لا يختلف اثنان على أنّ الموسم السادس من برنامج المواهب «ذا فويس» تجدَّد بمدربيه ومواهبه الغنائية. فالنجوم الثلاثة أحمد سعد، ورحمة رياض، وناصيف زيتون، ضخّوا في حلقاته نبضاً شبابياً، ولَّد تناغماً بينهم وبين المواهب المتسابقة، واستحدثوا علاقة قريبة ومباشرة معهم.
ولعلّ رحلة اثنين من المدربين، رحمة وناصيف، أسهمت في توليد هذه الأجواء. فبداياتهما الفنّية انطلقت من برنامج مشابه للهواة هو «ستار أكاديمي». وهما يدركان تماماً المشاعر والتحدّيات التي يواجهها المتسابقون في هذا النوع من المنافسة.
أما الفنان أحمد سعد، فيملك خبرة واسعة في هذا المجال، ومنذ عام 2003 حتى اليوم يخوض مشواراً فنياً تميّز بنجاحات كبيرة.
ومَن يتابع «ذا فويس» في موسمه السادس، لا بدّ أن يلاحظ الانسجام السائد في علاقة النجوم الثلاثة، الذين حاولوا أكثر من مرة إشعال وتيرة الحلقات من خلال تحقيق منافسة عفوية بينهم. فقد كانوا يُقدمون على خطف أصوات أعجبتهم، بعضهم من بعض، ليتحوّل المشترك من مجرد هاوٍ إلى نجم.
وكانت المرحلة الأولى من البرنامج، «الصوت وبس»، قد شهدت منافسة حامية بين المدرّبين لجذب صاحب الصوت الأجمل إلى صف واحد بينهم.
وتضمَّنت هذه الحلقات إطلالات لمواهب غنائية سبق وشاركت في «ذا فويس كيدز»، ومن بين هؤلاء المشترك محمد العمرو، من الأردن. حالياً تزداد السخونة في البرنامج، لا سيما أننا أصبحنا على مسافة قريبة من مرحلتَي نصف النهائي والنهائي.
كانت لـ«الشرق الأوسط» لقاءات مع المدرّبين الثلاثة خلال تسجيل إحدى حلقات الموسم السادس، فأبدوا رأيهم بالتجربة التي يخوضونها وأجابوا عن أسئلة تراود متابعيهم.

ناصيف زيتون: انتقادنا أمر طبيعي
يُعدّ ناصيف زيتون من خرّيجي برنامج «ستار أكاديمي»، ومن الفنانين الذين تركوا بصمتهم على الساحة. فقد حقَّق نجاحات واسعة في العالم العربي، ومشى بخطى ثابتة في رحلته الفنّية، وتحوَّل إلى نجم ينتظر الملايين إطلالته على المسرح.
يقول عن تجربته في «ذا فويس» إنها رائعة، وكل حلقة خاضها كانت تزيد من حبه لها أكثر. وعما إذا التقى بمَن يشبه شغفه وحبّه للفنّ، يجيب: «جميع الشباب الذين تقدَّموا في البرنامج يُشبهونني بطموحهم وموهبتهم. في مراحل كثيرة تذكرت محطات من بداياتي. فأنا خرّيج برنامج مواهب، واليوم أشهد على ولادة مواهب جديدة على الساحة وقد تكون الأحلى».
وتسأله «الشرق الأوسط» عما إذا كان يفضّل لو أنه دخل عالم الفنّ اليوم من برنامج مُشابه، فيردّ: «لا أقول عن أي شيء سبق ومررت به (يا ريت). فكلّ ما واجهته وشهدته في رحلتي كان نعمة وبركة. تلك محطات أفتخر بها وهي التي أوصلتني إلى ما أنا عليه اليوم».
ويُعلّق زيتون على مواهب غنائية شاركت في البرنامج: «هناك كم كبير من الأصوات الجميلة والقوية، ومن بينها مواهب لبنانية، وسورية، ومصرية، ويمنية. كما لاحظت قوة أصوات رائعة من المملكة العربية السعودية. ولذلك ستكون المنافسة حامية في مرحلتَي نصف النهائي والنهائي. وهناك أكثر من صوت لفتني وأتمنى الخير للجميع».
ويختم حديثه بالردّ على الذين ينتقدون وجود مدربين شباب في «ذا فويس» بموسمه الحالي، إذ يرون أنهم قد لا يملكون الخبرة الكافية للتحكيم: «كلّ مَن ينتقد أقدّره وأحترمه. ولكن في مكان ما، من الجيد إعطاء الفرص لمواهب شابة، وهذا الأمر يسري على المشاركين والمدرّبين. وطبعاً لا أحد يمكنه أن يحلّ مكان شخص آخر. فالأساتذة الذين سبقونا نُقدّر خبراتهم، و(إم بي سي) اليوم تضخ دماً شبابياً داعماً للطرفين. الانتقادات لا بد منها دائماً، وفي النهاية أتمنّى أن نكون قد أدينا واجبنا على المستوى المطلوب وبأفضل طريقة».

أحمد سعد: لم أتمنَّ يوماً دخولي الفنّ من هذا الباب
يملك الفنان أحمد سعد حسَّ الفكاهة والحماسة بجرعات كبيرة، فطبع «ذا فويس» بمواقف يتذكرها المُشاهد والمتسابقون معاً. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» عن الاختلاف الذي حقّقته لجنة التحكيم اليوم في «ذا فويس 6»، يردّ: «سعيد جداً بالتجربة التي حققتُها من خلال (إم بي سي). اسم البرنامج (أحلى صوت) وليس (أحلى مدرّب). فالمنتج الأساسي الذي يهدف إليه البرنامج هو الصوت الجميل. وقد شاء القدر أن يعزّز هذا الموسم بأصوات استثنائية ورائعة. فخور بهذه الأصوات التي ولّدت منافسة جميلة أَحبَّها المُشاهد».
وعن الفرق الذي أحرزته اللجنة الشابة في «ذا فويس»، يتابع: «أمارس مهنة اكتشاف المواهب منذ زمن بعيد. فكنتُ أستمع إلى أصوات جميلة وأدرّبها، وهي المهنة الأحبّ إلى قلبي. وأعتقد أن الفرق يكمن في هذه العلاقة المقرَّبة بيننا. فنحن قريبون من أحلامهم وطموحاتهم. ولكوني مدرّباً، وُلِدت بيني وبين المواهب في فريقي علاقة مودّة، ولا مسافات تفرّقنا. فغابت مشاعر الرهبة التي تتملَّك الطالب تجاه أستاذه. وهو ما انعكس روحاً مختلفة على البرنامج».
وعمّا إذا تمنَّى يوماً دخول الفنّ من خلال برنامج مواهب، يجيب: «لم أشعر يوماً بأني ملائم لدخول تجربة من هذا النوع. فأنا من الذين يفضلون العمل والاجتهاد بمجهود فردي. قد لا أكون أفضل من غيري، ولكنني لا أقلّ أهمية بفني عن الآخر. وأرى أنّ ما قمت به هو المناسب لي تماماً».

رحمة رياض: بكيتُ لخروج موهبة أحببتُها
تركت الفنانة رحمة رياض الأثر الأنثوي الطاغي على «ذا فويس». ولاحظ المُشاهد أكثر من مرة رقتها وعاطفتها تجاه موهبة لم تلقَ الحظّ فخرجت من البرنامج.
وفي المقابل استطاعت أن تُشاكس وتُنافس باقي المدربين بحزم، فتمكنت من إقناع أكثر من موهبة بالانضمام إلى فريقها، ومرات أخرى استطاعت خطفها منهم بأسلوب جريء يعكس شخصيتها القوية.
وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، تحكي رحمة عن مواقف تركت أثرها عليها. وتقول: «في الحقيقة تأثّرتُ أكثر من مرة بخروج موهبة أعجبتني، إنْ بفريقي وإنْ بفريق غيري من المدرّبين. فعاطفتي هي التي تطغى دائماً على شخصيتي، حتى عندما ضغطت على زر (السوبر بلوك) لأمنع ناصيف من الفوز بالموهبة حنة الحاج، أوجعني قلبي. اضطررتُ للقيام بذلك كي أحظى بأفضل الأصوات».
وعن تجربتها في البرنامج، تقول: «سعدت جداً بخوضها. فنحن أيضاً تعلمنا منهم وتدربنا معهم، مما أثمر نتائج جيدة عليهم».
وعمّا إذا كانت تتوقَّع صوتاً سعودياً يتأهّل للنهائيات، تختم: «لاحظت في هذا الموسم وجود حصة الأسد للسعودية، فقدّمت المواهب أداءً ممتازاً. لديّ في فريقي موهبة سعودية رائعة أتمنّى لها كلّ التوفيق».

