شاشة الناقد: أنظمة عسكرية

 فرناندا توريس في «لا زلت هنا» (ڤيديوفيلمز)
فرناندا توريس في «لا زلت هنا» (ڤيديوفيلمز)
TT

شاشة الناقد: أنظمة عسكرية

 فرناندا توريس في «لا زلت هنا» (ڤيديوفيلمز)
فرناندا توريس في «لا زلت هنا» (ڤيديوفيلمز)

I AM STILL HERE ★★★⭐︎

* إخراج: وولتر سايلس

* البرازيل (2024) | دراما سياسية

كما في غير بقعة من العالم، خصوصاً في الدول اللاتينية، شهدت العقود المنصرمة قيام أنظمة حكم عسكرية أودت بحياة عشرات الآلاف من السياسيين والمثقفين والإعلاميين من ذوي الميول اليسارية أو الليبرالية. ما حدث في البرازيل في مطلع السبعينات تحت حكم قوى اليمين ليس فريداً أو مختلفاً. وفي فيلمي وولتر ساليس («سنترال ستايشن»، 1998 و«مفكرة الدراجات» 2004) لا يختلف الأمر في هذا الشأن، إلا من حيث أنه لا يختار الحديث عن وضع شامل، بل يومئ إليه جاعلاً من حياة عائلة واحدة مثالاً لسواها.

‫يبدأ سايلس فيلمه الجديد (والأول له منذ 2014) عندما أخرج فيلمه التسجيلي عن المخرج الصيني جيا شانغي تحت عنوان (Jia Zhangke, A Guy From Fenyang) بتقديم عائلة من 5 أفراد من الطبقة الوسطى نتعرّف عليها سعيدة ومتحابة. في 1971 فُوجئت ذات يوم بزيارة من قِبل شعبة مخابرات حكومية تدخل منزلها وتلقي القبض على رب العائلة روبنز (سلتون ميلو) وتقتاده بعيداً. تهب الزوجة يونيس (فرناندا توريس) للبحث عنه، ومن ثم تُقتاد بدورها إلى التحقيق كما أولادها. لفترة طويلة يستمر غياب الأب عن المنزل إلى أن تُكتشف جثته. ينتهي الفيلم بتلك العائلة المصرّة على تجاوز المحنة ومواصلة حياتها رغم ذكرياتها الحزينة.‬

ذنب روبنز، الذي كان عضواً في الكونغرس، أنه كان انتقادياً للسلطات اليمينية (التي حكمت ما بين 1961 و1985). لم يكن حزبياً ولا متطرفاً بل ربّ عائلة اعتقد أن لديه حق ممارسة النقد. الفيلم مأخوذ عن مذكرات وضعها ابنه مارشيلو بيڤا، ولا بد أن سايلس عندما أوجزها في 136 دقيقة، حرص على الالتزام بخط أحداث رئيسي يكتفي بتوفير مقدّمة وافية ثم دراما المعاناة التي ألمّت بأفراد العائلة بسبب سجن والدها (وتعذيبه وقتله) كما لإدراكهم أن عين السُلطة مفتوحة باتساع لملاحقة الخارجين عن تأييدها.

ليست هناك من بطولات في هذا الفيلم، بل إلقاء ضوءٍ، علماً أنه حين اختار المخرج موضوعه وتصويره سبق وصول اليمين البرازيلي إلى السُّلطة مجدداً في بلاده. العناصر الفنية كلها في أماكن صحيحة لخلق دراما تُماثل الواقع في الأحداث والأفكار أيضاً. هناك بعض المشكلات في السّرد تؤدي إلى تكرار الحالة الماثلة من دون داعٍ. هذه المشكلات لا تترك تأثيراً طاغياً على العمل ككل، بل تعمد الممثلة فرناندا توريس (التي فازت مؤخراً بغولدن غلوب بوصفها أفضل ممثلة دراما) إلى تخفيف وطأته كلّما ظهرت بقدرتها الجيدة على عكس مشاعرها بوضوح حتى حين لا تنطق حواراً.

* عروض: أوروبية

THE ORDER ★★★

* إخراج: ‪جوستن كورزيل

* البرازيل (2024) | تشويق

فيلمٌ ذو طرح سياسي آخر يُطالعنا في «النظام» للمخرج الأسترالي جوستِن كورزيل الذي عمد، كحال سايلس، إلى استلهام أحداث حقيقية وقعت في الولايات المتحدة إنما في عقد لاحق (الثمانينات).

جود لو (الذي شارك في إنتاج الفيلم أيضاً) هو المحقق الفيدرالي في سلسلة عمليات سرقة وقتل نفّذتها مجموعة من المتطرفين اليمينين المنبثقة عن مجموعة أخرى أقل تطرفاً وإرهاباً. الفيلم بكليّته يجمع بين عنصري التحقيق والمداهمات قبل الوصول إلى القضاء على زعيم الإرهابيين (نيكولاس هولت).

جود لو في «النظام» (استوديوهات ايه جي سي)

من أرقى الأعمال المماثلة فنياً وتنفيذاً، لكن السيناريو والحكاية ككل، ومن ثَمّ تنفيذها، تبقى محمّلة بقدر ملحوظ من الأخطاء. لا أتحدث عن أخطاء تاريخية وحدثية، بل عن تلك الكامنة في توجيه الفيلم صوب دفّة ذات رسالة مهمّة والتقصير في عرضها كاملة. هناك قدر من الاكتفاء بالعرض وتغليب الكرّ والفرّ بين الفريقين (رغم إجادة تنفيذ المعارك). ربما لم يرغب المخرج في إنجاز رسالة واضحة، لكن ما عرضه أقل بقليل مما يكفي لطرح مضامين تلك الرسالة. ينضوي هذا الوضع على شخصية التحري (يلعب دوره جود لو) التي تبدو دوماً متردّدة في خياراتها.

يعمد الفيلم إلى مشاهد بديعة مصوّرة من مستوى الأرض كما من الفضاء للطبيعة الجميلة التي تحيط بأماكن الأحداث (استُبدل التصوير في الولايات المتحدة بمشاهد مأخوذة من مواقع متفرقة في مقاطعة ألبرتا في كندا).

* عروض: أوروبية ومنصّات.

في الصالات

* Night Call ★★★ تشويق جيد عن رجل عادي (فوق ذلك أسود البشرة) يجد نفسه في خطر من حيث لم يقصد. ناجح التنفيذ من دون أن يكون علامة فارقة في نوعه.

* Wish You Were Here ★★ - تتجه الممثلة جوليا ستايلز إلى الإخراج في هذه الرومانسية حول علاقة بين شابة (إيزابيل فورمِن) وشاب (مينا مسعود).

* Alarum ★ ‫- جاسوسان (سكوت إيستوود وسيلفستر ستالون) يتعاونان لردِّ خطر مدهم اسمه المخرج مايكل بوليش‬

* الدشاش ★ - مجموعة من مشاهد الأكشن والكوميديا مضاف إليها ما يحتاجه بعض الجمهور العربي من رقص وغناء.

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز


مقالات ذات صلة

«كونكليف» و«ذا بروتاليست» يتصدران جوائز «البافتا» البريطانية

سينما إدوارد بيرجر مخرج فيلم «كونكليف» رفقة جائزة أفضل فيلم (إ.ب.أ)

«كونكليف» و«ذا بروتاليست» يتصدران جوائز «البافتا» البريطانية

تصدر فيلم الإثارة «كونكليف» أو (المجمع المقدس)، الذي يتناول عملية انتخاب البابا في مجمع الكرادلة، الجوائز في حفل الأكاديمية البريطانية للفنون السينمائية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المخرج الكاميروني جان ماري تينو يعقد مقارنة بين صناعة السينما في أفريقيا وهوليوود (إدارة مهرجان الإسماعيلية)

المخرج الكاميروني جان ماري تينو: أفلام الأفارقة أكثر أصالة من «هوليوود»

قال المخرج الكاميروني، جان ماري تينو، إن المخرجين العرب والأفارقة قدموا أفلاماً وثائقية أكثر أصالة من أفلام هوليوود.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق جيسيكا شستاين بطلة فيلم «أحلام» خلال مؤتمر صحافي في «برلين السينمائي»... (أ.ب)

«مهرجان برلين» يطرح أفلاماً مهمّة وتساؤلات كثيرة

الممثلة ‫جيسيكا شستاين تُبهر في «أحلام». «ميكي 17» يُذهل. «كانال بلوس» الفرنسية تهدد. الأخبار كثيرة، لكن وحده ترمب ما زال نجم الدورة الحالية من «مهرجان برلين».

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق ديمي مور ومارغريت كوالي بطلتا فيلم The Substance المرشح إلى 5 جوائز أوسكار (إنستغرام)

كيف استرجعت ديمي مور شبابها السينمائي في الـ62 من العمر

تنافس الممثلة الأميركية ديمي مور للمرة الأولى على أوسكار أفضل ممثلة عن فيلم The Substance بعد عقودٍ أمضتها في الخيارات السينمائية الخاطئة.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق لم يشهد المهرجان استقراراً بالإدارة الفنية في الدورات الماضية (إدارة المهرجان)

لماذا يُشكّل منصب المدير الفني لـ«القاهرة السينمائي» أزمة؟

أثار اختيار إدارة مهرجان «القاهرة السينمائي» الناقد والمبرمج محمد طارق لتولي منصب المدير الفني للمهرجان تساؤلات بشأن أزمة اختيار هذا المنصب.


«كونكليف» و«ذا بروتاليست» يتصدران جوائز «البافتا» البريطانية

إدوارد بيرجر مخرج فيلم «كونكليف» رفقة جائزة أفضل فيلم (إ.ب.أ)
إدوارد بيرجر مخرج فيلم «كونكليف» رفقة جائزة أفضل فيلم (إ.ب.أ)
TT

«كونكليف» و«ذا بروتاليست» يتصدران جوائز «البافتا» البريطانية

إدوارد بيرجر مخرج فيلم «كونكليف» رفقة جائزة أفضل فيلم (إ.ب.أ)
إدوارد بيرجر مخرج فيلم «كونكليف» رفقة جائزة أفضل فيلم (إ.ب.أ)

تصدر فيلم الإثارة «كونكليف» أو (المجمع المقدس) الذي يتناول عملية انتخاب البابا في مجمع الكرادلة، وفيلم الدراما التاريخية «ذا بروتاليست» أو (الوحشي)، الجوائز في حفل الأكاديمية البريطانية للفنون السينمائية والتلفزيونية «البافتا»، اليوم الأحد، إذ فاز كل منهما بأربع جوائز.

فاز «كونكليف»، الذي تصدر الترشيحات باثني عشر ترشيحاً، بكبرى الجوائز الليلة، وهي أفضل فيلم، بالإضافة إلى جائزة أفضل فيلم بريطاني وأفضل سيناريو مقتبس وأفضل مونتاج.

مشهد من فيلم الإثارة «كونكليف» الذي حصد جائزة أفضل فيلم والذي يتناول عملية انتخاب البابا في مجمع الكرادلة (ا.ب)

وقال مخرج الفيلم إدوارد بيرجر، في خطاب قبوله لجائزة أفضل فيلم بريطاني: «نحن نعيش في زمن أزمة الديمقراطية.. والمؤسسات التي تُستخدم عادة لجمعنا باتت تُستخدم لتفريقنا».

وأضاف: «أحياناً يكون من الصعب الحفاظ على الإيمان في هذا الوضع، ولكن هذا هو السبب الذي يجعلنا نصنع الأفلام ولهذا السبب صنعنا هذا الفيلم».

أما فيلم «ذا بروتاليست»، الذي تبلغ مدته ثلاث ساعات ونصف الساعة ويحكي عن مهندس معماري مجري مهاجر يحاول إعادة بناء حياته في الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، فكان يعتبر أيضاً من أبرز المرشحين لجائزة أفضل فيلم. غير أنه فاز بجائزة أفضل مخرج لبرادي كوربيت، وجائزة أفضل ممثل لبطله أدريان برودي.

المخرج الأميركي برادي كوربيت بعد فوزه بجائزة أفضل مخرج عن فيلم «ذا بروتاليست» (إ.ب.أ)

وقال برودي في خطاب قبوله للجائزة: «يدور الفيلم عن السعي إلى ترك شيء ذي معنى، وأعتقد أن هذا شيء يمكننا جميعا أن نتعاطف معه».

كما فاز «ذا بروتاليست» بجائزة أفضل موسيقى تصويرية أصلية وأفضل تصوير سينمائي

وفي واحدة من المفاجآت الكبرى في هذه الليلة، فازت مايكي ماديسون، بجائزة أفضل ممثلة عن تجسيدها لدور راقصة تدخل في علاقة مع ابن أحد الأثرياء الروس في فيلم «أنورا».

مايكي ماديسون رفقة جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «أنورا» (ا.ف.ب)

وكان كثيرون قد اعتبروا أن أبرز المرشحات هن ديمي مور، التي حصلت على العديد من الجوائز عن أدائها في فيلم الرعب «ذا سابستان» أو (المادة)، والبريطانية ماريان جان بابتيست، عن تجسيدها الذي نال استحسان النقاد لدور امرأة تعاني من الاكتئاب في فيلم «هارد تروثز»، أو (حقائق صعبة).

وقالت ماديسون «لم أكن أتوقع هذا حقا»

وفيلم «أنورا» من أقوى المنافسين في موسم الجوائز بعدما فاز هو ومخرجه شون بيكر، بجوائز اختيار النقاد وجوائز نقابة المنتجين والمخرجين الأميركيين قبل حفل توزيع جوائز الأوسكار الشهر المقبل. كما رشح لجائزة أفضل فيلم إلى جانب فيلم السيرة الذاتية لبوب ديلان «إيه كومبليت أنّون) أو (مجهول كامل).

المخرج الفرنسي جاك أوديار يستعرض جائزة أفضل فيلم التي نالها عن فيلم «إميليا بيريز» (ا.ف.ب)

وعن فئة الأفلام غير الناطقة باللغة الإنجليزية، فاز فيلم «إميليا بيريز»، الذي يمزج بين نوعي الأفلام الموسيقية وأفلام الجريمة، بجائزة أفضل فيلم.

وقال المخرج جاك أوديار وهو يتسلم جائزته: «هذا رائع للغاية، لم يكن ينبغي لكم أن تفعلوا ذلك. هذه الجائزة ليست لي وحدي وإنما لكل من عمل بلا كلل في هذا الفيلم».

وشكر أعضاء فريق عمل الفيلم، بما في ذلك كارلا صوفيا جاسكون، التي غابت عن الحفل، والتي رُشحت لجائزة أفضل ممثلة.

زوي سالدانا رفقة جائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم «إميليا بيريز» (ا.ف.ب)

كما فازت زوي سالدانا، بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن لعبها دور محامية تساعد زعيم عصابة مكسيكياً، الذي جسدته جاسكون، بتزوير وفاته والتحول من رجل إلى امرأة.

وكان فيلم «إميليا بيريز» من أوائل المرشحين للجوائز، لكن حملته فقدت قوتها الدافعة بعد الجدل المحيط بجاسكون، التي اعتذرت عن منشورات سابقة على وسائل التواصل الاجتماعي تسيء إلى المسلمين وغيرهم، وقالت إنها ستلتزم الصمت لمساعدة الفيلم قبل حفل توزيع جوائز الأوسكار.

جيسي أيزنبرغ استلم جائزة أفضل ممثل مساعد نيابة عن كيران كولكين والتي نالها عن دوره في فيلم «إيه ريال باين» (إ.ب.أ)

وفي فئة الممثل المساعد، فاز كيران كولكين، بجائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الدرامي الفكاهي «إيه ريال باين». كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو أصلي لكاتب السيناريو والمخرج جيسي أيزنبرج.