ترشيحات الأوسكار: ظاهرة «باربنهايمر» تنال الحصة الأكبر

تمثال الأوسكار كما يظهر في مسرح دولبي في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
تمثال الأوسكار كما يظهر في مسرح دولبي في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
TT

ترشيحات الأوسكار: ظاهرة «باربنهايمر» تنال الحصة الأكبر

تمثال الأوسكار كما يظهر في مسرح دولبي في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)
تمثال الأوسكار كما يظهر في مسرح دولبي في لوس أنجلس بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

يحبس عالم السينما أنفاسه اليوم (الثلاثاء) بانتظار الإعلان في لوس أنجليس عن قوائم الترشيحات إلى جوائز الأوسكار لهذا العام، مع توقّع نيل فيلمي «باربي» و«أوبنهايمر» الحصة الأكبر منها.

وقد ينال كلّ من «باربي» و«أوبنهايمر» اللذين حققا مجتمعَين إيرادات بلغت 2.4 مليار دولار، وشكّلا ظاهرة أطلقت عليها شبكات التواصل الاجتماعي تسمية «باربنهايمر» لتزامن طرحهما في الصالات، نحو 12 ترشيحاً للجوائز التي ستُوزّع في مارس (آذار).

ويحظى فيلم كريستوفر نولان عن سيرة مبتكر القنبلة النووية بحظوظ كبيرة لنيل حصة الأسد من الترشيحات بعدما حصل على 5 جوائز «غولدن غلوب».

الممثلان كيلان ميرفي وروبرت داوني جونيور بطلا فيلم «أوبنهايمر» في حفل توزيع جوائز «مهرجان بالم سبرينغز السينمائي الدولي» السنوي الـ35 في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

أما فيلم غريتا غيرويغ عن اكتشاف الدمية البلاستيكية الشهيرة مدى الكراهية في حق النساء في العالم الحقيقي، فيسعى إلى إثبات قدرته على تحويل إنجازه التجاري على شباك التذاكر إلى نجاح هوليوودي.

وقال الكاتب في موقع «ديدلاين» المتخصص، بيت هاموند، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «إنها سنتهما، ويُتوقع أن يهيمنا على الترشيحات». ولاحظ هاموند أن «الأفلام الكوميدية (...) تحظى عادة بحظوظ أقل في حصد الجوائز من الأفلام الأكثر جدية». وأضاف: «في عالم (باربنهايمر)، من الواضح أن أوبنهايمر يتمتع بالأفضلية؛ لأن طابعه أكثر جدية، ويبدو مهماً».

وفرض نجما الفيلمين، أي كيليان مورفي في دور جاي روبرت أوبنهايمر، ومارغو روبي في دور باربي، نفسيهما مرشّحين أساسيَّين لجائزتَي التمثيل.

مارغو روبي في حفل اختيار النقاد في كاليفورنيا في 14 يناير الحالي (أ.ب)

وينطبق الواقع نفسه على المرشحين من الفيلمين لجائزتَي الأدوار المساندة، إذ برع روبرت داوني جونيور في تجسيد شخصية بيروقراطي محافظ يشكّل إقصاء أوبنهايمر هاجساً له، في حين تألق راين غوسلينغ في شخصية كين الذي انجرف في الذكورية.

ترقب فرنسي

إلى جانب هذين الفيلمين اللذين حققا نجاحاً كبيراً في الصيف، «يبدو من السهل التنبؤ» بالمنافسين الآخرين على جائزة «أوسكار - أفضل فيلم» هذه السنة، بحسب هاموند.

وتتجه الأنظار في هذه الفئة إلى «كيلرز أوف ذي فلاور مون» التاريخي لمارتن سكورسيزي، و«بور ثينغز» الذي نال «الأسد الذهبي» في مهرجان البندقية، والقصة الميلادية «وينتر برايك»، و«مايسترو» للأميركي برادلي كوبر إخراجاً وتمثيلاً في دور قائد الأوركسترا ليونارد برنستاين.

وشملت التوقعات أيضاً الفيلم الفرنسي الحائز «السعفة الذهبية» في مهرجان كان «أناتومي أوف فول (Anatomie d'une chute)».

مشهد من فيلم «أناتومي أوف فول» (أ.ب)

وفاز الفيلم بجائزتي «غولدن غلوب» في مطلع يناير (كانون الثاني)، ويمكن أن يُرشح أيضاً لـ«أوسكار- أفضل سيناريو»، وأن تنافس في فئة «أفضل ممثلة» بطلته ساندرا هولر، التي تؤدي كذلك دور البطولة في عمل منافس آخر هو «زون أوف إنترست» الذي فاز بـ«الجائزة الكبرى» في «مهرجان كان».

لكن «أناتومي دون شوت» الذي تجسّد فيه هولر دور كاتبة متهمة بقتل زوجها لن يتمكّن من الفوز بجائزة «أوسكار- أفضل فيلم» بلغة أجنبية، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

فقد اختارت فرنسا لتمثيلها في السباق إلى الأوسكار فيلم «لا باسيون دو دودان بوفّان (La Passion de Dodin Bouffant)»، وهو قصة حب تاريخية بين اثنين من عشاق الطعام.

تماثيل الأوسكار كما تظهر في كواليس مسرح دولبي في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا الأميركية (أ.ب)

وتعليقاً على الجدل الذي أثاره هذا الاختيار، قال أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن هذا القرار، شارل جيليبير، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «من الواضح تماماً أننا لم نرسل الفيلم المناسب إلى الأوسكار».

وطالب المنتج بإصلاح الهيئة التي تتولى الترشيح لجهة «زيادة عدد الناخبين» فيها.

سنة المُخرِجات

وبين «أناتومي دون شوت» لجوستين ترييه، و«باربي» للمخرجة غريتا غيرويغ، و«باست لايفز»، وهو فيلم أميركي - كوري لسيلين سونغ، يمكن أن تشمل المنافسة على «أوسكار- أفضل فيلم» 3 أعمال من إخراج نساء، وهي سابقة في تاريخ هذه الجوائز.

فطوال 95 عاماً من وجود جوائز الأوسكار التي تعرّضت طويلاً لانتقادات؛ بسبب افتقارها إلى التنوع، لم يُرشّح لمكافأتها الأبرز سوى 19 فيلماً روائياً طويلاً لمخرجات.

الممثلة مارغو روبي في فيلم «باربي» (أ.ب)

وقال هاموند: «قد تكون هذه السنة الأهمّ بالنسبة للنساء في السباق إلى جائزة أفضل فيلم». أما بالنسبة إلى فئة أفضل مخرج، فاكتفى بالقول: «سنرى».

ففي ظل التنافس الشديد بين الذكور، وفي مقدمهم كريستوفر نولان ومارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر، تبدو غريتا غيرويغ الأوفر حظاً بين النساء لتحقيق اختراق، في حين سيُحدث ترشيح جوستين ترييه، إذا ما حصل، دوياً كبيراً.

المخرجة غريتا غيرويغ خلال تصوير فيلم «باربي» مع رايان غوزلينغ ومارغو روبي (وارنر برازر - أ.ب)

وفي فئة أفضل ممثلة، يبدو أن الجائزة ستكون موضع مبارزة بين إيما ستون التي تجسّد نسخة أنثوية من فرانكنشتاين في «بور ثينغز»، وليلي غلادستون التي تؤدي في «كيلرز أوف ذي فلاور مون» دور أميركية من الهنود الحمر الأميركيين حققت ثروة من النفط، تُواجه سلسلة جرائم قتل قبيلتها من سكان أميركا الأصليين.

الممثلة الأميركية ليلي غلادستون (إ.ب.أ)

وفي المقابل، قد يُستبعَد من الترشيحات لفئة أفضل ممثل ليوناردو دي كابريو، الذي يؤدي في الفيلم دور زوجها، نظراً إلى كون المنافسة شديدة جداً. ويُتوقع أن تشمل قائمة المرشحين، بالإضافة إلى كيليان مورفي وبرادلي كوبر، كلاً من بول جياماتي عن دوره أستاذَ تاريخ في فيلم «المستمرون (The Holdovers)»، وجيفري رايت عن فيلم «أميركان فيكشن» وكولمان دومينغو عن فيلم «بايارد راستين».

ويقام الاحتفال السادس والتسعون لتوزيع جوائز الأوسكار في 10 مارس المقبل، بعد عام شهد إضراباً تاريخياً للممثلين وكتّاب السيناريو في هوليوود.


مقالات ذات صلة

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

شؤون إقليمية الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

الوثائقي «ملفات بيبي» في مهرجان تورونتو يثير غضب نتنياهو

يتناول الفيلم تأثير فساد نتنياهو على قراراته السياسية والاستراتيجية، بما في ذلك من تخريب عملية السلام، والمساس بحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
يوميات الشرق المخرج الإيراني أصغر فرهادي الحائز جائزتَي أوسكار عامَي 2012 و2017 (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)

أصغر فرهادي... عن أسرار المهنة ومجد الأوسكار من تحت سماء عمّان

المخرج الإيراني الحائز جائزتَي أوسكار، أصغر فرهادي، يحلّ ضيفاً على مهرجان عمّان السينمائي، ويبوح بتفاصيل كثيرة عن رحلته السينمائية الحافلة.

كريستين حبيب (عمّان)
يوميات الشرق تمثال «الأوسكار» يظهر خارج مسرح في لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

«الأوسكار» تهدف لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار

أطلقت أكاديمية فنون السينما وعلومها الجمعة حملة واسعة لجمع تبرعات بقيمة 500 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (لوس انجليس)
يوميات الشرق الممثل الشهير ويل سميث وزوجته جادا (رويترز)

«صفعة الأوسكار» تلاحقهما... مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية تُغلق أبوابها

من المقرر إغلاق مؤسسة «ويل وجادا سميث» الخيرية بعدما شهدت انخفاضاً في التبرعات فيما يظهر أنه أحدث تداعيات «صفعة الأوسكار» الشهيرة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أبطال المنصات (مارتن سكورسيزي وبرادلي كوبر) يغادران «أوسكار» 2024 بوفاضٍ خالٍ

هل تخلّت «الأوسكار» عن أفلام «نتفليكس» وأخواتها؟

مع أنها حظيت بـ32 ترشيحاً إلى «أوسكار» 2024 فإن أفلام منصات البث العالمية مثل «نتفليكس» و«أبل» عادت أدراجها من دون جوائز... فما هي الأسباب؟

كريستين حبيب (بيروت)

شاشة الناقد: حرب ومجرم

لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)
لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)
TT

شاشة الناقد: حرب ومجرم

لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)
لقطة من «إسرائيل- فلسطين على التلفزيون السويدي» (رزرڤوار دوكس)

‫ISRAEL PALESTINE ON SWEDISH TV 1958-1989 ★ ★ ☆‬

تاريخ القضية الفلسطينية على الشاشة السويدية

حسب المخرج السويدي غوران أوغو أولسن فإن هذا الفيلم استغرق 5 سنوات قبل إتمامه. 200 دقيقة من أرشيف التلفزيون السويدي الذي تابع الوضع الفلسطيني- الإسرائيلي منذ وثيقة هرتزل وتأييد بريطانيا لها حتى عام 1989 الذي كانت القضية ما زالت تبرح مكانها ما بين نازحين فلسطينيين وسُلطة إسرائيلية حاكمة.

يعرض المخرج مراحل مختلفة، بما فيها مرحلتا الحروب الصعبة التي خاضتها بعض الدول العربية، كما تلك العمليات الفدائية التي قام بها الفلسطينيون في ميونيخ وسواها. هذه التغطية الموسّعة تشمل الدور الذي لعبه ياسر عرفات خلالها والمحاولات الجادة أحياناً لإيجاد حلٍّ ما لقضية شعبين. أحدهما نزح من قراه ومدنه والآخر نزح إليها واحتلها.

كثيرٌ ممّا يعرضه الفيلم مرّ، مثل تاريخ في الأفلام الوثائقية المنتجة في الغرب (وبعض ما أُنتج في سوريا والعراق والأردن ولبنان في السبعينات والثمانينات). لذلك ليس هناك جديدٌ يُضاف فعلياً إلّا لمن فاتته تلك الأفلام ويتطلّع إلى عمل يستعرضها كاملة. هذا هو الدور المُناط بالفيلم الذي يوفّر أسبابه.

نقطتا اهتمام هنا، الأولى أنه مؤلّف من وثائقَ استخرجها أولسن من أرشيف ضخم للتلفزيون السويدي (SVT) وانكبّ عليها فحصاً ومحصاً حتى ألَّف هذا الفيلم الذي يُعيد الاعتبار لنوعٍ من العمل الصّحافي والريبورتاجات التلفزيونية في تلك الفترة. الثانية أن الفيلم يقف على الحياد غالباً، لكنه لا يُخفي أحياناً تعاطفاً مع الفلسطينيين في مشاهد عدّة تحيط بما عانوه.

* عروض مهرجان ڤينيسيا.

DON’T MOVE ★ ★ ★‬

تشويق يسود رغم ثغرات حكايته

الطلب بعدم الحركة موجه إلى بطلة الفيلم (كيلسي أسبيل). شابة خطفها مجرم (فين ويتروك) وحقنها بما يشلّ حركتها. تستطيع أن ترى وترمش وبالكاد تحرّك أصابع يديها لكنها، في غالب أحداث الفيلم، حبيسة هذه التركيبة التي وضعها المخرجان برايان نيتو وآدم شيندلر بعناية وبإخراج جيدٍ إلى حدٍ مقبول.

كيلسي أسبيل في «لا تتحركي» (هامرستون ستديوز)

ينطلق الفيلم من لحظات حاسمة. تقف بطلته على حافة جبلٍ تفكّر بإلقاء نفسها بعدما فقدت ابنها الصبي. يُنقذها الرجل نفسه الذي يريد قتلها. بذلك، المرأة التي كادت أن تنتحر هي نفسها التي باتت تصارع من أجل بقائها حيّة.

يختفي من الفيلم التبرير المطلوب للطريقة التي يتّبعها القاتل للتخلص من ضحاياه. إذا كان سيقتلهن لماذا لا يفعل ذلك مباشرة؟ هناك مفارقات أخرى كانت تتطلّب سدّ ثغرات، واحدة منها، أن المرأة تنطق لأول مرّة منذ اختطافها بعد دقائق من اكتشاف شرطي للحالة المريبة. لم تستطع أن تنطق بالكلمة المأثورة «Help» حينها، لكنّها نطقت بعد دقائق قليلة وتكلّمت بلا عناء. لو نطقت بها في الوقت المناسب لما تغيّر المشهد لأن المجرم سيقتل الشرطي في جميع الأحوال، ولكان الفيلم استفاد من تبريرٍ أقوى لشكوك رجل الأمن.

* عروض منصّات.

ذكرياتي مليئة بالأشباح ★★

الحرب السورية في ذكريات الذين عانوا

يتبع هذا الفيلم التسجيلي السوري، من إخراج أنَس زواهري، سلسلة الأفلام التي تناولت الحرب، مثل «آخر رجال حلب» و«العودة إلى حمص» و«لأجل سما»، التي دارت في مرحلة ما عُرف بـ«ثورة الربيع» قبل أكثر من 15 سنة. يختلف عنها بأنه لا يتقرّب من الجماعات التي حاربت الحكومة ويشيد بها، لكنه - في الوقت نفسه - بعيدٌ عن أن يصفّق لنظام أو يشيد به.

«ذكرياتي مليئة بالأشباح» (ويند سينما)

إنه عبارة عن ذكريات عدد من المتحدّثين وحكاياتهم خلال الحرب التي دارت حول وفي مدينة حمص خلال تلك السنوات. يوفّر صور دمار الأحياء ومقابلات مع أصحاب تلك الذكريات وهم ينبشون في ماضٍ قريب وما يحمله من آلام نفسية وعاطفية على خلفية ذلك الدمار. يختار الفيلم أن نستمع لأصوات أصحاب الذكريات في حين تتولّى الكاميرا تصويرهم صامتين ينظرون إليها أو بعيداً عنها. هذا بالطبع لجانب صور الأحياء والمباني والشوارع التي لا تعجّ بالحياة كسابق عهدها.

معظم ما يسرده الفيلم من ذكريات لا يُضيف جديداً ولا ينبش عميقاً. هو وصف مؤلم لحالات يمكن تقدير مصادر أحزانها وأسبابها، لكن الإخراج يختار أن يمضي في خطٍ غير متصاعدٍ ولا يتجنّب تكرار السّرد بالوتيرة نفسها (ولو بذكريات مختلفة). طبعاً لا يتوخّى المرء فيلماً يسرد ما هو حزين ومؤلم بفرح وغبطة أم بإثارة، لكن اعتماد توالي تلك الذكريات يؤدّي بعد سماعها إلى استقبالٍ يبدأ مثيراً للفضول وينتهي فاتراً.

* عروض مهرجان الجونة‫‫

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز