قدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي Generative AI، مثل «تشات جي بي تي» ChatGPT و«غوغل بارد» Google Bard، فوائد كثيرة في الاستخدامات اليومية، سواء كانت لإيجاد المحتوى أو تلخيصه أو تقديم خطط للدراسة وإنقاص الوزن وتحليل النصوص البرمجية وتطويرها... وغيرها. وأصبحت هذه التقنيات شائعة الاستخدام لدرجة أن الشركات أصبحت توظف مختصين بها لرفع مستويات أداء الموظفين.
ولكن نتائج استخدام هذه التقنية تعتمد بشكل أساسي على الأوامر التي يقدمها المستخدم، وقد تحدث أخطاء تنجم عنها نتائج ذات معلومات غير دقيقة. ونقدم في هذا الموضوع مجموعة من النصائح لرفع جودة الأوامر التي يجري تقديمها لنظم الذكاء الاصطناعي للحصول على النتائج المرغوبة بأفضل وجه.
أوامر مفصلة
بداية، لا يجب تقديم جملة عامة للنظام إن أردت الحصول على نتيجة دقيقة، تماماً مثلما يحدث في الواقع مع الأشخاص من حولك. ويجب التعامل مع النظام كأنه شخص أو موظف متعدد المواهب يساعدك في أداء مهمة ما. وفي بداية الأمر، يُنصح بتوضيح السياق الذي سيعمل به ذلك الشخص، مثل القول: «افترض أنك مدير محتوى للشبكات الاجتماعية. جهز لي نصوصاً للنشر على منصات (فيسبوك) و(تويتر) و(لينكد إن) حول الموضوع التالي...». هذه الطريقة تضع النظام في سياق متخصص لن يتجاوزه، الأمر الذي سيقدم لك نتائج أفضل وأكثر دقة.
مثال آخر هو إن كنت تعمل في شركة، ويرغب الموظفون في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية. الأسلوب المناسب هنا هو تقديم ملخص عن الشركة للنظام قبل طلب أمر ما منه، وذلك حتى تكون النتائج مرتبطة بالشركة. وعوضاً عن طلب: «أوجد لي استراتيجية زيادة وعي عن علامتي التجارية»، يمكن طلب: «نحن شركة رائدة في تقديم الخدمات الاستشارية في مجال تطوير نتائج البحث في الإنترنت، ونساعد مراكز الأبحاث حول العالم في جذب طلاب التخصصات العلمية. نحن نتحدث مع مراكز الأبحاث بطريقة بسيطة وإيجابية تلهمهم لرفع مستويات موظفيهم. أوجد لي استراتيجية تَوَسُّع عبر (فيسبوك) و(لينكد إن) لجذب مراكز أبحاث جديدة في منطقتي شمال أفريقيا وجنوب أوروبا مستخدماً عروض (يوتيوب) من قناتنا (يُذْكَر رابط القناة)».
وإن كنت ترغب في الحصول على أمور عدة في النتيجة، فيجب تقسيم الطلبات إلى أجزاء أصغر للحصول على نتائج دقيقة، ذلك أن نظم الذكاء الاصطناعي التوليدي قد تقدم نتائج غير دقيقة أو خاطئة في بعض الأحيان بسبب فهمها غير الصحيح للجملة الطويلة المركبة التي قد يطلبها المستخدم. مثال لذلك هو الرغبة بإيجاد مقال سيجري نشره على موقع شركتك، ويجري العثور عليه بسهولة في نتائج البحث. الخطوة الأولى هي طلب البحث عن الكلمات المفتاحية في محركات البحث Search Engine Optimization SEO المرتبطة بفكرة المقال، ومن ثم طلب إيجاد المقال بعد تقديم الأفكار المرغوبة للنظام. الخطوة التالية هي طلب إضافة الكلمات المفتاحية التي عثر عليها النظام إلى نص المقال، وتعديل كلمات سابقة وفقاً لذلك، للحصول على مقال مفيد، ويحتوي على الكثير من الكلمات المفتاحية التي يجري البحث عنها في الإنترنت والمرتبطة بفكرة المقال.
كما يُنصح باستخدام قاموس لمرادفات الأفعال للحصول على نتائج أكثر دقة في حال عدم حصولك على النتيجة المرغوبة. مثال لذلك هو طلب: أعد كتابة النص التالي ليكون أقصر. وقد تحصل على نتيجة أفضل إن طلبت: اختصر النص التالي. وبإمكانك أيضاً إعادة صياغة النتيجة بأسلوب مختلف، مثل طلب «أعد صياغة النص السابق ليكون مستوى القراءة سهلاً على الجميع وبنبرة حوار عوضاً عن الأمر».
النصيحة التالية هي طلب أمر واحد في كل مرة تتفاعل فيها مع النظام، مع شرح النتيجة المرغوبة بدقة وباختصار، ذلك أن المزيد من الكلام والوصف قد يجعل النظام يعرض نتائج أبعد مما يمكن الحصول عليه بوصف مختزل. مثال لذلك إن أردت من الذكاء الاصطناعي كتابة رسالة بريد إلكتروني، فيجب تحديد الجمهور المستهدف، والعناصر التي يجب ذكرها في الرسالة، والفعل المرجو من الجهة التي ستقرأ الرسالة. ويمكن طلب التالي من النظام: افترض أنك مسؤول علاقات دولية وسترسل رسالة إلى وزراء تقنية المعلومات في الدول التالية: «الدولة 1» و«الدولة 2» و«الدولة 3» و«الدولة 4». الهدف المطلوب هو كتابة رسائل بريد إلكتروني خاصة بكل دولة بهدف تحقيق التالي: «ذكر هدف المؤسسة أو المنظمة المرغوب». الوزراء مهتمون بتطوير الاقتصاد الرقمي لدولهم. اطلب منهم في نهاية الرسالة تسجيل اهتمامهم بالمشاركة في جلسة حوارية مع خبرائنا من خلال الرابط التالي.
أهداف محددة
وإن حصلت على نتيجة ليست دقيقة كما تريد، فيمكنك طلب تعديل ذلك بإعادة صياغة الطلب أو إضافة أو حذف بعض التفاصيل أو توضيح السياق المطلوب. مثال لذلك هو طلب: «اقترح لي كتاباً». قد يقدم لك الذكاء الاصطناعي كتباً في الطهي أو في الفيزياء أو الروايات الأدبية أو حول أسس لغة برمجة ما. الطلب الأمثل هو: «لو كنت شخصاً يحب الروايات البوليسية باللغة الإنجليزية لكُتّاب مثل (الكاتب 1) و(الكاتب 2)، فاقترح لي روايات مشابهة ذات شخصيات رئيسية متعددة وليست واحدة».
مثال آخر هو طلب «اقترح لي وصفة للعشاء»، الأمر الذي سيقدم نتائج غير دقيقة. الطريقة الفضلى هي طلب التالي: «كشخص يحب الأطعمة الحديثة خصوصاً الحارّة، اقترح لي قائمة عشاء متنوعة لـ4 أصدقاء».
ويمكنك التعرف على كيفية عمل نظم الذكاء الاصطناعي بسؤاله عن ذلك! ويمكنك مثلاً طلب: «إن أردت (اكتب الهدف المرغوب)، ما هي الجملة Prompt التي يجب أن أقدمها لك للحصول على أفضل نتيجة؟ ويمكن طلب تعديل الجملة في حال رأيت أن النتيجة لم تقدم الهدف المرغوب، وذلك بالطلب الصريح من النظام بتطوير الجملة بعد تقديم عوامل إضافية للوصول إلى هدفك».
النصيحة الأخيرة هي تقديم بنية المقال المرغوب في حال أردت الحصول على مقال مطول نوعاً ما، قبل طلب كتابة المقال نفسه. مثال لذلك هو: «اتبع النهج التالي للقصة: أولاً اكسب عاطفة القراء، ثانياً أوجد التوتر في القصة، ثالثاً أوجد حلاً للتوتر، رابعاً أضف توتراً جديداً غير متوقع، خامساً قدم حلاً للتوتر الجديد في آخر لحظة. اكتب لي قصة مكونة من ألف كلمة بمستوى قراءة يتناسب مع مستوى طلاب الصف السادس الابتدائي بصيغة المتحدث حول الأفكار التالية (الفكرة 1) و(الفكرة 2) و(الفكرة 3)».