وداعاً «ويندوز 10»... «مايكروسوفت» تكشف خريطة الطريق لما بعد أكتوبر 2025

إليك حلول لحماية بياناتك

«مايكروسوفت» ستُنهي دعم «Windows 10» في 14 أكتوبر 2025 ما يعني توقف التحديثات الأمنية والدعم الفني (مايكروسوفت)
«مايكروسوفت» ستُنهي دعم «Windows 10» في 14 أكتوبر 2025 ما يعني توقف التحديثات الأمنية والدعم الفني (مايكروسوفت)
TT

وداعاً «ويندوز 10»... «مايكروسوفت» تكشف خريطة الطريق لما بعد أكتوبر 2025

«مايكروسوفت» ستُنهي دعم «Windows 10» في 14 أكتوبر 2025 ما يعني توقف التحديثات الأمنية والدعم الفني (مايكروسوفت)
«مايكروسوفت» ستُنهي دعم «Windows 10» في 14 أكتوبر 2025 ما يعني توقف التحديثات الأمنية والدعم الفني (مايكروسوفت)

مع انتهاء دعم «ويندوز 10» (Windows 10) في 14 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تدعو «مايكروسوفت» المستخدمين إلى التحوّل نحو مستقبل أكثر أماناً وذكاءً، يتمثّل في «ويندوز 11» (Windows 11) وأجهزة «كوبايلوت+» (Copilot+) وخدمة «مايكروسوفت 365» (Windows 365) السحابية. هذا الانتقال لا يتعلق فقط بتحديث النظام، بل هو قفزة نحو أداء أعلى وأمان أقوى وتجربة استخدام أكثر تطوراً.

لماذا ينتهي «دعم Windows 10»؟

منذ إطلاقه في يوليو (تموز) 2015، تلقى «ويندوز 10» تحديثات منتظمة على مدار عشر سنوات. ولكن بحلول أكتوبر 2025، ستتوقف الشركة عن إصدار تحديثات الأمان والإصلاحات والدعم الفني لهذا النظام. ورغم أن الأجهزة التي تعمل به ستستمر في العمل، فإنها ستكون أكثر عرضةً للبرمجيات الخبيثة وهجمات الفدية، ما قد يُشكّل خطراً كبيراً خاصة في البيئات المؤسسية الحساسة أو الخاضعة للتنظيم.

«Windows 11» يجمع بين تصميم عصري وتجربة استخدام سلسة تشمل أدوات مثل «Snap Layouts» و«كوبايلوت» والتحكم الصوتي (مايكروسوفت)

كيف تبقى محمياً بعد 2025؟

حددت «مايكروسوفت» ثلاث طرق رئيسية للمضي قدماً.

1. الترقية إلى «Windows 11»

إذا كان جهازك يفي بمتطلبات الأجهزة الحديثة مثل دعم «TPM 2.0» و«UEFI Secure Boot» ومعالج مدعوم، يمكنك الترقية مجاناً. استخدم أداة «PC Health Check» أو خيار الإعدادات > تحديثات «ويندوز» للتحقق من التوافق.

2. الاشتراك في تحديثات الأمان الممتدة (ESU)

ستكون متاحة بدءاً من يوليو من خلال معالج إرشادي داخل «Windows 10». يمكن الاشتراك باستخدام نقاط «Microsoft Rewards» أو عبر الشراء مقابل 30 دولاراً سنوياً. ستتوفر للمستهلكين حتى أكتوبر 2026، ويمكن للمؤسسات تمديدها لثلاث سنوات إضافية.

3. التوجّه إلى «Windows 365»

يقدم تجربة «Windows 11 » الكامل في بيئة سحابية، يمكن الوصول إليها من أي جهاز. إنه خيار مثالي للمؤسسات التي لا ترغب في ترقية أجهزتها مباشرة. كما تتوفر عروض خاصة بخصم 20 في المائة للسنة الأولى للعملاء المؤهلين.

أجهزة «Copilot+» تقدم تجربة ذكاء اصطناعي متكاملة مدعومة بوحدات معالجة عصبية (NPUs) لتحسين التفاعل والإنتاجية (مايكروسوفت)

مزايا «Windows 11» وأجهزة «Copilot+»

يؤمن «Windows 11 » طبقات أمان متقدمة مثل «TPM 2.0» والحماية القائمة على المحاكاة الافتراضية (VBS)، والتحكم الذكي في التطبيقات، وتسجيل الدخول البيومتري عبر «Windows Hello». كل هذه الميزات تعمل معاً لتقليل الهجمات وتحسين موثوقية النظام. ورغم زيادة الأمان، يظل «Windows 11 » نظاماً سريعاً وفعالاً. فقد أظهرت الاختبارات تسريعاً في التحديثات واستئناف النوم وتحسناً في الأداء بنسبة تصل إلى 2.3 مرة مقارنة بـ«Windows 10». كما أن أجهزة «Copilot+» المجهزة بوحدات معالجة عصبية (NPUs) تقدم قدرات ذكاء اصطناعي متقدمة تعزز من تجربة المستخدم اليومية. يجمع «Windows 11» بين تصميم عصري وسلاسة الاستخدام. توفر ميزات مثل «Snap Layouts» وسطح المكتب المتعدد وتحسينات شريط المهام تجربة أكثر تنظيماً.

كما أن أداة الذكاء الاصطناعي «كوبايلوت» تُدمج بعمق في النظام، ما يُتيح استخدام الأوامر الصوتية والتفاعل السياقي والمساعدة المرئية، بالإضافة إلى أدوات مدمجة مثل الترجمة اللحظية، وجلسات التركيز، والتحكم الصوتي.

البديل السحابي الاستراتيجي

بالنسبة لأولئك الذين لا يريدون ترقية أجهزتهم فوراً، توفر «Windows 365» بديلاً قوياً. فهو يقدم بيئة «Windows 11» في السحابة، يمكن الوصول إليها من أي جهاز، مع الحفاظ على أمان البيانات وإدارة مركزية. كما أنه مثالي للعمل عن بُعد والتعليم المختلط، ويسمح بتأجيل استبدال الأجهزة دون التضحية بالأمان أو الكفاءة.

التحوّل إلى «Windows 11» و«Copilot+» و«Windows 365» يمثل رؤية «مايكروسوفت» لبناء بيئة حوسبة ذكية وآمنة وقابلة للتوسع (مايكروسوفت)

كيفية التخطيط للانتقال

للمستخدمين الأفراد، يُنصح بالتحقق من توافق الجهاز باستخدام أداة «PC Health Check». وإذا كان الجهاز مؤهلاً، انسخ الملفات احتياطياً باستخدام «Windows Backup» ثم قم بالترقية. وفي حال لم يكن مؤهلاً، اشترك في برنامج «ESU» لتبقى محمياً ريثما تستبدل جهازك.

أما بالمسبة للمؤسسات، يجب تقييم توافق الأجهزة الحالية مع «Windows 11»، واستخدم «ESU» أو «Windows 365» كخيارات مرحلية للأجهزة غير المدعومة. ومن المهم أيضاً تدريب فرق الدعم الفني على تقنيات «Copilot+» لضمان انتقال سلس وتحقيق أقصى استفادة من النظام.

ما أهمية الانتقال؟

هذا ليس مجرد تغيير في نظام التشغيل، بل هو جزء من رؤية استراتيجية متكاملة من «مايكروسوفت». يضع «Windows 11» معياراً جديداً للأمان والكفاءة، بينما تقدم أجهزة «Copilot+» تجربة ذكاء اصطناعي فعالة ومباشرة، ويمنح «Windows 365» الشركات والمستخدمين المرونة في البنية التحتية. معاً، تشكل هذه العناصر منظومة حديثة وآمنة توازن بين الأداء والحماية وسهولة الاستخدام. فالمستخدم يكسب راحة البال، والمؤسسات تضمن الامتثال، والعالم ينتقل إلى حقبة جديدة من الحوسبة الذكية والمتصلة.

رؤية «مايكروسوفت» لعام 2025 تتمحور حول بناء بيئة حوسبة ذكية وآمن، وقابلة للتوسّع. وهي رؤية تبدأ من «Windows 11» وتكتمل بأجهزة «Copilot+» وتُفعّل عبر قوة الحوسبة السحابية في «Windows 365». التحوّل ليس فقط هروباً من المخاطر، بل خطوة نحو مستقبل أكثر مرونة وإنتاجية وثقة.


مقالات ذات صلة

من التصيّد إلى الاختراق… كيف تتغير ملامح التهديدات السيبرانية في البنية الصناعية السعودية؟

خاص الدفاع التنبؤي المعتمد على الذكاء الاصطناعي يمنح المملكة قدرة أكبر على رصد التهديدات مبكراً رغم استمرار الثغرات (شاترستوك)

من التصيّد إلى الاختراق… كيف تتغير ملامح التهديدات السيبرانية في البنية الصناعية السعودية؟

تواجه البنية الصناعية السعودية تهديدات سيبرانية متطورة مع تقارب تقنية المعلومات والتقنيات التشغيلية وتزايد دور الذكاء الاصطناعي واتساع سلاسل الإمداد.

نسيم رمضان (لندن)
خاص رأس المال البشري أصبح ركيزة النضج السيبراني مع تركيز متزايد على التدريب ومراكز التميز (شاترستوك)

خاص كيف تحوّل السعودية الأمن السيبراني من درع دفاعية إلى محرك للنمو الاقتصادي؟

السعودية تحوّل الأمن السيبراني إلى محرك للنمو عبر الذكاء الاصطناعي، والاستثمار في المواهب الوطنية، ما يعزز الثقة الرقمية، ويمهد لريادتها الاقتصادية العالمية.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا تشير بيانات «مايكروسوفت» إلى أن أكثر من 52 % من الهجمات مدفوعة بدوافع مالية كالفدية والابتزاز (شاترستوك)

«مايكروسوفت»: السعودية الخامسة إقليمياً في حجم الاستهداف الأمني الرقمي

تقرير «الدفاع الرقمي 2025» يكشف عن تصاعد الهجمات المالية وتركّزها على المستشفيات والهيئات الحكومية مع ارتفاع الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الهجوم والدفاع.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا «مايكروسوفت» توقف رسمياً دعم نظام «ويندوز 10» بدءاً من 14 أكتوبر الحالي ما يعني توقف التحديثات الأمنية والدعم الفني (شاترستوك)

«ويندوز 10» يخرج من الخدمة رسمياً... وملايين الأجهزة مهددة بالثغرات

«مايكروسوفت» توقف دعم «ويندوز 10»، ما يعرض ملايين الأجهزة لمخاطر أمنية، تدعو الشركات للترقية إلى «ويندوز 11 برو»، وأجهزة «Copilot+» لتعزيز الأمان والكفاءة.

نسيم رمضان
تكنولوجيا صورة لعملية احتيال تتضمن استطلاع رأي لتحصل على فرصة اختبار الـ«آيفون» الجديد (كاسبرسكي)

احذر المتاجر المزيّفة عند طلب هاتف «آيفون» الجديد

تحذر «كاسبرسكي» من موجة احتيال مع إطلاق «آيفون 17» تشمل مواقع مزيفة ويانصيباً وهمياً وفخ «المجرّبين»، وتوصي بالشراء من مصادر رسمية وتفعيل التحقق بخطوتين.

نسيم رمضان (لندن)

كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

TT

كيف تطوّر «بلاك هات» في نسخته الرابعة عن النسخ السابقة؟

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)
خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

منذ إطلاق نسخته الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، في العاصمة السعودية الرياض، عقب النجاح الذي تحقق في فعالية «آت هاك» العام الذي قبله، شهد أكبر تجمع للأمن السيبراني في المنطقة، لحظات تحوّل لافتة، رصدها الزوّار والمهتمّون، ولاحظتها التغطيات المستمرة لـ«الشرق الأوسط»، وصولاً إلى النسخة الحالية.

يعدّ «بلاك هات» فعالية عالمية متخصصة في الأمن السيبراني، انطلقت في عام 1997، ويعد إحدى أهم المحافل العالمية لقطاع أمن المعلومات وقِبلة للمهتمين فيه، وبدأ كفعالية سنوية تقام في لاس فيغاس في الولايات المتحدة، قبل أن يجد في الرياض مستقرّاً سنويّاً لـ4 نسخ متتالية.

في النسخة الأولى من الفعالية التي ينظّمها «الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز»، الذي أنشأته السعودية لتحقيق أهدافها في تمكين مواطنيها من اكتساب الخبرات في مجال الأمن السيبراني والبرمجة لتحقيق رؤيتها الهادفة إلى تطوير كوادرها المحلية في مجالات التقنية الحديثة، إلى جانب شركة تحالف.

شهدت الفعالية مشاركة أكثر من 200 متحدث عالمي، وحضور أكثر من 250 شركة أمن سيبراني رائدة، منهم عمالقة التقنية العالميون، مثل Cisco وIBM وSpire وInfoblox، بالإضافة إلى أكثر من 40 شركة ناشئة في المجال نفسه، قبل أن تتصاعد هذه الأرقام وغيرها خلال النسخ اللاحقة.

خالد السليم نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز متحدثاً لـ«الشرق الأوسط» (تصوير: تركي العقيلي)

«الشرق الأوسط» التقت خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، الذي شرح بشكل مفصل، أنه «بدايةً من (آت هاك) في عام 2021 عندما بدأنا، وكان أول مؤتمر سيبراني يُقام في السعودية، وبعد النجاح الذي حققناه، استطعنا أن نستقطب (بلاك هات) نفسه من لاس فيغاس، الذي كان يقام منذ أكثر من 35 عاماً، وهذا هو العام الرابع لـ(بلاك هات) هنا، وكل عام يشهد زيادة في الحضور وعدد الشركات، وزيادة في ساعات المحاضرات».

ارتفاع عدد الشركات العالمية المشاركة بنسبة 27 في المائة

نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال بيّن تطور «بلاك هات» في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات. وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد قرابة 27 في المائة عن العام الماضي».

ابتكارات جديدة في كل نسخة

السليم وضّح أن «بلاك هات» يبتكر في كل نسخة أشياء جديدة، مثل منطقة الفعاليات التي تضمّ تقريباً 10 فعاليات جديدة، بالإضافة إلى أكثر من 12 مسرحاً مع أكثر من 300 خبير في مجال الأمن السيبراني. وحول نوعية الشركات والجهات المشاركة، دلّل عليها بأن أغلب الشركات العالمية مثل «إف بي آي»، ووزارتي الداخلية والخارجية البريطانيتين، وتابع أن كل هذه الإضافات في كل نسخة «تعتبر متجددة، وكل نسخة تزيد الأرقام أكثر من النسخة التي سبقتها».

الجهات الوطنية «تؤدي عملاً تشاركياً»

وحول مساهمة «بلاك هات» في تحقيق المستهدفات الوطنية، ومنها تحقيق السعودية المرتبة الأولى في مؤشر الأمن السيبراني للتنافسية، نوّه السليم بأن الاتحاد (الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز)، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، والشركات السعودية في مجال الأمن السيبراني، تؤدي عملاً تشاركيّاً.

وأردف: «عندما يكون في (بلاك هات) أكثر من 300 ورشة عمل ومنطقة الفعاليات والتدريبات العملية التي تجري فيها والتدريبات المصاحبة لـ(بلاك هات) والشركات والمنتجات السعودية التي تُطرح اليوم، كلها تُساعد في رفع مستوى الأمان في المملكة، وهذا يُساعد في المؤشرات في مجال الأمن السيبراني».

واختتمت فعاليات «بلاك هات 2025»، الخميس، بجلسات استعرضت الهجمات المتطورة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في الاستجابة للحوادث السيبرانية، كما ناقشت أحدث الاتجاهات والتقنيات التي تشكّل مستقبل الأمن السيبراني عالمياً.


بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
TT

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)
شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

في عامٍ استثنائي اتّسم بتسارع التحوّل الرقمي واتّساع أثر الذكاء الاصطناعي وتحوّل المحتوى الرقمي إلى لغة يومية للمجتمعات، تداخلت ملامح المشهد العربي بين ما رصده بحث «غوغل» من اهتماماتٍ متصدّرة، وما كشفه «يوتيوب» عن لحظاته البارزة ومنتجاته الجديدة في الذكرى العشرين لانطلاقه. جاءت الصورة النهائية لعام 2025 لتُظهر كيف أصبح الإبداع الرقمي، بجميع أشكاله، مرآةً لنبض الشارع وعمق الثقافة وتطلعات الأجيال الجديدة.

منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدت هذا العام أكثر ارتباطاً بالتكنولوجيا من أي وقت مضى. فقد تصدّرت أدوات الذكاء الاصطناعي قوائم البحث في «غوغل» في عدة دول عربية.

كانت «جيميناي» إلى جانب «تشات جي بي تي » و «ديب سيك» في طليعة الأدوات الأكثر بحثاً، مدفوعةً بفضول جماعي لفهم إمكانات النماذج التوليدية وتطبيقاتها الإبداعية. ولم يقتصر الأمر على التقنيات العامة، بل امتد إلى أدوات متخصصة مثل «نانو بانانا» لتحرير الصور و«فيو» لإنشاء مقاطع فيديو انطلاقاً من النصوص، ما يعكس تحوّل الذكاء الاصطناعي إلى جزء من الحياة اليومية.

يكشف «يوتيوب» عن ابتكارات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز صناعة المحتوى وتحسين تجربة المشاهدة والتفاعل (شاترستوك)

الأكثر رواجاً في السعودية

وفي قلب هذا المشهد المتغير، برزت المملكة العربية السعودية بصورة لافتة، إذ كان التحول الرقمي العنوان الأبرز لاهتمامات السعوديين خلال عام 2025. فقد لجأ الأفراد إلى بحث «غوغل» لتسيير شؤونهم اليومية ضمن نمط حياة رقمي آخذ في التوسع، مع ارتفاع عمليات البحث المتعلقة بمنصات مثل قبول، وتسجيل الحرس الوطني، والمركز الوطني للقياس. وإلى جانب الإقبال على الخدمات الرقمية، حافظ الترفيه على مكانته في الأمسيات السعودية، حيث استمر مسلسل «شباب البومب 13» في جذب الأنظار، إلى جانب العمل الجديد «فهد البطل» الذي حقق انتشاراً واسعاً.

وفي السياق ذاته، أظهرت المملكة شغفاً متزايداً بتكنولوجيا المستقبل، مع اهتمام واضح بأدوات الذكاء الاصطناعي مثل «Gemini» و«Hailuo AI»، ما يعكس انفتاح المجتمع السعودي على التقنيات الحديثة وتبنّيها مبكراً.

هذا التفاعل مع التكنولوجيا لم يقتصر على السعودية، بل امتد إلى دول عربية أخرى بطرق متعددة. ففي العراق، تصدرت مباريات المنتخب الوطني واجهة البحث إلى جانب بروز أسماء إعلامية ومحتوى رقمي مؤثر. وفي الأردن وسوريا وفلسطين، ظل التعليم والخدمات العامة والدراما المحلية والرياضة في مقدمة الاهتمامات، لتبقى هذه المجتمعات متفاعلة مع مستجدات الحياة رغم اختلاف السياقات والتحديات. أما المغرب والجزائر، فحافظا على حضور كرة القدم في صدارة المشهد، إلى جانب انتشار الأدوات الذكية والأعمال الدرامية ونجاحات الإنتاجات العالمية.

أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «جيميناي» و«شات جي بي تي» تصدّرت عمليات البحث في عدة دول عربية (شاترستوك)

من «غوغل» إلى «يوتيوب»

هذه الديناميكية الرقمية امتدت بقوة إلى «يوتيوب»، الذي اختار عامه العشرين ليقدّم أول «ملخص مشاهدة شخصي» عالمي، يسمح للمستخدمين باستعادة أبرز لحظاتهم عبر المنصة. وقد عكس هذا الإصدار فهماً عميقاً لطبيعة الجمهور العربي، الذي أظهر تفاعلاً كبيراً مع المواسم الثقافية كرمضان وعيد الأضحى، وناقش قضايا الذكاء الاصطناعي، وتابع بشغف نجوم كرة القدم العالميين مثل لامين يامال ورافينيا. كما حققت الأعمال الدرامية والأنمي والألعاب من «لعبة الحبّار» (Squid Game) إلى«Blue Lock» و«Grow a Garden» انتشاراً واسعاً، ما يعكس تنوع أذواق الجمهور واتساع رقعة التأثير الثقافي الرقمي.

وبرز عربياً هذا العام صعود لافت لصنّاع المحتوى، وفي مقدمتهم الفلسطيني أبو راني الذي تصدّر القوائم إقليمياً واحتل المرتبة الثانية عالمياً بعد «Mr. Beast» بمحتوى بسيط وواقعي يوثق تفاصيل الحياة اليومية في غزة.

وعلى مستوى الموسيقى، احتلت أغنية «خطية» لبيسان إسماعيل وفؤاد جنيد المرتبة الأولى، مؤكدة الدور المتصاعد لمنشئي المحتوى في تشكيل الذوق الفني الرقمي.

وإلى جانب رصد الظواهر، كشف «يوتيوب» خلال فعالية «Made on YouTube» عن سلسلة ابتكارات جديدة تستشرف مستقبل صناعة المحتوى. فقد بدأ دمج نموذج «Veo 3 Fast» لتمكين منشئي «شورتس» من تصميم خلفيات ومقاطع عالية الجودة مجاناً، وإضافة الحركة إلى المشاهد بمرونة غير مسبوقة. كما ستتيح ميزة «التعديل باستخدام الذكاء الاصطناعي» تحويل المقاطع الأولية إلى مسودة جاهزة، فيما تضيف ميزة «تحويل الكلام إلى أغنية» بعداً إبداعياً جديداً لمنشئي المحتوى الشباب.

وفي خطوة لتقوية البنية الإبداعية، أعلن «يوتيوب» عن تحسينات واسعة في «استوديو YouTube» تشمل أدوات تعاون بين صناع المحتوى واختبارات «A/B » للعناوين وترقيات تجعل الاستوديو منصة استراتيجية لتطوير المحتوى. كما يجري العمل على توسيع أداة «رصد التشابه» التي تساعد على متابعة الفيديوهات التي ينشئها الذكاء الاصطناعي باستخدام وجوه مشابهة لصناع المحتوى، وهي خطوة مهمة في زمن تتداخل فيه حدود الهوية الرقمية مع الإبداع الاصطناعي.

اهتمامات البحث تنوعت عربياً بين التعليم والرياضة والدراما والأدوات التقنية بحسب سياق كل دولة (أدوبي)

ماذا عن المشاهدات؟

على صعيد المشاهدة، فقد شهد المحتوى المباشر نمواً استثنائياً، إذ إن أكثر من 30 في المائة من مستخدمي «يوتيوب» شاهدوا بثاً مباشراً يومياً في الربع الثاني من عام 2025. لذلك تطلق المنصة أكبر تحديث لأدوات البث الحي لتعزيز تفاعل الجمهور وتوسيع قاعدة المشاهدين وزيادة مصادر الدخل. وفي المجال الموسيقي، تحمل «YouTube Music» ميزات جديدة مثل العد التنازلي للإصدارات وخيارات حفظ المفضلات مسبقاً، فيما تعمل المنصة على أدوات تربط الفنانين بمعجبيهم عبر محتوى حصري وتجارب مخصصة.

كما تتوسع فرص التعاون بين العلامات التجارية وصناع المحتوى، مع ميزات جديدة في «التسوق على يوتيوب» تشمل الروابط المباشرة داخل «شورتس» وإدراج مقاطع العلامات التجارية بسهولة أكبر، مدعومةً بإمكانات الذكاء الاصطناعي لتسهيل الإشارة إلى المنتجات وتوسيع الأسواق المتاحة.

في هذا المشهد المتفاعل بين «غوغل» و«يوتيوب» والجمهور العربي، يتضح أن المنطقة تعيش مرحلة جديدة يتقاطع فيها الذكاء الاصطناعي مع الإبداع الإنساني، ويتحوّل فيها المحتوى الرقمي إلى منصة للتعبير الجماعي وبناء المجتمعات وصياغة الاتجاهات الثقافية. وبين البحث والاستهلاك والإنتاج، يستمر عام 2025 في رسم ملامح عقدٍ مقبل يعد بأن يكون الأكثر ثراءً وتحولاً في تاريخ المحتوى العربي الرقمي.


شريحة دماغية تُمكّن المرضى من تحريك أطراف روبوتية بمجرد التفكير

منصة «إكس»
منصة «إكس»
TT

شريحة دماغية تُمكّن المرضى من تحريك أطراف روبوتية بمجرد التفكير

منصة «إكس»
منصة «إكس»

أعلنت شركة «نيورالينك»، التابعة لإيلون ماسك، أنّ شريحتها المزروعة في الدماغ باتت قادرة على مساعدة المرضى في تحريك أطراف روبوتية باستخدام الإشارات العصبية، في خطوة تُعد من أبرز التطورات في مجال الواجهات العصبية الحاسوبية، وفقاً لموقع «يورونيوز».

ويأتي هذا التقدّم في حين لا يزال الجهاز في مرحلة التجارب السريرية؛ إذ تتركّز الاختبارات على مستويات الأمان ووظائف الشريحة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض وإصابات تحدّ من قدرتهم على الحركة.

وفي مقطع فيديو نشرته الشركة على منصة «إكس»، ظهر المريض الأميركي روكي ستاوتنبرغ، المصاب بالشلل منذ عام 2006، وهو يحرك ذراعاً روبوتية مستخدماً أفكاره فقط، قبل أن يرفع الذراع إلى وجهه ويقبّلها في مشهد لافت.

وقالت «نيورالينك» في بيان عبر المنصة إن «المشاركين في تجاربنا السريرية تمكنوا من توسيع نطاق التحكم الرقمي ليشمل أجهزة فيزيائية مثل الأذرع الروبوتية المساعدة»، مشيرة إلى أن الشركة تخطط لـ«توسيع قائمة الأجهزة التي يمكن التحكم بها عبر الشريحة مستقبلاً».

وتهدف هذه التقنية إلى مساعدة المرضى المصابين بالشلل على استخدام أجهزتهم الشخصية واستعادة جزء من قدرتهم على الحركة، من خلال واجهة تُعرَف بـ«واجهة الدماغ والحاسوب» (BCI)، وهي تقنية قادرة على تفسير الإشارات الصادرة عن الدماغ وتحويلها إلى أوامر رقمية.

وبحسب الشركة، فقد جرى منذ يناير (كانون الثاني) الماضي زرع الشريحة في 12 مريضاً حتى سبتمبر (أيلول) 2024. وكان أول المشاركين يعاني من شلل ناتج عن إصابة في الحبل الشوكي، واستطاع بفضل الشريحة تشغيل ألعاب الفيديو ولعبة الشطرنج بواسطة التفكير.

ويعاني باقي المتطوعين إما من إصابات في الحبل الشوكي أو من التصلب الجانبي الضموري (ALS)، وهو مرض يؤدي تدريجياً إلى فقدان القدرة على التحكم في عضلات الجسم.

وكشف ماسك أن أكثر من 10 آلاف شخص سجّلوا أسماءهم في سجل المرضى لدى «نيورالينك» على أمل المشاركة في التجارب المستقبلية.

وتعد «نيورالينك» واحدة من عدة شركات تعمل في مضمار تطوير واجهات الدماغ الحاسوبي، في حين تشير بيانات التجارب السريرية الأميركية إلى أن تقنيات مماثلة يجري اختبارها لمساعدة المصابين بالشلل الدماغي، والخرف، والجلطات الدماغية، وغيرها من الحالات الصحية المعقدة.