قالت الفنانة المصرية نسمة محجوب إن ألبومها الجديد الذي حمل عنوان «UNPLUGGED» جاء بعد تفكير طويل في كيفية العودة إلى روح الموسيقى الأصيلة التي تلامس وجدان المستمع دون زحام الآلات أو المبالغة في التوزيع، مشيرةً إلى أنها رغبت في أن يكون هذا العمل مختلفاً شكلاً ومضموناً عن كل ما قدمته من قبل.

وأضافت في حوارها لـ«الشرق الأوسط»، أن «فكرة الألبوم انطلقت من شغفها بتقديم التجربة الغنائية في أنقى صورها، حيث تعتمد الأغنيات على الأداء الحي والمباشر بما يمنحها صدقاً ودفئاً خاصاً»، لافتة إلى أن «اختيار اسم الألبوم جاء ليعبر عن الجوهر الحقيقي للموسيقى، حيث أرادت أن تنزع عنها كل ما هو مصطنع أو مكرر».
وقالت: «الألبوم يميل إلى تقديم التجربة الغنائية بشكل بسيط لكنه عميق في الوقت نفسه، كما حرصت على أن يحتفظ كل لحن بروحه الخاصة دون أن يتشابه مع الآخر، فهذا التنوع هو ما يمنح العمل حيويته واستمراريته في ذاكرة المستمع».
وبيّنت أن عملية التحضير للألبوم استغرقت وقتاً طويلاً: «كنت حريصة على تجربة كل أغنية بعدة طرق موسيقية قبل الاستقرار على الشكل النهائي، لأن الهدف لم يكن تقديم نسخ جديدة من أعمالي السابقة بل إعادة صياغتها موسيقياً في ضوء خبرتي الحالية».

وحسب وصفها، فقد استعانت نسمة «بفريق موسيقي يمتلك حسّاً مرهفاً، يتعامل مع الموسيقى ككائن حي يمكن أن يتنفس ويشعر»، لافتةً إلى أن «الألبوم اعتمد على الآلات التقليدية مثل البيانو والفيولينة والجيتار، لكنها وُظفت بأسلوب بسيط ومتوازن دون اللجوء إلى المؤثرات الإلكترونية».
وأوضحت أن «هذا الأسلوب يتيح للمستمع أن يشعر بالقرب من الصوت والآلة في آنٍ واحد»، مؤكدة أن «التجربة جعلتها تعيد اكتشاف صوتها وقدرتها على التعبير في مستويات مختلفة من الإحساس، مع رغبتها في أن يكون الغناء هو البطل الأول دون منافس».

وقالت محجوب إن «تسجيل الألبوم بطريقة (اللايف) منح الأغنيات حياة مختلفة عن التسجيلات المعتادة، إذ يشعر المستمع أنه داخل الغرفة ذاتها مع العازفين والمطربة»، مضيفة أن «هذه الطريقة رغم صعوبتها فإنها أكثر صدقاً لأنها تكشف عن قدرة الفنان على التحكم في إحساسه وأدائه دون الاعتماد على المونتاج أو المعالجة الإلكترونية».
استعنتُ بفريق يمتلك حسّاً مرهفاً يتعامل مع الموسيقى ككائن حيّ
نسمة محجوب
وأبدت المطربة المصرية سعادتها بردود الفعل التي تلقتها بعد طرح الألبوم، خصوصاً من الجمهور الذي تابعها منذ بدايتها في برنامج «ستار أكاديمي»: «أكثر ما أسعدني هو أن المستمعين شعروا بأن الألبوم أعاد إليهم الحنين إلى زمن الغناء الجميل دون أن يبدو قديماً أو منقطعاً عن الواقع، وهو ما يحقق التوازن الذي أسعى إليه بين الأصالة والحداثة».
وأكدت أن المقارنة بين النسخ القديمة للأغنيات وتلك التي قدمتها في الألبوم لم تزعجها، بل كانت فرصةً لتأكيد رؤيتها أن الموسيقى يمكن أن تتجدد دون أن تفقد جوهرها، لأن إعادة تقديم أغنيات معروفة بتوزيعات جديدة هو تحدٍ كبير، يضع الفنان أمام مسؤولية الحفاظ على روح العمل مع منحه شكلاً مختلفاً في الوقت ذاته»، على حد تعبيرها.
وأشارت إلى أن تجربة «UNPLUGGED» علمتها الكثير عن ذاتها فنانةً، إذ أدركت أن التبسيط ليس سهلاً كما يظن البعض، بل يحتاج إلى وعي وجرأة في الوقت نفسه، لافتة إلى أنها «سعت إلى تقديم مشروع موسيقي يعكس إحساسها الحقيقي دون التوقف عند حسابات السوق أو متطلبات الترند».
تسجيل الألبوم بطريقة اللايف منح الأغنيات حياة مختلفة عن التسجيلات المعتادة
نسمة محجوب
وأضافت أن «الألبوم الجديد هو امتداد لتلك التجارب، لأنه يقوم على فكرة التواصل الحي مع المستمع، حيث أردت أن يشعر الجمهور بأنه جزءٌ من التجربة وليس مجرد متلقٍ لها».
ولفتت إلى أن «التحضير للألبوم تزامن مع فترة من التغيرات الكبيرة في حياتها الشخصية والفنية، الأمر الذي جعل المشروع يحمل بصمتها الخاصة من حيث المزاج العام والاختيارات اللحنية»، مؤكدة أنها «لا تؤمن بالفصل بين الفنان والإنسان، لأن صدق التجربة الإنسانية هو الذي ينعكس في النهاية على العمل الفني».
وعدّت أغنية «في نفس الميعاد» الأقرب إلى قلبها رغم مرور الوقت، إذ ترى أنها «تمثل لحظة فنية وإنسانية لا تتكرر كثيراً في حياة الفنان، لذلك فالجمهور ما زال يتفاعل معها في كل حفلة كما لو كانت جديدة تماماً».
وعن تجربتها في الدوبلاج الصوتي والفارق بينها وبين تجربتها في الغناء، اعتبرت نسمة محجوب أن مشاركتها في تجارب مثل «موفاسا» و«سنو وايت» كانت ثرية وأسهمت في صقل موهبتها، وأتاحت لها اختبار قدرتها على الدمج بين الأداء الدرامي والغناء الحي في آن واحد.









