صحافيون معرّضون للخطر بعد تفكيك ترمب وسائل إعلام مموّلة أميركياً

مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
TT
20

صحافيون معرّضون للخطر بعد تفكيك ترمب وسائل إعلام مموّلة أميركياً

مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)
مبنى المقر الرئيسي لإذاعة «صوت أميركا» قرب مبنى الكابيتول الأميركي في واشنطن (إ.ب.أ)

حذّرت منظمة «مراسلون بلا حدود»، الاثنين، من أن الخطوات التي يتّخذها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتفكيك وسائل إعلام عالمية تموّلها الولايات المتحدة على غرار إذاعة «صوت أميركا»، من شأنها تعريض صحافيي هذه المؤسسات للخطر.

باشرت إدارة ترمب، الأحد، عمليات تسريح واسعة النطاق في إذاعة «صوت أميركا» (فويس أوف أميركا) ووسائل إعلام أخرى تمولها الولايات المتحدة، بعد يومين على توقيع سيّد البيت الأبيض أمراً تنفيذياً يوقف عمل «الوكالة الأميركية للإعلام العالمي»، المشرفة على الإذاعة، وذلك في أحدث تدابيره لخفض الإنفاق في الحكومة الفيدرالية.

وقالت منظمة «مراسلون بلا حدود» إنها «تطلق جرس الإنذار على خلفية مخاطر تواجه طواقم الوكالة الأميركية للإعلام العالمي حول العالم، بينهم تسعة صحافيين مسجونين حالياً في الخارج بسبب عملهم».

وجاء في بيان للمدير العام لـ«مراسلون بلا حدود» تيبو بروتان أن «إدارة ترمب ترسل إشارة تقشعرّ لها الأبدان: الأنظمة الاستبدادية على غرار بكين وموسكو باتت لديها الحرية لنشر دعايتها من دون رادع».

وقال بروتان إن القرار ينطوي على «خيانة» لصحافيي الوكالة الأميركية للإعلام العالمي التسعة المسجونين في أذربيجان وبيلاروس وبورما وروسيا وفيتنام و«يجعل آلافاً آخرين عاطلين عن العمل ومعرّضين للخطر» بسبب عملهم.

تشرف الوكالة الأميركية للإعلام العالمي على وسائل إعلام عدة بينها «إذاعة أوروبا الحرة - راديو ليبرتي» التي تأسست خلال الحرب الباردة للوصول إلى التكتل السوفياتي السابق، وإذاعة «آسيا الحرة» التي تأسست لتوفير تغطية للصين وكوريا الشمالية وبلدان آسيوية أخرى يخضع الإعلام فيها لقيود مشددة.

إضافة إلى «مراسلون بلا حدود»، حذّرت منظّمات إعلامية في أوروبا من مخاطر التدابير التي يتّخذها ترمب على صعيد تجميد التمويل.

وجاء في بيان لـ«فرانس ميديا موند» و«دويتشه فيلي» أن «هذه الخطوة تهدّد بحرمان ملايين الأشخاص حول العالم من مصدر حيوي للمعلومات المتوازنة التي تم التحقق منها، خصوصاً في بلدان تعد فيها الصحافة المستقلة نادرة أو معدومة».

وتابع البيان: «هذه الخطوة تثير قلقاً بالغاً؛ نظراً إلى الدور الذي تؤديه الولايات المتحدة منذ زمن في الدفاع عن حرية الصحافة».


مقالات ذات صلة

متى يزور السيسي واشنطن؟

تحليل إخباري السيسي خلال زيارة سابقة لواشنطن في أثناء ولاية ترمب الأولى عام 2019 (الرئاسة المصرية)

متى يزور السيسي واشنطن؟

قال خبراء ومصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن السيسي «لن يُقدم على خطوة زيارة واشنطن إلا في حال اطمئنان القاهرة للالتزام بالأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها».

هشام المياني (القاهرة )
الولايات المتحدة​ الرئيس دونالد ترمب مجتمعاً بأعضاء حكومته في البيت الأبيض 24 مارس (رويترز)

ترمب يقاوم ضغوط إقالة مستشاريه بعد «فضيحة سيغنال»

كشفت «فضيحة سيغنال» عن اختلاف جوهري في مقاربة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإدارة حكومته بين ولايتيه الأولى والثانية.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا علَمان لغرينلاند يظهران أمام تمثال في نوك (أ.ب)

الدنمارك منزعجة من طريقة حديث إدارة ترمب عن غرينلاند

أعلن وزير الخارجية الدنماركي اليوم (السبت)، أنّ بلاده «لا تستسيغ نبرة» نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس الذي انتقد بشدّة ما وصفه بتقاعس الدنمارك بشأن غرينلاند.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
المشرق العربي امرأة تمشي أمام المباني السكنية المتضررة في داريا بسوريا (أ.ب)

السفارة الأميركية في سوريا تحذر من تزايد مخاطر وقوع هجمات

حذرت سفارة الولايات المتحدة الأميركية في سوريا رعاياها من تزايد مخاطر وقوع هجمات خلال عيد الفطر في الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يسيرون عبر حرم جامعة كولومبيا الأميركية (أ.ف.ب)

بعد تنازلات لإدارة ترمب... استقالة الرئيسة المؤقتة لجامعة كولومبيا

استقالت رئيسة جامعة كولومبيا المؤقتة كاترينا أرمسترونغ، وذلك بعد أسبوع واحد من موافقة الجامعة على تغييرات كبيرة وسط معركة ساخنة مع إدارة ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

محللون: «الخوف» من ماسك وراء عودة معلنين إلى منصة «إكس»

شعار منصة «إكس» (رويترز)
شعار منصة «إكس» (رويترز)
TT
20

محللون: «الخوف» من ماسك وراء عودة معلنين إلى منصة «إكس»

شعار منصة «إكس» (رويترز)
شعار منصة «إكس» (رويترز)

تشهد منصة «إكس» التي توقفت عن استخدامها شركات كثيرة بعد استحواذ إيلون ماسك عليها في أواخر عام 2022 عودة للمعلنين ترجع جزئياً إلى «الخوف» من انتقام رجل الأعمال الثري والمقرّب جداً من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بحسب تقرير أعدّه محلّلون.

وتتوقع شركة «إي ماركتر» أن تزيد الإيرادات المتأتية من الإعلانات في «إكس»، للمرة الأولى منذ 2021، بنسبة 17.5 في المائة في الولايات المتحدة و16.5 في المائة في مختلف أنحاء العالم.

ونقل بيان للشركة عن المحللة جاسمن إنبرغ قولها إن «جزءاً من هذا النمو يغذيه الخوف»، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشارت إلى أنّ عدداً كبيراً من المعلنين يعتبرون أنّ الإنفاق على «إكس» هو تكلفة تشغيلية من أجل التخفيف من المخاطر المحتملة للتداعيات القانونية أو المالية إذا لم يشتروا مساحة إعلانية عبر الشبكة الاجتماعية.

إيلون ماسك أثناء حضوره اجتماعاً في البيت الأبيض الولايات المتحدة 24 مارس 2025 (رويترز)
إيلون ماسك أثناء حضوره اجتماعاً في البيت الأبيض الولايات المتحدة 24 مارس 2025 (رويترز)

منذ أن استحوذ ماسك على المنصة، سمح بالمنشورات التي تنطوي على كراهية أو تتضمّن معلومات مضللة تحت راية حرية التعبير، مما تسبب في إبعاد بعض الشركات التي شعرت بالقلق إزاء السياق الذي تظهر فيه منشوراتها.

وأصبح إيلون ماسك وهو كذلك رئيس شركتي «تسلا» و«سبايس إكس» داعماً مالياً وسياسياً رئيساً لدونالد ترمب خلال الحملة الرئاسية الأخيرة، ويترأس راهناً لجنة الكفاءة الحكومية منذ عودة ترمب إلى السلطة في يناير (كانون الثاني).

وقالت إنبرغ: «من السابق لأوانه الحديث عن انتعاش»، مشيرة إلى أن «النشاط الإعلاني لـ(إكس) يظل أقلّ أهمية في العام 2025 عمّا كان عليه سنة 2019»، مضيفة: «خصوصاً أنّ الخوف ليس دافعاً دائماً، والوضع لا يزال غير مستقر، إذ إن استياء بعض المستخدمين من ماسك يتزايد».

وأشارت إلى أنّ «إكس» نجحت في جذب «قاعدة جديدة من المعلنين، بينهم شركات صغيرة ومتوسطة حجم كانت المنصة تعاني معها في السابق».