حنان يوسف لـ«الشرق الأوسط»: أنا ممثلة الأدوار الصعبة

أعربت عن تطلعها لتقديم «الأكشن» والكوميديا

حنان يوسف مع الفنانة فاتن حمامة في مشهد من فيلم {يوم مر.. يوم حلو}
حنان يوسف مع الفنانة فاتن حمامة في مشهد من فيلم {يوم مر.. يوم حلو}
TT

حنان يوسف لـ«الشرق الأوسط»: أنا ممثلة الأدوار الصعبة

حنان يوسف مع الفنانة فاتن حمامة في مشهد من فيلم {يوم مر.. يوم حلو}
حنان يوسف مع الفنانة فاتن حمامة في مشهد من فيلم {يوم مر.. يوم حلو}

قالت الفنانة المصرية حنان يوسف إن دورها في مسلسل «سفاح الجيزة» أثار ردود أفعال تتجاوز كل ما شهدته طوال سنوات عملها بالفن، وأنها عدَّت ذلك بمنزلة «الجائزة». وأضافت في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها لا تطيق الفرجة على مشاهد العنف الدرامية، لكنها تؤديها كممثلة.

وتَعد يوسف نفسها «فنانة الأدوار الصعبة» منذ بدأت حياتها بالمسرح الذي منحها الكثير من الخبرة والجرأة، وقدمت أعمالاً سينمائية مهمة على غرار «الطوق والأسورة»، و«يوم مر.. يوم حلو»، وهي زوجة المخرج المسرحي عصام السيد.

ونالت يوسف إعجاب الجمهور والنقاد بأدائها شخصية «أم جابر» والدة شخصية «سفاح الجيزة» بالمسلسل الذي عرضته أخيراً منصة «شاهد»، وقد تلبستها بكل تفاصيلها؛ من تعبيرات وجهها، ونظرات عينيها، وصوتها الذي تلوَّن عبر مشاهد متباينة، ما أثار الخوف في قلوب المشاهدين وأثار دهشتهم، وأكدت يوسف أن من «تلتقيهم يعبرون لها عن خوفهم منها في بعض المشاهد لا سيما مشهد قتل زوجها، بل إن نجلها الوحيد عبّر لها عن شعوره بالخوف منها»، وعلَّقت بأن «هذه الآراء أضحكتها وأسعدتها؛ لأنها تؤكد نجاحها في تقمص الشخصية».

حنان يوسف لدى ظهورها في برنامج «كلام الناس» (صفحة البرنامج)

وتوضح حنان ببساطة كيف تعاملت كممثلة مع هذا الدور قائلة: «لم أفعل شيئاً غير عادي، بل عملت على تقمص الشخصية تماماً. لقد اعتدت التقمص من المسرح؛ إذ كنا ندخل الشخصية ونخرج منها لأخرى. قضيت أعواماً طويلة بفرقة (الورشة) المسرحية التي أفادتني كثيراً، وكان المخرج حسن الجريتلي يقوم بتدريبنا، كما كان يستعين أيضاً بمدربين أجانب. والممثل عموماً له عين مميزة، فهو يشاهد نماذج مختلفة في الحياة ويقوم بتخزينها في ذاكرته ليستدعيها وقت حاجته لها».

وتواصل: «بدايةً، كان الدور مكتوباً بشكل جيد، مع وجود مخرج متميز مثل هادي الباجوري يعطي لكل ممثل مساحته، وتوافر عناصر فنية على مستوى عالٍ من تصوير وإنتاج، لقد أسهم ذلك في نجاح المسلسل».

ولحنان مشاهد كثيرة بدت فيها تتمتم بعبارات ابتكرتها وكأنها تحدث نفسها، فتقول: «كان مسموحاً لنا بالخروج عن النص ما دام في سياق الموقف الدرامي».

وعند سؤالها إن كان لا بد للممثل أن يحب الشخصية التي يؤديها ويتعاطف معها حتى يعبر عنها بشكل جيد، قالت يوسف: «لم أتعاطف معها؛ لأن أي أم تفعل ذلك بأولادها لا تستحق الأمومة في رأيي، لكنني أتفهم أنها كانت تحتاج علاجاً نفسيّاً؛ فقد تعرضت للإهانة والضرب من زوجها أمام أطفالها، وقَتلت ودخلت السجن ولم تعش يوماً جيداً».

وتشير حنان إلى أنها تبدو في الواقع عكس البطلة: «أنا لست شريرة، بل طيبة ودموعي قريبة، وحين أنجبت ابني الوحيد أحمد فضَّلت رعايته بنفسي، وابتعدتُ خلال سنوات طفولته الأولى عن الفن، وقد تخرج في معهد السينما وأخرج أفلاماً قصيرة، وهو فنان ستاند آب كوميدي».

حنان يوسف في لقطة من مسلسل {سفاح الجيزة} (شاهد)

وقالت إن التمثيل لم يكن من بين أحلامها منذ البداية مضيفةً: «حصلت على ليسانس الآداب قسم فلسفة، وهناك ثلاثة فنانين كانوا وراء اكتشافي؛ الأستاذ جلال الجميعي، وأمير سالم، ورضوان الكاشف، رحمهم الله جميعاً، قالوا: لا بد أن تمثلي، وأخذوني لمسرح (السامر) لأقابل المخرج أحمد إسماعيل، ليقدمني في مسرحية (سهرة ريفية)، وحينما ذهبنا لعرضها بقرية (شبرا بخوم) كان كأنه يوم عيد، فقد خرجت القرية كلها لاستقبالنا، أبهرني الجمهور، وقتها قررت أن أكون ممثلة».

وفي السينما حازت يوسف أدواراً كبيرة ومهمة، وكان أول ظهور لها في فيلم «الطوق والأسورة» مع المخرج خيري بشارة الذي قدمها أيضاً في عدد من أعماله، مثلما تؤكد: «كان أول فيلم مع خيري بشارة (الطوق والأسورة) ثم (يوم مر.. يوم حلو)، ومسلسلَيْ (مسألة مبدأ) و(الطوفان)، مع هذا العبقري الذي قدمني في أدوار مميزة، لم يحدث أن تعصب على أحد، حتى لو كان في اللوكيشن مائة مشكلة نجده مبتسماً ولطيفاً، نحن الاثنان ننتمي لبرج السرطان، وهذا سر تفاهمنا».

في فيلم «يوم مر.. يوم حلو» أدت يوسف شخصية الابنة الوسطى لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة التي تقول عنها: «كانت نموذجاً للالتزام، فهي أول من يصل قبل التصوير وأكثر واحدة تلتزم، كانت تضحك معنا وتنصحنا، غير أنها كانت تنزعج مما نحدثه من ضجيج، أنا وعبلة كامل وسيمون، بناتها الثلاث بالفيلم».

بعد مسلسل «ليالي الحلمية» الذي أدت في جزئه الثاني شخصية «ضرة أنيسة»، أنجبت ابنها، واقتصر عملها على فرقة «الورشة»، تقول: «كان هذا المكان الآمن الذي أصطحب فيه طفلي، كنا نمثل ونقدم عروضاً ونغني ونعزف، وكان هذا المسرح يشبعني، وسافرنا لمهرجانات بالخارج ببريطانيا وسويسرا وفرنسا». وتعبر عن أمنيتها في العودة لمعانقة خشبة المسرح: «لدينا مشكلات في المسرح المصري، ولدي شغف كبير بالعودة إليه، فهو المكان الذي يحيلني لشخص آخر».

وترى حنان يوسف أن التمثيل «لعب بجد» وتلفت: «نحن نتقمص شخصيات ليست لنا، وأعشق أجواء التصوير، وأتطلع لنوعية أدوار أؤديها بمزاج وتعجب الناس، التمثيل يحقق لي حيوات أخرى».

والوجه الآخر لحنان هو «الكوميديانة» الذي قدمته على المسرح وفي التليفزيون في مسلسلات عدة، من بينها «بـ100 وش»، و«سجن النساء»، وتكشف عن تطلعها المثير بلهجتها المصرية: «أموت وأقدم أدوار أكشن».

لا ترى حنان أن النجومية قد تأخرت عليها: «لم أسعَ إليها في أي وقت، فأنا ممثلة الأدوار الصعبة مهما كانت كبيرة أو صغيرة، وهذه هي الأدوار التي أحبها».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
TT

بشرى لـ«الشرق الأوسط»: الغناء التجاري لا يناسبني

الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})
الفنانة بشرى مع زوجها (حسابها على {فيسبوك})

وصفت الفنانة المصرية بشرى الأغاني الرائجة حالياً بأنها «تجارية»، وقالت إن هذا النوع لا يناسبها، وأرجعت غيابها عن تقديم أغنيات جديدة لـ«صعوبة إيجادها الكلمات التي تشعر بأنها تعبر عنها وتتشابه مع نوعية الأغنيات التي ترغب في تقديمها لتعيش مع الجمهور».

وقالت بشرى في حوار مع «الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأغنيات التي نجحت في الفترة الأخيرة تنتمي لأغاني (المهرجانات)، وهي من الأشكال الغنائية التي أحبها، لكنها ليست مناسبة لي»، معربة عن أملها في تقديم ثنائيات غنائية على غرار ما قدمته مع محمود العسيلي في أغنيتهما «تبات ونبات».

وأكدت أن «الأغاني الرائجة في الوقت الحالي والأكثر إنتاجاً تنتمي للون التجاري بشكل أكثر، في حين أنني أسعى لتقديم شكل مختلف بأفكار جديدة، حتى لو استلزم الأمر الغياب لبعض الوقت، فلدي العديد من الأمور الأخرى التي أعمل على تنفيذها».

وأرجعت بشرى عدم قيامها بإحياء حفلات غنائية بشكل شبه منتظم لعدة أسباب، من بينها «الشللية» التي تسيطر على الكثير من الأمور داخل الوسط الفني، وفق قولها، وأضافت: «في الوقت الذي أفضل العمل بشكل مستمر من دون تركيز فيما يقال، فهناك من يشعرون بالضيق من وجودي باستمرار، لكنني لا أعطيهم أي قيمة». وأضافت: «قمت في وقت سابق بالغناء في حفل خلال عرض أزياء في دبي، ولاقى رد فعل إيجابياً من الجمهور، ولن أتردد في تكرار هذا الأمر حال توافر الظروف المناسبة». وحول لقب «صوت مصر»، أكدت بشرى عدم اكتراثها بهذه الألقاب، مع احترامها لحرية الجمهور في إطلاق اللقب على من يراه مناسباً من الفنانات، مع إدراك اختلاف الأذواق الفنية.

وأضافت: «أحب عمرو دياب وتامر حسني بشكل متساوٍ، لكن عمرو دياب فنان له تاريخ مستمر على مدى أكثر من 30 عاماً، وبالتالي من الطبيعي أن يمنحه الجمهور لقب (الهضبة)، في حين أن بعض الألقاب تطلق من خلال مواقع التواصل، وفي أوقات أخرى يكون الأمر من فريق التسويق الخاص بالمطرب».

بشرى لم تخفِ عدم تفضيلها الحديث حول حياتها الشخصية في وسائل الإعلام، وترى أن إسهاماتها في الحياة العامة أهم بكثير بالنسبة لها من الحديث عن حياتها الشخصية، وتوضح: «كفنانة بدأت بتقديم أعمال مختلفة في التمثيل والغناء، وعرفني الجمهور بفني، وبالتالي حياتي الشخصية لا يجب أن تكون محور الحديث عني، فلست من المدونين (البلوغر) الذين عرفهم الجمهور من حياتهم الشخصية».

وتابعت: «قررت التفرغ منذ شهور من أي مناصب شغلتها مع شركات أو جهات لتكون لدي حرية العمل بما أريد»، لافتة إلى أنها تحرص على دعم المهرجانات الفنية الصغيرة والمتوسطة، مستفيدة من خبرتها بالمشاركة في تأسيس مهرجان «الجونة السينمائي»، بالإضافة إلى دعم تقديم أفلام قصيرة وقيامها بتمويل بعضها.

وأوضحت أنها تعمل مع زوجها خالد من خلال شركتهما لتحقيق هذا الهدف، وتتواجد من أجله بالعديد من المهرجانات والفعاليات المختلفة، لافتة إلى أن لديها مشاريع أخرى تعمل عليها، لكنها تخوض معارك كثيرة مع من وصفتهم بـ«مافيا التوزيع».

وعارضت المطربة والممثلة المصرية الدعوات التي يطلقها البعض لإلغاء أو تقليص الفعاليات الفنية؛ على خلفية ما يحدث في المنطقة، مؤكدة أن «المهرجانات الفنية، سواء كانت سينمائية أو غنائية، تحمل إفادة كبيرة، ليس فقط لصناع الفن، ولكن أيضاً للجمهور، وأؤيد التحفظ على بعض المظاهر الاحتفالية؛ الأمر الذي أصبحت جميع المهرجانات تراعيه».

وحول مشاريعها خلال الفترة المقبلة، أكدت بشرى أنها تعمل على برنامج جديد ستنطلق حملته الترويجية قريباً يمزج في طبيعته بين اهتمامها بريادة الأعمال والفن، ويحمل اسم «برا الصندوق»؛ متوقعة عرضه خلال الأسابيع المقبلة مع الانتهاء من جميع التفاصيل الخاصة به.