تعرف على أحدث الألعاب وتقنيات الذكاء الاصطناعي في معرض «غايمزكوم 2024»

توسع عالمي للشركات الصينية والكورية... ومجموعة من أحدث الألعاب الممتعة المقبلة

تقدم لعبة «ستوكر 2» بيئة غنية وآليات لعب مليئة بالتشويق
تقدم لعبة «ستوكر 2» بيئة غنية وآليات لعب مليئة بالتشويق
TT

تعرف على أحدث الألعاب وتقنيات الذكاء الاصطناعي في معرض «غايمزكوم 2024»

تقدم لعبة «ستوكر 2» بيئة غنية وآليات لعب مليئة بالتشويق
تقدم لعبة «ستوكر 2» بيئة غنية وآليات لعب مليئة بالتشويق

سرَّع الذكاء الاصطناعي من تطوير التقنيات المختلفة، خصوصاً في مجال الترفيه والألعاب الإلكترونية سواء على صعيد برمجتها أو الدارات الإلكترونية للكومبيوترات الشخصية التي ترفع من جودة الصورة المعروضة دون التأثير على مستويات الأداء. ونذكر في هذا الموضوع ملخصاً لأبرز ما شهده معرض «غايمزكوم 2024» (Gamescom 2024) في مدينة كولن الألمانية بحضور تجاوز 335 ألف زائر، الذي كشف عن أبرز الألعاب المقبلة وتقنيات تطويرها.

شعار معرض «غايمزكوم» السنوي للألعاب الإلكترونية

ألعاب متقدمة مقبلة

بدايةً استعرض المؤتمر أبرز الألعاب المقبلة التي يترقبها اللاعبون، مثل Stalker 2 التي تعد من أفضل الألعاب التي تَستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لفهم حركات اللاعب وأسلوب قتاله لتعديل المواجهات مع الأعداء وفقاً لذلك، لتصبح اللعبة مختلفة وفقاً لمهارات كل لاعب. وتقدم اللعبة نهايات متعددة وفقاً لقرارات اللاعب خلال مجريات اللعب مما يفتح المجال لمعاودة اللعب عدة مرات بعد إكمال مراحلها.

ألعاب مهمة بالذكاء الاصطناعي

ومن الألعاب المهمة Silent Hill 2 Remake التي تستخدم محرك تطوير الألعاب المتقدم Unreal Engine 5 الذي يدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسريع تطوير بيئة اللعب. ويحاكي هذا الإصدار أسلوب لعب اللعبة المخيفة القديمة ولكن مع تطوير مستوى الرسومات بشكل كبير إلى جانب تطوير آليات القتال.

وشاهد اللاعبون عروض لعبة الرعب والاستكشاف Begone Beast، ولعبة التسلق والمحاكاة Cairn، ولعبة الرعب الجديدة من المنظور الأول AILA، ولعبة المحاكاة Revenge of the Savage Planet، ونسخة محسنة للعبة المحاكاة Goat Simulator، ومراحل توسعية جديدة للعبة Persona 3 Reload بعنوان Episode Aigis، ولعبة الخنادق والاستكشاف King of Meat، ولعبة المغامرات الجماعية Lynked: Banner of the Spark.

القتال وتقمص الأدوار وصيد الوحوش

وكشف المعرض كذلك عن لعبة البقاء والقتال ARC Raiders، ولعبة القتال وتقمص الأدوار Path of Exile 2، ولعبة صيد الوحوش الخرافية Monster Hunter Wilds التي أبهرت الجميع وحصلت على عديد من جوائز المعرض، ولعبة الألغاز والمغامرات Monument Valley، ولعبة القتال Fatal Fury: City Of The Wolves، والجزء السابع من سلسلة بناء الحضارات التاريخية Civilization، ولعبة الاستراتيجيات والتكتيكات العسكرية الخرافية Age of Mythology Retold، ولعبة المغامرات القتالية Towerborne، ولعبة العالم المفتوح وتقمص الأدوار Kingdom Come: Deliverance II.

كما تم استعراض مشاهد جديدة ومثيرة للعبة Batman: Arkham Shadow، ولعبة القتال التاريخية Phantom Blade Zero، ولعبة المحاكاة Herdling، ولعبة المغامرات المخيفة Little Nightmares 3، ولعبة القتال والمغامرات Unknown 9: Awakening، ومراحل توسعية جديدة للعبة تقمص الأدوار Diablo IV بعنوان Vessel of Hatred .

تجربة سباقات السيارات السريعة في لعبة «تيست درايف أنليميتد سولار كراون»

وكذلك استُعرضت لعبة سباق السيارات Test Drive Unlimited Solar Crown التي ترفع من مستوى الرسومات وتقدم تطويرات على قوانين الفيزياء في العالم المفتوح المليء بالتفاصيل الذي يمكن التجول عبره بكل سهولة. كما تم استعراض لعبة Exoborne الحربية، ولعبة الاستراتيجيات العسكرية الخيالية Command & Conquer: Legions (على الهواتف الجوالة)، ولعبة Age of Empires Mobile لبناء الحضارات (على الهواتف الجوالة أيضاً).

مفاجأة المعرض

وقدم المعرض مفاجأة تمثلت بالكشف عن الجزء المقبل في سلسلة ألعاب العالم المفتوح Mafia بعنوان Mafia: The Old Country، إلى جانب الكشف عن تاريخ إطلاق لعبة Indiana Jones and the Great Circle (في 9 ديسمبر «كانون الأول» المقبل) وتقديم عرض للعبة القتال Call of Duty: Black Ops 6.

وبينما كان هذا المعرض في السابق حكراً على شركات تطوير الألعاب الأميركية واليابانية، شهد هذا العام بروز كثير من الشركات الأخرى من المملكة العربية السعودية (منها Savvy Game Group وNEOM Level Up Studios) والصين وكوريا وجنوب آسيا (مثل شركتي Mihoyo Kingsoft وKrafton اللتين قدمتا أبرز العروض)، مع عدم مشاركة «سوني» و«نينتندو» اليابانيتين، وحضور «مايكروسوفت» ولكن بتركيزها على نشر الألعاب أكثر من كونها مطوراً للألعاب. واستعرضت Funcom المملوكة لـTencent الصينية لعبة Dune: Awakening المبهرة، مع استعراض NetEase لعبة الأبطال الخارقين Marvel Rivals، إلى جانب استعراض لعبتي The First Berserker Khazan وMecha BREAK الكوريتين.

وركزت الشركات الصينية على التوسع عالمياً بنشر ألعابها بسبب الشروط الحكومية التنظيمية المتغيرة في الصين المتعلقة بمدة لعب الأطفال، والتي قد تحدّ من بيع الألعاب بشكل مربح للشركات.

ومن الألعاب الصينية المبهرة Black Myth Wukong (ستنشر «الشرق الأوسط» مراجعة مفصلة لها قريباً في ملحق «تقنية المعلومات») والتي تعد من أفضل ألعاب هذا العام على صعيد متعة اللعب والعالم الكبير المليء بالتفاصيل والرسومات المبهرة والقصة الملحمية. وانتظر بعض زوار المعرض أكثر من 5 ساعات لتجربة هذه اللعبة بسبب الازدحام الكبير أمام الأجهزة الموجودة في قسم الشركة في المعرض.

الذكاء الاصطناعي يطوّر تجارب اللعب

من جهتها كشفت «إنفيديا» عن تقنية ثورية جديدة مقبلة اسمها ACE تسهّل إيجاد شخصيات مختلفة أكثر واقعية تتفاعل مع اللاعبين بشكل سلس للغاية وتستطيع سماع حديث المستخدم عبر الميكروفون عبر 32 لغة مختلفة والإجابة عن أسئلته بشكل حقيقي عوضاً عن تقديم بضع إجابات مسبقة الإعداد، إلى جانب تحريك الشخصيات وتعابير وجهها بسهولة وزيادة مستوى فهمها لمجريات اللعبة والبيئة، مما يزيد من مستويات الانغماس في عالم الألعاب. ويمكن التحدث مع هذه الشخصيات بعدة لغات، وهي تستطيع قراءة تعابير وجه المستخدم عبر الكاميرا المتصلة بجهازه. وتقدم هذه التقنية القدرة على معالجة البيانات إما عبر السحابة وإما محلياً عبر بطاقات سلسلة RTX المتقدمة. كما يمكن استخدام هذه التقنية لإيجاد شخصية افتراضية لخدمة العملاء للشركات بشكل أكثر واقعية وسلاسة وفي المؤتمرات الافتراضية عن طريق إيجاد شخصية رقمية للمستخدم.

جلسة تقنية افتراضية

وحضرت «الشرق الأوسط» جلسة افتراضية خاصة بهذه التقنية، حيث تم السؤال عن الفرق بين مزايا التقنية عبر السحابة والمعالجة على بطاقة الرسومات الموجودة في جهاز اللاعب، حيث أكد المطورون أن المستويات ستكون متقاربة وأن معالجة البيانات محلياً أفضل لمن ليس لديه اتصال سريع بالإنترنت ولكن ستكون قدرات فهم المحادثات وتعابير الوجه أقل مقارنةً بالحوسبة السحابية. ويمكن سؤال شخصيات اللعب عن المراحل المقبلة وأفضل العتاد الذي يجب استخدامه للفوز، وطلب تعديل ألوان الدروع وملابس شخصية اللاعب صوتياً عوضاً عن الذهاب إلى القوائم وتعديلها يدوياً مما يسهل أداء الأمور التقليدية، مثل طلب تغيير ألوان الدرع إلى الأحمر والذهبي والخوذة إلى الأسود. كما تدعم هذه التقنية إيجاد الإجابات المختلفة آلياً من خلال استخدام نماذج اللغات الصغيرة SLM والكبيرة LLM. ومن الألعاب المقبلة التي تستخدم هذه التقنية الجديدة Perfect World وMecha BREAK وThe Finals، وغيرها.

كما استعرضت أكثر من 100 شركة أدوات برمجة جديدة متخصصة بالذكاء الاصطناعي مثل Scenario لإيجاد عناصر البيئة، وX&Immersion لإيجاد المحادثات والصوتيات، والكثير غيرها.

جوائز ألعاب المعرض

وحصل عديد من الألعاب التي جرى استعراضها على جوائز عديدة، مثل جوائز «أفضل عرض تشويقي» و«اللعبة الأكثر ترفيهاً» و«الأكثر ملحمية» و«أفضل لعبة على بلايستيشن» للعبة Monster Hunter Wilds، وأفضل «موقع عرض» لـMicrosoft & Xbox & Bethesda & Blizzard، وجوائز «أفضل رسومات»، و«أفضل صوتيات» و«أفضل لعبة إكس بوكس» للعبة Little Nightmares 3، وجائزة «أفضل آليات لعب» للعبة Frostpunk 2.

فيديو للموقع: https://www.youtube.com/watch?v=qp4gR1QEvVA

كما حصلت لعبة Tavern Talk على جائزة «الأكثر تكاملاً»، فيما حصلت لعبة Creatures of Ava على جائزة «أكثر الألعاب تأثيراً». وحصلت لعبة Kingdom Come: Deliverance 2 على جائزة «أفضل لعبة للكومبيوتر الشخصي»، مع حصول لعبة Genshin Impact على جائزة «أفضل لعبة على الهاتف الجوال».


مقالات ذات صلة

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

رياضة سعودية فريق توِستِد مايندز يتوّج بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: «توِستِد مايندز» يتوج باللقب

توِّج فريق توِستِد مايندز بلقب بطولة الأندية «كروس قيم» في ختام البطولة الكبرى من الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا سباقات عجيبة وممتعة فردياً أو مع الأهل والأصدقاء عبر الإنترنت

«كيربي إير رايدرز»: فوضى السباقات الممتعة وبساطة في التحكم

متعة الجمع والاستكشاف لإزالة خطر كوني

خلدون غسان سعيد (جدة)
رياضة سعودية فريق تيم فالكنز قدم أداءً مثالياً (الاتحاد السعودي للرياضات الإلكترونية)

الدوري السعودي للرياضات الإلكترونية: توِستِد مايندز يهيمن على الأسبوع الثالث

تواصل البطولة الكبرى للدوري السعودي للرياضات الإلكترونية، تقديم منافسات نخبوية وأحداث مشوّقة في قلب سِف أرينا بالرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية المؤسسة ستمنح الدعم لـ40 نادياً رائداً عالمياً في الرياضات الإلكترونية (الشرق الأوسط)

«كأس العالم للرياضات الإلكترونية» تفتح باب التقديم لـ«شركاء الأندية»

أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الأحد، عن فتح باب التقديم لبرنامج شركاء الأندية لعام 2026.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
TT

ماسك ينفي تقارير عن تقييم «سبيس إكس» بمبلغ 800 مليار دولار

ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)
ملياردير التكنولوجيا ومالك منصة «إكس» إيلون ماسك (د.ب.أ)

نفى الملياردير ورائد الأعمال الأميركي إيلون ماسك، السبت، صحة تقارير إعلامية أفادت بأن شركة «سبيس إكس» للفضاء ستبدأ بيع أسهم ثانوية من شأنها أن تقدر قيمة الشركة بنحو 800 مليار دولار، واصفاً إياها بأنها غير دقيقة.

وأضاف ماسك على منصة «إكس»: «لقد كانت تدفقات (سبيس إكس) النقدية إيجابية لسنوات عديدة وتقوم بعمليات إعادة شراء أسهم دورية مرتين في السنة لتوفير السيولة للموظفين والمستثمرين».


بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
TT

بـ40 ألف زائر و25 صفقة استثمارية... «بلاك هات» يُسدل ستار نسخته الرابعة

شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)
شهد المعرض مشاركة أكثر من 500 جهة (بلاك هات)

اختُتمت في ملهم شمال الرياض، الخميس، فعاليات «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا 2025»، الذي نظمه الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز، وشركة «تحالف»، عقب 3 أيام شهدت حضوراً واسعاً، عزّز مكانة السعودية مركزاً عالمياً لصناعة الأمن السيبراني.

وسجّلت نسخة هذا العام مشاركة مكثفة جعلت «بلاك هات 2025» من أبرز الفعاليات السيبرانية عالمياً؛ حيث استقطب نحو 40 ألف زائر من 160 دولة، داخل مساحة بلغت 60 ألف متر مربع، بمشاركة أكثر من 500 جهة عارضة، إلى جانب 300 متحدث دولي، وأكثر من 200 ساعة محتوى تقني، ونحو 270 ورشة عمل، فضلاً عن مشاركة 500 متسابق في منافسات «التقط العلم».

كما سجّل المؤتمر حضوراً لافتاً للمستثمرين هذا العام؛ حيث بلغت قيمة الأصول المُدارة للمستثمرين المشاركين نحو 13.9 مليار ريال، الأمر الذي يعكس جاذبية المملكة بوصفها بيئة محفّزة للاستثمار في تقنيات الأمن السيبراني، ويؤكد تنامي الثقة الدولية بالسوق الرقمية السعودية.

وأظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية؛ حيث بلغ إجمالي المشاركين 4100 متسابق، و1300 شركة عالمية، و1300 متخصص في الأمن السيبراني، في مؤشر يعكس اتساع التعاون الدولي في هذا القطاع داخل المملكة.

إلى جانب ذلك، تم الإعلان عن أكثر من 25 صفقة استثمارية، بمشاركة 200 مستثمر و500 استوديو ومطور، بما يُسهم في دعم بيئة الاقتصاد الرقمي، وتعزيز منظومة الشركات التقنية الناشئة.

وقال خالد السليم، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع الأعمال في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز لـ«الشرق الأوسط»: «إن (بلاك هات) يُحقق تطوّراً في كل نسخة عن النسخ السابقة، من ناحية عدد الحضور وعدد الشركات».

أظهرت النسخ السابقة للمؤتمر في الرياض تنامي المشاركة الدولية (بلاك هات)

وأضاف السليم: «اليوم لدينا أكثر من 350 شركة محلية وعالمية من 162 دولة حول العالم، وعدد الشركات العالمية هذا العام زاد بنحو 27 في المائة على العام الماضي».

وسجّل «بلاك هات الشرق الأوسط وأفريقيا» بنهاية نسخته الرابعة، دوره بوصفه منصة دولية تجمع الخبراء والمهتمين بالأمن السيبراني، وتتيح تبادل المعرفة وتطوير الأدوات الحديثة، في إطار ينسجم مع مسار السعودية نحو تعزيز كفاءة القطاع التقني، وتحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
TT

دراسة: نصف الموظفين في السعودية تلقّوا تدريباً سيبرانياً

نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)
نصف الموظفين في السعودية فقط تلقّوا تدريباً سيبرانياً ما يخلق فجوة خطرة في الوعي الأمني داخل المؤسسات (غيتي)

أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «كاسبرسكي» في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، ونُشرت نتائجها خلال معرض «بلاك هات 2025» في الرياض، واقعاً جديداً في بيئات العمل السعودية.

فقد كشف الاستطلاع، الذي حمل عنوان «الأمن السيبراني في أماكن العمل: سلوكيات الموظفين ومعارفهم»، أن نصف الموظفين فقط في المملكة تلقّوا أي نوع من التدريب المتعلق بالتهديدات الرقمية، على الرغم من أن الأخطاء البشرية ما زالت تمثل المدخل الأبرز لمعظم الحوادث السيبرانية.

وتشير هذه النتائج بوضوح إلى اتساع فجوة الوعي الأمني، وحاجة المؤسسات إلى بناء منظومة تدريبية أكثر صرامة وشمولاً لمختلف مستويات الموظفين.

تكتيكات تتجاوز الدفاعات التقنية

تُظهر البيانات أن المهاجمين باتوا يعتمدون بشكل متزايد على الأساليب المستهدفة التي تستغل الجانب النفسي للأفراد، وعلى رأسها «الهندسة الاجتماعية».

فعمليات التصيّد الاحتيالي ورسائل الانتحال المصممة بعناية قادرة على خداع الموظفين ودفعهم للإفصاح عن معلومات حساسة أو تنفيذ إجراءات مالية مشبوهة.

وقد أفاد 45.5 في المائة من المشاركين بأنهم تلقوا رسائل احتيالية من جهات تنتحل صفة مؤسساتهم أو شركائهم خلال العام الماضي، فيما تعرّض 16 في المائة منهم لتبعات مباشرة جراء هذه الرسائل.

وتشمل صور المخاطر الأخرى المرتبطة بالعنصر البشري كلمات المرور المخترقة، وتسريب البيانات الحساسة، وعدم تحديث الأنظمة والتطبيقات، واستخدام أجهزة غير مؤمنة أو غير مُشفّرة.

الأخطاء البشرية مثل كلمات المرور الضعيفة وتسريب البيانات وعدم تحديث الأنظمة تشكل أبرز أسباب الاختراقات (شاترستوك)

التدريب... خط الدفاع الأول

ورغم خطورة هذه السلوكيات، يؤكد الاستطلاع أن الحد منها ممكن بدرجة كبيرة عبر برامج تدريب موجهة ومستمرة.

فقد اعترف 14 في المائة من المشاركين بأنهم ارتكبوا أخطاء تقنية نتيجة نقص الوعي الأمني، بينما أشار 62 في المائة من الموظفين غير المتخصصين إلى أن التدريب يعدّ الوسيلة الأكثر فاعلية لتعزيز وعيهم، مقارنة بوسائل أخرى مثل القصص الإرشادية أو التذكير بالمسؤولية القانونية.

ويبرز هذا التوجه أهمية بناء برامج تدريبية متكاملة تشكل جزءاً أساسياً من الدفاع المؤسسي ضد الهجمات.

وعند سؤال الموظفين عن المجالات التدريبية الأكثر أهمية لهم، جاءت حماية البيانات السرية في صدارة الاهتمامات بنسبة 43.5 في المائة، تلتها إدارة الحسابات وكلمات المرور (38 في المائة)، وأمن المواقع الإلكترونية (36.5 في المائة).

كما برزت موضوعات أخرى مثل أمن استخدام الشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، وأمن الأجهزة المحمولة، والبريد الإلكتروني، والعمل عن بُعد، وحتى أمن استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

واللافت أن ربع المشاركين تقريباً أبدوا رغبتهم في تلقي جميع أنواع التدريب المتاحة، ما يعكس حاجة ملحة إلى تعليم شامل في الأمن السيبراني.

«كاسبرسكي»: المؤسسات بحاجة لنهج متكامل يجمع بين حلول الحماية التقنية وبناء ثقافة أمنية تُحوّل الموظفين إلى خط دفاع فعّال (شاترستوك)

تدريب عملي ومتجدد

توضح النتائج أن الموظفين مستعدون لاكتساب المهارات الأمنية، لكن يُشترط أن تكون البرامج التدريبية ذات طابع عملي وتفاعلي، وأن تُصمَّم بما يتناسب مع أدوار الموظفين ومستوى خبراتهم الرقمية. كما ينبغي تحديث المحتوى بانتظام ليتوافق مع تطور التهديدات.

ويؤدي تبني هذا النهج إلى ترسيخ ممارسات يومية مسؤولة لدى الموظفين، وتحويلهم من نقطة ضعف محتملة إلى عنصر دفاعي فاعل داخل المؤسسة، قادر على اتخاذ قرارات أمنية واعية وصد محاولات الاحتيال قبل تصعيدها.

وفي هذا السياق، يؤكد محمد هاشم، المدير العام لـ«كاسبرسكي» في السعودية والبحرين، أن الأمن السيبراني «مسؤولية مشتركة تتجاوز حدود أقسام تقنية المعلومات».

ويشير إلى أن بناء مؤسسة قوية يتطلب تمكين جميع الموظفين من الإدارة العليا إلى المتدربين من فهم المخاطر الرقمية والتصرف بوعي عند مواجهتها، وتحويلهم إلى شركاء حقيقيين في حماية البيانات.

تقوية دفاعات المؤسسات

ولتقوية دفاعاتها، تنصح «كاسبرسكي» أن تعتمد المؤسسات نهجاً متكاملاً يجمع بين التكنولوجيا والمهارات البشرية واستخدام حلول مراقبة وحماية متقدمة مثل سلسلة «Kaspersky Next» وتوفير برامج تدريبية مستمرة مثل منصة «كاسبرسكي» للتوعية الأمنية الآلية، إضافة إلى وضع سياسات واضحة تغطي كلمات المرور وتثبيت البرمجيات وتجزئة الشبكات.

وفي الوقت نفسه، يساعد تعزيز ثقافة الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة ومكافأة السلوكيات الأمنية الجيدة في خلق بيئة عمل أكثر يقظة واستعداداً.

يذكر أن هذا الاستطلاع أُجري في عام 2025 بواسطة وكالة «Toluna»، وشمل 2,800 موظف وصاحب عمل في سبع دول، بينها السعودية والإمارات ومصر، ما يقدم صورة إقليمية شاملة حول مستوى الوعي والتحديات المرتبطة بالأمن السيبراني في أماكن العمل.