مزايا واعدة في «تشات جي بي تي» تثير مخاوف اختراق الخصوصية

«التحليل البصري» يساعد المكفوفين لكنه يتعرف على الوجوه

مزايا واعدة في «تشات جي بي تي» تثير مخاوف اختراق الخصوصية
TT

مزايا واعدة في «تشات جي بي تي» تثير مخاوف اختراق الخصوصية

مزايا واعدة في «تشات جي بي تي» تثير مخاوف اختراق الخصوصية

طُرح من برنامج المحادثة الذكي الشهير «تشات جي بي تي»، إصدارٌ متقدّم قادر على تحليل الصور ومساعدة المكفوفين. إلّا أنّ الميزة التي تمنحه القدرة على منح اسم لوجه أي فرد من الأفراد كانت السبب في منع وصول هذا الإصدار الجديد إلى عموم الجمهور.

فنّ تحليل الصور

• وصف محتوى الصور: هذا البرنامج الذي يستخدمه الملايين لإعداد المشاريع، ووضع رموز الكومبيوتر، وكتابة القصص الخيالية لا يتقن فنّ توليد وتحليل الكلمات فحسب، بل يستطيع أيضاً تحليل الصور وذلك بوصف محتواها، والإجابة عن أسئلة عنها، وحتّى التعرّف على وجوه الأشخاص الظاهرين فيها. ويأمل البعض أنّ يتمكّن أحدهم أخيراً من تحميل صورة لمحرّك سيّارة معطّل، أو طفح جلدي محيّر، والحصول على الحلّ من «تشات جي بي تي»... ولكنّ شركة «أوبن إي آي» المصمَّمة له، لا تريد لبرنامجها أن يتحوّل إلى آلة للتعرّف على الصور.

• مساعدة مكفوفي البصر: انضمّ جوناثان موسن، مكفوف البصر، في الأشهر القليلة الفائتة إلى مجموعة حصلت على فرصة استخدام النسخة المتقدّمة التي تحلّل الصور من برنامج المحادثة. في رحلة أخيرة، استخدم موسن، التحليل البصري لتحديد نوع الشامبو، وبلسم الشعر، وجلّ الاستحمام في حمّام غرفة الفندق، ووجد أنّ أداء البرنامج قد ذهب أبعد بكثير مما كانت عليه برمجيات تحليل الصور في الماضي.

وقال موسن إنّ «الأداة أبلغتني بسعة كلّ زجاجة بالمللميتر المكعب ووصفت له الطوب في الحمّام بالطريقة التي يحتاج المكفوف إلى سماعها. حصلتُ على كلّ الإجابات التي أريدها بواسطة صورة واحدة».

وأضاف موسن أنّه تمكّن للمرّة الأولى من «استجواب الصور» وأعطى المثال التالي: ورد في نص توصيف لصورة رآها على موقع للتواصل الاجتماعي أنّها «لامرأة شقراء الشعر تبدو عليها السعادة». ولكن عندما طلب موسن من «تشات جي بي تي» تحليل الصورة، أجاب البرنامج أنّها تُظهر «امرأة ترتدي قميصاً أزرق اللون وتلتقط صورة سيلفي على المرآة». وكان باستطاعة موسن طرح أسئلة إضافية لمزيد من الاستفسار عن نوع الحذاء الذي ترتديه وعمّا يظهر في انعكاس المرآة.

وصف موسن (54 عاماً)، الذي يعيش في ويلينغتون، نيوزيلندا، الأمر «بالاستثنائي» خلال استعراض التقنية في مدوّنته الخاصة عن «حياة فقدان البصر».

ميزة التحليل البصري

• قدرات مخيفة: عندما أعلنت شركة «أوبن إي آي» في مارس (آذار) عن «جي بي تي 4»، أحدث النماذج البرمجية من برنامج المحادثة المدعوم بالذكاء الصناعي، وصفته بالـ«متعدّد الوسائط»، أي إنّه يستجيب لأوامر الحثّ المتعلّقة بالصور والنصوص. وقد تفاعل معظم المستخدمين مع البرنامج باستخدام الكلمات فقط، ولكنّ موسن حصل على فرصة الاستخدام المبكّر لميزة التحليل البصري بوساطة شركة «بي ماي آيز Be My Eyes» الناشئة التي تؤمّن اتصالاً للأشخاص المكفوفين مع متطوعين يتمتّعون ببصرٍ طبيعي، وخدمات زبائن للشركات. تعاونت «بي ماي آيز» مع «أوبن إي آي» هذا العام لاختبار ميزة «البصر» في برنامج المحادثة قبل طرحها للاستخدام المفتوح.

توقّف التطبيق أخيراً عن تزويد موسن بمعلومات عن وجوه الناس، معلّلاً الأمر بأنّ الوجوه حُجبت لأسباب تتعلّق بالخصوصية. شعرَ المستخدم بخيبة أمل لأنّه يؤمن أنّه يستحقّ الحصول على القدر نفسه من المعلومات الذي يحصل عليه الأشخاص الذين يبصرون.

عَكَس هذا التغيير مخاوف «أوبن إي آي» من تطويرها لقدرات لا تريد إطلاقها. وقد كشفت سانديني أغاروال، باحثة في السياسات في «أوبن إي آي»، عن أنّ تقنية الشركة الجديدة تستطيع تحديد هوية الوجوه المعروفة كالأشخاص الذين يملكون صفحة على «ويكيبيديا»، ولكنّها لا تعمل بشمولية الأدوات المطوّرة خصيصاً للعثور على وجوه على الإنترنت مثل «كلير فيو إي آي»، و«بيم آيز». ولفتت إلى أنّ ميزة «بصر» نجحت في التعرّف على سام ألتمان، الرئيس التنفيذي للشركة، في الصور بينما لم تتعرّف على أشخاص آخرين يعملون فيها.

«تشات جي بي تي» يستطيع أيضاً تحليل الصور ووصف محتواها والإجابة عن أسئلة عنها وحتّى التعرّف على وجوه الأشخاص الظاهرين فيها

• تقييم غير مقبول للوجوه: إنّ توفير ميزة كهذه للاستخدام العام سيوسّع حدود ما كانت تُعد ممارسات مقبولة من شركات التقنية الأميركية، فضلاً عن أنّه قد يؤدّي إلى متاعب في الصلاحيات القانونية في أماكن كولاية إلينوي وأوروبا التي تفرض على شركات التقنية الحصول على موافقة المواطنين على استخدام معلوماتهم الحيوية (البيومترية) كبصمة الوجه.

علاوة على ذلك، تشعر «أوبن إي آي» بالقلق من قول الأداة أشياء غير مقبولة عن وجوه الناس، كتقييم جنسهم أو وضعهم العاطفي. وقالت أغاروال إنّ شركتها تبحث عن طريقة لعلاج مخاوف الخصوصية هذه وغيرها قبل إطلاق ميزة تحليل الصور على نطاقٍ واسع.

وأضافت: «نريد حقاً لهذا الشيء أن يتحوّل إلى حوار مع الجميع. إذا سمعنا مثلاً أنّ الناس لا يريدون شيئاً من هذا القبيل، فسنسير معهم في نفس الاتجاه».

بالإضافة إلى التقييم الذي ستحصل عليه «أوبن إي آي» من «بي ماي آيز»، تسعى ذراعها غير الربحية إلى إيجاد وسائل للحصول على «مُدخل ديمقراطي» للمساعدة في سنّ قوانين لأنظمة الذكاء الاصطناعي.

وقالت أغاروال إنّ تطوير التحليل البصري لم يكن «غير متوقع» لأنّ النموذج دُرّب على النظر إلى صورٍ ونصوص جُمعت من الإنترنت، مشيرةً إلى أنّ برامج التعرّف على وجوه المشاهير موجودة منذ زمن، ومنها أداة «أوبت آوت» من «غوغل» المخصصة للمشاهير الذين لا يريدون أن يتمّ التعرّف إليهم. وتجدر الإشارة إلى أنّ «أوبن إي آي» تعكف حالياً على دراسة هذه الفكرة.

هلوسات الذكاء الاصطناعي

ولفتت إلى أنّ التحليل البصري الذي ابتكرته شركتها قد يُنتج «هلوسات» كالتي شهدها المستخدمون في أوامر الحثّ النصية. وقالت: «إذا أعطيتم الأداة صورة لشخص على أعتاب الشهرة، قد تحصلون منها على اسم مُتخيّل. مثلاً، إذا أعطيتموها صورة لرئيس تنفيذي شهير من عالم التقنية، قد تعطيكم اسماً لرئيس تنفيذي آخر من المجال نفسه».

في إحدى المرّات، قدّمت التقنية توصيفاً غير دقيق لأداة تحكّم عن بُعد لموسن، عضو مجموعة الاختبار، متحدّثةً بثقة عن أزرارٍ غير موجودة.

بدورها، تستطيع شركة «مايكروسوفت»، التي استثمرت 10 مليارات دولار في «أوبن إي آي»، الوصول إلى أداة التحليل البصري، حيث ظهرت الميزة في إصدار محدود لبعض مستخدمي برنامج «مايكروسوفت»، «بينغ». عند تحميل صورة في الأداة، تلقّى المستخدمون الذين جرّبوها رسالة تُعْلمهم أنّ «تشويش الخصوصية يُخفي الوجوه في محادثات (بينغ)».

استخدم ساياش كابور، عالم متخصص في الكومبيوتر في جامعة «برينستون»، الأداة لفكّ تشفير حروف التحقق (CAPTCHA)، وهو عبارة عن فحص أمني بصري مصمَّم للعين البشرية فقط. نجح برنامج المحادثة في فكّ الرمز والتعرّف على الكلمتين الغامضتين المستخدمتين، ولكنّه نوّه إلى أنّ «حروف التحقّق مصمَّمة لمنع البرامج مثله من الوصول إلى مواقع أو خدمات معيّنة».

من جهته، رأى إيثان مولّيك، أستاذ مساعد يدرس الابتكار وريادة الأعمال في كليّة وارتن التابعة لجامعة بنسلفانيا، أنّ «الذكاء الاصطناعي يبرز في جميع الجوانب التي من المفترض أن تفصل الإنسان عن الآلات».

وكان مولّيك واحداً من مستخدمي «بينغ» الذين حصلوا على فرصة تجربة ميزة «بصر» الجديدة، فأودعها صورة لبهارات في ثلّاجة وطلب من «بينغ» اقتراح وصفات تستخدم هذه المكوّنات، فجاءت الإجابة على الشكل التالي: «صودا بالكريمة المخفوقة»، و«صلصلة الهالبينو الكريمية».

يبدو أنّ «أوبن إي آي» و«مايكروسوفت» تُدركان جيّداً قوّة هذه التقنية وتداعياتها المحتملة على الخصوصية. فقد قال متحدّثٌ باسم «مايكروسوفت» إنّ الشركة لم «تشارك تفاصيل تقنية» حول تشويش الوجه ولكنّها كانت تعمل «عن قرب مع شركائها في (أوبن إي آي) للحفاظ على التزامهم بالتوظيف الآمن والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي».

* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المهلوس على تحقيق اختراقات علمية كبيرة؟

علوم تصميمات لأشكال انتشار البروتين المولدة بالذكاء الاصطناعي

كيف يساعد الذكاء الاصطناعي المهلوس على تحقيق اختراقات علمية كبيرة؟

الانفجارات الإبداعية متجذرة في الحقائق الصارمة للطبيعة والعلم وليس في ضبابية الإنترنت المعروفة بتحيزاتها وأكاذيبها.

ويليام جيه برود (نيويورك)
تكنولوجيا بدائل متنوعة لـ«تشات جي بي تي»

بدائل متنوعة لـ«تشات جي بي تي»

روبوتات دردشة أخرى لها مواطن قوة ونقاط ضعف قد تلبي احتياجاتك بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أداة «ميتا» هي برنامج للدردشة الآلية يعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي (رويترز)

«الذكاء الاصطناعي» في مرمى انتقادات بعد «أخطاء دينية»

ارتكبت أداة الذكاء الاصطناعي «ميتا آي» (Meta AI) خطأً فادحاً بعد اختبارات في نصوص دينية.

محمد السيد علي (القاهرة)
الاقتصاد شعار «أبل» على متجرها  في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)

«أبل» على أعتاب إنجاز تاريخي... قيمة سوقية بـ4 تريليونات دولار

تقترب شركة «أبل» من تحقيق تقييم تاريخي غير مسبوق بقيمة 4 تريليونات دولار في سوق الأسهم، مدعومةً بالتفاعل الإيجابي من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
خاص غسان سلامة (الشرق الأوسط) play-circle 04:47

خاص غسان سلامة لـ«الشرق الأوسط»: العالم إلى حروب أوسع

في حوار موسَّع تحدث غسان سلامة عن الفرص المنظورة لـ20 دولة قد تتحول إلى قوى نووية، ودور الذكاء الاصطناعي في حرب المسيرات ومستقبل سوريا مع ما هو قائم الآن.

ميشال أبونجم (باريس)

«تشات جي بي تي»: أحدث السمات... ونقاط القوة والضعف

«تشات جي بي تي»: أحدث السمات... ونقاط القوة والضعف
TT

«تشات جي بي تي»: أحدث السمات... ونقاط القوة والضعف

«تشات جي بي تي»: أحدث السمات... ونقاط القوة والضعف

«تشات جي بي تي (ChatGPT)» روبوت المحادثة الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، طوَّرته شركة «أوبن إيه آي (OpenAI)» للعمل مساعداً وظيفياً في مجموعة من الأنشطة، بينها الإجابة عن الأسئلة، وتوليد محتويات إبداعية.

سمات رئيسة

ويستخدم النظام النموذج اللغوي الكبير «LLM»، وهو مُدرَّبٌ على مجموعة بيانات متنوعة، تُمكِّنه من المشارَكة بمحادثات معقدة، وتقديم المساعدة الفنية، وسرد القصص. وبفضل قدرته على تحديد السياق وتمييز الفروق الدقيقة، فإنه يتميَّز عن برامج الدردشة الأخرى، ويطرح استجابات تشبه الاستجابات البشرية، وفيما يلي عرض لأبرز سماته وخصائصه وإيجابياته وسلبياته.

يتيح «تشات جي بي تي» مجموعةً من السمات القوية تهدف إلى زيادة الكفاءة والإبداع عبر مجموعة متنوعة من الوظائف؛ إذ يمكنه إنشاء الصور وتحليلها، مما يجعله خياراً ممتازاً للمشروعات المرئية و«رؤى» البيانات، وفقاً لتقرير من موقع «إي ويك». ويتيح لك «تشات جي بي تي» إنشاء خطط واستراتيجيات مفصلة، وتبادل الأفكار، وتوليد حلول قابلة للتنفيذ.

ويمكنه كذلك كتابة التعليمات البرمجية للمهام الفنية، ما يوفر للمطورين الوقت، وإنشاء كتابة واضحة ومقنعة لكل مناسبة. كما أن باستطاعته تلخيص النصوص الطويلة إلى مجموعة أقصر من المعلومات يسهل استيعابها لدرجة أكبر.

الصور والفيديو

• إنشاء الصور: تتيح سمة الذكاء التوليدي لدى «تشات جي بي تي» إنشاء صور باستخدام مطالبات نصية، مثله مثل أدوات الفن الأخرى للذكاء الاصطناعي. ويمكن إنشاء صورة على الفور تقريباً، بالاعتماد على أحاديث عن صور متخيلة.

• تحليل الصور: لاختبار قدرة «تشات جي بي تي» على استخدام طبيعته متعددة الوسائط لتحليل الصور التي لم ينشئها، فإن قمت بتحميل صورة لسمكة تدخن السجائر بجسم دجاجة، وطلبت منه تفسيرها، سيجيب بأن الصورة «إبداع فكاهي سريالي... ربما كان المقصود منه أن يكون قطعةً من الفكاهة السخيفة أو التعليق الاجتماعي».

• تحويل النصوص إلى فيديو: تعتمد ميزة إنتاج الفيديو في «تشات جي بي تي» على تطبيق من متجر تطبيقات «تشات جي بي تي»، يرتبط بسلاسة بواجهة برمجة التطبيقات «api.adzedek.com». وما إن تقدم وصفاً موجزاً للفيديو المقصود، سيتولى التطبيق إنشاء نص مقترح وإرشادك عبر عملية إنشاء الفيديو.

• في البداية، سيوجِّهك إلى «InVideo» لمشاهدة الفيديو الذي جرى إنشاؤه، والذي يتضمَّن سرداً صوتياً عالي الجودة يشبه الإنسان، عبر صور مختارة بعناية ولقطات من الإنترنت. ويوفر هذا التكامل تجربةً ممتازةً ومبسطةً لإنشاء مقاطع فيديو مثيرة للاهتمام وذات جودة احترافية دون عناء.

• كتابة رموز البرمجة: يمكن لقدرة «تشات جي بي تي» على توليد أكواد (رموز) البرمجة أن تكون فاعلة، وفي بعض الأحيان، صعبة. في كثير من الأحيان، ينجح «تشات جي بي تي» في توليد رموز مفيدة يمكن تطبيقها مباشرة على مهام تتنوع بين البرامج النصية البسيطة إلى البرامج المعقدة. ومع ذلك، في بعض الحالات، قد تتطلب النتيجة الأولية مطالبات أو تنقيحات إضافية، لتتناسب مع الاحتياجات المحددة لتطبيقك أو مشروعك.

كتابة النصوص

• كتابة محتوى قصير وطويل: تعدّ مسألة كتابة المحتوى واحدةً من تخصصات «تشات جي بي تي». ويتضمَّن ذلك المحتويات الطويلة، مثل المقالات وفصول الكتب ودراسات الحالة، وكذلك المحتويات الأقصر، مثل فقرات التوصيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والقوالب، وعناصر النشرة الإخبارية. أما وضوح المحتوى، فيعتمد على دقة مطالباتك.

وستحتاج إلى مراجعة ما أنجزه «تشات جي بي تي»، والتحقق من صحة الحقائق الواردة فيه؛ لتجنب التورط في سرقة أعمال آخرين، وكذلك تصحيح الأخطاء، وإضفاء طابع إنساني أقوى على المحتوى.

• كتابة توصيف للمنتجات: يمكن استغلال قدرات «تشات جي بي تي» في إنشاء أوصاف منتج ما، بهدف إطلاق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو إنشاء صفحة منتج على موقع للتجارة الإلكترونية. ويمكن اختبار قدرات «تشات جي بي تي» على إنشاء أوصاف المنتج، عبر تحميل صورة وهمية لعلامة تجارية لأطعمة ، والطلب منه إنشاء وصف يحتوي على معلومات حول الفوائد الصحية والنكهات.

• إعداد خطط السفر: يمكن اختبار «تشات جي بي تي» عبر مطالبته بالتخطيط لرحلة ما - مثلاً إلى جزيرة سيارغاو في الفلبين. وفي أحد السيناريوهات المطروحة، كان من المقرر العمل في الأسبوع الأول في أثناء وجودي في الجزيرة. وفي السيناريو الثاني، كان من المقرر الحصول على إجازة من العمل، مع مرونة كاملة فيما يتعلق بالأنشطة. وقد أنشأ «تشات جي بي تي» جداول مناسبة لكلا السيناريوهين. كما أظهر أن الأماكن التي اقترحها جميعها حقيقية وقائمة حتى اليوم، علاوة على أن جميع الأنشطة قابلة للتنفيذ، وتحظى بشعبية بالفعل بين زوار سيارغاو.

سيناريوهات محتملة... وتلخيصات مختصرة

• تحليل السياق المعقد: بإمكان «تشات جي بي تي» تحليل البيانات السياقية، وطرح اقتراحات، بناءً على سيناريوهات مختلفة، ما يجعله مفيداً لمهام مختلفة. ويجري إنشاء استجاباته بالاعتماد على مجموعة البيانات الضخمة التي يتم تدريبه عليها. وتتألف مجموعة البيانات هذه من مجموعة واسعة من موضوعات وأنماط اللغة البشرية.

بوجه عام، يستخدم «تشات جي بي تي» فهمه الأساسي، لتحديد الأنماط وتكرار سياق المحادثة؛ ما يسمح له بوضع افتراضات حول النية البشرية، وتقديم التوضيحات، والمشارَكة في المناقشات التفاعلية.

ومع ذلك، ليس للنظام وصول في الوقت الفعلي إلى الأحداث الجارية أو معلومات المستخدم الشخصية. وعليه، يتم إنشاء الاستجابات التي يولدها «تشات جي بي تي»، بالاعتماد على المعرفة العامة، بدلاً عن التغييرات التي تقع في الوقت الفعلي. وعليه، يبدو «تشات جي بي تي» مناسباً بشكل خاص للتعامل مع المعلومات الثابتة، والعصف الذهني الإبداعي، وحل المشكلات وشرح المفاهيم بعمق.

• تلخيص النصوص الطويلة: بجانب كتابة المقالات والتوصيفات، يمكن لـ«تشات جي بي تي» المساعدة في تلخيص المحتوى الطويل إلى فقرات أقصر وأسهل في القراءة. فعند الطلب منه تلخيص مقال فإنه يقدِّم بالفعل، في غضون ثوانٍ قليلة، موجزاً للمقال. وتسهم هذه الوظيفة في توفير الوقت، وهي مفيدة بشكل خاص في فهم المعلومات المعقدة أو الشاملة بسرعة.

بجانب ذلك، يساعد «تشات جي بي تي» القُرّاء على التركيز على النقاط المهمة، ما يجعله قيّماً للمحترفين والطلاب والمبدعين، الذين يحتاجون إلى استيعاب المعرفة بسرعة من مصادر متعددة. ويمكن تطبيقه على أوراق بحثية مختلفة، ومقالات تعليمية، وموارد إبداعية.

أدوات لأتمتة المهام

حالياً، يتيح «تشات جي بي تي» إصدارات مخصصة من «جي بي تي» أو مخصصة من المنصة لأنشطة أو تطبيقات محددة. وتحتفظ شركة «أوبن إيه آي» بقائمة متزايدة من صور «جي بي تي» المختلفة. وتتوفر بعض هذه الصور عبر تطبيق «تشات جي بي تي»، ويتم إنشاء البعض الآخر بواسطة المستخدمين لأغراض محددة. وتهدف هذه الأدوات من «جي بي تي» إلى المساعدة في الأنشطة الشائعة، مثل الجدولة، وتدوين الملاحظات، والعصف (الشحذ) الذهني، وتوليد الأفكار، وإنشاء المحتوى، بجانب تحليل الأعمال والبيانات، والبرمجة، والتطوير، والتدريس، والتوجيه، والفنون الإبداعية.

تساعد أدوات «جي بي تي» الإنتاجية على المهام اليومية، مثل الجدولة وإدارة المهام، بينما تساعد أدوات «جي بي تي» المرتبطة بإنشاء المحتوى، الكُتّاب والمسوقين والمبدعين في إنشاء المحتوى.

وتتولى أدوات «جي بي تي» لتحليل الأعمال والبيانات فحص وتقييم الإحصاءات، وجمع المعلومات حول اتجاهات الصناعة، وتقديم توصيات بشأن الخيارات التجارية. وتساعد أدوات «جي بي تي» المخصصة للبرمجة والتطوير المطورين على كتابة عينات التعليمات البرمجية واستكشاف المشكلات وإصلاحها وإنشاء الوثائق الفنية.

كما تيسر أدوات التعليم والتدريس من «جي بي تي» هذه المهمة في موضوعات مختلفة، منها الحساب والعلوم والتاريخ وتعلم اللغات. وتساعد أدوات «جي بي تي» المخصصة للفنون الإبداعية، الفنانين والمصممين والموسيقيين على متابعة الاهتمامات الفنية، مثل التصميم، ومفاهيم الفن، وتأليف الموسيقى والكلمات. ويمكن للمستخدمين تصميم أدوات «جي بي تي» خاصة بهم، عبر تحديد التعليمات وتجميل المستندات والبيانات المناسبة.

الإيجابيات والسلبيات والأسعار

وفيما يلي موجز لأهم إيجابيات وسلبيات هذه الأداة الشهيرة، لمساعدتك على تحديد ما إذا كانت التطبيق الأفضل لاحتياجاتك:

• الإيجابيات، وتشمل:

- يوفر الإصدار المجاني قائمةً موسعةً من تطبيقات «جي بي تي» الإضافية.

- يمكن لقدرات المحتوى التوليدي أن تعاون في تسريع المهام اليومية.

- يمكن تخصيص المحتوى التوليدي عبر إعدادات «تشات جي بي تي» للتخصيص.

• السلبيات، وتشمل:

- لا يمكن للإصدار المجاني الوصول إلى المعلومات على الإنترنت في الوقت الفعلي.

- قد يقع المحتوى التوليدي في خطأ الهلوسة من وقت لآخر.

- يفتقر إلى التعاطف العاطفي مع المواقف المعقدة.

• أسعار «جي بي تي». تُقدِّم الشركة المنتجة إصداراً مجانياً من «تشات جي بي تي» يتيح للمستخدمين الوصول إلى معظم تطبيقاته المتكاملة داخل المنصة. ويتمتع المستخدمون بإمكانية الوصول الكامل إلى «GPT- 4o mini»، بجانب إمكانية الوصول المحدود إلى «GPT- 4».

وتبلغ تكلفة الإصدار المدفوع من «تشات جي بي تي»، 20 دولاراً شهرياً، ويتضمَّن سمات جديدة، بجانب إتاحته الوصول إلى «OpenAI o1 - preview»، و«OpenAI o1 mini»، و«GPT- 4o»، و«GPT- 4»، علاوة على ما يصل إلى 5 رسائل لـ«GPT 4o»، والوصول إلى تحليل البيانات، وتجميل الملفات، وتصفح الويب، وإنشاء الصور، ووضع الصوت المتقدم.