانات تبحث عن هذا النوع من الأعمال؛ لأنها تضيف صوتاً جديداً وشكلاً جديداً للسينما».

وبالسؤال عن طرح «هجرة» في صالات السينما السعودية، تكشف أمين عن أن الموعد «قريب جداً»، وقد يكون «في مطلع عام 2026 تقريباً»، لكنها تؤكد أن القرار يعود للموزّعين والمنتجين. وتضيف: «الحلم الحقيقي لأي صانع أفلام هو تحقيق المعادلة الصعبة: فيلم يحمل عمقاً فكرياً وشاعرية، وفي الوقت نفسه يمنح الجمهور تجربة ممتعة ومؤثرة... إذا نجح (هجرة) في ذلك فسأكون ممتنّة جداً».

المخرجة العربية... خارج القوالب

وعند الحديث عن حضور المخرجات العربيات، من هيفاء المنصور إلى كوثر بن هنية ونادين لبكي وشيرين دعيبس، في المهرجانات الدولية، ترى أمين أن الصورة أكثر تعقيداً مما يبدو، قائلة: «في الغرب، وخصوصاً في أميركا، تعمل المخرجات غالباً في مساحة السينما المستقلة؛ لأن السينما التجارية ما زالت ذكورية... القصص يكتبها رجال، ويُنتجها رجال، وتُساق ضمن قوالب مألوفة».

وتشير إلى أن السينما المستقلة تمنح المخرجات مساحة أكبر لتقديم رؤية مختلفة، مضيفة: «في العالم العربي اليوم، عدد المخرجات الشابات أكبر من عدد المخرجين، ولهذا نراهن كثيراً في المهرجانات العالمية... البعض يظن أن وجود المرأة في هذه المنصات هو مجرد (مجاملة)، وهذا غير صحيح إطلاقاً... كل الأسماء التي نراها - من الخليج إلى شمال أفريقيا - قدّمت أفلاماً تستحق مكانتها».

وتختم المخرجة شهد أمين حديثها بالقول: «دائماً ما يُسألني الناس: ما الصعوبات التي واجهتها لأنك امرأة؟ الحقيقة أن المخرجات السعوديات والعربيات اليوم أكثر حضوراً من نظيراتهن في أوروبا... وأنا فخورة جداً بذلك».


مقالات ذات صلة

السعودية وقطر تعززان تعاونهما البرلماني

الخليج رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبد الله آل الشيخ ونظيره القطري حسن الغانم يوقعان مذكرة التفاهم (واس)

السعودية وقطر تعززان تعاونهما البرلماني

أبرمت السعودية وقطر مذكرة تفاهم تستهدف تعزيز التعاون البرلماني المشترك لتوطيد وترسيخ علاقات الأخوة بين البلدين وشعبيهما.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
يوميات الشرق فعالية تمتد على مدى 6 أيام لدعم الفنانين السعوديين والعالميين (الشرق الأوسط)

«سوق الفن والتصميم» يبرز المواهب السعودية في أسبوع مسك للفنون 2025

مشاركات سعودية مبتكرة، ضمها «سوق الفن والتصميم» الذي انطلق ضمن فعاليات النسخة التاسعة من «أسبوع مسك للفنون» في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بالرياض.

فاطمة القحطاني (الرياض)
عالم الاعمال «فولكس واغن» تؤكد أهمية أسواق الخليج في استراتيجيتها العالمية

«فولكس واغن» تؤكد أهمية أسواق الخليج في استراتيجيتها العالمية

تعزّز شركة «فولكس واغن» الألمانية حضورها في أسواق الخليج، والسعودية بوصفها ركيزة رئيسية في استراتيجيتها العالمية

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق ‎⁨المخرج دارين أرونوفسكي خلال الجلسة (تصوير: إيمان الخطاف)

دارين أرونوفسكي في «البحر الأحمر»: جبل قارة موقع سينمائي

أبدى المخرج الأميركي دارين أرونوفسكي انبهاره بمدينة الهفوف (شرق السعودية)، وذلك خلال زيارته الأخيرة لها، خصوصاً أمام التكوينات الصخرية البديعة لجبل قارة.

إيمان الخطاف (جدة)
يوميات الشرق من مراسم توقيع مذكرة التفاهم بين هيئة الموسيقى السعودية وشركة «ستاينواي آند صنز» (وزارة الثقافة)

هيئة الموسيقى السعودية تُعزِّز تطوير القطاع مع «ستاينواي آند صنز»

أبرمت هيئة الموسيقى السعودية مذكرة تفاهم مع شركة «ستاينواي آند صنز» العالمية المتخصصة بصناعة البيانو؛ لدعم تطوير قطاع الموسيقى في البلاد، وتعزيز برامجه المهنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

جوائز غولدن غلوبز تعلن ترشيحاتها لعام 2026

من «آثمون» (وورنر)
من «آثمون» (وورنر)
TT

جوائز غولدن غلوبز تعلن ترشيحاتها لعام 2026

من «آثمون» (وورنر)
من «آثمون» (وورنر)

انتزعت المخرجة التونسية كوثر بن هنية نجاحاً تضيفه إلى سلسلة نجاحاتها هذا العام بدخولها الترشيحات الرسمية لجوائز غولدن غلوبز في دورتها الثالثة والثمانين بفيلم «صوت هند رجب» كما ورد في إعلان ترشيحات هذه الجائزة يوم أمس الثلاثاء.

صوت أجنبي

«صوت هند رجب» الفيلم الذي يسرد حادثة مقتل الطفلة هند رجب، والذي شهد للآن نجاحات عديدة نقدية من خلال العروض الدولية التي بدأت في مهرجان ڤينيسيا في سبتمبر (أيلول) هذا العام، ينافس خمسة أفلام أخرى في قسم «أفضل فيلم أجنبي» ما يعزز احتمالات دخولها ترشيحات الأوسكار المقبلة التي سيُعلن عنها في الشهر المقبل.

أما الأفلام الخمسة الأخرى المنافسة فهي:

• «مجرد حادثة» (Just an Accident) لجعفر بناهي (فرنسا).

• «لا اختيار آخر» (No Other Choice) لبارك تشان ووك (كوريا الجنوبية).

• «العميل السري» (The Secret Agent) لكليبر مندوزا فيلو (البرازيل).

•«صراط» (Sirat) لأوليفز لاكس (إسبانيا).

• «قيمة عاطفية» (Sentimental Value) ليواكيم تراير (نرويج).

هذه منافسة قوية بين أعمال فنية جيدة سبقتها سمعة قوية منذ عروض هذه الأفلام في مهرجاني «كان» وڤينيسيا (كل من «صراط» و«صوت هند رجب» و«العميل السري» موجودة في عروض مهرجان البحر الأحمر حالياً).

سباق الأفلام

كالعادة تنقسم الأفلام المتنافسة على هذه الجائزة القيّمة إلى خمس مسابقات، ليست مسابقة أفضل فيلم أجنبي (أو «غير ناطق بالإنجليزية» كما يُعرف رسمياً) سوى واحدة منها. المسابقات الأربع الأخرى هي «أفضل فيلم درامي»، و«أفضل فيلم موسيقي أو كوميدي»، و«أفضل فيلم رسوم»، ومسابقة أفضل «إنجاز سينمائي وتجاري» (Cinematic and Box Office Achievement).

يقود الفيلم النيّر «معركة بعد أخرى» (One Battle After Another) مجموعة الأفلام المتسابقة للفوز بأفضل فيلم كوميدي أو موسيقي، والأفلام التي تنافسه في هذه البقعة من الجوائز هي:

• «بوغونيا» (Bugoonia) ليورغوس لانتيموس.

• «موجة جديدة» (Nouvelle Vague) لرتشارد لينكلاتر.

•«بلو مون» (Blue Moon) وهو فيلم للينكلاتر.

• «لا اختيار آخر» لبارك تشان ووك.

في مسابقة أفضل فيلم درامي ستة أفلام أيضاً هي:

• «فرانكنستين» (Frankenstein) لغييرمو دل تورو.

• «هامنت» (Hamnet) لكليو زاو.

• «مجرد حادثة» لجعفر بناهي.

• «العميل السري» لكلايبر مندوزا فيلو.

•«قيمة عاطفية» ليواكيم ترايير.

•«آثمون» (Sinners) لرايان كوغلر.

جسي بكلي كما تبدو في «هامنت»

احتمالات

وجود أفلام غير أميركية (مثل «مجرد حادثة»، و«العميل السري»، و«لا اختيار آخر» في هاتين المسابقتين يعكس أمراً من ثلاثة: إما الافتقار إلى ما يكفي من أفلام أميركية صالحة للمنافسة، أو اتباع تقليد جوائز الأوسكار التي باتت -منذ سنوات- توفر كماً ملحوظاً من الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية، أو غير أميركية الإنتاج في سياق مسابقاتها الرئيسة، أو ربما الحالتان معاً.

هذه الأفلام المذكورة كانت عرضت في مهرجاني ڤينيسيا و«كان» ما يؤكد الصلة المشار إليها في مقال سابق لهذا الناقد حول العلاقة المتمادية بين مهرجانات السينما وجوائز الموسم الأميركي الذي يبدأ عملياً بهذه الجائزة.

الأفلام الكرتونية هي أيضاً ستّة، وهي:

• «إليو» (Elio).

• «دايمون سلاير» (Damon Slayer).

•«كبوب ديمون هنترز» (Kpop‪: Demon Hunters ).

• «ليتل أميلي» (Little Emelie).

• «زوتوبيا» (Zootopia).

هذه الأفلام وفّرتها أربعة مصادر هي اليابان، ومهرجان أنيسي الفرنسي، وشركتا «وولت ديزني»، ونتفليكس» الأميركيّتان.

«بوب: ديمون هنتر» (نتفليكس)

أما قسم «أفضل إنجاز سينمائي وتجاري» (وهو تقليد أطلقته هذه الجائزة قبل ثلاثة أعوام، فيحفل بثمانية أفلام بينها ما هو تكرار ترشيح ورد في مسابقات أخرى. هذه الأفلام هي:

• «أڤاتار: نار ورماد» (Avatar‪: Fire and Ashes) خيال علمي لجيمس كاميرون.

• F1 أكشن ودراما رياضية لجوزيف كوزينسكي.

• «بوب دايمون هنترز» أنيميشن من كريس أبلهانز.

• «مهمّة: مستحيلة-الحساب الأخير» (Mission‪: Impossible‪ - Final Reckoning 2) من إخراج كريستوفر ماكوايري.

• «آثمون» أكشن لرايان كوغلر.

‫• «أسلحة» (Weapons) رعب من زاك كريغر.

‫•«أشرار للأبد» (Wicked For Good) فأنتازياً لجون أم شو.

• «زوتوبيا2» وهو رسوم من إخراج جارد بوش.

إذا ما كان هناك فائز على صعيد تعدد الترشيحات فهو «معركة بعد أخرى» لتوماس بول أندرسن. هذا الفيلم الممتاز يتحدّث عن أميركا التي تدخل وتخرج من معاركها السياسية المستمرة. في وجه منه هو عن ثورات السبعينات، وآخر عن أحوال أميركا اليوم، ومن خلال تداعيات، وأبعاد.

تدخل بطلته تشاس إنفينتي سباق أفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو درامي لجانب كل من:

• روز بيرن عن «لو كان عندي ساقان لرفستك».

• جسي بكلي: «هامنت».

• جنيفر لورنس: «مت يا حبي» (Die My Love).

• رينات رايسنڤ: «قيمة عاطفية».

• جوليا روبرتس: «بعد الصيد» (After the Hunt).

• تيسا تومسون: «هيدا» (Hedda).

• إيڤا ڤكتور: «آسفة، حبيبي» (Sorry‪, Baby).

على الصعيد الكوميدي لأفضل ممثلة:

• روز بيرن: «لو كان عندي ساقان لرفستك».

• سينثيا إريڤو: «أشرار للأبد».

• كيت هدسون: «سينغ، سنغ بلو» (Sing Sung Blue).

• تشايس إنفينيتي: «معركة بعد أخرى».

• أماندا سايفرايد: «شهادة آن لي» (The Testament of Ann Lee.

• إيما ستون: «بوغونيا».

ليوناردو ديكابريو في «معركة بعد أخرى» (وورنر)

«معركة بعد أخرى» مشترك أيضاً في مسابقة أفضل ممثل في فيلم كوميدي أو موسيقي، والاختيار هنا رسا على ليوناردو ديكابريو كونه قاد بطولة هذا الفيلم. المنافسون الآخرون هم:

• جورج كلوني عن «جاي كَلي» (Jay Kelly).

• إيثان هوك عن «بلو مون».

• لي بايونغ هَن عن «لا اختيار آخر»).

• جسي بليمونز عن «بوغونيا».

• تيموثي شالامات عن «مارتي سوبريم».

على الصعيد الدرامي هناك نخبة أخرى لا بأس بها:

• جووَل إدغرتون: «أحلام قطار» (Train Dreams).

• أوسكار أيزاك: «فرنكنستين».

• دواين جونسون: «آلة مدمّرة» (Smaching Machine).

• مايكل ب. جوردان: «آثمون».

• واغنر مورا «العميل السري».

• جيريمي ألان وايت: «سبرينغستير خلّصني من لا مكان» (Sprignsteen Deliver Me From Nowhere).

في قسم أفضل تمثيل رجالي في دور مساند يبرز اسم بنيثيو دل تورو عن «معركة بعد أخرى» كذلك شون بن عن الفيلم ذاته. الباقون:

• جاكوب إلرودي عن دوره في «فرنكستاين».

• بول مسكال عن «هامنت».

• أدام ساندلرفي «جاي كَلي».

• ستيلان سكارغارد عن دوره في «قيمة عاطفية».

أما مسابقة أفضل ممثلة مساندة فنجد فيها:

• إميلي بلنت: آلة مدمّرة».

• إيل فانينغ: «قيمة عاطفية».

• أريانا غراند: «أشرار للأبد».

• إنغا إبسادوتر ليليانس: «قيمة عاطفية».

• آمي ماديغن: «أسلحة».

• تيانا تايلور: «معركة بعد أخرى».

واحدة من أصعب المعارك التي ينتظرها فيلم توماس أندرسن تكمن في مسابقة الإخراج، إذ يشترك عبر «معركة بعد أخرى». المنافسون:

• رايان كوغلر: «آثمون».

• غييلرمو دل تورو: «فرانكنستين».

• جعفر بناهي: «مجرد حادثة».

• يواكيم تراير: «قيمة عاطفية».

• كليو زاو: «هامنت».

المسابقتان الباقيتان اللتان تحملان اشتراكاً لفيلم «معركة بعد أخرى» هما مسابقة السيناريو، ومسابقة أفضل موسيقى.

تعلن النتائج في الحادي عشر من الشهر المقبل يناير (كانون الثاني) 2026.


نهضة سينمائية سعودية متسارعة في «البحر الأحمر»

«مجهولة» لهيفاء المنصور
«مجهولة» لهيفاء المنصور
TT

نهضة سينمائية سعودية متسارعة في «البحر الأحمر»

«مجهولة» لهيفاء المنصور
«مجهولة» لهيفاء المنصور

تتجلى في مهرجان البحر الأحمر السينمائي المقام حالياً في جدة، معالم نهضة سينمائية سعودية متسارعة.

وقدّمت المخرجة شهد أمين في المهرجان، فيلمها الروائي الثاني «هجرة»، بعد 6 سنوات من فيلمها الأول «سيدة البحر». ومن يشاهد العملين يلمس بوضوح القفزة الفنية الكبيرة التي حققتها المخرجة. ويحكي الفيلم رحلة بحث على الطريق عن فتاة مفقودة.

في هذا العام أيضاً، أنجزت هيفاء المنصور فيلماً جديداً بعنوان «مجهولة»، يتناول حكاية جريمة ضحيتها امرأة مجهولة، تحاول امرأة أخرى تعمل في أرشيف مركز الشرطة بالرياض، كشف اللثام عن مرتكبها.

وبينما توجّه «هجرة» إلى مهرجان «ڤينيسيا» لعرضه العالمي الأول (ويمثّل حالياً السعودية في المرحلة الأولى من ترشيحات الأوسكار)، توجّه «مجهولة» إلى «تورونتو».


معالم نهضة سينمائية سعودية تتسارع في «مهرجان البحر الأحمر»

فيلم شهد أمين «هجرة»
فيلم شهد أمين «هجرة»
TT

معالم نهضة سينمائية سعودية تتسارع في «مهرجان البحر الأحمر»

فيلم شهد أمين «هجرة»
فيلم شهد أمين «هجرة»

ما تقوم به المؤسسات السعودية، الحكومية منها والخاصة، في سبيل توفير نهضة ثقافية وفنية شاملة يحدو بالمتابع إلى الوقوف على ما هو أكثر من مجرد تقدير الإنجازات وحدها، فهي لم تكن لتتحقق لولا ذلك الإيمان الكبير بجدوى هذه النقلة التاريخية وأهميتها في كلا المجالين.

مهرجان البحر الأحمر السينمائي وما أنجزه هذا العام من نشاط وتنظيم (ولو أن هناك مجالات تحسين أخرى في هذا الإطار) يجعل الدورة أفضل دورات هذا الحدث الكبير. لكن هذا الإنجاز لا يقف وحيداً؛ فهناك كل تلك المناسبات والمؤسسات الداعمة للسينما السعودية وتلك الأجنبية التي تختار السعودية شريكاً لها.

على سبيل المثال، هناك «هيئة الفيلم السعودي» تحت إدارة عبد الله آل عياف، الذي يقوم بجهد كبير في شتى الاهتمامات الموكلة إليه من توجيه ومؤتمرات وإصدارات وفعاليات. وهناك «جمعية الفيلم» التي يقودها أحمد الملا، والتي توسع حالياً دائرة نشاطاتها لتشمل شتى نواحي العمل السينمائي بعدما كانت، في السنوات الماضية، معنية بإدارة مهرجان الفيلم السعودي وحده (حدث سنوي يقع في الشهر الرابع من كل سنة).

مستقبل أكثر من واعد

يمكن إضافة هذا إلى العدد المتزايد من الإنتاجات السعودية على شقّيها: تلك التي تسعى لإيصال الفيلم بنجاح إلى المهرجانات الدولية، والأخرى المعنية بالنجاح في السوق المحلية.

هنا يكاد كل شق يناقض الآخر ويكمّله معاً؛ الأول فني، والآخر تسويقي. واحد يرمي لإثبات جدارة صانعي الأفلام التي يُتاح لها التوجه إلى العروض العالمية في المهرجانات والمناسبات السنوية، والآخر يريد الوصول إلى أكبر حجم ممكن من المشاهدين، حيث الموضوع وطرحه للجمهور السائد يحتلان الحيز الأول من الاهتمام.

لكن إذ تتوالى العروض من يوم لآخر وتزدحم سوق الفيلم بمئات الوافدين إليه مسجلةً نموّاً كبيراً لم يسبقه إليه أي مهرجان عربي آخر، يتأكد أن مستقبل السينما السعودية كامن في هاتين الناحيتين، وأن الشركات العاملة مثل «العُلا» و«إثراء» و«إنجاز» و«شاف» تواكب النهضة المنشودة بعزم أكيد. بذلك، يوفّر المهرجان للسينما السعودية أساساً هذه الفرصة الكبيرة لطرح الجديد والتخطيط لسواه.

طبعاً هناك، وسيبقى، تفاوت في النتائج. بعض الأفلام يعبر المسافة بين الغاية منه والتطبيق بنجاح، وأفلام أخرى تبدأ واعدة، لكنها تحيد عن كيفية معالجة المشروع الذي تتبنّاه.

مقارنة

قدّمت المخرجة شهد أمين خلال العام الحالي فيلمها الروائي الثاني «هجرة»، بعد 6 سنوات من فيلمها الأول «سيدة البحر». ومن يشاهد العملين يلمس بوضوح القفزة الفنية الكبيرة التي حققتها المخرجة خلال هذه الفترة.

يحكي الفيلم رحلة بحث على الطريق عن فتاة مفقودة، هي حفيدة امرأة متجهة لأداء الحج في مكة، وشقيقة الفتاة المرافقة لجدتها في هذه المهمة. ويمنح الاهتمام بالشخصيات وتفاعلاتها دراما واضحة التعبير، تجمع بين السلاسة والعمق الاجتماعي والفردي.

في هذا العام أيضاً أنجزت هيفاء المنصور فيلماً سعودياً جديداً بعنوان «مجهولة»، يتناول حكاية جريمة ضحيتها امرأة مجهولة، تحاول امرأة أخرى تعمل في أرشيف مركز الشرطة في الرياض كشف اللثام عن مرتكبها.

بينما توجّه «هجرة» إلى مهرجان «ڤينيسيا» لعرضه العالمي الأول (ويمثّل حالياً السعودية في المرحلة الأولى من ترشيحات الأوسكار)، حيث وجد ترحيباً نقدياً واسعاً، توجّه «مجهولة» إلى «تورونتو»، وحظي بأقل مما حظي به فيلما المنصور السابقان «وجدة» و«المرشّحة المثالية».

نبرة تلفزيونية

من حق أي مخرج اختيار الموضوع الذي يود طرحه. «وجدة» و«المرشّحة المثالية» كانا أكثر التزاماً بالرغبة في تقديم رؤية سعودية لوضعين اجتماعيين محليين. في «مجهولة» تتجه المخرجة لفيلم بوليسي يسرد قصة يمكن لها - في الأساس - أن تقع في أي مكان آخر. يقترب «مجهولة» من طرح موضوع المرأة كما فعلت في فيلميها السابقين، لكن بينما طرح الفيلمان السابقان قضية المرأة في إطار محلي خالص، يبدو فيلمها الجديد كما لو كان استنساخاً لفيلم تحريات عام، ولو أنه ما زال يضع المرأة في البطولة.

«مجهولة» لهيفاء المنصور

ليس العيب في اختيار النوع، بل في حقيقة أن تنفيذ الفيلم يجعله يبدو واحداً من تلك الأفلام التلفزيونية الأميركية (إنتاجاً ومعالجة) التي سادت منذ السبعينات على أيدي مخرجين مثل كريغ باكسلي، ووليام غراهام وبَز كوليك وغيرهم. وبعض أفلام هيفاء المنصور الأخيرة أُنتجت لحساب محطات تلفزيون أميركية، من بينها A City on Fire، وكانت من النوع البوليسي أيضاً.

بالفعل، يحمل «مجهولة» صفات أفلام التحريات البوليسية المنفذة تلفزيونياً. الجيد منها مشوّق، لكنها جميعاً سهلة السرد والتنفيذ كونها متوجهة إلى المشاهدين في منازلهم.

يدور «مجهولة» حول نوال (ميلا الزهراني، جيدة)، الفتاة المطلّقة باكراً، التي تُصاحب رجال الشرطة في الرياض إلى طريق صحراوي بعد اكتشاف جثّة امرأة مجهولة. تعمل نوال في قسم الوثائق والأرشيف وهي ليست شرطية. هذا لا يثنيها عن القيام بالتحقيق لمعرفة من هي هذه المرأة ولماذا قُتلت ومن ارتكب الجريمة. الإجابة مناطة بمفاجأة يصعب الحديث عنها دون حرق الفيلم. يتناول معظم الفيلم عناد نوال في التحقيق ومعارضة ضباط الشرطة لها لأن هذا «ليس شغلك»، كما قيل لها مراراً.

عنصر الصدمة

الجانب النقدي ليس موارباً، لكنه ليس مقصداً أساسياً أيضاً، ويتوزع بين خلفية الفتاة الشخصية (كونها أُجبرت على زواج مبكر ثم تطلّقت) وبين موقف رجال الشرطة الرافضين الأخذ بما تكشف عنه من دلالات، وبين ملاحظات عامة حول وضع المرأة عموماً.

لكن الفيلم نُفِّذ بأسلوب لا يتوقف عن توظيف المشاهد لخدمة سرد بلا نتوءات. على سبيل المثال، هناك مشهد تواجه فيه نوال بوابة مدرسة للبنات التي تطلب منها الانصراف. ما إن تسير مبتعدة خطوات قليلة حتى تطل أستاذة من باب آخر لتتمنى لها التوفيق. الأفضل كان ظهور الأستاذة في لقطة سابقة، بمفردها، تترقب ما يدور أو تستمع إليه، ما كان سيمنح الفيلم ترتيباً أجدى للقطات لتأكيد فكرة أو حضور.

وهذا يقودنا إلى توليف اعتمد مبدأ السهولة في التنفيذ. هناك مواقع يتم فيها استخدام عنصر المفاجأة البصرية (استيقاظ نوال من كابوس فجأة). تحقق تلك اللحظات الصدمة المرجوة. ما عدا ذلك، كل شيء يتم وفق ما ورد في سيناريو شاركت المنصور كتابته مع براد نايمان (شاركها كتابة «المرشّحة المثالية»، وكان في غالبه أكثر تحديداً وتركيزاً).

النهاية تحمل صدمة أخرى، لكنها من النوع الذي يُلغي المفادات السابقة تحت عنوان «وهنا المفاجأة الكبرى». هي مفاجأة بلا شك، لكنها لا تخدم الفيلم، بل تبدو دخيلة عليه.

ليس هناك من شخصيات أخرى غير نوال مكتوبة بهدف الإفصاح عمّا تتكوّن منه نفسياً أو درامياً. وهناك نوعان من الشخصيات: إناث يتعاونَّ مع نوال، وأخريات يرفضن التعاون أو يطلبن منها العودة لاحقاً لإتمامه. أما الرجال فجميعهم سلبيون؛ ليس بينهم من يهتم بمعلومات قد تُفيد القضية. يبدو أن المنصور رغبت في وضع بطلتها محاربة وحيدة، والرجال في ركن مواجه. ولو وُجد رجل إيجابي لانتزع من الرسالة التي تتبناها المخرجة شيئاً من جدواها. لكن هذا يبقى أفضل من أن تكون الشخصيات كلها (ذكوراً وإناثاً) سطحية. ولم يكن هناك خوف من انتقاص البعد المتعلق بوضع المرأة في مجتمع حذر ورافض معاً.

عدم رغبة المخرجة في «تعقيد» المواقف انعكس على معالجة الفيلم كما لو أنه خرج من عند الكوّاء: نظيف المنظر، وقرارات متخذة في الكتابة تبعاً للرغبة لا لما قد يحدث في الواقع، وتصوير مجرد يضمن وجوداً للكاميرا وتأطيراً بأبعاد وزوايا مختلفة، لكن بلا ابتكار مؤثر أو فاعلية استثنائية.