قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الطريق الوحيد للسلام في أوكرانيا، يمر عبر إزالة الأسباب الجذرية للنزاع. وعدّ أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبدو أنه يفهم ما يجري في أوكرانيا، أكثر بكثير من أي زعيم أوروبي. وبينما أكد أنه لا يوجد سبب لعدم قيام علاقات جديدة بين روسيا وأميركا، أوضح لافروف أن ترمب يتفهم الحاجة إلى معالجة الأسباب الجذرية للصراع في أوكرانيا، من أجل التوصل إلى حل. وأضاف: «الرئيس الأميركي دونالد ترمب ربما هو الوحيد، حتى الآن، بين القادة الغربيين، الذي أكد مراراً أن محاولة ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) كان خطأ... وهذا بين الأسباب الجذرية التي أشرنا إليها كثيراً».
وزعم لافروف أن نظاماً عنصرياً مسيطراً في أوكرانيا، قائلاً: «لم تعلق أوروبا على حقوق الإنسان في أوكرانيا، من يريد إجراء استفتاء يجب أن يحظى بحماية القانون».
«الناتو» عدو نفسه
وتساءل وزير الخارجية الروسي، خلال جلسة السبت، في إطار منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع المنعقد في جنوب تركيا: «هل يمكن إنشاء قوة حفظ سلام مشتركة في أوكرانيا؟».

وذكر أن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قال: «نحن بحاجة إلى مقاتلين، لا قوات حفظ سلام»، لكن الجميع يغفلون النقطة الأساسية... «أنتم تُريدون وجود قوات حفظ سلام هناك، إنهم لا يستخدمون قوة أي جماعة عسكرية لإحلال السلام، بل لحماية النظام العنصري هناك».
وعدّ لافروف أن أكبر عدو لـ«الناتو» هو «الحلف» نفسه، قائلاً: «عقدنا اجتماعاً بين روسيا وبيلاروسيا حول الأمن الأوراسي، دعيت إليه دول أعضاء في (الناتو) والاتحاد الأوروبي لحضور هذا المؤتمر، ليست هناك جامعة أو اتحاد أوراسي، لكن هذا الرفض تكرر أكثر من مرة، واستمر بالطريقة نفسها، هذا ليس ضد أحد، هذا ليس ضد (الناتو)، عدو (الناتو) الأكبر هو الحلف نفسه».
وأشار لافروف إلى أن الولايات المتحدة تدرك ضرورة حل مسألة الأراضي في سياق التسوية الأوكرانية.

وقال: «لقد قدّمنا لزملائنا الأتراك، إلى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، خلال اللقاء معه السبت، على هامش منتدى أنطاليا، الشيء ذاته الذي قدمناه للأميركيين وللأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قدمنا قائمة بالحقائق التي توثّق الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة الروسية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية». وأضاف أنه «على الرغم من الاتفاق على وقف الهجمات على البنية التحتية للطاقة، فإن نظام كييف مستمر بتنفيذ هجماته كل يوم تقريباً».
العلاقات الروسية - الأميركية
وعن عودة العلاقات بين بلاده وأميركا إلى طبيعتها، قال لافروف إنه لا يرى سبباً لعدم وجود علاقات «جيدة» بين موسكو وواشنطن، وكذلك بين الصين والولايات المتحدة. وأضاف: «عند احترام مصالح الدول في تعامل بعضها مع بعض، ستنجح المشاريع اللوجيستية والاقتصادية». وتابع: «روسيا لم ترفض قط التعاون مع الولايات المتحدة، لكن إدارة الرئيس السابق، جو بايدن، قالت إنه تجب معاقبة روسيا، وبدأت بترحيل دبلوماسيينا، وصادرت أصول روسيا، والآن يفكرون فيما سيفعلونه بها، يجب ألا يمسوا أصل الأموال التي سرقوها، إنهم يأكلون فوائدها، لم تغِب أفكار الاستعمار الجديد عن أذهان هؤلاء الناس أبداً».
ووصف هذا الموقف من جانب إدارة بايدن بـ«الغباء»، مشيراً إلى أن ترمب، قال: «دعونا نعُد إلى الوضع الطبيعي، دعونا نتخلص من هذا الموقف السخيف».
وعدّ لافروف أنه «أمر مخزٍ» أن تتدخل الولايات المتحدة في الشؤون العالمية بهذا الشكل، قائلاً: «لا يمكنك أن تُملي قواعدك علينا، هذا أمر نابع من هوسك بدورك العالمي».
واستضافت الرياض وإسطنبول، خلال مارس (آذار) الماضي، وأبريل (نيسان) الحالي، 3 اجتماعات بين الجانبين الروسي والأميركي، لبحث حول أنشطة البعثات الدبلوماسية.
لا اتصالات مع أوكرانيا
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك اتصالات مباشرة، أو غير مباشرة مع الجانب الأوكراني في أنطاليا، قال لافروف: «لم نجرِ أي اتصالات مع ممثلي أوكرانيا على هامش المنتدى».

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيها، إن بلاده تسعى لتحقيق سلام «عادل وشامل ومستدام» في نهاية الحرب التي تشنها روسيا بلاده، موضحاً أن دعم الشركاء مثل تركيا ضروري لتحقيق هذا الهدف.
ولفت سيبيها، في تصريحات على هامش منتدى أنطاليا السبت، إلى أن بلاده استعادت نصف الأراضي التي احتلتها روسيا منذ بدء الحرب، ومع ذلك لا يزال 20 في المائة من أراضيها «تحت الاحتلال»، على حد وصفه.
وقال إن تكلفة الحرب اليومية تبلغ نحو 220 مليون دولار، وإن إجمالي الخسائر في البنية التحتية بلغ نحو 600 مليار دولار، وفقاً للبنك الدولي.




