أحمد دوغان لـ«الشرق الأوسط»: أعود إلى جمهوري من خلال الـ«سوشيال ميديا»

يصف الساحة الفنية اليوم بـ«كذبة كبيرة» نعيش فيها

يعزف دوغان على 8 آلات موسيقية (أحمد دوغان)
يعزف دوغان على 8 آلات موسيقية (أحمد دوغان)
TT

أحمد دوغان لـ«الشرق الأوسط»: أعود إلى جمهوري من خلال الـ«سوشيال ميديا»

يعزف دوغان على 8 آلات موسيقية (أحمد دوغان)
يعزف دوغان على 8 آلات موسيقية (أحمد دوغان)

ينتمي الفنان أحمد دوغان إلى المطربين الذين أسهموا في صناعة الزمن الجميل. موهبته المتقدة جعلته يلمع في برنامج الهواة «استوديو الفن». كان يومها لا يزال يافعاً واحتضن موهبته المخرج الراحل سيمون أسمر. اشتهر بلقب «عندليب لبنان» لتأثره بغناء الراحل عبد الحليم حافظ. فحقق نجاحات يشهد لها على الساحة في حقبة الثمانينات. اليوم وبعد غياب يعود أحمد دوغان إلى الساحة الفنية. واختار الـ«سوشيال ميديا» ليطلّ عبرها ويطلق أغانيه الجديدة.

يؤكد دوغان أنه تمت محاربته على الساحة. وهو ما أثر في مسيرته بشكل مباشر وزاد من بعده عنها. ويقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «إني من الأشخاص الذين لا يستجدون الآخر للوصول إلى أهدافه. طيلة مشواري اتكّلت على موهبتي وهي ما أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم. هناك فئة من الفنانين حاربتني بشكل أو بآخر. فيما فئة أخرى ساندتني. ودخلت هذه الحرب باحترام من خلال مثابرتي على الغناء من دون افتعال أي مشاكل».

اشتهر دوغان بلقب {عندليب لبنان} لتأثره بغناء الراحل عبد الحليم حافظ (أحمد دوغان)

يعتب أحمد دوغان كثيراً على الجميع من إعلاميين وشركات إنتاج ومتعهدي حفلات. «لم يعد هناك من تقدير اليوم للفنان الأصيل. وكوني من المطربين الذين استمروا بتقديم الأعمال غير التجارية حوربت بقوة».

يقول إنه أصدر أغنيات كثيرة في السنوات الماضية، ولكن لم يتم تسليط الضوء عليها، «حاولت دعم أعمالي والترويج لها، ولكن ليس لدي القدرة على القيام بما يتجاوز إمكانياتي المادية. فالمصروف كان أكبر من المدخول لا سيما وأن لا شركة إنتاج تدعمني».

قراره اليوم بالعودة إلى الساحة يأتي من خلال تشجيع ودعم كبيرين لاقاهما من محبّيه. فما أن أطلّ على وسائل التواصل الاجتماعي حتى استعاد شهرته بسرعة. «لقد دخلت هذه الساحة الإلكترونية أخيراً، واتخذت قراري بأن تكون المنصة التي ترافق كل جديد لي. وقررت أن أصدر أغنية جديدة عبرها كل خميس من أول الشهر. كما سأقدم على إطلالات مباشرة أستضيف خلالها زميلاً لي. فالـ(سوشيال ميديا) اليوم خير وسيلة للانتشار وفاعليتها أهم من شاشات التلفزة. فعندما لمست محبة الناس لي عبرها، كبر قلبي وفرحت كثيراً».

غاب أحمد دوغان لفترة ثلاث سنوات عن لبنان لإقامته في أميركا. وعندما عاد إلى بيروت وجد أن مؤامرات حيكت ضده. فلا تكريمات ولا حفلات ولا إطلالات إعلامية، لا من بعيد ولا من قريب. ويوضح في سياق حديثه: «في الحقيقة مهرجان زمن الفن الجميل وحده تذكّرني. ولكنني علمت فيما بعد أن أشخاصاً محددين في لجان تحكيم مهرجانات تكريمية أخرى استبعدوني. ومن بين هؤلاء من رحلوا اليوم عن الحياة. ولكن المحاربة لي كانت كبيرة حتى لإبعادي عن إحياء حفلات في الخليج العربي».

يؤكد دوغان أن لا أحد يمكنه منافسته في لونه الغنائي المشهور به. «يمكنني التأكيد على أن خامة صوتي وخياراتي الغنائية لا تشبها أي فنان آخر على الساحة».

يخطط اليوم أحمد دوغان لإعادة تقديم أغنيات قديمة له بتوزيع جديد. «سأعيد غناءها جميعاً بقالب موسيقي حديث. ومن بين تلك الأغاني (على بلدي) و(ضحكت وبان اللولو) و(دنيا غريبة). أدرك جيداً ما يحبّه الجيل الجديد في الموسيقى، ولكنني في الوقت نفسه أحافظ على هويتي الغنائية كي يستمتع بها أيضاً الجيل الذي رافقني منذ بداياتي».

يعد المعجبين به بإصدار أغنية جديدة في الخميس من أول كل شهر (أحمد دوغان)

يستذكر أحمد دوغان الأيام الذهبية لزمن الفن. ويروي لـ«الشرق الأوسط» قصص التقائه مع فنانين عمالقة أمثال الراحلين بليغ حمدي ومحمد عبد الوهاب ورياض السنباطي. «لقد شكل هؤلاء علامات فارقة على الساحة وكان أهل الفن يحلمون بالتقاط ولو صورة معهم. أنا شخصياً التقيتهم وتحدثت معهم وتزودت منهم بدروس ونصائح كثيرة تتعلق بالفن».

لا ينزعج أبداً من ارتباط اسمه بالراحل عبد الحليم حافظ حتى اليوم. ويقول: «هذا الأمر يشرّفني وهناك من أحبّه بصوتي. وتسببت بعقد نفسية لمجموعة من الفنانين من هذا المنطلق. فأنا من الأشخاص الذين يجيدون غناء عبد الحليم حافظ. وقد اشتهرت بأعمال له قدّمتها بطريقة دوغانية».

يروي أحمد دوغان لـ«الشرق الأوسط» عن بداياته. «كان والدي يخاف عليّ من دخول هذا المجال. أما والدتي فهي من شجعتني على المشاركة في (استوديو الفن). ولا يمكن أن أنسى فضل الممثلة آمال عفيش عليّ لأنها كانت أول من قدمني للإعلام وساندني».

يشتهر أحمد دوغان إلى جانب صوته الجميل بالعزف على عدة آلات موسيقية. ومن بينها الرق والعود والأورغ والكمان والغيتار. «أعزف على 8 آلات مختلفة ومن بينها (البندير). وهي آلة شبيهة بالدف تحدث طنيناً شرقياً. وسأقدم عبر الـ(سوشيال ميديا) أغنيات أعزفها بنفسي أيضاً».

وفي مقارنة بين الماضي والحاضر يؤكد أحمد دوغان أن هناك نجوماً لمعوا بسبب غياب آخرين أهم منهم. ويتابع: «الساحة الفنية الحقيقية تراجعت وأشعر وكأننا نعيش في كذبة كبيرة. صار الفن يرتكز على قاعدة فوضوية (هات إيدك والحقني). ومع الأسف تربى جيل بأكمله عليها فغاب عنه الفن الأصيل».


مقالات ذات صلة

«كلو مسموح»... ميوزيكال عالمي يُبعَث باللهجة اللبنانية

يوميات الشرق كارول سماحة مع المخرج والممثل روي الخوري خلال التدريبات (فريق عمل المسرحية)

«كلو مسموح»... ميوزيكال عالمي يُبعَث باللهجة اللبنانية

تُعدّ هذه المُشاركة نقطة تحوّل في مسيرة كارول سماحة المسرحية، التي اشتهرت بأدوار الأميرات والملكات في الأعمال الرحبانية، وشاركت في «آخر أيام سقراط» و«المتنبي».

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق عمر خيرت في حفل عيد الربيع بالأوبرا (دار الأوبرا المصرية)

عُمر خيرت يستعيد زخم حفلات الربيع في الأوبرا المصرية

«في هويد الليل» و«قضية عم أحمد» و«100 سنة سينما» و«ليلة القبض على فاطمة»، و«فيها حاجة حلوة»... مقطوعات موسيقية ترسخت في وجدان محبي الموسيقار المصري عمر خيرت.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية جينيفر حظيت بإعجاب الجماهير التي حضرت حفلتها الرائعة (جائزة السعودية الكبرى)

«جائزة السعودية الكبرى»: جينيفر لوبيز تلهب حماس الحاضرين بـ«أون ذا فلور» المثيرة

في واحدة من أبرز لحظات سباق «جائزة السعودية الكبرى» لـ«فورمولا 1»، خطفت النجمة العالمية جينيفر لوبيز الأضواء خلال زيارتها مدينة جدة، حيث حضرت بوصفها ضيفة شرف.

فاتن أبي فرج (جدة)
يوميات الشرق المغنية الأميركي كيتي بيري تظهر بعد الرحلة الفضائية في تكساس (إ.ب.أ)

بعد الرحلة الفضائية النسائية... كيتي بيري تصف العودة إلى «الواقع»

بعد أن سافرت إلى الفضاء ضمن طاقم شركة «بلو أوريجين» التابعة للملياردير جيف بيزوس - والذي ضمّ لورين سانشيز وجايل كينغ - عادت نجمة البوب كيتي بيري إلى الأرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الذكاء الاصطناعي يقلق الموسيقيين (رويترز)

القطاع الموسيقي يتصدى لـ«تجاوزات» الذكاء الاصطناعي... والنجاح محدود

يبذل الفاعلون في القطاع الموسيقي جهداً في المنصات الرقمية والمحاكم إلى جانب مسؤولين منتخبين، لمنع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي من سرقة المحتوى الموسيقي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مدحت العدل: أغنيات أم كلثوم حفزتني لكتابة الشعر

جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
TT

مدحت العدل: أغنيات أم كلثوم حفزتني لكتابة الشعر

جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})
جانب من مؤتمر الإعلان عن مسرحية أم كلثوم (حسابه على {فيسبوك})

كشف الشاعر الغنائي والمؤلف المصري د. مدحت العدل عن تعاون جديد يجمعه بالمطرب عمرو دياب عبر أغنية كتبها له، بعد أن قدم لدياب عدداً كبيراً من الأغنيات الناجحة في بداية مسيرته الفنية على غرار «راجعين»، و«كان عندك حق»، و«رصيف نمرة خمسة»، و«هواك حيرني»، «ولا الليالي تهون»، وأغنيات فيلم «آيس كريم في جليم»، وأضاف العدل في حوار لـ«الشرق الأوسط» أنه انتهى أخيراً من كتابة المسرحية الموسيقية الاستعراضية «أم كلثوم» التي تروي سيرة «كوكب الشرق».

وحدد د. مدحت العدل أول مايو (أيار) لبدء بروفات المسرحية بعدما انتهى أخيراً من كتابة النص، لافتاً إلى أنه «النص الأصعب في حياته»؛ لأنه يقدم 75 سنة من حياة أم كلثوم في عرض مسرحي يستغرق ساعتين، ويتطرق لعدد من أغنياتها وبعض الشخصيات التي عاشت وأثّرت في حياتها، مؤكداً أن «الأمر لم يكن سهلاً أبداً».

العدل يتعاون مجدداً مع عمرو دياب (حسابه على {فيسبوك})

وتحمس العدل لكتابة هذا النص لعدة أسباب من بينها «أنه مُتيم بأم كلثوم»، مؤكداً أن «أغنياتها حفزته لكتابة الشعر، بعدما تعلم منها أموراً عدة في هذا المجال بجانب صوتها الآسر، فقد عشت قصص الحب والتجارب الإنسانية والمواقف الوطنية في أغنياتها، وكان الشاعر أحمد رامي هو البطل الأكبر الذي أدخلني في دهاليز القصة؛ فهو صاحب بصمة مهمة في مشوارها، وصاحب تأثير كبير في تعلقي المبكر بالشعر».

وبعيداً عن مكانة فن أم كلثوم في حياة ومسيرة د. مدحت العدل، فإن ما دفعه لتقديم سيرتها في ذكرى مرور نصف قرن على وفاتها كونها «مطربة العرب الأولى» التي لا يوجد بلد عربي إلا وبه مقهى يحمل اسمها، مثلما يقول: «لم تكن أم كلثوم مطربة كبيرة أثرت في المجتمع العربي كله من المحيط إلى الخليج فقط، بل أيضاً سيدة تحدت زمنها الذكوري والعادات والتقاليد التي كبلت المرأة في عصرها، لتصبح هي الأولى بموهبة صوتية فريدة تشبه المعجزة وذكاء فطري لا يقل عن موهبتها، جعلها بعد نصف قرن من رحيلها لا تزال على القمة، ويكفي دورها الوطني وحفلات المجهود الحربي وحفل باريس، وقد بدت لي مثل (أسطورة إيزيس) التي جمعت (أشلاء أوزوريس)، إذ تظل حياتها درساً عملياً لمن يتطلعون لتحقيق نجاح خالد».

ولم يتحمس العدل لكتابة المسرحية فقط، بل قرر أيضاً إنتاجها عبر شركته الإنتاجية الجديدة «العدل غروب ستوديوز» ومشاركة «سي سينما للإنتاج»، لضمان تقديمها بالشكل اللائق على المسرح.

يعتمد العرض المسرحي على وجوه جديدة من المواهب الدارسة بالمعاهد التمثيلية والموسيقية ودار الأوبرا، الذين تم اختيارهم ليجمعوا بين التمثيل والغناء وتقديم الاستعراضات، ويحدد توجهه لذلك: «لم أرغب في الاستعانة بممثلين محترفين لأن صورتهم الذهنية معروفة للجمهور، كما أن من شروط العرض أن يتفرغ فريق العمل تماماً للمسرحية خلال عرضها الذي يبدأ في القاهرة وينطلق لمحافظات مصر، ثم خلال جولاتها المرتقبة في الدول العربية».

وتضم المسرحية شخصيات أثّرت في مسيرة أم كلثوم على غرار الملحنين والشعراء الذين ارتبطت بهم في أعمال عدة مثل رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وبليغ حمدي، وعن مدى اهتمامه بتقديم ممثلين قريبي الشبه بهم، يقول: «الموهبة هي أساس الاختيار، لكن نحاول الجمع بين التقارب الشكلي والموهبة قدر الإمكان، لكن المهم أيضاً أن يقترب الفنان من روح الشخصية حتى لو لم يشبهها تماماً».

قال بأن الجمهور السعودي أول من منحنا {صك النجاح} لمسرحية {شارلي} التي نجحت أيضاً في مصر بشكل مذهل

وقد كان «نجاح» مسرحيتيه «كوكو شانيل» التي أعادت النجمة شيريهان للفن، والعرض المسرحي الموسيقي «شارلي» دافعاً له لكي يعيد المسرح الغنائي للواجهة مجدداً، ويقول عن ذلك: «نجاح هذين العرضين أكد لي أن الجمهور لديه رغبة في مشاهدة مثل هذه العروض، وقد كان الجمهور السعودي أول من منحنا (صك النجاح) لمسرحية (شارلي) التي نجحت أيضاً في مصر بشكل مذهل».

يستدرك قائلاً: «أجد سعادتي في تقديم المسرح الموسيقي مستغلاً موهبتي الأساسية شاعراً، وفي أفلامي ومسلسلاتي كنت أتحين الفرصة لتقديم أغنيات، وفي هذه المرحلة من حياتي لا أريد أن أقدم سوى ما أحبه، لذا أتعامل مع عرض أم كلثوم بحب وشغف كبيرين».

ورغم دراسته الطب فقد آثر التفرغ للفن منذ بدأ مسيرته بصفته شاعراً عبر أغنية «جت من الغريب» للمطرب محمد الحلو، وقد حققت نجاحاً لافتاً، ويرى أنها أعطته درساً بليغاً بأنه لكي تصل للجمهور لا بد أن تستخدم مفرداته، وكان حبه للشعر الغنائي دافعاً له لتقديم فن «الأوبريت» من خلال أكثر من عمل، من بينها أوبريت «الحلم العربي»، كما كتب «تترات» الكثير من المسلسلات التي يؤلفها، أحدثها مسلسل «لأعلى سعر». كما كتب لمحمد فؤاد فيلم «أميركا شيكا بيكا» وأغنيات الفيلم، ومن بين أغنياته الأخرى «حبيبي يا عاشق» لمدحت صالح، و«في حب مصر» لمحمد منير، و«اتكلم عربي» لكارول سماحة، و«أنا مش ضعيفة» لأنغام، و«تسلم إيدك» لهشام عباس، و«صورتك ذكرياتي» لميادة الحناوي.

لم يرغب العدل في الاستعانة بممثلين محترفين لأن صورتهم الذهنية معروفة للجمهور (حسابه على {فيسبوك})

وكان عمرو دياب من أكثر المطربين الذين كتب لهم العدل أغاني، وها هو يعود إليه مجدداً بأغنية يتحفظ في كشف تفاصيلها، لكنه يؤكد: «أسمعني عمرو دياب لحنها أخيراً».

وفي ظل رئاسته لجمعية المؤلفين والملحنين في مصر يستعد للانتقال لمقر جديد لها، ويواصل دوره للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية لأعضاء الجمعية وورثتهم، والتصدي للاعتداءات المتكررة عليها، كما يستعد لإقامة حفلات تكريم لكبار الشعراء والموسيقيين الحاليين، مؤكداً أنه من المهم تكريمهم في حياتهم والتي سيبدأها بتكريم الفنان حميد الشاعري، الذي حقق نقلة في الموسيقى، وساهم في ظهور مواهب غنائية عديدة، ما جعله رمزاً لجيل الثمانينات، حسبما يؤكد.