«جي-أسيست»: ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب الإلكترونية

مساعد ذكي لكل لاعب يفهم سياق اللعب ويقدم النصائح

يقدم مساعد «جي-أسيست» الذكي نصائح حول كيفية التفاعل مع شخصيات عالم اللعبة حسب البيئة من حول اللاعب
يقدم مساعد «جي-أسيست» الذكي نصائح حول كيفية التفاعل مع شخصيات عالم اللعبة حسب البيئة من حول اللاعب
TT

«جي-أسيست»: ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم الألعاب الإلكترونية

يقدم مساعد «جي-أسيست» الذكي نصائح حول كيفية التفاعل مع شخصيات عالم اللعبة حسب البيئة من حول اللاعب
يقدم مساعد «جي-أسيست» الذكي نصائح حول كيفية التفاعل مع شخصيات عالم اللعبة حسب البيئة من حول اللاعب

تطورت الألعاب الإلكترونية بشكل كبير، إذ أصبحت تقدم عوالم ضخمة مليئة بالشخصيات المختلفة، والبيئة الغنية، والعتاد المختلف الذي يمكن استخدامه بطرق متعددة. وجاء هذا التقدم نتيجة للتطوير الكبير في قدرات الحوسبة والرسومات، ولكنه أصبح يقدم عشرات الخيارات لمستويات الرسومات وسرعة عرضها، والمسافة البعيدة التي يتم عرضها في عالم اللعبة، وتتبع الأشعة الضوئية من مصدرها، وعرض الظلال بدقة، وغيرها من المسائل المرتبطة، وهي عوامل قد تشكّل تحدياً لمَن ليست لديه دراية تقنية حول هذه الخيارات.

يستطيع المساعد تقديم نصائح تقنية للحصول على أفضل مستويات الأداء الممكنة

الذكاء الاصطناعي لعالم الألعاب

ويأتي الحل باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تستطيع فهم ما يدور في عالم اللعبة، وتحليل مواصفات جهاز اللاعب وشاشته، وتقدم النصائح لتطوير تجربة اللعب وجعلها أكثر سلاسة.

هذه التقنية الجديدة اسمها «إنفيديا جي-أسيست (Nvidia G-Assist)»، وتهدف إلى تغيير الطريقة التي نلعب بها الألعاب بشكل جذري، وهي عبارة عن نافذة تظهر لدى الضغط على زر محدد أو قول جملة خاصة، ليقوم اللاعب بسؤالها حول أمر ما نصياً أو صوتياً، ومن ثم تعرض أمامه الإجابة مباشرة من داخل اللعبة، ودون الحاجة لتشغيل متصفح إنترنت والبحث عن المعلومة المطلوبة عبر ملايين الصفحات الموجودة في الإنترنت.

وتشكّل هذه التقنية قفزة تقنية نوعية ومميزة للاعبين لتطوير تجربة اللعبة، وزيادة مستويات الانغماس في عالم اللعبة، وكذلك رفع مستوى رسومات الصورة بكل سلاسة. كما يمكن استخدام هذه التقنية في برامج تحرير الصور وعروض الفيديو أو لتحليل تسجيلات اللعب لتقديم استراتيجيات من شأنها زيادة مستوى تنافسية اللاعب في المباريات الجماعية، وغيرها من التطويرات المفيدة.

وتعتمد هذه التقنية على شبكات عصبونية عميقة لتدريب النموذج على فهم سياق اللعبة، حيث تتم تغذية النموذج بالبيانات التي تشمل صور شاشة اللعبة وأوامر اللاعب وبيانات الأداء. وباستخدام تقنيات التعلم المعزز، يتعلم النموذج اتخاذ القرارات المثلى لتحقيق أهداف محددة. ويستخدم النموذج تقنيات معالجة اللغة الطبيعية لفهم الأوامر الصوتية والنصية التي يدخلها اللاعب.

وتتم هذه العملية بمجرد تقديم أمر نصي وصورة لما يدور في البيئة من حول اللاعب، لتقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه العوامل وتقديم إجابة مفيدة بسرعة كبيرة. وتتصل تقنيات الذكاء الاصطناعي بنماذج اللغات الكبيرة Large Language Model LLM وقاعدة بيانات متخصصة بالألعاب الإلكترونية. وتعمل هذه التقنية عبر السحابة أو من خلال بطاقات الرسومات المتقدمة بتقنية «RTX» على الكومبيوترات المكتبية أو المحمولة.

ومن المتوقع أن تغير هذه التقنية دور مطوري الألعاب الإلكترونية، حيث يمكن أن يؤدي انتشارها إلى تغيير دورهم في صناعة الألعاب، والتركيز أكثر على الجانب الإبداعي وسرد قصص أكثر انغماساً. كما ستغير هذه التقنية من طريقة تفاعل اللاعبين مع الألعاب الإلكترونية، وقد تؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من الألعاب لم تكن موجودة في السابق.

تحليل عالم الألعاب الإلكترونية

ومن الأمثلة على مساهمة هذه التقنية في تطوير تجربة اللعب، يمكن سؤالها عن كيفية هزم عدو صعب لتقدم آلية قتاله بشكل فعال، أو سؤالها عن أحد المخلوقات في كوكب غريب لتقول للاعب إنه يستطيع ترويض ذلك المخلوق والاستفادة منه في الهجوم على الأعداء أو الابتعاد عنه لأنه يشكل خطراً كبيراً في حال استفزازه.

مثال آخر هو سؤال اللعبة عن أفضل سلاح يمكن استخدامه في مرحلة ما أو في المراحل الأولى للعبة، لتنصحه بما يمكن استخدامه لتحقيق أفضل النتائج.

كما تستطيع هذه التقنية فهم العتاد الموجود بحوزة اللاعب وإخباره بأنه يستطيع دمج بعض العناصر مع بعضها بعضاً أو تحديد أماكن عناصر محددة لجمعها والحصول على سلاح أو درع أفضل. ونذكر كذلك قدرتها على إخبار اللاعب بأماكن العناصر المخفية في الكهوف أو الغرف السرية التي يمكن الاستفادة منها بشكل كبير ليتقدم اللاعب في المراحل الصعبة المقبلة بشكل أفضل.

يمكن اختيار عدد الرسومات في الثانية المستهدفة وطلب تعديل خصائص الصورة من المساعد بشكل آلي

ومن الفوائد الأخرى لهذه التقنية قدرتها على تقديم النصيحة للاعبين حول كيفية تطوير مهارات الشخصية في موقف معين في الألعاب التي تتطلب ذلك، أو اقتراح أفضل طريقة للبدء ببناء المدينة المثالية وتحديد المباني المناسبة والمواقع الأمثل، وجمع الموارد في الألعاب الاستراتيجية.

فهم عتاد الكومبيوتر وتطوير الكفاءة

وعلى صعيد آخر، تستطيع تقنية «جي-أسيست» تحليل قدرات جهاز المستخدم والإعدادات التي يستخدمها، وتقديم النصيحة حول ما الذي يمكن تعديله في الخصائص التقنية لتحقيق مستويات أداء أعلى، مثل قدرتها على تعديل دقة الشاشة، أو رفع عدد الألوان التي يمكن استخدامها، أو سرعة عرض الصورة بالتزامن مع قدرات الشاشة في سرعة العرض، أو حتى شرح معاني بعض الخيارات التقنية الموجودة في قوائم خيارات الرسومات في اللعبة. هذا، ويستطيع المساعد الذكي تطبيق الخيارات المقترحة بأمر صوتي أو نصي واحد بكل سهولة وسلاسة ودون الحاجة إلى الدخول في القوائم العديدة، التي قد تكون صعبة الفهم على اللاعبين غير التقنيين.

كما يمكن لهذه التقنية زيادة تردد معالج الرسومات «GPU Frequency» لرفع مستويات الأداء دون المخاطرة بزيادة حرارة بطاقة الرسومات بشكل قد يؤثر سلباً في مستويات الأداء أو قد يضر بمعالج الرسومات، أو يمكنها خفض الفولتية الخاصة ببطاقة الرسومات في الكومبيوترات المحمولة دون التضحية بسرعة عرض الصورة، وذلك بهدف زيادة مدة اللعب باستخدام بطارية الكومبيوتر المحمول.

ومن شأن هذا المساعد الذكي المتخصص بالألعاب الإلكترونية تحسين تجربة اللعب، والسماح للاعبين بالتركيز على الاستمتاع باللعبة عوضاً عن التفكير بالتفاصيل التقنية، وأيضاً مساعدة اللاعبين على تعلم مهارات جديدة، وتحسين أدائهم، واكتشاف أجزاء جديدة في عالم اللعبة. وتُعدّ تقنية «جي-أسيست» خطوة مهمة نحو مستقبل يتفاعل فيه اللاعبون مع الألعاب بطرق أكثر ذكاء وطبيعية يمكن فيه تحويل تجربة اللعب من مجرد تسلية إلى مغامرة تفاعلية ومخصصة لكل لاعب على حدة.

يستطيع المساعد فهم إعدادات الرسومات وتحليلها واقتراح إعدادات أفضل


مقالات ذات صلة

كيف تكتشف التقييمات المزيفة للمنتجات على الإنترنت؟

يوميات الشرق ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت (رويترز)

كيف تكتشف التقييمات المزيفة للمنتجات على الإنترنت؟

تقول جماعات مراقبة وباحثون إن ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية سمح بإنتاج تقييمات مزيفة للمنتجات والصفحات الموجودة على الإنترنت ومنصات التواصل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
علوم تصميمات لأشكال انتشار البروتين المولدة بالذكاء الاصطناعي

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المهلوس على تحقيق اختراقات علمية كبيرة؟

الانفجارات الإبداعية متجذرة في الحقائق الصارمة للطبيعة والعلم وليس في ضبابية الإنترنت المعروفة بتحيزاتها وأكاذيبها.

ويليام جيه برود (نيويورك)
تكنولوجيا بدائل متنوعة لـ«تشات جي بي تي»

بدائل متنوعة لـ«تشات جي بي تي»

روبوتات دردشة أخرى لها مواطن قوة ونقاط ضعف قد تلبي احتياجاتك بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أداة «ميتا» هي برنامج للدردشة الآلية يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (رويترز)

«الذكاء الاصطناعي» في مرمى انتقادات بعد «أخطاء دينية»

ارتكبت أداة الذكاء الاصطناعي «ميتا آي» (Meta AI) خطأً فادحاً بعد اختبارات في نصوص دينية.

محمد السيد علي (القاهرة)
الاقتصاد شعار «أبل» على متجرها  في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)

«أبل» على أعتاب إنجاز تاريخي... قيمة سوقية بـ4 تريليونات دولار

تقترب شركة «أبل» من تحقيق تقييم تاريخي غير مسبوق بقيمة 4 تريليونات دولار في سوق الأسهم، مدعومةً بالتفاعل الإيجابي من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)

أفضل المختارات من هدايا الأجهزة التكنولوجية

ساعة «أبل» «أبل سيريس 10» الخفيفة
ساعة «أبل» «أبل سيريس 10» الخفيفة
TT

أفضل المختارات من هدايا الأجهزة التكنولوجية

ساعة «أبل» «أبل سيريس 10» الخفيفة
ساعة «أبل» «أبل سيريس 10» الخفيفة

إن وظيفتنا في موقع «سي نت» الإلكتروني هي التدقيق في كل تلك الأجهزة الإلكترونية الجديدة... وهو أمر مرح ولطيف، لكنه يضعنا في الوقت ذاته في موضع مسؤولية حقيقية، تتمثل في اكتشاف أي منها هو الأفضل فعلياً.

اختيارات المحررين التقنيين

بعد تجربة مئات الأجهزة وآلاف الساعات من الاختبار بعد ذلك، نفخر بتقديم جوائز «إديتورز تشويس» (اختيار المحررين) للأجهزة التكنولوجية الممكن إهداؤها.

يُمثل كل من الهاتف المحمول، والكمبيوتر، وألعاب الكمبيوتر، وأجهزة الترفيه المنزلية على قائمتنا «زبدة» حصاد أجهزة عام 2024؛ لهذا السبب فإنها تصلح لأن تكون هدايا رائعة.

هناك احتمال أن يكون شخص على قائمة معارفك لديه رغبة في هاتف جوال جديد، أو جهاز كمبيوتر محمول من طراز «كروم بوك»، أو جهاز يعمل بتقنية البث المباشر، أو ساعة ذكية، أو جهاز عرض، أو سماعة أذن.

ستجد فيما يلي 3 من أكثر الأجهزة التي أحبها محررونا.

هاتف «آي فون 16»

«أبل آي فون 16»

- لماذا نحبه؟ تتجلّى الكاميرا المجمعة الخاصة بـ«أبل»، والتحديثات التي تمت على مستوى الأداء، بشكل مبهر في «آي فون 16» (Apple iPhone 16)، ما يجعله هاتفاً صالحاً لجميع الأغراض بامتياز.

- لمن يصلح بشكل كبير؟ لأصحاب هواتف الـ«آي فون» الذين يريدون التحديث، واستبدال هاتف عمره جيلين، ويريدون كاميرا أفضل.

- ما الذي نعرفه أيضاً؟ لم تظهر أبرز إضافة جديدة في هاتف «آي فون 16»، وهي خاصية «أبل إنتليجينس» (الذكاء الاصطناعي لأبل)، بعد.

مع ذلك إذا كنت بصدد تغيير هاتفك من «آي فون 13»، أو من طراز سابق له، فسوف تلاحظ قفزة كبيرة في جودة الكاميرا، إضافة إلى حصولك على خواص ومزايا أخرى مفيدة نافعة أضافتها شركة «أبل» خلال السنوات القليلة الماضية، مثل «ديناميك آيلاند» (Dynamic Island) (الجزيرة التفاعلية)، وزر «أكشن» (Action) (زر الفعل).

ربما لا يتضمن هاتف «آي فون 16» أي خاصية مميزة بارزة، لكن الطريقة التي تجتمع بها كل تلك التحسينات التدريجية معاً تجعله اختياراً قوياً بالنسبة إلى محبي الـ«آي فون» الذين يريدون جهازاً أسرع، مزوداً بكاميرا أفضل، دون تبذير وإهدار المال بلا جدوى على «آي فون برو».

ساعة «أبل سيريس 10»

- لماذا نحبها؟ إنها أخف ساعة «أبل» وزناً حتى الآن، وبها عقرب ثوانٍ يدق على بعض أوجه الساعة، ما يجعلها تبدو مثل ساعة اليد التقليدية.

- لمن تصلح بشكل كبير؟ تناسب ساعة «أبل سيريس 10» (Apple Watch Series 10) بدرجة كبيرة أصحاب هواتف الـ«آي فون» الذين يريدون مجموعة شاملة من خصائص تتبع الصحة واللياقة البدنية، مثل إخطارات انقطاع التنفس أثناء النوم. وكذلك فإن أي شخص يريد تحديث ساعته من «سيريس 6»، أو أي طراز سابق، سوف يقدّر الشاشة الأكبر ذات الإضاءة الأقوى والشعور بالخفة على معصم اليد.

- ما الذي نعرفه أيضاً؟ تحتوي ساعة «أبل سيريس 10» على معادلة نجاح، وتم إدخال تحديثات عليها بمناسبة عيد الميلاد العاشر لساعة «أبل ووتش». تصبح الشاشة الـ«أو ليد»، ذات الزاوية العريضة، بإضاءة أقوى عند النظر إليها خارج المحور، وتضيف تكنولوجيا الـ«إل تي بي أو 3» عقرب ثوانٍ يدق إلى شاشة العرض الدائم الثابت.

تصل مدة عمل البطارية إلى 18 ساعة، رغم أنه بمقدورك جعلها تصل إلى يوم ونصف اليوم إذا كان استخدامك أقل، ويمكن شحن البطارية أسرع من ساعات «أبل» السابقة. بشكل عام، إنها ساعة ذكية جذابة بشكل مذهل، وأفضل اختيار لأكثر من يمتلكون هاتف «آي فون».

سماعة أذن «سامسونغ غالاكسي بادز 3 برو»

سماعة أذن «سامسونغ غالاكسي بادز 3 برو»

-لماذا نحبها؟ انتقد بعض المستخدمين شركة «سامسونغ»، لتغييرها تصميم سماعات الأذن، وإضافة قضيب لها، وجعلها تبدو مثل «إير بادز برو 2». مع ذلك تظل سماعة أذن ممتازة ومبهرة توفر الراحة عند الاستخدام، وتقدم تجربة صوتية رائعة، إلى جانب خاصية إلغاء للضوضاء المحيطة، وتحكم داخلي في الصوت، وأداء مدهش ممتاز في المكالمات الهاتفية.

- لمن تصلح بشكل كبير؟ تناسب مستخدمي جهاز «سامسونغ غالاكسي» ومستخدمي نظام التشغيل «آندرويد».

- ما الذي نعرفه أيضاً؟ تتضمن سماعة أذن «غالاكسي بادز 3 برو » (Samsung Galaxy Buds 3 Pro) مشغلين مزدوجين؛ مشغل تفاعلي 10 ملليمترات، مقترن بمكبر صوت مسطح «بلانار» يُعزز الأداء بمقدار 3 أمثال. وتحتوي السماعة أيضاً على مضخم صوت ثنائي يُساعد على الحد من تقطّع الإشارة اللاسلكية.

* مجلة «سي نت»، خدمات «تريبيون ميديا».

اقرأ أيضاً