بعثة علمية تدرس المنظومة البيئية المعرّضة للخطر في أكبر مضائق غرينلاند

مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي عالم الأحياء إريك ماريشال بالقرب من إيتوكورتورميت في مضيق سكورسبي ساوند فيور شرق غرينلاند في 18 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)
مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي عالم الأحياء إريك ماريشال بالقرب من إيتوكورتورميت في مضيق سكورسبي ساوند فيور شرق غرينلاند في 18 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)
TT

بعثة علمية تدرس المنظومة البيئية المعرّضة للخطر في أكبر مضائق غرينلاند

مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي عالم الأحياء إريك ماريشال بالقرب من إيتوكورتورميت في مضيق سكورسبي ساوند فيور شرق غرينلاند في 18 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)
مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي عالم الأحياء إريك ماريشال بالقرب من إيتوكورتورميت في مضيق سكورسبي ساوند فيور شرق غرينلاند في 18 أغسطس 2023 (أ.ف.ب)

يشق المركب الشراعي «كاماك» طريقه بين الجبال الجليدية في مضيق سكورسبي في غرينلاند، وعلى متنه علماء يعملون على درس المنظومة البيئية المعرّضة للخطر، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وبيّنت سجلّات محطة الأبحاث «ساميت كامب» (Summit Camp)، أن الشهر السابع من السنة الحالية كان الأعلى حرارة بين أشهر يوليو (تموز) على الإطلاق في الجزء العلوي من الغطاء الجليدي في غرينلاند؛ مما جعل العلماء يستشعرون أكثر فأكثر بمدى الحاجة الملحّة إلى تنفيذ مهمة درس تأثيرات ظاهرة الاحترار المناخي على هذه المضائق.

وقال خبير الطحالب الدقيقة الموجودة في الثلج والجليد إريك مارشال من المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا، وهو أحد العلماء على المركب: إن «الخطر يتمثل في انقراض منظومة بيئية بأكملها».

ويحفظ سكورسبي الذي يضم أكبر مجموعة من المضائق في العالم قسماً كبيراً من أسراره؛ إذ يبقى 11 شهراً من 12 أسير الجليد.

وجُهّزت البعثة العلمية بما يلزم لتفادي خطر الاصطدام بالجبال الجليدية التي تمثل في بعض الأماكن ما يصل إلى نصف سطح الوادي الجليدي، وكذلك لمواجهة وجود الدببة القطبية. ورأى أعضاؤها أن المهمة تستحق كل هذا العناء.

تظهر هذه الصورة التي التُقطت في 15 أغسطس 2023 جبالاً جليدية نتيجة ذوبان أحد أكبر الأنهار الجليدية بسبب درجات الحرارة الدافئة - سكورسبي ساوند فيور شرق غرينلاند (أ.ف.ب)

وقال رئيس البعثة فنسان إيلير، وهو مدير جمعية «غرينلانديا» التي تقود المهمة خلال أغسطس (آب) الحالي: إن «ظاهرة الاحترار المناخي دخلت مرحلة مكثفة هنا، وثمة حاجة إلى توثيق ذلك».

وركزت المهمة خصوصاً على جمع عينات من الثلوج والكائنات البحرية الدقيقة.

وحفرت حرارة شمس مطلع أغسطس دروباً من الثلج الذائب على حواف الجبال الجليدية، ويسود في الموقع هدير الأنهار الجليدية المنتشرة في المضيق.

وفي حين بدا بعض الجبال الجليدية أشبه بكتل زرقاء منحوتة عالية، ليس البعض الآخر سوى تلال مغطاة بطبقات من الثلج المتدحرج.

حتى أن جغرافيا المكان غير مؤكدة، وبات خطر الانسحاق بين كتلتين عملاقتين من الجليد ملموساً.

وقال قبطان المركب الشراعي دافيد دولامبل: «لدينا عامل الطقس وفي الوقت نفسه لدينا خرائط (للجليد) غير موثوق بها؛ إذ ثمّة تحوّل كبير في الخرائط، لذلك نحن نتلمس خط السبر والعمق، وبعد ذلك يصبح الأمر بمثابة اكتشاف وتكيّف».

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 16 أغسطس 2023 أحجاماً مختلفة من كتل جليدية تنجرف أثناء ذوبانها بسبب درجات الحرارة الدافئة على طول مضيق سكورسبي ساوند فيور شرق غرينلاند (أ.ف.ب)

وتقع نقطة الوجود البشري الوحيدة في المنطقة ضمن شعاع يبلغ 500 كيلومتر وهي قرية إتوكورتورميت التي تعدّ نحو 300 نسمة، ويعاني سكانها تبعات الاحترار المناخي.

وفي منتصف سبتمبر (أيلول)، ستصبح الطريق إلى المضيق مقفلة مجدداً.


مقالات ذات صلة

الأنيميا تصيب 19 % من الحوامل عالمياً

صحتك الأنيميا حالة شائعة بين النساء الحوامل (جامعة مانشستر)

الأنيميا تصيب 19 % من الحوامل عالمياً

كشفت دراسة مرجعية، أجراها باحثون في إثيوبيا، عن أن معدل انتشار فقر الدم بسبب نقص الحديد بين النساء الحوامل يبلغ نحو 19 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الصداع النصفي هو اضطراب عصبي شائع يتميز بنوبات متكررة من الصداع الشديد (جامعة كاليفورنيا)

علاج فوري للصداع النصفي يثبت فعاليته

أكدت دراسة أميركية أن دواءً معتمداً للوقاية من الصداع النصفي يمكن أن يبدأ مفعوله فور تناوله.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا أصبحت نماذج الذكاء الاصطناعي أقوى وأكثر انتشاراً (رويترز)

دراسة: الذكاء الاصطناعي قادر على الخداع ورفض تغيير وجهة النظر

أظهرت دراسة لشركة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الأميركية «أنثروبيك» أن نماذج الذكاء الاصطناعي تستطيع خداع المطورين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق عندما نشعر بالجوع يتّخذ الدماغ مجموعة خطوات لبدء تناول الطعام (جامعة طوكيو)

الكشف عن دوائر الدماغ المنظِّمة للجوع والشبع

أدّى هذا الاكتشاف إلى تطوير أدوية تتفاعل مع السيروتونين أو مستقبلاته لتنظيم عملية استهلاك الطعام وعلاج مرض السمنة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق الزحمة تفقدنا عادةً الصبر (مختبر سيسا ميديا ​​لاب)

3 سيناريوهات لفقدان القدرة على الصبر

حدّدت دراسة أميركية جديدة 3 سيناريوهات يمكن أن تخلق لدينا «عاصفة مثالية» من فقدان قدرتنا على الصبر أو ما اعتدنا على التعبير عنه بأن «صبرنا نفد تجاه أمر ما».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

التثاؤب لا يقتصر على البشر... بل الأسماك والطيور والحيوانات أيضاً

أسد يتثاءب في سفاري في رانكاغوا بتشيلي (أرشيفية - رويترز)
أسد يتثاءب في سفاري في رانكاغوا بتشيلي (أرشيفية - رويترز)
TT

التثاؤب لا يقتصر على البشر... بل الأسماك والطيور والحيوانات أيضاً

أسد يتثاءب في سفاري في رانكاغوا بتشيلي (أرشيفية - رويترز)
أسد يتثاءب في سفاري في رانكاغوا بتشيلي (أرشيفية - رويترز)

البشر ليسوا وحدهم الذين يتثاءبون، بل إن جميع الفقاريات تفعل ذلك أيضاً، بما في ذلك الأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات.

ووفقاً لأندرو غالوب، أستاذ علم الأحياء السلوكي بجامعة جونز هوبكنز، فإن فعل التثاؤب «القديم من الناحية التطورية» من المرجح أن يخدم عدة أغراض.

وقال في برنامج «مورنينغ بلس» على شبكة «سي بي إس» الأميركية أمس (الجمعة): «إن حقيقة الحفاظ عليه على نطاق واسع في جميع أنحاء مملكة الحيوان تشير إلى أنه من المحتمل أن يحمل وظيفة تطورية، وتشير الأبحاث إلى أنه يعمل في مجموعة متنوعة من المجالات». وتشير هذه النتائج إلى أن التثاؤب قد يكون له دور في تعزيز التغييرات في حالة اليقظة أو أنماط النشاط لدينا.

وفي هذا السياق، قال غالوب: «غالباً ما نتثاءب بشكل متكرر قبل أن ننام أو بعد أن نستيقظ. وقد ثبت أن التثاؤب يزيد من الإثارة واليقظة المرتبطة بهذه التغييرات في الحالة».

وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن التثاؤب له وظيفة تبريد الدماغ، وقال غالوب: «إن إحدى الآليات التي يمكن أن تسهل التغيرات في الحالة أو الإثارة المتزايدة نتيجة للتثاؤب هي تبريد الدماغ»، وقال إن تبريد الدماغ يشير إلى تبريد درجة حرارة الدماغ، وهذا يمكن أن يساعدنا على الشعور بالهدوء، «لأن التوتر والقلق يزيدان من درجة حرارة الدماغ ويؤديان أيضاً إلى التثاؤب».

وتابع غالوب: «إن التثاؤب يساعد على تعزيز الوعي العقلي واليقظة. لذا عندما يتثاءب الأفراد في بيئة أكاديمية أو غرفة اجتماعات، فقد يكون ذلك مؤشراً على أنهم يحاولون بالفعل الانتباه».