بدعم من «غوغل»... منصة لمعالجة ندرة المياه في الشرق الأوسط وأفريقيا

«e-ReWater» ستستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي

«Google.org» يتعهد بتقديم منحة بقيمة مليون دولار لدعم هذه المبادرة (شاترستوك)
«Google.org» يتعهد بتقديم منحة بقيمة مليون دولار لدعم هذه المبادرة (شاترستوك)
TT

بدعم من «غوغل»... منصة لمعالجة ندرة المياه في الشرق الأوسط وأفريقيا

«Google.org» يتعهد بتقديم منحة بقيمة مليون دولار لدعم هذه المبادرة (شاترستوك)
«Google.org» يتعهد بتقديم منحة بقيمة مليون دولار لدعم هذه المبادرة (شاترستوك)

في محاولة لمكافحة ندرة المياه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كشف «المعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI)» عن «e-ReWater»؛ وهي منصة مبتكرة تعمل بالذكاء الاصطناعي.

وقد تعهّد موقع «Google.org»، الذراع الخيرية لشركة «غوغل»، بتقديم منحة بقيمة مليون دولار؛ لدعم هذه المبادرة.

سيستفيد المشروع من الذكاء الاصطناعي وبيانات مراقبة الأرض وتقنيات الاستشعار عن بُعد من خلال الأقمار الصناعية (شاترستوك)

دور الذكاء الاصطناعي

وسيستفيد مشروع «e-ReWater» من قدرات الذكاء الاصطناعي وبيانات مراقبة الأرض، وتسخير تقنيات الاستشعار عن بُعد، من خلال الأقمار الصناعية. ويتمثل هدفها الأساسي في مراقبة الأراضي والبحار والغلاف الجوي، مما يتيح إعادة استخدام مياه الصرف الصحي بشكل أكثر كفاءة، مع تقدير مدى توفر موارد المياه الجديدة. وتهدف هذه المنصة الرائدة إلى التخفيف من تحديات ندرة المياه الشديدة التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يؤدي، في نهاية المطاف، إلى تعزيز الأمن الغذائي والمائي.

تعاني عدة دول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شح المياه وسط دعوات للتخفيف من هذه الأزمة (شاترستوك)

ندرة المياه في الشرق الأوسط وأفريقيا

تُعرَف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأنها واحدة من أكثر مناطق العالم التي تعاني ندرة المياه، حيث تُواجه تفاقم ندرة المياه بسبب النمو السكاني والآثار السلبية لتغير المناخ. الجدير بالذكر أن دراسة حديثة كشفت أن هذه المنطقة تفقد نسبة كبيرة تبلغ 54 في المائة من مياه الصرف الصحي الغنية بالمُغذيات.

وبالإضافة إلى منصة «e-ReWater»، سيقوم باحثو «IWMI» بتطوير لوحة معلومات عبر الإنترنت يمكن الوصول إليها. وستوفر لوحة المعلومات هذه رؤى شاملة حول إمكانية توليد مياه الصرف الصحي وإعادة تدويرها في مصر والسعودية والإمارات. وتستهدف هذه الأداة مديري المرافق وصانعي السياسات وعامة الناس، وهي مهيَّأة لتعزيز جهود التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره في المنطقة، من خلال تسهيل الوصول بشكل أفضل إلى المعلومات المتعلقة بإعادة استخدام المياه.

سيجري تطوير لوحة معلومات توفر رؤى لإمكانية توليد مياه الصرف الصحي وإعادة تدويرها (شاترستوك)

مراحل المبادرة

وعلى مدى ثلاث سنوات، من المتوقع أن تعمل هذه المبادرة على تعزيز الوصول إلى المعلومات الحيوية عن مياه الصرف الصحي، وبناء قدرات المؤسسات البحثية الوطنية. علاوة على ذلك، جرى استكشاف إمكانية إعادة استخدام مياه الصرف الصحي في مختلف القطاعات، مما يؤدي إلى تقليل الاعتماد على المياه الجوفية، والتي تعمل حالياً بوصفها مصدراً رئيسياً للمياه لكثير من المجتمعات.

وشدد آدم إلمان، رئيس الاستدامة الإقليمية لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في «غوغل»، على الطبيعة الحرِجة لندرة المياه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأعرب عن التزام «غوغل» بدعم جهود «المعهد الدولي لإدارة المياه (IWMI)» لتوظيف الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات إعادة استخدام المياه. بدورها شدّدت راشيل ماكدونيل، نائب المدير العام لـ«المعهد الدولي لإدارة المياه»، على أهمية تسخير المياه المُعاد تدويرها بصفتها مورداً موثوقاً للزراعة والصناعة والبيئة، وسلّطت الضوء على مناعتها ضد التقلبات المرتبطة بالطقس، وفعالية التكلفة، مقارنة بالبدائل مثل تحلية المياه.

وتحمل الشراكة بين «IWMI» و«Google.org» القدرة على تحقيق خطوات كبيرة في معالجة القضية المُلحّة المتمثلة في ندرة المياه، مما يوفر الأمل للمجتمعات في مصر والسعودية والإمارات وخارجها. ومن خلال الاستفادة من أحدث التقنيات والرؤى المبنية على البيانات، تهدف «e-ReWater» إلى تأمين مستقبل مائي أكثر استدامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.


مقالات ذات صلة

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

تكنولوجيا  الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

 الحكومة الأميركية تتحرك لإجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»

طلبت الحكومة الأميركية، الأربعاء، من القضاء إجبار «غوغل» على بيع متصفّحه «كروم»، في إجراء يهدف لمكافحة الممارسات الاحتكارية المتّهم بارتكابها عملاق التكنولوجيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا 7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

تمنحنا «غوغل» إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأدوات التجريبية التي لم تصبح منتجات كاملة بعد.

دوغ آموث (واشنطن)
تكنولوجيا «غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة لتعزيز الخصوصية ومشاركة البيانات الصحية (غوغل)

«غوغل» تطلق النسخة الأولية من آندرويد 16 للمطورين مع ميزات جديدة

أطلقت «غوغل» النسخة التجريبية الأولية من آندرويد 16 للمطورين، وهي خطوة تمهد الطريق للتحديثات الكبيرة المقبلة في هذا النظام.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
علوم «جي بي تي» أم «غوغل»: أيهما أكثر فائدة للإبداع؟

«جي بي تي» أم «غوغل»: أيهما أكثر فائدة للإبداع؟

أصبح كثير من الناس أكثر ميلاً إلى استخدام «تشات جي بي تي (ChatGPT)»، أداة الذكاء الاصطناعي من شركة «أوبن إيه آي».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا «Google Vids» هي أداة بسيطة لإنشاء فيديوهات احترافية تدعم العمل الجماعي والذكاء الاصطناعي لإعداد المخططات وإضافة الصور تلقائياً (غوغل)

«غوغل» تكشف عن خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

تستهدف هذه الخدمة الشركات التي تتطلع إلى إنتاج محتوى مرئي احترافي بكفاءة وسرعة دون الحاجة للخبرة الفنية العميقة.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
TT

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة
يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

تنتهي اليوم فعاليات مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» (Microsoft Ignite) السنوي في مدينة شيكاغو الأميركية، بحضور تجاوز 14 ألف زائر، الذي استعرضت «مايكروسوفت» خلال أيامه الثلاثة أكثر من 80 خدمة ومنتجاً وميزة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي بخدمة الموظفين

طوّرت الشركة خدمة «مايكروسوفت 365 كوبايلوت» (Microsoft 365 Copilot) الخاصة بالشركات، مقدمة «أفعال كوبايلوت» (Copilot Actions) التي تسمح بأتمتة المهام اليومية في مجال العمل بأوامر بسيطة، مثل الحصول على ملخص اجتماعات «تيمز» (Teams) في ذلك اليوم أو إعداد التقارير الأسبوعية أو تلخيص ما الذي يجب القيام به حسب الرسائل الواردة إلى بريد المستخدم والاجتماعات التي حدثت قبل عودته من إجازته السنوية، وغيرها.

«عملاء مايكروسوفت»

كشفت الشركة كذلك ميزة «عملاء مايكروسوفت» (Microsoft Agents) التي تسمح بالبحث في ملفات الشركة وتحليلها والإجابة على أسئلة الموظفين أو العملاء بكل خصوصية، وتلخيص النتائج بهدف تسريع اتخاذ قرارات العمل. وتعمل هذه الميزة في خدمة «شيربوينت» (SharePoint) لكل شركة.

فيديو للموقع:

المترجم الفوري

ويمكن لعميل ذكاء اصطناعي اسمه «المترجم الفوري» (Interpreter) ترجمة محادثات الاجتماعات المرئية في «تيمز» بهدف كسر الحواجز اللغوية والتركيز على جوهر الاجتماع، مع القدرة على محاكاة صوت المستخدم بلغة الطرف الثاني. ويمكن لعميل ذكي آخر اسمه «المُيَسِّر» (Facilitator) تلخيص اجتماعات «تيمز» وأتمتة إدارة المشاريع عبر جميع مراحلها. كما يستطيع بعض عملاء الذكاء الاصطناعي مساعدة الموظفين على حلّ مشاكلهم التقنية دون الحاجة للعودة إلى قسم الدعم الفني، والإجابة على أسئلتهم المتعلقة بسياسات الشركة والموارد البشرية والمشتريات، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي رفيق المبرمجين

ولتسهيل تضمين تقنيات الذكاء الاصطناعي في برامج الشركات والأفراد، تقدم «مايكروسوفت» ما تسميه بـ«مسبك آجور للذكاء الاصطناعي» (Azure AI Foundry) الذي يوفر مجموعة برمجية للذكاء الاصطناعي وبوابة لتطوير عملاء الذكاء الاصطناعي.

وتوفر هذه المجموعة البرمجية أكثر من 25 قالباً مسبق الإعداد (Template) للذكاء الاصطناعي تسمح بتطوير تطبيقات مدعومة بهذه التقنية وتبسيط عملية البرمجة ونشرها عبر منصات «غيتهاب» (Github) و«فيجوال ستوديو» (Visual Studio) و«كوبايلوت ستوديو» (Copilot Studio). وتسمح البوابة للمبرمجين اكتشاف خدمات وأدوات ونماذج ذكاء اصطناعي تناسب احتياجاتهم واحتياجات الشركات التي يعملون لديها.

حماية المستخدمين

حذّرت «مايكروسوفت» أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف سرقة كلمات السرّ قد ارتفع خلال آخر 3 أعوام من 579 إلى أكثر من 7000 هجمة في كل ثانية، مع مضاعفة العدد في آخر سنة، ما يضع سبل الحماية التقليدية في موضع لا يسمح لها اللحاق بتقدم القراصنة.

مبادرة المستقبل الآمن

هذا الأمر يتطلب إعادة تطوير عملية حماية المستخدمين، ما دفع الشركة إلى إطلاق «مبادرة المستقبل الآمن» (Secure Future Initiative) التي طلبت من 34000 مهندس العمل على أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية وتطوير مقاومة البرامج ونظم التشغيل وأجهزة المستخدمين لطوفان الهجمات الرقمية الذي تتسارع وتيرته في كل يوم.

وكشفت كذلك عن عملها على تطوير «مايكروسوفت سيكيوريتي إكسبوجر مانجمنت» (Microsoft Security Exposure Management) الذي يقوم بتحليل آلية تواصل الأجهزة المختلفة والبيانات والهوية الرقمية والشبكات، بعضها مع بعض، داخل بيئة العمل واكتشاف العلاقات بينها وعرض مسار الاختراقات الممكنة لأي قرصان إلكتروني، وذلك لاكتشاف نقطة الضعف في البيئة المعقدة التي يمكن للقراصنة الدخول منها، وتوقع هدفهم وتتبع المسار المفترض لهم عبر الأجهزة المختلفة للوصول إلى الهوية الرقمية أو البيانات الحساسة، ومن ثم حماية ذلك المسار بشكل استباقي على صعيد سدّ الثغرات في الأجهزة أو البرامج أو نظام التشغيل أو الشبكة، وغيرها من العوامل الأخرى. كما يستطيع هذا المشروع التأكد من سلامة الاحتياطات الأمنية للفريق التقني داخل الشركة.

وأطلقت الشركة نظام «مايكروسوفت سيكيوريتي كوبايلوت» (Microsoft Security Copilot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي للقيام بالوظائف الأمنية باستخدام الذكاء الاصطناعي بكل سلاسة وسهولة، حيث أظهرت الدراسات انخفاض معدل مدة حلّ المشاكل الأمنية لدى استخدام هذا النظام بنحو 30 في المائة.

أجهزة الذكاء الاصطناعي

واستعرضت الشركة أول جهاز من فئته، مصنوع خصيصاً للاتصال بأمان مع خدمة «ويندوز 365» السحابية، اسمه «ويندوز 365 لينك» (Windows 365 Link).

الجهاز بسيط وآمن، وسيتم إطلاقه في أبريل (نيسان) 2025 المقبل، بسعر 349 دولاراً أميركياً، ويسمح للمستخدمين بالعمل بأمان مع نظام التشغيل «ويندوز» السحابي بكل سرعة وموثوقية.

ولا يقوم الجهاز بتخزين أي بيانات داخله، ولا يقوم بتثبيت أي برامج فيه، مع تقديم وحدة معالجة للذكاء الاصطناعي مدمجة فيه لتسريع التفاعل مع البيانات والحصول على النتائج بكل سلاسة.

تحليل علوم الأرض

وعلى الصعيد نفسه، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مع «مايكروسوفت» لتطوير أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي اسمها «كوبايلوت الأرض» (Earth Copilot) تهدف إلى تبسيط عملية تحليل البيانات المرتبطة بعلوم الأرض التي تجمعها الأقمار الاصطناعية الخاصة بـ«ناسا». وسيتم نشر هذه البيانات المعقدة للجميع بهدف مشاركة المعلومات المهمة مع العلماء والباحثين والطلاب والمدرسين وصناع السياسات وعموم الناس.

وستستخدم الوكالة خدمة «آجور أوبين إيه آي» (Azure OpenAI Service) لتذليل العقبات التقنية وتمكين المجموعات المختلفة للمستخدمين من التفاعل مع البيانات العلمية لكوكب الأرض، ما يدل على الأبواب التي يفتحها الذكاء الاصطناعي لتسهيل وتبسيط عملية التعليم والبحث وتحليل مجموعات البيانات الضخمة في المجالات العلمية وسنّ السياسات، وفي مجالات الزراعة والتخطيط الحضري والاستجابة في حالات الكوارث، وغيرها.

ويمكن زيارة الموقع من هذا الرابط: www.earthdata.nasa.gov/dashboard