يارا قرقماز لـ«الشرق الأوسط»: أصعب مرحلة للفنان امتلاكه المسرح

أطلقت أغنية لحفلات الزفاف تتناول باقة العروس

تجيد الغناء بعدة لغات أجنبية وبينها الهندية (يارا قرقماز)
تجيد الغناء بعدة لغات أجنبية وبينها الهندية (يارا قرقماز)
TT

يارا قرقماز لـ«الشرق الأوسط»: أصعب مرحلة للفنان امتلاكه المسرح

تجيد الغناء بعدة لغات أجنبية وبينها الهندية (يارا قرقماز)
تجيد الغناء بعدة لغات أجنبية وبينها الهندية (يارا قرقماز)

رغم بداياتها الفنية في المجال الغنائي فإن يارا قرقماز استطاعت لفت الأنظار بموهبتها الفنية. وانضمامها أخيراً إلى شركة الإنتاج العالمية «يونيفرسال ميوزك مينا» أفضل دليل على ذلك. فهي اليوم تعدّ من ضمن عائلتها الفنية وأصدرت معها ثلاثة أعمال متتالية.

أحدث أغنية أطلقتها أخيراً تحمل عنوان «عقبال رفقاتي» وتندرج على لائحة أغاني حفلات الزفاف. وتخبر يارا «الشرق الأوسط» عن فكرة هذا العمل وكيفية ولادته: «كنت أجلس لوحدي أفكر كما عادتي بخطواتي المستقبلية في عالم الغناء. طرأت على رأسي فكرة تخرج عن المألوف في هذا النوع من الأغاني. وتدور حول باقة الورود التي تحملها العروس أثناء حفل زفافها. فاتصلت بالشاعر والملحن أحمد عبد النبي، وطلبت منه أن ينص لي أغنية تتناول هذا الموضوع. وبالفعل نجح في ترجمة فكرتي ضمن فكرة حلوة وبسيطة معاً، فلاقت الصدى الطيب وأنا سعيدة بالنتيجة التي حققتها على الساحة».

تتمنى الشهرة كما نانسي عجرم من دون مقارنتها بها (يارا قرقماز)

تؤكد يارا أن فكرتها كانت صائبة ولكن ما عاكس نجاحها إلى حد ما هو التوقيت الذي طرحت فيه. «لقد صدرت في أواخر موسم الصيف الذي يشهد تراجعاً لحفلات الزفاف. واضطررت للقيام بذلك بعد تأجيل خروجها إلى النور أكثر من مرة. ولكن وبما أنها أغنية أعراس فهي تستطيع العيش لأطول مدة ممكنة وفي أي موسم كان».

صورت يارا «عقبال رفقاتي» في بيروت تحت إدارة المخرج جاد زرزور (جاي زي)، فقدمها ضمن إطلالة بسيطة ومفعمة بالحيوية وهي ترتدي فستان زفاف. فجسدت حالة العروس السعيدة في هذا اليوم المميز.

وكان سبق ليارا أن أطلقت أغنية من هذا النوع خاصة بالرقصة الأولى للعروسين. ولكن في «عقبال رفقاتي» كما تقول، تناولت موضوعاً يناسب أفكار الجيل الشاب ويحاكي تطلعاته في حفلات الزفاف.

تبدي إعجابها بالفنانة رحمة رياض (يارا قرقماز)

وعن تعاقدها مع شركة «يونيفرسال ميوزك مينا» تقول لـ«الشرق الأوسط»: «لا بد أني محظوظة كي تعرض علي انضمامي إليها. فبداياتي كانت إلى حد ما صعبة بسبب فقداني لجهة تدعمني وتوزع أعمالي. ومع (يونيفرسال) تخطيت هذه المرحلة وأشعر اليوم بأني مسنودة من جهة داعمة وساعدتني كثيراً على التألق».

وعن المجال الفني تقول: «أدرك تماماً أنه مجال صعب المراس ويلزمه البال الطويل والجهد معاً. ولكنني في المقابل مستعدة لوضع كل طاقتي في خدمة أهدافي الفنية. كما أعرف تماماً أن لدي خامة صوتية جيدة وأحب الفنون على أنواعها. وما علي سوى أن أثابر على بذل الجهد، إذ لا ينقصني سوى بضع خطوات بسيطة كي أحقق انتشاراً أوسع».

أغنيتها الجديدة {عقبال رفقاتي} خاصة بحفلات الزفاف (يارا قرقماز)

لا تنكر يارا قرقماز الشبه بين صوت نانسي عجرم وصوتها. وهي تعتبرها قيمة فنية تستوحي منها حب العمل والتشبث بهذه المهنة. وتقول: «أحب أسلوبها في الغناء وخياراتها الغنائية المنوعة فترضي بها جميع الأذواق. ورغم إعجابي الكبير بها ولكنني لا أحب أن يقارنوني بها وكأني نانسي رقم 2. أفضل أن أملك هويتي الغنائية الخاصة بي. وتبقى نانسي بالنسبة لي هالة فنية أعتز بها ومغنية معجبة بها منذ بداياتي. ولكنني في المقابل لن أحزن إذا ما حققت نجاحات تشبه تلك التي حققتها. فأنا اليوم أنتظر الأغنية التي تحدث لي الفرق وتسهم في تميزي».

وفي هذا السياق فهي تحضر لإطلاق عمل جديد تعول عليه الكثير. وفي خياراتها الفنية تعتمد يارا على حسها الفني وعلى شركة الإنتاج. فهي تتعامل مع «روك برودكشن» في هذا الإطار. فتستمع إلى ألحان وكلمات بكثافة كي تأخذ القرار المناسب.

ولكن بماذا تتميز يارا قرقماز عن غيرها من بنات جيلها؟ ترد: «إني أقدم ما يشبهني ويليق بصوتي من دون الانصياع لموضة رائجة أو الالتحاق بـ(تراند) تعمّ الساحة. ولكنني من ناحية ثانية أعتقد أن ما يميزني عن غيري هو تجربتي الكبيرة مع المسرح. فاعتلاء الخشبة وامتلاكها والتفاعل مع الجمهور والغناء بشكل سليم، يبقى من المهمات الأصعب لدى الفنان. فلا يكفي أن تنتشر أغانينا عبر التلفزيون والإذاعة فقط. فالمسرح محطة هامة وأعتبر نفسي اجتزت هذه المرحلة».

المجال الفني صعب المراس ويلزمه البال الطويل والجهد معاً

تستبعد يارا دخول عالم المسرح الاستعراضي الغنائي. «ليس عندي مشكلة مع هذا الموضوع فيما لو توفرت لي الفرصة اللائقة. ولكنني أستبعدها حالياً لأني أركز أكثر على الساحة الغنائية وعلى المحتوى والصوت».

قدمت يارا قرقماز عدة أغانٍ على طريقة الـ«ديو»، فشاركت الفنان عظيم بأغانٍ ثنائية وبينها واحدة هندية. «أجيد الغناء بعدة لغات أجنبية وبينها الهندية. وعندما اخترت هذا الدويتو مع عظيم فلأنه بمثابة أغنية هندية رائجة. فأعدت غناءها معه على طريقتنا ولاقت نجاحاً لا يستهان به».

لا نماذج فنية تضعها أمامها كهدف تنوي الوصول إليه. فتلحق بشغفها للغناء من خلال خطة صعبة تتمنى أن تنفذها بحذافيرها. «أنا متفائلة وأعلم جيداً أن لدي كل العناصر الفنية المطلوبة للتقدم والتطور. وبفضل الاجتهاد سأتمكن من نيل ما أرغب به في المجال الفني». وعمن يلفتها على الساحة الغنائية اليوم تختم يارا قرقماز: «تلفتني المغنية رحمة رياض التي دخلت هذا المجال من باب حديث غير كلاسيكي. فأسست لنفسها هوية فنية خاصة بها، ضمن أسلوب ولون غنائي لا يشبهان أحداً».


مقالات ذات صلة

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)
يوميات الشرق إد شيران يُغنّي... ويُفاجئ (فيسبوك)

إد شيران يُفاجئ 200 تلميذ... رائعة أيتها الموسيقى

ظهر المغنّي وكاتب الأغنيات البريطاني إد شيران، بشكل مفاجئ، في فعالية مهنية عن صناعة الموسيقى مُوجَّهة للتلاميذ.

«الشرق الأوسط» (لندن)
خاص فيروز تتحدّث إلى إنعام الصغير في محطة الشرق الأدنى نهاية 1951 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز... من فتاةٍ خجولة وابنة عامل مطبعة إلى نجمة الإذاعة اللبنانية

فيما يأتي الحلقة الثانية من أضوائنا على المرحلة الأولى من صعود فيروز الفني، لمناسبة الاحتفال بعامها التسعين.

محمود الزيباوي (بيروت)

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».