تقرير: «نيورالينك» عانت لسنوات من مشكلات في شرائح الدماغ

إيلون ماسك وشعار شركة «نيورالينك» (رويترز)
إيلون ماسك وشعار شركة «نيورالينك» (رويترز)
TT

تقرير: «نيورالينك» عانت لسنوات من مشكلات في شرائح الدماغ

إيلون ماسك وشعار شركة «نيورالينك» (رويترز)
إيلون ماسك وشعار شركة «نيورالينك» (رويترز)

أكد تقرير جديد نشرته وكالة «رويترز» للأنباء نقلا عن مصادر مطلعة أن إعلان شركة «نيورالينك» الأسبوع الماضي حدوث خلل في الأسلاك الصغيرة الموجودة داخل الغرسة الدماغية لمريضها الأول، مشكلة عانت منها الشركة لسنوات.

وكان نولاند أربو (29 عاما) المصاب بالشلل الرباعي جراء تعرضه لحادث سيارة، خضع لعملية زرع غرسة «ان 1» الدماغية من ابتكار «نيورالينك»، الشركة الأميركية الناشئة التي يملكها الملياردير إيلون ماسك، وهي أول عملية زرع جهاز مماثل في جسم إنسان.

والأسبوع الماضي، قالت «نيورالينك» إنها أصلحت مشكلة في غرستها الدماغية تسببت موقتاً في خفض قدرة أربو على تحريك مؤشر فأرة كومبيوتر عن طريق التفكير. وقالت الشركة: «في الأسابيع التي تلت العملية، تحركت بعض الأسلاك من مكانها، ما أدى إلى انخفاض واضح في عدد الأقطاب الكهربائية الفعالة».

وتابعت الشركة: «لحلّ هذا الخلل، غيّرنا خوارزمية التسجيل لتكون حساسة أكثر للإشارات الدماغية، وبتحسين تقنيات ترجمة هذه الإشارات إلى حركات مؤشر الفأرة».

ولم يشر منشور الشركة إلى أي آثار صحية ضارة تعرض لها أربو ولم يكشف عن عدد الأسلاك التي تحركت من إجمالي 64 سلكاً موجوداً بالغرسة.

الغرسة التي ابتكرتها «نيورالينك» (أ.ف.ب)

وقال 3 أشخاص مطلعين على الأمر لـ«رويترز» إن الشركة علمت من التجارب التي أجرتها على الحيوانات قبل الحصول على موافقة الولايات المتحدة العام الماضي أن الأسلاك قد تتحرك، لتقلل من عدد الأقطاب الكهربائية الحساسة التي تفك تشفير إشارات الدماغ.

وأضافت المصادر أن «نيورالينك» عدّت أن المخاطر منخفضة ولا تستحق اتخاذ خطوات لإعادة تصميم الغرسات.

وقال أحد المصادر إنه «إذا واصلت شركة (نيورالينك) التجارب دون إعادة التصميم، فقد تواجه المزيد من التحديات والمشكلات إذا تحركت المزيد من الأسلاك وثبت أن تعديل الخوارزمية لجعلها أكثر حساسية للإشارات غير كافٍ».

لكن إعادة تصميم الأسلاك تأتي بمخاطرها الخاصة.

فقد سعت الشركة إلى تصميم الأسلاك بطريقة تجعل إزالتها سلسة، بحيث يمكن تحديث الغرسة بمرور الوقت مع تحسن التكنولوجيا.

وقال اثنان من المصادر إن «إعادة تصميمها بشكل يجعلها أكثر ثباتا في الدماغ، على سبيل المثال، قد تؤدي إلى تلف أنسجة المخ إذا تحركت الأسلاك أو إذا احتاجت الشركة إلى إزالة الغرسة».

وقال أحد الأشخاص إن «هيئة الغذاء والدواء» الأميركية كانت على علم بالمشكلة المحتملة لأن الشركة شاركت نتائج الاختبارات على الحيوانات كجزء من البيانات التي قدمتها للهيئة للحصول على الموافقة لبدء التجارب البشرية.

ورفضت «هيئة الغذاء والدواء» التعليق على ما إذا كانت على علم بالمشكلة أو أهميتها المحتملة، إلا أنها قالت لـ«رويترز» إنها ستواصل مراقبة سلامة المرضى المسجلين في دراسة «نيورالينك».

والعام الماضي، منحت الهيئة ترخيصاً لـ«نيورالينك» لبدء التجارب البشرية على الغرسات، وذلك بعد رفضها الأمر في البداية بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الأشخاص.

وأفادت تقارير إخبارية بأن التجارب التي أُجريت على الحيوانات، تسببت في معاناة لبعضها. وقال موظفون سابقون بالشركة، لـ«رويترز»، إنه في إحدى الحالات، جرى زرع الجهاز في موضع خاطئ بالخنازير، ما أدى إلى نُفوقها.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

الاقتصاد الملياردير إيلون ماسك يظهر أمام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

إيلون ماسك أكثر ثراءً من أي وقت مضى... كم تبلغ ثروته؟

أتت نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024 بفوائد على الملياردير إيلون ماسك بحسب تقديرات جديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك (رويترز)

ماسك يريد خفض دور السلطات الفيدرالية الأميركية

قال إيلون ماسك إنه يهدف إلى توفير مئات مليارات الدولارات في النفقات الحكومية، فضلاً عن التخلص من البيروقراطية التي تشكل «تهديداً وجودياً» للديمقراطية الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جوشوا أوفنهارتز المحامي الفائز بمبلغ مليون دولار الذي قدمته لجنة العمل السياسي الأميركية (إكس)

أميركا: الفائز بجائزة المليون دولار من ماسك سيتبرع بأموال لقضايا إسرائيلية

كشف جوشوا أوفنهارتز، الذي فاز بمبلغ مليون دولار قدمته لجنة العمل السياسي الأميركية التابعة للملياردير إيلون ماسك، عن أنه سيتبرع ببعض الأموال لقضايا إسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ انطلاق "ستارشيب" العملاق من ولاية تكساس تحت أنظار رئيس الشركة إيلون ماسك والرئيس المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

بحضور ترمب... صاروخ «ستارشيب» يضل طريقه ويهبط في البحر (فيديو)

انطلق صاروخ "ستارشيب" العملاق التابع لشركة "سبايس إكس" الثلاثاء من ولاية تكساس تحت أنظار رئيس الشركة إيلون ماسك والرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (تكساس)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
TT

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)
شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين، وإبرام عقود مع الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات لتحقيق المداخيل من محتواها.

واقترحت دار النشر «هاربر كولينز» الأميركية الكبرى أخيراً على بعض مؤلفيها، عقداً مع إحدى شركات الذكاء الاصطناعي تبقى هويتها طي الكتمان، يتيح لهذه الشركة استخدام أعمالهم المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وفي رسالة اطلعت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، عرضت شركة الذكاء الاصطناعي 2500 دولار لكل كتاب تختاره لتدريب نموذجها اللغوي «إل إل إم» لمدة 3 سنوات.

آراء متفاوتة

ولكي تكون برامج الذكاء الاصطناعي قادرة على إنتاج مختلف أنواع المحتوى بناء على طلب بسيط بلغة يومية، تنبغي تغذيتها بكمية مزدادة من البيانات.

وبعد التواصل مع دار النشر أكدت الأخيرة الموافقة على العملية. وأشارت إلى أنّ «(هاربر كولينز) أبرمت عقداً مع إحدى شركات التكنولوجيا المتخصصة بالذكاء الاصطناعي للسماح بالاستخدام المحدود لكتب معينة (...) بهدف تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي وتحسين أدائها».

وتوضّح دار النشر أيضاً أنّ العقد «ينظّم بشكل واضح ما تنتجه النماذج مع احترامها حقوق النشر».

ولاقى هذا العرض آراء متفاوتة في قطاع النشر، إذ رفضه كتّاب مثل الأميركي دانييل كيبلسميث الذي قال في منشور عبر منصة «بلوسكاي» للتواصل الاجتماعي: «من المحتمل أن أقبل بذلك مقابل مليار دولار، مبلغ يتيح لي التوقف عن العمل، لأن هذا هو الهدف النهائي من هذه التكنولوجيا».

هامش تفاوض محدود

ومع أنّ «هاربر كولينز» هي إحدى كبرى دور النشر التي أبرمت عقوداً من هذا النوع، فإنّها ليست الأولى. فدار «ويلي» الأميركية الناشرة للكتب العلمية أتاحت لشركة تكنولوجية كبيرة «محتوى كتب أكاديمية ومهنية منشورة لاستخدام محدد في نماذج التدريب، مقابل 23 مليون دولار»، كما قالت في مارس (آذار) عند عرض نتائجها المالية.

ويسلط هذا النوع من الاتفاقيات الضوء على المشاكل المرتبطة بتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يتم تدريبه على كميات هائلة من البيانات تُجمع من الإنترنت، وهو ما قد يؤدي إلى انتهاكات لحقوق الطبع والنشر.

وترى جادا بيستيلي، رئيسة قسم الأخلاقيات لدى «هاغينغ فايس»، وهي منصة فرنسية - أميركية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، أنّ هذا الإعلان يشكل خطوة إلى الأمام، لأنّ محتوى الكتب يدرّ أموالاً. لكنها تأسف لأنّ هامش التفاوض محدود للمؤلفين.

وتقول: «ما سنراه هو آلية لاتفاقيات ثنائية بين شركات التكنولوجيا ودور النشر أو أصحاب حقوق الطبع والنشر، في حين ينبغي أن تكون المفاوضات أوسع لتشمل أصحاب العلاقة».

ويقول المدير القانوني لاتحاد النشر الفرنسي (SNE) جوليان شوراكي: «نبدأ من مكان بعيد جداً»، مضيفاً: «إنّه تقدم، فبمجرّد وجود اتفاق يعني أن حواراً ما انعقد وثمة رغبة في تحقيق توازن فيما يخص استخدام البيانات مصدراً، التي تخضع للحقوق والتي ستولد مبالغ».

مواد جديدة

وفي ظل هذه المسائل، بدأ الناشرون الصحافيون أيضاً في تنظيم هذا الموضوع. ففي نهاية 2023، أطلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية اليومية ملاحقات ضد شركة «أوبن إيه آي» مبتكرة برنامج «تشات جي بي تي» وضد «مايكروسوفت» المستثمر الرئيسي فيها، بتهمة انتهاك حقوق النشر. وقد أبرمت وسائل إعلام أخرى اتفاقيات مع «أوبن إيه آي».

وربما لم يعد أمام شركات التكنولوجيا أي خيار لتحسين منتجاتها سوى باعتماد خيارات تُلزمها بدفع أموال، خصوصاً مع بدء نفاد المواد الجديدة لتشغيل النماذج.

وأشارت الصحافة الأميركية أخيراً إلى أنّ النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو كأنها وصلت إلى حدودها القصوى، لا سيما برامج «غوغل» و«أنثروبيك» و«أوبن إيه آي».

ويقول جوليان شوراكي: «يمكن على شبكة الإنترنت، جمع المحتوى القانوني وغير القانوني، وكميات كبيرة من المحتوى المقرصن، مما يشكل مشكلة قانونية. هذا من دون أن ننسى مسألة نوعية البيانات».