«Avaya» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي يقلب الخطط المستقبلية في خدمة العملاء

ويزيد رضا العملاء بنسبة تصل إلى 10 %

الشرق الأوسط أصبح سوقاً ناشئة للخدمات السحابية نتيجة النمو الاقتصادي الذي أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات الرقمية (شاترستوك)
الشرق الأوسط أصبح سوقاً ناشئة للخدمات السحابية نتيجة النمو الاقتصادي الذي أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات الرقمية (شاترستوك)
TT

«Avaya» لـ«الشرق الأوسط»: الذكاء الاصطناعي يقلب الخطط المستقبلية في خدمة العملاء

الشرق الأوسط أصبح سوقاً ناشئة للخدمات السحابية نتيجة النمو الاقتصادي الذي أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات الرقمية (شاترستوك)
الشرق الأوسط أصبح سوقاً ناشئة للخدمات السحابية نتيجة النمو الاقتصادي الذي أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات الرقمية (شاترستوك)

في عصر أصبحت فيه البيانات بمثابة العملة الأقوى، والابتكار هو شريان حياة الأعمال الرئيسي، تبرز الخدمات السحابية بوصفها العمود الفقري للنظام البيئي الرقمي سريع التطور في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد أضحت هذه المنطقة سوقاً ناشئة للخدمات السحابية، خصوصاً في السنوات الأخيرة؛ نتيجة النمو الاقتصادي الذي أدى إلى زيادة الطلب على الخدمات الرقمية، بما في ذلك الخدمات السحابية.

ووفقاً لتقرير «IDC» لعام 2023، فمن المتوقع أن تصل سوق الخدمات السحابية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 77 مليار دولار بحلول عام 2025. ويرجع ذلك إلى نمو القطاعات الرئيسية في المنطقة، مثل التكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، والحكومة الإلكترونية.

مسؤول في «أفايا»: الشرق الأوسط من أكثر الأماكن وجوداً للفرص بسبب تقبل الناس لكل جديد تقني (شاترستوك)

أنواع الخدمات السحابية

يمكن تقسيم الخدمات السحابية إلى 3 أنواع رئيسية، أولها البرامج، مثل خدمة «SaaS»، التي توفر للمستخدمين إمكانية الوصول إلى التطبيقات عبر الإنترنت. كما توفر خدمة «IaaS» البنية التحتية للمستخدمين لإمكانية الوصول إلى الخوادم والتخزين والشبكات عبر الإنترنت. أما المنصة مثل خدمة «PaaS» فإنها تؤمّن إمكانية الوصول إلى مجموعة من الأدوات والمكونات لتطوير ونشر التطبيقات.

في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط»، على هامش معرض «جيكتس 2023» الذي استضافته مدينة دبي الإماراتية، يقول نضال أبو لطيف نائب الرئيس الأول، والرئيس العالمي لقطاع المبيعات في شركة «أفايا» إن الخدمات السحابية في منطقة الشرق الأوسط تساعد على تطوير خدمات تقنية مبتكرة، وتحديثها دون الاضطرار إلى توقيف العمل بسبب كونه دائماً متجدداً وسريع التحديث.

استراتيجيات أكثر مرونة وتكيفاً

تجبر وتيرة التغير التكنولوجي السريعة، إلى جانب عدم الاستقرار الاقتصادي، والاضطرابات السياسية في بعض الأماكن، شركات التكنولوجيا الكبرى على تبني استراتيجيات أكثر مرونة وتكيفاً. وتركز هذه الشركات بشكل متزايد على تنويع مصادر الإيرادات، والاستثمار في سلاسل التوريد المرنة، وتعزيز تدابير الأمن السيبراني للتخفيف من المخاطر. علاوة على ذلك، تؤثر الاعتبارات الجيوسياسية في القرارات المتعلقة بتوسيع السوق وإدارة البيانات. ويعدّ نضال أبو لطيف نائب الرئيس الأول، والرئيس العالمي لقطاع المبيعات في شركة «أفايا» في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن العنصر الأنجع في مثل هذه الظروف هو «الاستماع الدائم للزبون الذي يعدّ البوصلة التي تحرك الأعمال وتبني الاستراتيجيات».

تأثير الذكاء الاصطناعي

يؤدي الاعتماد الواسع على النطاق للذكاء الاصطناعي مثل «ChatGPT» إلى تغيير جذري في المشهد الاستراتيجي لشركات التكنولوجيا الكبرى. بل قام عديد منها بتسريع تحولاته نحو المنتجات والخدمات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يمكنها من فهم تفضيلات العملاء بشكل أفضل، وتخصيص التجارب، وأتمتة الوظائف المختلفة. وتستثمر شركات التكنولوجيا الكبرى بشكل متزايد في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطويره لتظل قادرة على المنافسة، بينما تواجه أيضاً قدراً أكبر من التدقيق والتحديات التنظيمية في ضمان الاستخدام العادل والأخلاقي للذكاء الاصطناعي. في جوهر الأمر، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصراً أساسياً في تشكيل الأولويات الاستراتيجية والأساليب التي تركز على العملاء لهذه الشركات، كما يقول نضال أبو لطيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط».

الذكاء الاصطناعي وخدمة العملاء

تؤثر التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي بشكل عميق على شركات التكنولوجيا المتخصصة في برامج خدمة العملاء وروبوتات الدردشة. وقد أتاحت هذه التطورات وجود وكلاء افتراضيين أكثر تطوراً ووعياً بالسياق، مما أدى إلى تحسين جودة تفاعلات العملاء بشكل كبير. يقول أحمد حلمي، نائب الرئيس الدولي لـ«أفايا» في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» إنه أصبح هناك دور للذكاء الاصطناعي في التعرف، ويفهم العملاء أكثر نتيجة المعلومات المتاحة على مختلف طرق الاتصال أو حتى منصات التواصل الاجتماعي.

تعزيز تجربة العملاء

يتفاعل العملاء بشكل متزايد مع روبوتات الدردشة والمساعدين الصوتيين والأنظمة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي للحصول على المساعدة الفورية، مما يقلل الحاجة إلى المكالمات الهاتفية الطويلة أو رسائل البريد الإلكتروني. بل يقوم التخصيص المعتمد على الذكاء الاصطناعي بتقديم استجابات للتفضيلات الفردية، مما يعزز تجربة العملاء. ويرى أحمد حلمي، نائب الرئيس الدولي لـ«أفايا» في حديث خاص لـ«الشرق الأوسط» أن الذكاء الاصطناعي يعمل على تحويل أسلوب الاتصال نحو زيادة الكفاءة والتخصيص في تفاعلات خدمة العملاء.

تقدّر شركة «ماكينزي» في تقرير نشرته عام 2023 أن تطبيق الذكاء الاصطناعي على وظائف رعاية العملاء يمكن أن يزيد الإنتاجية بقيمة تتراوح بين 30 و45 في المائة من تكاليف الوظيفة الحالية.

كما يمكن لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي زيادة رضا العملاء بنسبة تصل إلى 10 في المائة. وتشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل تكلفة خدمة العملاء بنسبة تصل إلى 20 في المائة، وزيادة فرص البيع المتبادل والبيع بنسبة تصل إلى 50 في المائة.

«ماكينزي»: يمكن لروبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي زيادة رضا العملاء بنسبة تصل إلى 10 % (شاترستوك)

دراسات أخرى

وجدت دراسة أجرتها «Verint» هـذا العام أن 80 في المائة من العملاء يتوقعون أن تعمل الروبوتات والذكاء الاصطناعي على تحسين تجاربهم. وفي الإطار نفسه أظهرت دراسة مؤسسة «Gartner» هذا العام أن 58 في المائة من مؤسسات خدمة العملاء تستخدم بالفعل الذكاء الاصطناعي، وتخطط 22 في المائة أخرى للقيام بذلك خلال العام المقبل.

وكانت دراسة سابقة، قامت بها «Dialpad» عام 2022، أشارت إلى أن 77 في المائة من متخصصي خدمة العملاء يعتقدون بأن الذكاء الاصطناعي له تأثير إيجابي في أداء الأعمال. وتشير هذه الأرقام والنسب المئوية إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح ذا أهمية متزايدة في صناعة خدمة العملاء. مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي واعتماده على نطاق أوسع، يمكننا أن نتوقع رؤية طرق أكثر ابتكاراً وفعالية لاستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة خدمة العملاء.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا يعد «GPT-4o mini» نموذج ذكاء اصطناعي صغيراً فعالاً من حيث تكلفة العملاء (شاترستوك)

200 مليون مستخدم نشط في «تشات جي بي تي» أسبوعياً

صرحت شركة «أوبن إيه آي (OpenAI)»،الناشئة للذكاء الاصطناعي، بأن روبوت الدردشة الخاص بها «تشات جي بي تي (ChatGPT)» لديه الآن أكثر من 200 مليون مستخدم نشط أسبوعيا.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا من غير الواضح سبب انتظار «سناب شات» حتى الآن لإحضار تطبيقها إلى «آيباد» (شاترستوك)

بعد 13 عاماً من الانتظار... «سناب شات» تطلق تطبيقها على «آيباد»

يمكن الآن الاستفادة الكاملة من حجم شاشة الجهاز والاستمتاع بلوحة أكبر لالتقاط اللقطات وعرض المحتوى.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا اليقظة وتدابير الأمان تمكّنان الأفراد من الدفاع عن بريدهم الإلكتروني ضد الجرائم الإلكترونية (شاترستوك)

​هل بريدك الإلكتروني بأمان؟ إليك بعض النصائح

تعد عناوين البريد الإلكتروني الشخصية والمهنية أهدافاً رئيسية لمجتمع متنامٍ من مجرمي الإنترنت المتطورين

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا إضافات مفيدة لمتصفح "كروم" تزيد من قدراته ووظائفه

تعرف على أبرز إضافات متصفح «كروم»

يعد متصفح «كروم» Chrome من أكثر المتصفحات شعبية ومرونة في مزاياه بفضل تقديمه تحديثات دورية وما يُعرف بالإضافات Extensions

خلدون غسان سعيد

«غوغل» تقدم ملحقين جديدين لـ«جيميناي» مصممين لهواتف «بيكسل 9»

هذه الإضافات متاحة باللغة الإنجليزية فقط وعلى عدد محدود من الأجهزة (شاترستوك)
هذه الإضافات متاحة باللغة الإنجليزية فقط وعلى عدد محدود من الأجهزة (شاترستوك)
TT

«غوغل» تقدم ملحقين جديدين لـ«جيميناي» مصممين لهواتف «بيكسل 9»

هذه الإضافات متاحة باللغة الإنجليزية فقط وعلى عدد محدود من الأجهزة (شاترستوك)
هذه الإضافات متاحة باللغة الإنجليزية فقط وعلى عدد محدود من الأجهزة (شاترستوك)

قدمت «غوغل» ملحقين جديدين لتطبيق «جيميناي» مصممين خصيصاً لتعزيز الإنتاجية على سلسلة هواتف «بيكسل 9» (Pixel 9) الذكية. تدمج هذه التحديثات «Google Keep» و«Google Tasks» في تطبيق «جيميناي»، مما يوفر للمستخدمين طرقاً أكثر انسيابية لإدارة ملاحظاتهم ومهامهم مباشرة داخل المنصة. وفي حين أن هذه الميزات حصرية حالياً لأجهزة «بيكسل» الأحدث، إلا أن «غوغل» لم تعلن بعد عن موعد توفرها على طرز «بيكسل» القديمة أو الهواتف الذكية الأخرى التي تعمل بنظام «أندرويد» أو ما إذا كانت ستتوفر.

تحسين قابلية الاستخدام

الملحقات الجديدة لـ«Google Keep» و«Google Tasks» متاحة الآن لمستخدمي «غوغل ورك سبايس» (Google Workspace) عبر تطبيق «جيميناي». تم تصميم هذه الأدوات لتبسيط إدارة الملاحظات والمهام، مما يسهل على المستخدمين البقاء منظمين وفعالين. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن هذه الملحقات غير متاحة لمستخدمي الإصدار المجاني من تطبيق «جيميناي»؛ يلزم وجود حساب «غوغل ورك سبايس» للاستفادة من هذه الميزات، إلى جانب هاتف ذكي من سلسلة «Pixel 9».

بمجرد تسجيل دخول المستخدم إلى تطبيق «جيميناي» باستخدام حساب «ورك سبايس» الخاص به، يمكنه الوصول بسهولة إلى الإضافات الجديدة. من خلال الانتقال إلى قائمة الحساب داخل التطبيق والتمرير إلى صفحة الإضافات، سيجد المستخدمون خيارات لـ «Google Keep» و«Google Tasks». يتيح تنشيط هذه الإضافات لهم استخدام الميزات مباشرة من حقل النص في تطبيق «جيميناي» عن طريق كتابة «@» متبوعاً باسم الإضافة.

لاستخدام هذه الإضافات على «جيميناي» يجب تسجيل الدخول إلى نفس حساب «ورك سبايس» (شاترستوك)

تبسيط تدوين الملاحظات

تتيح إضافة «Google Keep» في تطبيق «جيميناي» للمستخدمين إنشاء ملاحظات وقوائم دون عناء. سواء تم طلب ذلك من خلال اسم بسيط أو بناءً على محادثات مستمرة مع «جيميناي»، يمكن للإضافة إنشاء ملاحظات مخصصة لاحتياجات المستخدم. هذه الميزة مفيدة بشكل خاص لالتقاط الأفكار بسرعة أو تحديد الموضوعات أو تنظيم الخطوات للمهام والأهداف.

في حين توفر الإضافة إمكانات قوية لتدوين الملاحظات، إلا أنها بها بعض القيود. لا يمكن للمستخدمين تعديل الملاحظات أو حذفها أو مشاركتها أو عرض الصور والرسومات داخل الملاحظات أو إضافة الصور كملاحظات. على الرغم من هذه القيود، فإن الامتداد يوفر أداة قيمة لإنشاء وتنظيم المعلومات النصية بكفاءة.

إدارة التذكيرات والمهام

يضيف امتداد «مهام غوغل» طبقة أخرى من الإنتاجية من خلال تمكين المستخدمين من إنشاء تذكيرات ومهام من خلال مطالبات نصية بسيطة. يمكن للمستخدمين تحديد التاريخ والوقت وتفاصيل المهام التي يريدون من «جيميناي» تذكرها. كما يمكن تعيين التذكيرات بناءً على المحادثات مع الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، بعد مناقشة تاريخ إصدار فيلم، يمكن للمستخدمين مطالبة «جيميناي» بتذكيرهم بحجز التذاكر قبل يومين من الإصدار.

مثل امتداد «Google Keep»، تتوفر هذه الميزة حالياً باللغة الإنجليزية فقط وعلى عدد محدود من الأجهزة. ومع ذلك، أشارت «غوغل» إلى أنها تخطط لتوسيع الدعم إلى المزيد من الأجهزة واللغات في المستقبل.

من خلال دمج أدوات الإنتاجية هذه في تطبيق «جيميناي» المدعوم بالذكاء الاصطناعي، تسهل «غوغل» على المستخدمين إدارة مهامهم وملاحظاتهم بطريقة أكثر انسيابية وكفاءة، مظهرة تركيزها على تحسين تجربة المستخدم والإنتاجية من خلال حلول ذكية ومتكاملة.