اقتراح إيلون ماسك بفرض دفع «مبلغ شهري صغير» لقاء استخدام «إكس» يثير جدلاً

إيلون ماسك (أ.ف.ب)
إيلون ماسك (أ.ف.ب)
TT
20

اقتراح إيلون ماسك بفرض دفع «مبلغ شهري صغير» لقاء استخدام «إكس» يثير جدلاً

إيلون ماسك (أ.ف.ب)
إيلون ماسك (أ.ف.ب)

يهدف الاقتراح الجديد لمالك «إكس» (تويتر سابقاً) إيلون ماسك بِتَقاضي «مبلغ شهري صغير» نظير استخدام الشبكة الاجتماعية، إلى الحدّ من عدد الحسابات الآلية (الروبوتات) عليها. ومع أنها خطوة منطقية اقتصادياً، يمكن كذلك أن «تقضي» على قاعدة مستخدمي الشبكة، وفقاً لخبراء.

فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار خلال لقاء مع إيلون ماسك الاثنين مسألة المنشورات المعادية للسامية على الإنترنت، والطريقة التي تستطيع «إكس» اعتمادها «لمنع جيوش الحسابات الآلية من تكرارها وتضخيمها»، وردّ ماسك بأن الشركة «تتجه نحو فرض دفع مبلغ شهري صغير في مقابل استخدام نظام (إكس)».

وأوضح أنها في رأيه «الطريقة الوحيدة لمحاربة جيوش هائلة من الحسابات الآلية». وشرح أن «الحساب الآلي يكلّف جزءاً صغيراً من السنت - ولنقل إنه عُشر سنت - ولكن إذا توجّبَ على شخص ما أن يدفع ولو بضعة دولارات، وهو مبلغ بسيط، فإن التكلفة الفعلية للروبوتات (ستصبح) مرتفعة جداً».

وأثار هذا الطرح سخط مستخدمي الشبكة الاجتماعية الذين بات عددهم «550 مليوناً شهرياً»، وفقاً لماسك. واعتباراً من مايو (أيار) 2022، أفادت «إكس» بأن عدد مستخدميها النشطين يومياً يبلغ نحو 230 مليوناً.

وقال الكاتب في موقع «بيزنس إنسايدر» إد زيترون، وهو أيضاً رئيس شركة علاقات إعلامية، إن من شأن هذه الخطوة، «إذا أقدم عليها (ماسك) فعلاً، أن تقتل الموقع». وأضاف «بغضّ النظر عن التكلفة. معظم الناس لن يدفعوا... سيقتل ذلك الموقع وعائدات الإعلانات بضربة واحدة. إنه أمر لا يُصدَّق».

وأجرى ماسك عدداً كبيراً من التغييرات في «إكس» منذ استحواذه على الشبكة في مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

ومن هذه التغييرات صرفه آلاف الموظفين، وتوفير الشبكة خياراً بين صيغة لقاء رسم وأخرى من دون مقابل، وإلغاء الإشراف على المحتوى، وإعادة الحسابات التي حُظرت سابقاً، ومنها حسابات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وفي يوليو (تموز)، أفاد ماسك بأن المنصة فقدت نحو نصف إيراداتها الإعلانية.

ولم يتحقق النجاح المرجوّ من اعتماد خدمة «تويتر بلو» Twitter Blue، وهو اشتراك لقاء رسم يتراوح بين ثمانية دولارات و11 دولاراً شهرياً يوفر عدداً من الامتيازات، من بينها الحصول على العلامة الزرقاء على الملف الشخصي للمستخدم، والإفادة تالياً من انتشار أوسع بفضل خوارزميات المنصة، وإمكان نشر تغريدات ومقاطع فيديو أطول، وإلغاء منشور أو تعديله.

وأظهرت بيانات مبتكر البرمجيات المتخصص في الشبكات الاجتماعية ترافيس براون أن الاشتراك في الخدمة اقتصر على أقل من 5 في المائة من الحسابات البالغ عددها 407 آلاف التي كانت تحمل الشارة الزرقاء المجانية القديمة.

ورأى مدير «بيزنس آبس» جيمس كوبر أن فرض «إكس» رسوماً على مستخدميها «خيار جيد لها من زاوية النموذج الاقتصادي»، لأن الشركة «لم تتمكن إطلاقاً من إنشاء نظام إعلان ذي فاعلية بالمقارنة مع شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى» مثل مجموعة «ميتا».

لكنه لاحظ أن «قيمة (إكس) تكمن في تأثير الشبكة، المتمثل في وجود قاعدة كبيرة من المستخدمين، ومن شأن فرض رسوم شاملة على الخدمة أن يؤدي إلى تدمير قاعدة مستخدمي المنصة، وبالتالي تدمير القيمة التي تمثلها الشبكة».

وإذ ذكّر مدير وكالة «آبتوبيا» آدم بلاكر بأن «الموقع كان مجانياً منذ إطلاقه عام 2006»، قال: «ثمة بدائل مجانية أصبحت متوافرة، والمنتج أصلاً في تراجع منذ عام تقريباً، فبالتالي لماذا الدفع؟».

وأضاف «أعتقد أن فرض أي نوع من الرسوم - حتى لو كان 99 سنتاً شهرياً - سيؤدي فوراً تقريباً إلى ملايين الاشتراكات الجديدة في (ثريدز) التابعة لشركة (ميتا)»، في إشارة إلى الشبكة الاجتماعية الجديدة التي أطلقتها مجموعة مارك زوكربيرغ في يوليو.

وجاءت المحادثة بين إيلون ماسك وبنيامين نتنياهو والتي تم بثها على «إكس»، في وقت دخل رجل الأعمال في مواجهة مع «رابطة مكافحة التشهير ADL اليهودية» التي تحارب معاداة السامية والعنصرية.

وهدد ماسك بمقاضاة المنظمة لتوجيهها إليه اتهامات لا أساس لها برأيه بمعاداة السامية، إذ يرى أنها بذلك جعلت المعلنين ينفرون من شبكة التواصل الاجتماعي، مما حرمها من إيرادات كبيرة.


مقالات ذات صلة

لبنان يربط نزع سلاح «حزب الله» بانسحاب إسرائيل

المشرق العربي شعار «لن نترك السلاح» كتبه مناصرون لـ«حزب الله» على ركام مسجد مدمر بغارات إسرائيلية في بلدة رامية بجنوب لبنان (أ.ف.ب)

لبنان يربط نزع سلاح «حزب الله» بانسحاب إسرائيل

في ظل مطالبة أميركية للبنان بضرورة معالجة ملف سلاح «حزب الله» بسرعة، قال مصدر وزاري لبناني لـ«الشرق الأوسط»، إن انسحاب إسرائيل من الجنوب سيسمح بفتح ملف.

نذير رضا (بيروت)
الاقتصاد 
صورة مركبة تظهر الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والصيني شي جيبينغ (أ.ف.ب)

ترمب يعلق الرسوم 90 يوماً ويرفعها على الصين إلى 125%

استعرت المواجهة التجارية بين الصين والولايات المتحدة أمس. فبعد رد الصين مجدداً على إجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترمب، برفع رسومها الجمركية على الواردات.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان لدى لقائه الوزير ماركو روبيو في واشنطن الأربعاء (الخارجية السعودية)

لقاء سعودي - أميركي يناقش مستجدات غزة والسودان واليمن وأوكرانيا

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، المستجدات في قطاع غزة، والسودان، واليمن، والأزمة الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي جانكارلو جورجيتي (إ.ب.أ)

في غياب أميركا... مجموعة السبع تناقش موقفها من رسوم ترمب

كشف وزير الاقتصاد والمالية الإيطالي جانكارلو جورجيتي اليوم الأربعاء أن مجموعة الدول السبع باستثناء الولايات المتحدة ناقشت كيفية الرد على إعلان الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (روما)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

محكمة أميركية تؤيد قرار ترمب بتسريح آلاف الموظفين

أيَّدت محكمة استئناف أميركية قرار الرئيس دونالد ترمب لتمهد الطريق أمام 18 وكالة اتحادية لتسريح الآلاف في إطار جهود لتقليص عدد العاملين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة تكشف تحيّزات «تشات جي بي تي» في اتخاذ القرار... كالبشر تماماً

أظهر النموذج سلوكاً عقلانياً في المهام الحسابية والمنطقية ما يجعله مفيداً في قرارات تعتمد على قواعد واضحة (شاترستوك)
أظهر النموذج سلوكاً عقلانياً في المهام الحسابية والمنطقية ما يجعله مفيداً في قرارات تعتمد على قواعد واضحة (شاترستوك)
TT
20

دراسة تكشف تحيّزات «تشات جي بي تي» في اتخاذ القرار... كالبشر تماماً

أظهر النموذج سلوكاً عقلانياً في المهام الحسابية والمنطقية ما يجعله مفيداً في قرارات تعتمد على قواعد واضحة (شاترستوك)
أظهر النموذج سلوكاً عقلانياً في المهام الحسابية والمنطقية ما يجعله مفيداً في قرارات تعتمد على قواعد واضحة (شاترستوك)

أصبحت النماذج اللغوية الكبيرة مثل «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي (OpenAI)» محوراً رئيسياً في عدد من القطاعات، لقدرتها على توليد نصوص تشبه النصوص البشرية وتقديم رؤى في مجالات متنوعة. ومع ازدياد اعتماد المؤسسات على هذه النماذج في دعم عمليات اتخاذ القرار، يَبرز سؤال جوهري: هل تقع هذه النماذج في الانحيازات المعرفية نفسها التي تؤثر على الحكم البشري؟

هذا التساؤل يصبح أكثر أهمية في مجالات مثل إدارة العمليات، حيث تُعدّ القرارات الخالية من التحيّز أمراً أساسياً لتحقيق الكفاءة والفاعلية.

أظهرت الدراسة أن «ChatGPT» يعكس بعض الانحيازات المعرفية البشرية خاصة في المواقف غير الموضوعية التي تتطلب أحكاماً ذاتية (شاترستوك)
أظهرت الدراسة أن «ChatGPT» يعكس بعض الانحيازات المعرفية البشرية خاصة في المواقف غير الموضوعية التي تتطلب أحكاماً ذاتية (شاترستوك)

الانحيازات المعرفية للذكاء الاصطناعي

نشرت مجلة «Manufacturing & Service Operations Management» مؤخراً دراسة بعنوان: «مدير تنفيذي وذكاء اصطناعي: هل يتخذ (ChatGPT) قرارات متحيّزة مثلنا؟»، تستكشف ما إذا كان «ChatGPT» يُظهر أنماطاً من التحيّزات المعرفية البشرية عند وضعه في مواقف تتطلب اتخاذ قرارات تتعلق بإدارة العمليات.

تركّز الدراسة على 18 نوعاً شائعاً من التحيّزات البشرية، مثل الإفراط في الثقة، وتجنب الغموض، ومغالطة الاقتران بهدف تقييم مدى تعرض النموذج لهذه الأخطاء المعرفية.

أجرى الباحثون تجارب على نسختين من «ChatGPT» وهما: «GPT-3.5»، و«GPT-4»، وقدموا لهما سيناريوهات مستمَدة من الأدبيات العلمية (سياقات تقليدية)، وأخرى مُعادة صياغتها ضمن سياقات متعلقة بإدارة المخزون والعمليات. وقد هدفت هذه المقاربة إلى اختبار مدى اتساق ردود النموذج عبر سيناريوهات مختلفة، وتحليل مدى تطابقها مع التحيّزات البشرية.

أبرز نتائج الدراسة

كشفت الدراسة عن عدد من النتائج الجوهرية التي تُلقي الضوء على سلوك النموذج في اتخاذ القرار.

1. انعكاس جزئي لانحيازات البشر

في ما يقارب نصف التجارب، أظهر «تشات جي بي تي» أنماطاً من القرارات تشبه التحيّزات البشرية. فعلى سبيل المثال، في السيناريوهات التي تنطوي على درجة من عدم اليقين، أبدى النموذج ميلاً إلى تجنّب المخاطر وتفضيل الخيارات الآمنة، بما يتماشى مع ما يُعرف في علم النفس بسلوك البشر عند التعامل مع المخاطر. لكن على الجانب الآخر، وفي مسائل تتطلب تفكيراً منطقياً بحتاً مثل اختبارات الاحتمالات، اتخذ «ChatGPT» قرارات أكثر عقلانية وخالية من التحيّز.

2. اتساق ملحوظ عبر السياقات

أظهر النموذج اتساقاً كبيراً في طريقة اتخاذه القرارات بين السيناريوهات التقليدية وسيناريوهات إدارة العمليات، ما يشير إلى وجود منهجية منظمة وثابتة خلف قراراته، حتى عندما تتغير تفاصيل المهمة أو السياق الذي تعمل فيه.

3. تطوّر في الأداء بين النسخ

عند مقارنة النسختين «GPT-3.5» و«GPT-4»، لاحظ الباحثون أن النموذج الأحدث كان أكثر دقة في المسائل الرياضية المحددة، لكنه أظهر أيضاً مستويات أعلى من الانحياز في المسائل المتعلقة بالتفضيلات، مما يدل على أن التطور في قدرات النموذج قد يحسّن الأداء في بعض المهام، بينما يزيد احتمالية التحيّز في أخرى.

تحذّر الدراسة من مخاطر الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات دون رقابة بشرية (شاترستوك)
تحذّر الدراسة من مخاطر الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات دون رقابة بشرية (شاترستوك)

تحليل النتائج

مع ازدياد استخدام النماذج اللغوية الكبيرة في بيئات العمل، هناك ثلاث نقاط يجب على مديري العمليات أخذها في الحسبان. يمكن الاستفادة من «ChatGPT» في المجالات التي تتطلب قرارات تستند إلى قواعد واضحة أو حسابات محددة، حيث أظهر النموذج أداء عقلانياً ودقيقاً. وعند التعامل مع مواقف تتطلب أحكاماً ذاتية أو تقييمات تستند إلى التفضيلات، يجب أن يكون هناك وعي بأن النموذج قد يعكس انحيازات البشر. لذا يُنصح بوجود آليات رقابية أو مراجعات بشرية لتفادي اتخاذ قرارات غير موضوعية. وفي حالة الحاجة لاختيار النسخة الأنسب من «ChatGPT» ينبغي على المؤسسات الموازنة بين التكلفة والأداء. فرغم أن «GPT-4» يقدم أداء محسّناً في بعض المهام، لكن زيادة التحيّزات السلوكية في بعض الحالات قد تتطلب إشرافاً أكبر عند استخدامه في بيئات حرجة.

أبعاد أخلاقية أوسع

تكشف نتائج الدراسة أيضاً عن أبعاد أخلاقية مهمة مرتبطة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في عمليات اتخاذ القرار. فإذا كانت هذه النماذج تكتسب تحيّزات البشر أو تعكسها، فقد يؤدي ذلك إلى استمرار، أو حتى تضخيم الأخطاء والتمييزات الموجودة مسبقاً. ومن هنا تبرز أهمية مراقبة أداء هذه النماذج باستمرار، وتطبيق إرشادات أخلاقية واضحة لضمان استخدامها بعدالة وشفافية.

مع تسارع دمج الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل واتخاذ القرار، تصبح الحاجة لفهم سلوك هذه النماذج أكثر إلحاحاً. تقدم الدراسة رؤى مهمة حول كيف ولماذا قد تتصرّف النماذج اللغوية الكبيرة مثل البشر، في بعض الأحيان للأفضل، وفي أحيان أخرى للأسوأ. من خلال فهم هذه التحيّزات والتعامل معها بوعي، تستطيع المؤسسات الاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر أماناً وفاعلية، بما يعزز جودة القرارات ويقلل الأخطاء.