اتهمت منظمة «Prisoners Defenders»، ومقرها مدريد، السلطات الكوبية بإدارة «نظام مؤسسي للعمل القسري» يشمل عشرات الآلاف من السجناء الذين يُجبرون على إنتاج السيجار والفحم المخصَّص للتصدير إلى الأسواق الأوروبية، في ظروف وصفتها بأنها «عبودية حديثة مطلقة»، وفقاً لصحيفة «الغارديان».
ووفق التقرير الصادر عن المنظمة، فإن ما لا يقل عن 60 ألف سجين يعملون داخل السجون الكوبية بأجور زهيدة أو من دون أجر، وتحت التهديد والعقاب، لإنتاج السيجار الشهير وفحم المارابو الذي يُسوَّق في أوروبا كمنتج «صديق للبيئة». وأكدت المنظمة أن منتجات هذا العمل القسري تصل إلى أسواق في بريطانيا وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا واليونان وتركيا.
وبحسب الشهادات التي جمعتها المنظمة بين أبريل (نيسان) وأغسطس (آب) الماضيين من 53 شخصاً في 40 سجناً، فإن جميعهم أُجبروا على العمل «تحت التهديد أو العنف».
ويشير التقرير إلى أن إنتاج السيجار تأكد في 7 سجون على الأقل، حيث يعمل 505 سجناء على تصنيع نحو 11.6 مليون سيجار سنوياً، أي ما يعادل 7.5 في المائة من الإنتاج الوطني، لكن لم يُعرف بدقة حجم الصادرات التي تعود إلى هذا العمل القسري.
وفي شهادته للصحيفة، قال أحد السجناء السابقين: «إذا رفضت العمل، فإنهم يضعون ملاحظة في ملفك تُستخدم لاحقاً لحرمانك من الإفراج المشروط أو الزيارات العائلية».
كما لفت التقرير إلى أن الكوبيين من أصول أفريقية، الذين يشكلون 34 في المائة من السكان، يمثلون 58 في المائة من السجناء، في دلالة على تمييز عنصري في ظروف الاحتجاز والعمل. وأوضح أحد السجناء السابقين أن «العمالة القسرية تتركز على ذوي البشرة السوداء، بينما يكلف السجناء البيض بمهام أخف».
دعت المنظمة الإسبانية المجتمع الدولي إلى محاسبة هافانا، وفرض حظر على تجارة المنتجات المرتبطة بالعمل القسري، مطالبة بفتح السجون أمام بعثات مستقلة. وقالت في ختام تقريرها: «السجون الكوبية ليست مراكز لإعادة التأهيل، بل أماكن للاستغلال والسيطرة».
في المقابل، لم ترد الحكومة الكوبية ولا شركة «Habanos»، المشغلة الرئيسية لصادرات السيجار بالشراكة مع الدولة، على طلبات التعليق.

