تعرف على جوانب المنافسة بين «سيرتش جي بي تي» للبحث الذكي و«غوغل جيميناي»

قدرات متقدمة لتلخيص نتائج البحث من مصادر موثوقة وإضافات لزيادة الإنتاجية عبر عديد من الخدمات... للهيمنة على قطاع خدمات الذكاء الاصطناعي

منافسة «سيرتش جي بي تي» و«جيميناي» لتقديم أفضل مزايا الذكاء الاصطناعي للمستخدمين
منافسة «سيرتش جي بي تي» و«جيميناي» لتقديم أفضل مزايا الذكاء الاصطناعي للمستخدمين
TT

تعرف على جوانب المنافسة بين «سيرتش جي بي تي» للبحث الذكي و«غوغل جيميناي»

منافسة «سيرتش جي بي تي» و«جيميناي» لتقديم أفضل مزايا الذكاء الاصطناعي للمستخدمين
منافسة «سيرتش جي بي تي» و«جيميناي» لتقديم أفضل مزايا الذكاء الاصطناعي للمستخدمين

دخل التنافس بين الشركات المقدمة لخدمات الذكاء الاصطناعي مرحلةً جديدةً تتمثل بإعلان شركة «أوبن إيه آي (OpenAI)» عزمها إطلاق محرك بحث جديد مدعم بتقنيات الذكاء الاصطناعي التفاعلي لتقديم قدرات جديدة للباحثين عن المعلومات اسمه «سيرتش جي بي تي (SearchGPT)»، في خطوة لمنافسة هيمنة «غوغل» و«بينغ» على قطاع محركات البحث. وسنتعرف في هذا الموضوع على مزايا هذا المحرك الجديد، وكيفية منافسته «غوغل»؛ لاستقطاب المستخدمين نحو خدماتها بتكامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.

محرك «سيرتش جي بي تي» للبحث المدعم بالذكاء الاصطناعي

محرك بحث «ذكي»

محرك البحث هذا يقدم صندوق بحث نصي يطلب من المستخدمين إدخال المعلومات المرغوب البحث عنها، ولكن عوضاً عن عرض روابط للصفحات التي تحتوي على المعلومات المطلوبة، سيقوم محرك البحث بترتيب المحتوى وفهمه وتلخيصه، مع تقديم روابط مرتبطة بعد ذلك. ويمكن سؤال محرك البحث بعد ذلك أسئلة مرتبطة بالإجابة ليقدم محرك البحث مزيداً من المعلومات النصيّة.

وتتعامل الشركة مع جهات شريكة في مجال المحتوى المكتوب والأخبار، في خطوة للابتعاد عن المحتوى غير الدقيق الذي تنتجه خدمات الذكاء الاصطناعي في بعض الأحيان، التي تُعرف باسم «الهلوسة»، حيث إن المحتوى سيكون مبنياً على محتوى نصي من مصادر موثوقة. ولكنه في الوقت نفسه يضع ذلك المحتوى تحت تساؤلات فيما يتعلق بموضوعية المعلومات التي يتم اختيارها، خصوصاً المسائل الاجتماعية والأخلاقية والدينية والسياسية التي تختلف حسب منظور المستخدمين، لتصبح المواد الرئيسية التي يستقي محرك البحث المعلومات منها المصدرَ الأساسيَّ للمعلومة دون وجود محتوى يمثل الطرف الآخر، أي أن النتائج قد تكون منحازة لوجهة نظر الجهة التي توفر المحتوى النصي لمحرك البحث عوضاً عن تقديم النتائج والسماح للمستخدم بقراءة مختلف وجهات النظر وبناء وجهة نظر خاصة به.

التحدي الآخر الذي يواجه هذا المحرك هو النموذج الربحي، حيث إن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مكلف جداً حالياً، تضاف إلى ذلك التكاليف المرتبطة بالتعاقد مع الجهات الموفرة للمحتوى. وقد يكمن الحل في تقديم نموذج إعلاني مدفوع ولكن قد تكون تكلفته أعلى مقارنة بمحركات البحث التقليدي الحالية. وقد يكون هذا المحرك عبارة عن تجربة كبيرة من الشركة لتطوير خدمة البحث ودراسة كيفية تفاعل المستخدمين مع هذا النوع الجديد من البحث ودمجها بعد ذلك داخل الخدمة المدفوعة في «تشات جي بي تي (ChatGPT)».

تطويرات «غوغل» المجانية

من جهتها، قامت «غوغل» بتطوير خدمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها المسماة «جيميناي (Gemini)»، المعروفة باسم «بارد (Bard)» سابقاً بإضافة تحديثات للفئة المجانية تهدف إلى تعزيز الكفاءة وزيادة سهولة الاستخدام للفئة المجانية في الخدمة. وتشمل المزايا زيادة سعة التخزين، حيث تم رفعها للمستخدمين بهدف حفظ مزيد من الملفات والمستندات دون الحاجة إلى الترقية إلى الخطة المدفوعة. ميزة أخرى هي تحسين التكامل مع التطبيقات الأخرى، حيث أصبح التكامل مع خدمات «غوغل» أكثر سلاسة ليستطيع المستخدمون الوصول بسهولة إلى ملفاتهم ومشاركتها عبر خدمات «غوغل درايف»، و«غوغل دوكس»، و«غوغل شيتس»، وغيرها.

ويمكن البدء باستخدام هذه التحديثات الجديدة بمجرد تسجيل الدخول إلى حساب المستخدم في «جيميناي» لإضافة التحديثات تلقائياً دون الحاجة لاتخاذ أي إجراءات إضافية.

ويشار إلى أن «غوغل» استطاعت تحقيق قفزة في قدرات الذكاء الاصطناعي على حل المسائل الرياضية المعقدة باستخدام نموذج جديد من الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم العميق والشبكات العصبونية؛ لتحسين دقة الحلول المقدمة. ومن المتوقع أن تشمل آثار هذه القفزة التطبيقات العملية والابتكار التعليمي، إذ قد تؤثر في مجالات الهندسة والعلوم والاقتصاد فيما يتعلق بعمليات التحليل والتوقع. وقد تسهم هذه التقنيات الجديدة في تحسين أساليب التدريس، وتطوير المناهج الدراسية للرياضيات؛ مما يجعل عملية التعلم أكثر تفاعلية وفعالية.

إضافات «جيميناي» المجانية لزيادة الإنتاجية

استخدام إضافات «جيميناي» لزيادة الإنتاجية

تتميز خدمة «جيميناي» بقدرتها على استخدام إضافات «Extensions»، خصوصاً لزيادة الوظائف والقدرات، وتنظيم المهام بشكل أفضل، والتواصل بفاعلية أكبر مع فريق العمل. وتسمح بعض الإضافات بربط تطبيقات «غوغل» المختلفة «Google Workspace» للحصول على استجابات أكثر تخصيصاً، وتبسيط سير العمل. ويمكن لهذه الإضافات أتمتمة مهام الرد على رسائل البريد الإلكتروني وتصدير البيانات من «بريد غوغل» إلى «جداول بيانات غوغل»، وتلخيص النصوص في «مستندات غوغل»، والبحث عن ملفات محددة في «غوغل درايف».

ولتفعيل هذه الإضافات، يجب الدخول إلى موقع «جيميناي»، ومن ثم تسجيل الدخول بحساب «غوغل» المرتبط بخدمة «غوغل ووركبلايس»، ومن ثم الذهاب إلى الإعدادات واختيار الإضافات المرغوبة التي تشمل «رحلات غوغل»، و«فنادق غوغل»، و«خرائط غوغل»، و«بريد غوغل»، و«وثائق غوغل»، و«جداول حسابات غوغل»، وخدمة التخزين السحابي (غوغل درايف)، و«يوتيوب». ويجب تفعيل مفتاح الترابط المخصص لتلك الإضافات، ومن ثم النقر على زر «الاتصال» في النافذة الجديدة.

ويمكن بعد ذلك المباشرة باستخدام تلك الإضافات من نافذة كتابة الأوامر النصية في «جيميناي». مثال على ذلك هو الطلب من «جيميناي» عرض الرسائل غير المقروءة في «بريد غوغل» أو البحث عن رسالة محددة أو تلخيص محتوى رسالة طويلة أو نقل البيانات من الرسالة إلى «جداول حسابات غوغل». وتتم هذه العملية بكتابة الرمز «@» في نافذة الأوامر النصية لعرض قائمة الإضافات التي تم تفعيلها واختيار «بريد غوغل»، ومن ثم الطلب من «جيميناي» تقديم ملخص لجميع رسائل البريد الإلكتروني الواردة خلال الأسبوع الماضي من شخص محدد، مثلاً.

ويشار إلى أن هذه الإضافات مجانية، ولكنها قد لا تكون متاحة في بعض الدول حالياً، ويمكن إيقاف عمل أي منها في أي وقت؛ لحماية خصوصية بيانات المستخدم.


مقالات ذات صلة

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تكنولوجيا لدى خدمة «ChatGPT Plus» التي تعتمد على الاشتراك نحو 7.7 مليون مستخدم على مستوى العالم (أدوبي)

ما خصائص «البحث بالوقت الفعلي» في «تشات جي بي تي»؟

تشكل الخاصية الجديدة نقلة في كيفية التفاعل مع المعلومات عبر إجابات أكثر ذكاءً وسرعة مع سياق الأسئلة.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

باحثون يختبرون نموذج ذكاء اصطناعي يتلقى أسئلة دينية في سويسرا

أصدر باحثون وقادة دينيون، الأربعاء، نتائج تجربة استمرت شهرين في كنيسة كاثوليكية في سويسرا، حيث كان الذكاء الاصطناعي يتلقى أسئلة الزوار الدينية.

الاقتصاد وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبد الله السواحه خلال كلمته في المؤتمر (الشرق الأوسط)

وزير الاتصالات السعودي في ملتقى الميزانية: تصدير التقنية في المرحلة المقبلة

قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات السعودي عبد الله السواحه إن المملكة تتجه في المرحلة المقبلة نحو تصدير التقنية بهدف فتح آفاق جديدة للأسواق العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار شركة «أوبن إيه آي» مالكة تطبيق الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي» (رويترز)

«أوبن إيه آي» تسمح لموظفيها ببيع أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار إلى «سوفت بنك»

سمحت شركة «أوبن إيه آي» لموظفيها ببيع أسهم بقيمة 1.5 مليار دولار تقريباً، في عرض شراء جديد لمجموعة «سوفت بنك» اليابانية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
تكنولوجيا متجر هواوي في شنغهاي

«هواوي» الصينية تستهدف «أبل» بأحدث هواتفها الذكية «مايت 70»

في العام الماضي، وضع الاختراق في تطوير الرقائق الإلكترونية شركة «هواوي» على قمة سوق الهواتف الذكية الصينية. والآن تطرح الشركة أحدث هواتفها، سلسلة «مايت 70» …

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ابتكار سعودي لتحسين محطات معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام النانو تكنولوجي

غدير البلوي أثناء تسلمها جائزة «الإبداع والابتكار في استدامة المياه» (الشرق الأوسط)
غدير البلوي أثناء تسلمها جائزة «الإبداع والابتكار في استدامة المياه» (الشرق الأوسط)
TT

ابتكار سعودي لتحسين محطات معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام النانو تكنولوجي

غدير البلوي أثناء تسلمها جائزة «الإبداع والابتكار في استدامة المياه» (الشرق الأوسط)
غدير البلوي أثناء تسلمها جائزة «الإبداع والابتكار في استدامة المياه» (الشرق الأوسط)

في خطوة علمية مبتكرة، قدمت غدير البلوي، أستاذة مساعدة في جامعة تبوك بقسم الكيمياء، بحثاً رائداً في معالجة مياه الصرف الصحي باستخدام تقنيات النانو تكنولوجي، وهو البحث الذي فازت من خلاله بجائزة «الإبداع والابتكار في استدامة المياه»، في نسخته الثالثة.

وتعتمد التقنية التي اقترحتها الباحثة على استخدام تقنيات النانو تكنولوجي بديلاً عن الطرق التقليدية المستخدمة في محطات التحلية، التي ترتكز عادة على استخدام طاقة عالية وضغط مرتفع. وما يميز هذا الابتكار أنه لا يتطلب ضغطاً مرتفعاً أو درجات حرارة عالية، مما يقلل من تكلفة عملية التحلية بشكل كبير. إضافة إلى ذلك، يتم تقليل وقت المعالجة إلى 4 ساعات فقط، مما يزيد من كفاءة العملية. كما يمكن أيضاً استخدام المياه المحلاة لري الأراضي أو في تطبيقات أخرى، ما يعزز من الاستدامة البيئية.

وإحدى أبرز مزايا هذه التقنية أنها صديقة للبيئة. إذ تستخدم البلوي مواد أكسدة صديقة للبيئة، مثل الهيدروجين بيروكسيد الذي عند تحليله ينتج أكسجين وكربون دايكسايد وماء، دون إنتاج مواد ضارة أو مسببة للأمراض مثل الكلور. وهذا يمثل إضافة كبيرة في معالجة مياه الصرف بشكل آمن وصحي.

وفيما يخص الجانب الاقتصادي، قالت غدير إن مشروعها يتمتع بمزايا اقتصادية كبيرة، حيث يتم خفض التكاليف بفضل استخدام الطاقة المنخفضة والوقت القصير. بالإضافة إلى ذلك، يعد هذا الابتكار خطوة نحو الاستفادة من الموارد المحلية في معالجة المياه، وهو ما يتماشى مع «رؤية 2023» في تعزيز الاستدامة البيئية وتطوير الحلول التقنية محلياً.

وتأمل البلوي في أن يتم تحويل هذا الابتكار إلى منتج صناعي يُستخدم بمحطات التحلية في المملكة، إذ يتم العمل حالياً على «تشجير الفكرة إلى منتج» بالتعاون مع الخبراء والشركات المتخصصة في هذا المجال.

وتتميز تقنية (WHPCO) بمزايا كثيرة، أبرزها قدرتها على إزالة الملوثات العضوية المقاومة، مثل المركبات العطرية، وإنتاج منتجات ثانوية غير ضارة مثل الماء وثاني أكسيد الكربون. كما أن هذه التقنية تسهم في تقليل أوقات المعالجة وتخفيف كمية الحمأة الناتجة، مما يحسن كفاءة الطاقة، ويخفض من التكاليف التشغيلية لمحطات المعالجة.

ومن خلال تنفيذ هذه التقنية، يمكن للمملكة العربية السعودية تحسين جودة مياه الصرف الصحي وجعلها أكثر ملائمة لإعادة الاستخدام في مختلف القطاعات مثل الزراعة والصناعة، وحتى في مياه الشرب. كما أن هذه التقنية تسهم في تحقيق أهداف الاستدامة التي تتبناها المملكة ضمن «رؤية 2030»، خصوصاً في مجالات إدارة المياه والحد من تأثيرات التغير المناخي.