النمسا: تمديد توقيف زوجين ارتبطا بشبكة خططت لهجمات إرهابية

تعزيز التدابير الأمنية حول الكاتدرائيات في فيينا وكولونيا بسبب «مخاطر متزايدة»

ضباط شرطة ألمان يقومون بفحص المصلين قبل قداس نهاية العام البابوي في كاتدرائية كولونيا (د.ب.أ)
ضباط شرطة ألمان يقومون بفحص المصلين قبل قداس نهاية العام البابوي في كاتدرائية كولونيا (د.ب.أ)
TT

النمسا: تمديد توقيف زوجين ارتبطا بشبكة خططت لهجمات إرهابية

ضباط شرطة ألمان يقومون بفحص المصلين قبل قداس نهاية العام البابوي في كاتدرائية كولونيا (د.ب.أ)
ضباط شرطة ألمان يقومون بفحص المصلين قبل قداس نهاية العام البابوي في كاتدرائية كولونيا (د.ب.أ)

مدّدت السلطات النمساوية، الاثنين، توقيف زوجين يُشتبه بارتباطهما بشبكة متطرفة يُعتقد أنها كانت تخطط لهجمات إرهابية في فيينا وكولونيا، فيما أُخلي سبيل شخص ثالث كان قد أوقف معهما.

كانت السلطات النمساوية قد أوقفت ثلاثة أشخاص في مركز للاجئين قبيل عيد الميلاد، وقالت إنهم «ينشطون في شبكة إسلاموية»، في حين عزّزت فيينا وكولونيا التدابير الأمنية حول الكاتدرائيات وغيرها من المواقع بسبب «مخاطر متزايدة» من وقوع هجمات. والزوج متحدّر من طاجيكستان ويبلغ 29 عاماً فيما تبلغ زوجته 27 عاماً وهي متحدرة من تركيا، وهما يقيمان في فيينا وقد مُدِّد توقيفهما، الاثنين، حسبما أفادت المتحدثة باسم المحكمة كريستينا سالزبورن، لوكالة الصحافة الفرنسية.

استنفار أمني أمام كاتدرائية كولونيا عقب اعتقال طاجيكي متهم بالتهديدات (د.ب.أ)

ويجري التحقيق معهما بشبهة الانتماء إلى شبكة متطرفة كانت تخطط لشن هجمات على أهداف محتملة في فيينا وكولونيا. وأوضحت سالزبورن أن شيشانيا، الذي يبلغ 47 عاماً، كان موقوفاً وأُخلي سبيله (الجمعة) لعدم توفر أي أسس تستدعي تمديد توقيفه. والأسبوع الماضي مدّدت السلطات الألمانية توقيف شخصين مشتبه بهما على خلفية مخطط يُعتقد أنه كان يرمي إلى شن هجوم في رأس السنة على كاتدرائية في كولونيا. وأحد هذين الشخصين متحدّر من طاجيكستان ويبلغ 25 عاماً وجرى توقيفه قبل عيد الميلاد، أما الآخر فيُشتبه بأنه متواطئ معه، وجرى توقيفه في 31 ديسمبر (كانون الأول). وكانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن الموقوفَين كانا يعتزمان تنفيذ هجمات في ألمانيا وأيضاً في فيينا، أو مدريد باسم تنظيم «داعش - ولاية خراسان»، في إشارة إلى فرع تنظيم «داعش في أفغانستان»، إلا أن الشرطة النمساوية نفت وجود «تهديد فوري بوقوع هجوم في فيينا».

وصرح متحدث باسم الشرطة الألمانية بأنه لن يتم إطلاق سراح رجل مشتبه به محتجز لديها على خلفية تحذير من هجوم إرهابي على كاتدرائية كولونيا، وذلك بسبب أمر اعتقال أوروبي صادر من النمسا.

وقال المتحدث، الثلاثاء، إن المحكمة الابتدائية بمدينة كولونيا أصدرت ما يسمى أمر احتجاز ضد الرجل بناءً على أمر الاعتقال هذا، موضحاً أنه سيكون هناك إجراء تسليم.

وكان قد جرى توقيف الرجل المنحدر من طاجيكستان، 30 عاماً، ليلة عيد الميلاد في مدينة فيزل، غرب البلاد. يُذكر أن الشرطة أعلنت آنذاك أنه سيظل محتجزاً. وأوضحت الشرطة في وقت سابق، الثلاثاء، أنها تعتزم التوضيح لاحقاً الأساس الذي يجري الاستناد إليه في إبقاء المشتبه به رهن الاحتجاز.

وكانت الأجهزة الأمنية قد تلقت قبل عيد الميلاد بلاغات عن وجود خطة محتملة لشن هجوم من جانب مجموعة إسلاموية في ليلة رأس السنة.

وعلى أثر ذلك عززت الشرطة من الاحتياطات الأمنية عند الكاتدرائية لتأمين احتفالات عيد الميلاد.

يُذكر أن عناصر من القوات الخاصة في الشرطة فتّشت مسكناً في مدينة فيزل الواقعة على الراين الأسفل، ليلة عيد الميلاد (الكريسماس)، إذ ألقت القبض على خمسة رجال. وأعلنت الشرطة نهاية الشهر الماضي إطلاق سراح أربعة من هؤلاء الرجال فيما أبقت على احتجاز الطاجيكي، 30 عاماً، «لتجنب الخطر». وهناك اشتباه في أنه كان يتجسس على الكاتدرائية.

ضابطا شرطة وحارس الكنيسة (دوم شفايتزر) في كاتدرائية كولونيا 24 ديسمبر 2023... وحسب الشرطة شُددت الإجراءات الأمنية بسبب مؤشرات على وجود خطة هجوم محتملة (إ.ب.أ)

إلى ذلك، أعلن متحدث باسم الادعاء العام في مدينة كولونيا، أن الادعاء يعتزم تقديم طلب لإيداع رجل معتقل على خلفية تحذير من وقوع هجوم إرهابي على كاتدرائية المدينة، الحجز، إلى حين تسليمه.

وأوضح المتحدث أن الطلب سيُقدم إلى المحكمة الإقليمية العليا في كولونيا، غربي ألمانيا، مشيراً إلى أن هذه تعد الخطوة الأولى من إجراء متعدد المراحل يمكن أن ينتهي بتسليم الرجل إلى النمسا.

استنفار أمني أمام كاتدرائية كولونيا (د.ب.أ)

يُذكر أن هناك أمر اعتقال صادراً بحق الرجل (30 عاماً) في النمسا. وأضاف المتحدث أنه سيجري فحص إمكانية احتجاز الرجل إلى حين تسليمه، ولفت إلى أنه في حال رفضت المحكمة العليا هذا الأمر خلال الإجراء، فعندئذ يتعين من الناحية النظرية إطلاق سراح الرجل على الفور، وقال إن العملية برمتها يمكن أن تستغرق «بضعة أسابيع».

كانت السلطات الألمانية قد ألقت القبض على الرجل، وهو طاجيكي، ليلة عيد الميلاد، في مدينة فيزل، «درءاً للمخاطر»، وذلك بعد فترة وجيزة من تلقيها بلاغات عن سيناريو هجوم محتمَل على كاتدرائية كولونيا. وقالت الشرطة إن سيناريو الهجوم يتعلق بليلة رأس السنة وبداية العام الجديد.

ضباط شرطة ألمان يحرسون مدخل كاتدرائية كولونيا " أ.ب. أ"

وإلى جانب المعلومات عن احتمال وجود خطة لشن هجوم على الكاتدرائية في كولونيا، تلقت أجهزة الأمن الألمانية أيضاً قبل عيد الميلاد معلومات عن هجوم محتمَل يجري التخطيط لشنه على كنيسة في العاصمة النمساوية فيينا.

كانت شرطة كولونيا قد أعلنت أمس، عن صدور أمر اعتقال أوروبي من النمسا بحق الرجل الموجود حالياً في سجن مدينة كولونيا. وحسب الادعاء العام في فيينا، فإن أمر الاعتقال صدر بسبب احتمال صلة الرجل بالإرهاب.

وأضاف الادعاء النمساوي أن هناك علاقة لهذا الإجراء بأشخاص مشتبه بهم قُبض عليهم في فيينا.

ضباط شرطة يؤمّنون مدخل كاتدرائية كولونيا بعد أن قالت الشرطة إن رجلاً طاجيكياً يبلغ من العمر 30 عاماً اعتُقل في 24 ديسمبر الماضي لصلته بتهديد إرهابي للكاتدرائية لا يزال رهن الاحتجاز بعد أسبوعين من اعتقاله (د.ب.أ)

وأفادت معلومات وردت إلى وكالة الأنباء الألمانية بأنه يُعْتَقَد أن الرجل كان يقيم في العاصمة النمساوية، وأنه التقط صوراً لهدف الهجوم المحتمل.

كانت الأجهزة الأمنية قد تلقت قبل عيد الميلاد بلاغات عن وجود خطة محتملة لشن هجوم من جانب مجموعة إسلاموية في ليلة رأس السنة. وعلى أثر ذلك عززت الشرطة من الاحتياطات الأمنية عند الكاتدرائية لتأمين احتفالات عيد الميلاد.

ضباط شرطة يحرسون كاتدرائية كولونيا (ألمانيا)... وحسب الشرطة شُددت الإجراءات الأمنية فيها بسبب مؤشرات على وجود خطة هجوم محتملة من جماعة إرهابية (إ.ب.أ)

وقال المسؤول في شرطة كولونيا فرانك فيسباوم، إن التحقيقات التي جاءت بعد توقيف الطاجيكي الأسبوع الماضي، خلصت إلى أنه كان هناك مخطط لاستخدام سيارة، وسيلةً للهجوم، مضيفاً: «لكن كيفية القيام بذلك غير معروفة لنا». ونفّذت الشرطة عمليات تفتيش بمساعدة الكلاب المدرَّبة في موقف السيارات تحت أرض كاتدرائية كولونيا، لكنها لم تعثر على أغراض مشبوهة.


مقالات ذات صلة

تركيا: انقسام حول المشكلة الكردية... وإردوغان قد يختار الانتخابات المبكرة

شؤون إقليمية إردوغان وبهشلي خلال الاحتفال بذكرى تأسيس الجمهورية التركية في 29 أكتوبر الماضي (الرئاسة التركية)

تركيا: انقسام حول المشكلة الكردية... وإردوغان قد يختار الانتخابات المبكرة

تعمق الجدل والانقسام حول احتمالات انطلاق عملية جديدة لحل المشكلة الكردية في تركيا... وذهبت المعارضة إلى وجود أزمة داخل «تحالف الشعب» الحاكم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أحد لقاءات الأسد وإردوغان في عام 2010 (أرشيفية - الرئاسة التركية)

​إردوغان يُبقي على آماله بلقاء الأسد واحتمال شنّ عملية عسكرية شمال سوريا

جدّدت تركيا رغبتها في تطبيع العلاقات مع سوريا من دون تحقيق شرط الانسحاب العسكري لقواتها الموجودة في مناطق الشمال السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا عناصر من «حركة الشباب» الصومالية الإرهابية (أ.ب)

مقديشو: مقتل 3 جنود صوماليين وأكثر من 20 إرهابياً من «حركة الشباب»

لقي ثلاثة جنود على الأقل مصرعهم، وأصيب ثلاثة آخرون من القوات الصومالية جراء انفجار لغم أرضي استهدف مركبة عسكرية في مديرية دينيلي بالعاصمة مقديشو.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شؤون إقليمية يسود جدل واسع في تركيا حول خلافات غير معلنة بين إردوغان وحليفه دولت بهشلي (الرئاسة التركية)

بهشلي جدد دعوة أوجلان للبرلمان وأكد عدم وجود خلاف مع إردوغان

جدد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي تمسكه بدعوته لحضور زعيم حزب العمال الكردستاني السجين للحديث أمام البرلمان مشدداً على عدم وجود خلاف مع إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (أرشيفية - د.ب.أ)

توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم في فترة الأعياد

تفيد السلطات الألمانية بأنها أحبطت هجمات عدة، لكن 3 أشخاص قُتلوا، وجُرح 8 في عملية طعن أثناء مهرجان في أحد شوارع مدينة زولينغن في أغسطس (آب) الماضي.

«الشرق الأوسط» (برلين)

كوريا الشمالية تصادق على معاهدة دفاعية مع روسيا

بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
TT

كوريا الشمالية تصادق على معاهدة دفاعية مع روسيا

بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)
بوتين وكيم خلال لقائهما في روسيا العام الماضي (أرشيفية - رويترز)

صادقت كوريا الشمالية على معاهدة دفاع مشترك مع روسيا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية اليوم (الثلاثاء)، ما يؤكد عمق التعاون الأمني بين البلدين في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا.

ويضفي هذا الاتفاق طابعاً رسمياً على أشهر من توطيد الروابط العسكرية بين البلدين اللذين كانا حليفين طوال الحرب الباردة.

واتهمت سيول وحليفتها الولايات المتحدة، كوريا الشمالية المسلحة نووياً، بإرسال آلاف الجنود إلى روسيا تم حشدهم على الحدود قرب كورسك، وفقاً للتقارير.

وأوردت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن المعاهدة تمت «المصادقة عليها بمرسوم» أصدره الزعيم كيم جونغ أون، مشيرة إليه بمنصبه الرسمي بصفته «رئيساً لشؤون الدولة لجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».

ويأتي الإعلان بعدما صوّت المشرعون الروس بالإجماع الأسبوع الماضي، على إقرار المعاهدة التي وقعها الرئيس فلاديمير بوتين لاحقاً.

وقالت وكالة الأنباء المركزية إن «المعاهدة ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من اليوم الذي يتبادل فيه الجانبان وثائق المصادقة».

وأصبحت كوريا الشمالية إحدى أبرز الدول الداعمة للغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

ويتهم الغرب بيونغ يانغ بتزويد موسكو قذائف مدفعية وصواريخ لاستخدامها في أوكرانيا، لكن هذا الدعم تصاعد في الأسابيع الأخيرة مع ورود تقارير تفيد بوصول آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا للمشاركة في القتال.

ووقع بوتين وكيم معاهدة الشراكة الاستراتيجية في يونيو (حزيران)، خلال زيارة الرئيس الروسي لبيونغ يانغ. ويلزم هذا الاتفاق الدولتين بتقديم المساعدة العسكرية «دون تأخير» للطرف الآخر، في حال تعرضه لهجوم، إضافة إلى التعاون دولياً في وجه العقوبات الغربية.

وأشاد بوتين بالاتفاق في يونيو، ووصف الوثيقة بأنها تمثل «اختراقاً».

مزيد من الجنود

وقال المحلل في المعهد الكوري للوحدة الوطنية هونغ مين: «مع المصادقة الثنائية، ستطالب بيونغ يانغ وموسكو بشرعية الانتشار العسكري لكوريا الشمالية في روسيا، بذريعة أن هذا الإجراء مبرر بموجب المعاهدة التي تمت المصادقة عليها بين البلدين».

وأضاف: «رغم أن المعاهدة لا تتخطى قرارات الأمم المتحدة التي تحظر تعاوناً مماثلاً، سيؤكد (الرئيسان) شرعيتها على أساس اتفاقهما».

وأوضح «هذا يثير احتمال نشر مزيد من الجنود الكوريين الشماليين في روسيا بالمستقبل».

وكانت وزيرة خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي، زارت موسكو أخيراً، وصرحت بأن بلادها «ستقف بحزم إلى جانب رفاقنا الروس حتى يوم النصر».

ووصفت هجوم موسكو على أوكرانيا بأنه «صراع مقدس»، قائلة إن بيونغ يانغ تؤمن بـ«القيادة الحكيمة» لبوتين.

واستندت كوريا الجنوبية وأوكرانيا والغرب إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن كوريا الشمالية نشرت نحو 10 آلاف جندي في روسيا للمشاركة بالقتال ضد أوكرانيا.

وعندما سئل بوتين عن هذه القوات الشهر الماضي، لم ينكر الأمر؛ بل حرف الإجابة لانتقاد دعم الغرب لأوكرانيا.

ويخشى الغرب أن تقدم روسيا لكوريا الشمالية دعماً تكنولوجيّاً يعزز برنامجها النووي مقابل هذا الدعم.

وأجرت الدولة المعزولة أخيراً اختبارات عسكرية شملت تجربة لصاروخ باليستي عابر للقارات جديد يعمل بالوقود الصلب.