«الناتو»: أميركا والأوروبيون متفقون بشأن تهديد روسيا طويل الأمد

مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض عقب محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)
مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض عقب محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)
TT

«الناتو»: أميركا والأوروبيون متفقون بشأن تهديد روسيا طويل الأمد

مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض عقب محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)
مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يتحدث للصحافيين في البيت الأبيض عقب محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (إ.ب.أ)

قال مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، عقب محادثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين متفقون على أن روسيا تشكل تهديداً طويل الأمد.

وأضاف روته، للصحافيين خارج البيت الأبيض: «نحن متفقون جميعاً في حلف شمال الأطلسي على أن روسيا تشكل تهديداً طويل الأمد لأراضي الحلف ولكامل المنطقة الأوروبية الأطلسية».

وأكد أيضاً أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة تجاه حلف شمال الأطلسي، حتى مع تركيز واشنطن المتزايد على منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقبيل قمة الحلف المقررة في يونيو (حزيران) يضغط دونالد ترمب على حلفاء واشنطن للموافقة على هدف جديد يتمثل في إنفاق 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بما يفوق بكثير المستوى الحالي في الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

إردوغان يعوّل على «صداقة» ترمب لرفع عقوبات «كاتسا» عن تركيا

شؤون إقليمية الرئيس دونالد ترمب والرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحافي مشترك في البيت الأبيض بواشنطن 13 نوفمبر 2019 (رويترز)

إردوغان يعوّل على «صداقة» ترمب لرفع عقوبات «كاتسا» عن تركيا

عبّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن تفاؤله برفع القيود الأميركية المفروضة على قطاع الدفاع في بلاده بفضل «علاقة الصداقة» التي تجمع بينه وبين نظيره ترمب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث عبر الجوال مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من المكتب البيضاوي (أ.ب)

ترمب: سأتحدث هاتفياً مع بوتين صباح الاثنين

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إنه سيتحدث هاتفياً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاشرة من صباح بعد غدٍ الاثنين، بشأن الحرب في أوكرانيا، والتجارة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ جنود أميركيون يصعدون على متن طائرة (رويترز)

أميركا تدرس سحب عشرات آلاف الجنود من أوروبا

تستعد الولايات المتحدة الأميركية لبدء مناقشات حول سحب قواتها من أوروبا، وفقاً لسفيرها لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية جانب من المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول بمشاركة وفد تركي برئاسة وزير الخارجية هاكان فيدان (أ.ب)

روسيا وأوكرانيا اتفقتا على تبادل ألفي أسير وبحثتا وقف إطلاق النار

واتفق الجانبان الروسي والأوكراني خلال المحادثات بينهما في إسطنبول الجمعة بمشاركة تركية على تبادل ألفي أسير حرب وبحثا وقف إطلاق النار

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو (رويترز)

روبيو: أعضاء «الناتو» سيوافقون على إنفاق دفاعي بقيمة 5 % على مدى عقد

كشف وزير الخارجية الأميركي أن كل الدول الأعضاء بـ«حلف شمال الأطلسي» ستوافق بحلول قمة الحلف في يونيو 2025، على هدف إنفاق ما يعادل 5 في المائة من الناتج

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مكالمات ترمب وبوتين... من كسر «عزلة روسيا» إلى وقف «حمام الدم»

أجرى ترمب وبوتين ثلاث مكالمات هاتفية منذ يناير 2025 (أ.ف.ب)
أجرى ترمب وبوتين ثلاث مكالمات هاتفية منذ يناير 2025 (أ.ف.ب)
TT

مكالمات ترمب وبوتين... من كسر «عزلة روسيا» إلى وقف «حمام الدم»

أجرى ترمب وبوتين ثلاث مكالمات هاتفية منذ يناير 2025 (أ.ف.ب)
أجرى ترمب وبوتين ثلاث مكالمات هاتفية منذ يناير 2025 (أ.ف.ب)

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، ثالث اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، منذ تسلّمه السلطة في يناير (كانون الثاني)، في محاولة أميركية جديدة لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.

وبينما خفّض الجانبان التوقّعات قبيل المكالمة، وصف بوتين الاتصال الذي استمرّ أكثر من ساعتين بـ«المفيد». وقال الرئيس الروسي في تصريح مقتضب للصحافيين عقب الاتصال، إن المحادثة كانت «بناءة وصريحة جداً». كما اعتبر أن المباحثات مع أوكرانيا تسير «في الاتجاه الصحيح»، بعد محادثات مباشرة جرت الجمعة في إسطنبول، هي الأولى بين الأوكرانيين والروس منذ ربيع عام 2022. ورأى بوتين أن الاتصالات «بين المشاركين في هذا الاجتماع والمحادثات قد عادت، ما يدفع إلى الظن أننا في الاتجاه الصحيح».

وكان البيت الأبيض قد استبق المكالمة عبر التعبير عن إحباط واشنطن من فشل موسكو وكييف في الاتفاق على هدنة. وقال نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، قبل مغادرته روما إن واشنطن تدرك أن الطريق نحو إنهاء الحرب «صار مسدوداً، وإذا لم تكن موسكو مستعدة للمشاركة، فإن الولايات المتحدة ستضطر في النهاية إلى القول إنها ليست حربها».

وعلى الجانب الروسي، أقرّ الكرملين بصعوبة المفاوضات قبل الاتصال. وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن العمل لحلّ النزاع في أوكرانيا سيكون «شاقاً» و«قد يحتاج لوقت طويل»، مشيراً إلى أن «التسوية تنطوي على عدد كبير من التفاصيل الدقيقة والمعقّدة التي تجب مناقشتها بعناية».

دمى ماتريوشكا الروسية التقليدية تصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترمب في متجر بموسكو (إ.ب.أ)

ورغم صعوبة ردم الهوة بين كييف وموسكو، ولا سيّما عقب فشل محادثات اسطنبول في تحقيق اختراق، تنظر العواصم الأوروبية إلى اتصال ترمب كدفعة «حاسمة» باتجاه مفاوضات قد تقود إلى هدنة في أوكرانيا. بيد أن عدداً من القادة الأوروبيين عبّروا عن تخوّفهم من «تأثير» الرئيس بوتين على رأي سيد البيت الأبيض في النزاع، ولا سيّما أن ترمب استأنف العلاقات مع موسكو بعد عودته إلى السلطة، منهياً قرابة ثلاث سنوات من العزلة الدبلوماسية المفروضة على روسيا.

فما طبيعة العلاقة بين ترمب وبوتين؟ وما موقف الرئيس الأميركي من الحرب التي أطلقها الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022؟

محادثات ترمب وبوتين

عقد ترمب أول محادثة هاتفية معلنة مع نظيره الروسي في 12 فبراير، أي بعد ثلاثة أسابيع من تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية. وقال ترمب آنذاك إن كلاً من بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب عن رغبته في السلام، وذلك في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين، وأمر كبار المسؤولين الأميركيين ببدء محادثات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وتحدث ترمب وبوتين مرة ثانية في 18 مارس (آذار). وقال الكرملين إنهما تحدّثا لمدة ساعتين تقريباً، وهي واحدة من أطول مكالمات بوتين مع قائد دولة أخرى، وفق وكالة «أسوشييتد برس». وعقب المكالمة الثانية، وافق بوتين على وقف استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية مؤقتاً، لكنه رفض مقترح وقف إطلاق النار الكامل لمدة 30 يوماً، الذي كان ترمب يأمل أن يكون الخطوة الأولى نحو اتفاق سلام دائم.

واستمرّت الهجمات على البنية التحتية الطاقية، مع تبادل كل من أوكرانيا وروسيا اتّهامات بخرق وقف إطلاق النار الجزئي.

طبيعة المكالمات

يتحدّث ترمب وبوتين، وفق وكالة «أسوشييتد برس»، عبر خطوط مشفرة، يشارك فيها مترجمون. ففيما يتقن بوتين بعض الإنجليزية، إلا أنه يستخدم اللغة الروسية للتفاوض. وحتى الآن، لم يستخدما تقنية الاتصال عبر الفيديو.

اتصالات غير معلنة؟

أثارت تصريحات للكرملين، في مارس الماضي، تساؤلات حول احتمال إجراء ترمب وبوتين اتصالات هاتفية غير تلك المعلنة خلال الأشهر الأخيرة. وقبل الاتصالات مع ترمب، كانت آخر مكالمة لبوتين مع رئيس أميركي في فبراير 2022، عندما تحدث مع جو بايدن قبل فترة وجيزة من إصدار الرئيس الروسي أوامره بإرسال عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا.

لقاء يجمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عام 2019 (أرشيفية - د.ب.أ)

وسبق أن ذكر الصحافي في صحيفة «واشنطن بوست»، بوب وودورد، في كتابه «الحرب» الصادر عام 2024، أن ترمب أجرى محادثات مباشرة مع بوتين سبع مرات بعد مغادرته البيت الأبيض في عام 2021. ورداً على سؤال حول ما إذا كان ذلك دقيقاً، قال ترمب في مقابلة مع «بلومبرغ» العام الماضي: «إذا فعلت ذلك، فإنه أمر ذكي»، فيما نفى الكرملين تقرير وودورد. كما ذكرت كل من «رويترز» و«واشنطن بوست» و«أكسيوس»، بشكل منفصل، أن ترمب وبوتين تحدّثا في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، أي قبل تنصيب ترمب رئيساً. ونفى الكرملين تلك التقارير كذلك.

موقف ترمب

دعا ترمب، الذي يقول إنه يريد أن يُذكر كصانع سلام، مراراً إلى إنهاء «حمام الدم» في أوكرانيا. وأكّد الرئيس الأميركي عدّة مرات أن بوتين منفتح على السلام، وأن أوكرانيا ببساطة «لا تملك الأوراق» لخوض حرب ضد روسيا. إلا أنه عبّر كذلك عن بعض الاستياء من بوتين، بعد تعثّر الجهود الأميركية لوقف إطلاق النار. وفي أواخر مارس، قال ترمب إنه «غاضب» من بوتين، وهدّد بفرض رسوم جمركية ثانوية تتراوح بين 25 في المائة و50 في المائة على مشتري النفط الروسي، إذا شعر أن موسكو تعرقل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

جانب من اجتماع بين ترمب وزيلينسكي في الفاتيكان يوم 26 أبريل (أ.ب)

وعن سبل الحلّ، استبعد ترمب عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، كما اعتبر أن دعم الولايات المتحدة السابق لتوسيع التحالف العسكري الذي تقوده بلاده كان سبباً في الحرب، وهو ما تعترض عليه العواصم الغربية الأخرى. ويقول القادة الأوروبيون إن بوتين ليس جاداً بشأن السلام، ويخشون من أن يفرض ترمب اتفاق سلام «عقابياً» يهدّد بتجريد أوكرانيا من خُمس أراضيها، التي تقع حالياً تحت السيطرة الروسية. وتختلف مقاربة الرئيس الأميركي الحالي بشكل كامل عن سلفه، إذ أدان جو بايدن وزعماء أوروبا الغربية الغزو الروسي، واعتبروه «استيلاءً على الأراضي على الطريقة الإمبريالية»، كما تعهّدوا بهزيمة القوات الروسية التي يقولون إنها قد تهاجم حلف «الناتو» يوما ما، وهو ما تنفيه موسكو.

موقف بوتين

يقول بوتين، الذي تسيطر قواته على أقل بقليل من خُمس أوكرانيا، إنه مستعد لمناقشة السلام، ولكنه حذّر من وقف إطلاق نار فوري لا يعالج «أسباب النزاع».

ونقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء عن بوتين، قوله الأحد، إن روسيا تتطلع إلى «خلق الظروف للسلام الدائم وضمان أمن البلاد». وأضاف الرئيس الروسي أن «النتيجة الضرورية للعملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) هي حماية مصالح الناس في الأراضي التي يعيش فيها من يعتبرون روسيا وطنهم». كما أكّد أن روسيا تحترم المصالح الوطنية للولايات المتحدة، وتنتظر منها نفس المعاملة.

جانب من مؤتمر صحافي طرح فيه بوتين عقد مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا يوم 11 مايو (أ.ب)

وفي يونيو (حزيران) 2024، قال بوتين إنه يجب على أوكرانيا أن تتخلى رسمياً عن طموحاتها في حلف شمال الأطلسي، وأن تسحب قواتها من كامل أراضي المناطق الأوكرانية الأربع التي تطالب بها روسيا. وعندما اقترح بوتين إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر، ذكر بوتين على وجه التحديد مسودة اتفاق عام 2022 التي تفاوضت عليها روسيا وأوكرانيا بعد فترة وجيزة من بدء الغزو الروسي.

وبموجب مسودة خطة سلام سُرّبت إلى الإعلام على أنها «خطّة أميركية»، ونفتها مصادر قريبة من الإدارة، قد تعترف الولايات المتحدة بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم، وبالسيطرة الروسية على مناطق لوهانسك وأجزاء من زابوريجيا ودونيتسك وخيرسون.