بعد تسببها بعطل معلوماتي عالمي... ماذا نعرف عن «كراود سترايك»؟

قيمة الشركة تبلغ أكثر من 80 مليار دولار

شعار شركة «كراود سترايك» (أ.ف.ب)
شعار شركة «كراود سترايك» (أ.ف.ب)
TT

بعد تسببها بعطل معلوماتي عالمي... ماذا نعرف عن «كراود سترايك»؟

شعار شركة «كراود سترايك» (أ.ف.ب)
شعار شركة «كراود سترايك» (أ.ف.ب)

استيقظ الملايين من الأشخاص حول العالم، في وقت مبكر من صباح أمس (الجمعة)، ليجدوا القنوات الإخبارية التلفزيونية صامتة، وبعض القطارات والمواقع الإلكترونية معطلة بسبب انقطاع كبير في الإنترنت، أثّر على عشرات الملايين من أجهزة الكومبيوتر.

يبدو أن أي شركة تقوم بتشغيل برنامج Microsoft Windows 10 تقريباً تعرضت لعطل مفاجئ. وبدأت أجهزة الكمبيوتر تغلق نفسها تلقائياً وتعرض ما يسمى «شاشة الموت الزرقاء».

وتسبب تحديث برمجي من شركة الأمن السيبراني العالمية «كراود سترايك»، وهي إحدى كبرى الشركات في القطاع، في إحداث مشكلات في الأنظمة أدت إلى تعطل كثير من الخدمات حول العالم.

وتعود اليوم الأنظمة ببطء إلى عملها الطبيعي ــ فقد أطلق أحد الباحثين في مجال الأمن السيبراني على انقطاع التيار الكهربائي الكارثي اسم CrowdStrike Doomsday، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

فماذا نعرف عن الشركة؟

«كراود سترايك» هي شركة تكنولوجيا أميركية عملاقة، تقدر قيمتها بأكثر من 80 مليار دولار (62 مليار جنيه إسترليني)، وهي مسؤولة عن تطوير برامج الأمن السيبراني الهامة التي تستخدمها آلاف الشركات.

برامجها مدمجة بعمق في أنظمة وشبكات تكنولوجيا المعلومات الهامة. تقوم «كراود سترايك» بتطوير ما يسمى بنظام «الكشف عن نقطة النهاية والاستجابة لها»، ما يساعد الشبكات الكبيرة على اكتشاف هجمات القرصنة وإيقافها - تماماً مثل برامج مكافحة الفيروسات على مستوى الأعمال.

تأسست الشركة في عام 2011 ويقع مقرها الرئيسي في تكساس بالولايات المتحدة، وقد نالت تقنيتها شعبية كبيرة. وقد أعلنت عن إيرادات بلغت 3 مليارات دولار وأكثر من 23 ألف عميل من الشركات العام الماضي. وأصبحت أيضاً معروفة في دوائر الأمن السيبراني لعملها في التحقيق في عمليات الاختراق رفيعة المستوى.

مسافر يمر بالقرب من لوحة معلومات تُظهر تأخيرات متعددة في مطار دالاس الدولي (أ.ف.ب)

وباعتبار أن الشركة يجب أن تستجيب للتهديدات السيبرانية المتطورة باستمرار، تقوم «كراود سترايك» بشكل روتيني بإرسال التحديثات إلى عملائها باستخدام أدوات وطبقات حماية جديدة.

ومع ذلك، يبدو أن تحديثاً معيباً قد تسبب في انهيار هائل لتكنولوجيا المعلومات، وفقاً لخبراء الأمن السيبراني ومهندسي الشركة.

وقد أثر الانقطاع على العملاء بما في ذلك شركات الطيران والقطارات والمطارات وأنظمة الدفع ومحلات السوبر ماركت، وغيرها.

وأبلغ مديرو تكنولوجيا المعلومات، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن تعاملهم مع الانهيارات الداخلية التي أثرت على عشرات الآلاف من الآلات في أعمالهم.

قال تروي هانت، خبير الأمن السيبراني: «لا أعتقد أنه من السابق لأوانه القول إن هذا سيكون أكبر انقطاع لتكنولوجيا المعلومات في التاريخ».

مكاتب تابعة لشركة «كراود سترايك» في كاليفورنيا (أ.ب)

على الرغم من أن أنظمة «ويندوز 10» من «مايكروسوفت» هي التي تأثرت إلى حد كبير بمشكلة تكنولوجيا المعلومات، فإن السبب الجذري للخلل يُعزى إلى «كراود سترايك»- على وجه التحديد ملف معيب على ما يبدو في أداة «فالكون سانسور».

وأوضح هانت أن الشركة هي «لاعب ضخم في مجال الأمن» والتي غالبا ما تتمتع تقنيتها بما يسمى الوصول «المتميز» إلى شبكات الأعمال. وهذا يعني أن لديها سيطرة واسعة النطاق لتحديث وتعديل أنظمة العملاء، من الناحية النظرية لإزالة البرامج الضارة.

مع ذلك، أفاد: «وهذا يعني أيضاً أنه إذا حدث خطأ ما في التحديث، فقد يؤدي ذلك إلى تدمير جهازك بشكل كارثي».

كان خبراء الأمن يوجهون غضبهم بالفعل إلى «كراود سترايك» بسبب تعاملها مع انقطاع الخدمة. لعدة ساعات، لم تكن هناك تحديثات عامة أو بيانات رسمية من الشركة حول هذه المشكلة.

ولكن، أصدر لاحقاً جورج كورتز، المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، بيانا عاما، وأوضح: «تعمل (كراود سترايك) بنشاط مع العملاء المتأثرين بعيب تم العثور عليه في تحديث محتوى واحد لمضيفي (ويندوز)».

وتابع: «هذا ليس حادثاً أمنياً أو هجوماً إلكترونياً. تم تحديد المشكلة وعزلها ونشر الإصلاح».

وانخفضت أسهم «كراود سترايك» بأكثر من 14 في المائة عند افتتاح التداول في نيويورك.


مقالات ذات صلة

هل يتخلّى ترمب عن دعم تايوان في ولايته الثانية؟

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في 2018 (أ.ف.ب)

هل يتخلّى ترمب عن دعم تايوان في ولايته الثانية؟

أثار الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب قلقاً بين حلفاء بلاده في آسيا، بعد تعليقات ألقاها حول تايوان وكوريا الجنوبية والصين

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ألينا حبة تتحدث في الليلة الأخيرة من المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري (أ.ب)

من أصول عراقية... من هي ألينا حبة مستشارة حملة ترمب الانتخابية؟

تتولى ألينا حبة، المحامية والمتحدثة القانونية باسم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، دوراً رئيسياً جديداً تأمل أن يساعد في إنجاز المهمة «الحاسمة».

تمارا جمال الدين (بيروت)
الولايات المتحدة​ المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب إلى جانب زوجته ميلانيا (إ.ب.أ)

في كسر للتقاليد... ميلانيا ترمب «رفضت مراراً» التحدث خلال مؤتمر الحزب الجمهوري

كشفت تقارير حديثة أن ميلانيا ترمب، زوجة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، رفضت عروضاً متعددة للتحدث في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري لعام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ماثيو كروكس (أ.ب)

صحيفة: مُطلق النار على ترمب أطلق مسيّرة فوق موقع الحدث قبله بساعات

قال مسؤولون إن المسلح الذي حاول قتل ترمب تمكن من إطلاق طائرة مسيّرة والتقاط لقطات جوية لأرض الحدث قبل وقت قصير من التجمع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا ركاب يتحققون من شاشات المغادرة والوصول مع تأخر الرحلات الجوية بسبب انقطاع التكنولوجيا العالمية في مطار أميركي (أ.ب)

انحسار العطل الرقمي العالمي... والتركيز ينصب على المخاطر

تعود الخدمات المقدمة في مختلف المجالات، من شركات طيران إلى قطاعات الرعاية الصحية والشحن والشؤون المالية، إلى العمل منذ أمس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«أوبن أيه آي» تقدم «GPT-4o mini»... نموذج أصغر وأرخص للذكاء الاصطناعي

يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)
يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)
TT

«أوبن أيه آي» تقدم «GPT-4o mini»... نموذج أصغر وأرخص للذكاء الاصطناعي

يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)
يؤكد إطلاق «أوبن أيه آي» لـ«GPT-4o mini» التزام الشركة بإتاحة أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لجمهور أوسع (شاترستوك)

أعلنت شركة «أوبن أيه آي» عن إطلاق «GPT-4o mini»، وهو نموذج صغير للذكاء الاصطناعي فعال من حيث التكلفة، مصمم لجعل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أقل تكلفة واستهلاكاً للطاقة. وتهدف هذه المبادرة إلى توسيع إمكانية الوصول إلى الذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، واستهداف مجموعة أوسع من العملاء والمطورين.

بدعم من «مايكروسوفت» تقود «أوبن أيه آي» سوق برمجيات الذكاء الاصطناعي وتركز على خفض التكاليف وتعزيز كفاءة نماذجها. ويأتي هذا التطور في وقت حرج حيث يسعى المنافسون الرئيسيون مثل «ميتا» و«غوغل» للحصول على حصة أكبر في السوق. بسعر 15 سنتاً فقط لكل مليون رمز إدخال و60 سنتاً لكل مليون رمز إخراج، يعد «GPT-4o mini» أرخص بنسبة تزيد على 60 في المائة من سابقه «GPT-3.5 Turbo».

تأمل «أوبن أيه آي» في أن يمثل إطلاق «GPT-4o mini» علامة بارزة في تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

لا يتميز «GPT-4o mini» بالقدرة على تحمل التكاليف فحسب، بل يتميز أيضاً بأداء فائق. فهو يتفوق على نموذج «GPT-4» في تفضيلات الدردشة ويسجل نسبة مذهلة تبلغ 82 في المائة في المعيار الشامل لفهم لغة المهام المتعددة (MMLU). يقوم هذا المعيار بتقييم قدرات النماذج اللغوية في فهم اللغة واستخدامها عبر مختلف المجالات، مما يدل على قابلية التطبيق المعززة في العالم الحقيقي.

وللمقارنة، حصل برنامج «Gemini Flash» من «غوغل» على 77.9 في المائة، وسجل «كلود هايكو» من «أنثروبيك» 73.8 في المائة على نفس المعيار.

يعالج هذا النموذج الجديد تحدياً رئيسياً في تطوير الذكاء الاصطناعي، وهو القوة الحسابية العالية المطلوبة لتشغيل النماذج الكبيرة. ومن خلال تقديم نموذج أصغر يتطلب قوة حسابية أقل، توفر «أوبن أيه آي» خياراً أقل تكلفة للشركات ذات الموارد المحدودة. وهذا يجعل من الممكن لمجموعة واسعة من الشركات نشر الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتها.

أداة أكثر قوة لتعزيز الإنتاجية والكفاءة

حالياً، يدعم «GPT-4o mini» النص والرؤية في واجهة برمجة التطبيقات (API)، مع خطط مستقبلية لتشمل دعم المدخلات والمخرجات النصية والصورة والفيديو والصوت. سيؤدي هذا التوسع في القدرات إلى تعزيز تنوع النموذج وإمكانية تطبيقه عبر حالات الاستخدام المختلفة.

سيتمكن مستخدمو خطط «شات جي بي تي» المجانية و«بلس» و«وتيم» من الوصول إلى «GPT-4o mini» فوراً، ليحل محل «GPT-3.5 Turbo». أما مستخدمو المؤسسات فسيتمكنون من ذلك بدءاً من الأسبوع المقبل. تهدف إمكانية الوصول هذه إلى تزويد المستخدمين بأداة أكثر قوة لتعزيز الإنتاجية والكفاءة.

يمثل تقديم «GPT-4o mini» خطوة كبيرة إلى الأمام في جعل الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة وعملياً للاستخدام اليومي. من خلال خفض التكاليف والحفاظ على الأداء العالي، تستعد «أوبن أيه آي» لتمكين مجموعة واسعة من التطبيقات المبنية على الذكاء الاصطناعي، بدءاً من روبوتات الدردشة لدعم العملاء في الوقت الفعلي وحتى مهام تحليل البيانات المعقدة.