ترمب يحضر مجدداً في الأمم المتحدة مع احتدام حربي غزة وأوكرانيا

 الرئيس الأميركي دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (د.ب.أ)
TT

ترمب يحضر مجدداً في الأمم المتحدة مع احتدام حربي غزة وأوكرانيا

 الرئيس الأميركي دونالد ترمب (د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (د.ب.أ)

يجتمع قادة العالم، الأسبوع المقبل، في نيويورك، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستهيمن عليها عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنصة والحرب في قطاع غزة وأوكرانيا، والاعتراف الغربي المتزايد بدولة فلسطينية والتوتر مع إيران بسبب برنامجها النووي.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «نجتمع في أجواء مضطربة، بل وتتسم بالضبابية»، وجاء تعليقه قبل أسبوع من استضافة الأمم المتحدة التي تضم 193 عضواً لكلمات سيلقيها نحو 150 رئيس دولة أو حكومة إلى جانب عشرات الوزراء الآخرين على مدى 6 أيام. وأضاف للصحافيين أمس الثلاثاء: «تحتدم الخلافات الجيوسياسية وتستعر الصراعات. ويتزايد الإفلات من العقاب. وترتفع درجة حرارة كوكبنا... ويرزح التعاون الدولي تحت ضغوط لم نشهدها في حياتنا».

وسيكون ترمب على رأس المشاركين في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.

ودعا الرئيس الأميركي في وقت سابق إلى خفض التمويل الأميركي للمنظمة الدولية، وأوقف مشاركة واشنطن في مجلس حقوق الإنسان التابع لها، وأوقف أيضاً تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وانسحب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو). وأعلن عن خطط للانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومن منظمة الصحة العالمية.

وسيتحدث ترمب يوم الثلاثاء بعد ثمانية أشهر من بدء ولايته الثانية التي اتسمت بتخفيضات حادة في المساعدات الخارجية الأميركية التي أثارت فوضى إنسانية عالمية، وأثارت تساؤلات حول مستقبل الأمم المتحدة، مما دفع غوتيريش إلى محاولة خفض التكاليف وتحسين الكفاءة.

وقال ريتشارد جوان مدير مجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة عن ترمب: «إنه يستمتع بالجمعية العامة ويستمتع أيضاً باهتمام القادة الآخرين».

وأضاف: «أظن أنه سيستغل ظهوره للتباهي بإنجازاته العديدة، وربما يحاول مجدداً إثبات أنه يستحق جائزة نوبل للسلام».

ويصف ترمب الأمم المتحدة بأنها منظمة صاحبة «إمكانات كبيرة» لكنه يقول إن عليها أن «ترتب أوضاعها». ويتخذ الموقف الحذر نفسه من تعددية الأطراف الذي كان سمة مميزة لولايته الأولى من 2017 إلى 2021، واتهم المنظمة العالمية بعدم مساعدته في محاولة التوسط في السلام في مختلف النزاعات.

وقال غوتيريش: «تبذل الأمم المتحدة جهوداً حثيثة في الوساطة من أجل السلام... ولكن ليس لدينا أي جزر أو عصي».

ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة هو الهيئة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي يمكنها فرض عقوبات، لكنه وصل إلى طريق مسدود بشأن الصراعين في قطاع غزة وأوكرانيا لأن الولايات المتحدة وروسيا تتمتعان بحق النقض (الفيتو).

وأضاف: «لدى الولايات المتحدة الجزرة والعصا. لذا في بعض الحالات، إذا كنت قادراً على الجمع بين الاثنين، أعتقد أنه يمكن أن تكون لدينا طريقة فعالة جداً للتأكد من أن عملية السلام يمكن أن تؤدي إلى نتيجة ناجحة على الأقل».

ومن المتوقع أن يجتمع غوتيريش وترمب رسمياً الأسبوع المقبل للمرة الأولى منذ عودة ترمب إلى منصبه في يناير (كانون الثاني)، وهو واحد من أكثر من 150 اجتماعاً ثنائياً قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه حدد مواعيد لها، وأطلق على الأسبوع وصف «كأس العالم للدبلوماسية».

حرب ومجاعة

يجتمع الزعماء بينما تقترب الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» بقطاع غزة من عامين، وتتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني، حيث حذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من أن المجاعة تكشفت ومن المرجح أن تنتشر بحلول نهاية الشهر.

ومن المقرر أن يلقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية في تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة والتي تنفيها إسرائيل، خطاباً أمام الجمعية العامة يوم الجمعة.

وبدأت إسرائيل هجوماً برياً تتوعد بشنه منذ فترة على مدينة غزة أمس.

وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون عن الاجتماع القادم في نيويورك: «سنذكر العالم مرة أخرى بأن هذه الحرب لن تنتهي ببقاء الرهائن في غزة».

وقبل أن تبدأ الكلمات أمام الجمعية العامة يوم الثلاثاء، سيجتمع القادة يوم الاثنين في قمة تستضيفها فرنسا والسعودية تهدف إلى بناء زخم نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتعهدت كل من أستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا وفرنسا بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية، لكن البعض ربط الاعتراف بشروط.

ولن يحضر الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصياً. وقالت الولايات المتحدة، وهي حليف قوي لإسرائيل، إنها لن تمنحه تأشيرة دخول، مما أثار انتقادات واسعة في الأمم المتحدة، ومن المتوقع أن يظهر عبر الفيديو في كل من قمة يوم الاثنين وخطابه أمام الجمعية العامة، المقرر عقدها الخميس من الأسبوع المقبل.

وقال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور: «ستكون فلسطين هي القضية الأبرز في هذه الدورة للجمعية العامة».

ويتناول جدول الأعمال صراعاً آخر وهو الحرب الروسية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا، لكن لا يتوقع أن يشهد هذا الملف تقدماً يذكر.

ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خطابين أمام الجمعية العامة. ولا يحضر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عادة الاجتماع السنوي للأمم المتحدة.

وقال دبلوماسيون إن من المرجح أن يعقد مجلس الأمن اجتماعات حول أوكرانيا وغزة خلال جلسة الجمعية العامة عالية المستوى.

وستكون هناك أيضاً دبلوماسية اللحظة الأخيرة في نيويورك بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث تسعى طهران إلى تجنب إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على الجمهورية الإسلامية في 28 سبتمبر (أيلول).

ومن المتوقع أن يحضر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي اجتماعات الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

تركيا: القوة الدولية في غزة يجب أن تُثبّت وقف النار

المشرق العربي فتاتان فلسطينيتان تجلسان أمام الخيمة التي تسكنها عائلتهما في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ب)

تركيا: القوة الدولية في غزة يجب أن تُثبّت وقف النار

قالت وزارة الدفاع التركية إن الأولوية التي تُركز عليها أنقرة بشأن قوة الاستقرار الدولية المزمع نشرها بغزة تتمثل في ضمان تثبيت وقف إطلاق النار ووصول المساعدات.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية دبابة إسرائيلية خلال مناورة على الحدود مع لبنان الخميس الماضي (رويترز)

الجيش الإسرائيلي يستعد لضربة استباقية لـ«حزب الله»

في إطار العقيدة الجديدة للجيش الإسرائيلي التي تستند إلى أنه «يجب ألا ننتظر هجوم العدو ومُباغتته بضربة استباقية»، أنهت قواته تدريبات حربية قرب الحدود مع لبنان.

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي مسلحون من حركة «حماس» برفقة أعضاء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر يتجهون إلى شرق مدينة غزة للبحث عن جثث الرهائن (أ.ب)

«حماس»: سنسلم إسرائيل جثة أحد الأسرى مساء اليوم

أعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، اليوم الخميس، أنها ستقوم بتسليم جثة أحد الأسرى الإسرائيليين في الثامنة من مساء اليوم.

«الشرق الأوسط» (غزة)
الولايات المتحدة​ عنصر من الجيش الإسرائيلي يقف على دبابة (رويترز)

إسرائيل تسعى لإبرام اتفاقية مساعدات عسكرية جديدة لمدة 20 عاماً مع أميركا

نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن إسرائيل تسعى لإبرام اتفاقية جديدة مدتها 20 عاماً للحصول على مساعدات عسكرية أميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية فلسطينيون يسيرون بالقرب من مبانٍ مدمرة في مدينة غزة وسط وقف إطلاق نار بين إسرائيل و«حماس» (إ.ب.أ) play-circle

بعد وقف النار بغزة... إسرائيل تضغط على ألمانيا لرفع حظر صادرات الأسلحة

تضغط إسرائيل على الحكومة الألمانية لرفع القيود المفروضة على صادرات الأسلحة إليها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

مجموعة الـ7 تتوافق على دعم أوكرانيا ووقف تدفّق السلاح للسودان

وزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والسعودي الأمير فيصل بن فرحان والكوري الجنوبي تشو هيون والأوكراني أندري سيبيا والأميركي ماركو روبيو خلال اجتماعات مجموعة السبع في كندا (رويترز)
وزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والسعودي الأمير فيصل بن فرحان والكوري الجنوبي تشو هيون والأوكراني أندري سيبيا والأميركي ماركو روبيو خلال اجتماعات مجموعة السبع في كندا (رويترز)
TT

مجموعة الـ7 تتوافق على دعم أوكرانيا ووقف تدفّق السلاح للسودان

وزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والسعودي الأمير فيصل بن فرحان والكوري الجنوبي تشو هيون والأوكراني أندري سيبيا والأميركي ماركو روبيو خلال اجتماعات مجموعة السبع في كندا (رويترز)
وزراء الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني والسعودي الأمير فيصل بن فرحان والكوري الجنوبي تشو هيون والأوكراني أندري سيبيا والأميركي ماركو روبيو خلال اجتماعات مجموعة السبع في كندا (رويترز)

نأى حلفاء الولايات المتحدة في مجموعة السبع للدول الصناعية الكبرى بأنفسهم عن الضربات الأميركية في منطقة الكاريبي، وتجنّبوا الخوض في سياسة إدارة الرئيس دونالد ترمب حيال التجارة، غير أنهم أجمعوا على مساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا، وطالبوا بوقف تدفق الأسلحة إلى السودان.

وعقد وزراء خارجية مجموعة السبع اجتماعات استمرت يومين في مدينة نياغارا أون ذا لايك الكندية، على ضفاف بحيرة قريبة من الحدود الأميركية، بمشاركة وزراء الخارجية: الأميركي ماركو روبيو، والكندية أنيتا أناند، والبريطانية إيفيت كوبر، والفرنسي جان نويل بارو، والألماني يوهان فاديفول، والإيطالي أنطونيو تاياني، والياباني تأكيدي إيوايا، بالإضافة إلى ممثلي ثماني دول، بينهم وزراء الخارجية: السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والأوكراني أندري سيبيا، والمكسيكي خوان رامون دو لا فيونتي راميريز، والهندي سوبراهمايام جيشانكار، والكوري الجنوبي تشو هيون، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، وممثلو أستراليا والبرازيل وجنوب أفريقيا.

وحضر وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا اجتماعاً مع المجموعة في وقت تحاول فيه بلاده صد غارات جوية من روسيا تسببت في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي في كل أنحاء أوكرانيا، التي قال سيبيا إنها بحاجة إلى دعم شركائها للبقاء على قيد الحياة خلال «شتاء قاس للغاية»، مضيفاً أن «علينا المضي في الضغط على روسيا، ورفع ثمن العدوان، لكي تنهي روسيا و(رئيسها فلاديمير) بوتين هذه الحرب».

تكاليف على روسيا

في ختام الاجتماعات التي عُقدت يومي الثلاثاء والأربعاء، أعلن وزراء المجموعة أنهم يزيدون التكاليف الاقتصادية على روسيا، ويدرسون اتّخاذ تدابير ضدّ الذين يُموّلون جهود الحرب الروسية. وأعلنت كندا فرض المزيد من العقوبات التي تشمل استهداف الجهات المتورطة في تطوير ونشر المسيرات، بينما تعهدت بريطانيا بتقديم أموال للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا متحدثاً وبجانبه وزيرا الخارجية الأميركي ماركو روبيو والإيطالي أنطونيو تاجاني خلال اجتماعات مجموعة السبع في كندا (أ.ب)

ولم يصدر روبيو أي تصريحات فورية حول المبادرات الأميركية الجديدة، لكنه نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أن الاجتماع بحث سبل «تعزيز دفاع أوكرانيا وإنهاء هذا الصراع الدامي».

وضع السودان

وفي تصريحات وصفت بأنها «قوية» في شأن السودان، ندد الوزراء بشدة في بيانهم المشترك بالتصعيد الأخير للعنف في السودان، ولا سيما في مدينة الفاشر في دارفور.

وندد البيان المشترك بتصاعد العنف في السودان، قائلاً إن النزاع تسبب في «أكبر أزمة إنسانية في العالم». وحضّ الجانبين على «خفض التصعيد والتزام وقف إطلاق نار فوري ودائم، وضمان مرور المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق».

من جهته، ندّد روبيو بالوضع الإنساني، قائلاً إنه «يجب القيام بشيء ما» لقطع الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم التي تتلقاها «قوات الدعم السريع» في معركتها ضد الجيش السوداني. وإذ أكّد أن الولايات المتحدة تعرف من المتورط في إمداد «قوات الدعم السريع» بالأسلحة، قال من دون تسمية أي دولة: «يمكنني أن أخبركم فقط، على أعلى مستويات حكومتنا، أن هذه القضية تطرح، وأن الضغط يمارس على الأطراف المعنية»، مضيفاً أن «هذا يجب أن يتوقف. أعني، من الواضح أنهم يتلقون مساعدة من الخارج».

خلاف الكاريبي

وكشف دبلوماسيون عن أن مسألة الضربات العسكرية الأميركية في جنوب البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ «لم تُطرح». وأبلغ روبيو الصحافيين أن أياً من نظرائه في مجموعة السبع أو غيرهم لم يطرح عليه أي أسئلة حول الحملة العسكرية الأميركية وتبادل المعلومات الاستخبارية لدعم العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الأميركي منذ مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، وأدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 75 شخصاً في 19 ضربة معلنة ضد قوارب متهمة بتهريب المخدرات.

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو متحدثاً إلى الصحافيين في مطار جون سي مونرو هاميلتون الدولي في أونتاريو كندا (أ.ب)

وقال: «لم يُطرح الأمر ولو مرة واحدة». كما نفى تقريراً يفيد بأن بريطانيا توقفت عن تبادل المعلومات الاستخبارية مع الولايات المتحدة، قائلاً: «مرة أخرى، لم يتغير أو يحصل شيء يعيق بأي شكل من الأشكال قدرتنا على القيام بما نقوم به. ولا نطلب من أي شخص مساعدتنا فيما نقوم به، في أي مجال. وهذا يشمل الجيش».

ونفى روبيو أي مخاوف خارجية في شأن قانونية العملية العسكرية. وعندما سئل عن تشكيك الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس بقانونية الإجراءات الأميركية، قال: «لا يحق للاتحاد الأوروبي تحديد ماهية القانون الدولي. بالتأكيد لا يحق لهم تحديد كيفية دفاع الولايات المتحدة عن أمنها القومي».

وعندما سئل عما إذا كان الرئيس ترمب ينوي شن حرب في فنزويلا، قال روبيو: «أشك في ذلك؛ لا أعتقد ذلك».

القانون الدولي

وفي حديثه للصحافيين في بداية الاجتماع الوزاري، أعرب وزير الخارجية الفرنسي عن رفضه القاطع للإجراءات الأميركية في المنطقة، مضيفاً أن باريس قلقة من «العمليات العسكرية في منطقة البحر الكاريبي»؛ لأنها «تنتهك القانون الدولي»، وقد تؤدي إلى تصعيد في المنطقة.

وكذلك أوضحت وزيرة الخارجية الكندية أن لا علاقة لبلادها بسلسلة الضربات الأميركية، مضيفة أن الولايات المتحدة «تستخدم معلوماتها الاستخبارية الخاصة» لتنفيذ الهجمات. وأكدت بشكل قاطع أن كندا «ليس لها أي تورّط». وعندما سُئلت عما إذا كانت حكومتها تعتقد أن الهجمات الأميركية قانونية، أجابت أن كندا تسعى جاهدة للامتثال للقانون الدولي. وأضافت: «أود أن أقول إن تحديد ذلك من اختصاص السلطات الأميركية».

ورفضت وزيرة الخارجية الكندية التطرق إلى قرار الرئيس ترمب إنهاء محادثات التجارة مع كندا بعدما نشرت حكومة مقاطعة أونتاريو إعلاناً مناهضاً للرسوم الجمركية في الولايات المتحدة، مما أثار استياءه.

وقالت أناند: «أنا هنا لأتحدث عن العمل الذي يقوم به وزراء مجموعة السبع. وهذا بالضبط ما أعتقد أنه ينبغي عليّ مناقشته». وإذ أشارت إلى اجتماعها مع روبيو، أفادت بأنها لم تتطرق إلى محادثات التجارة، مشيرة إلى أن وزيراً كندياً آخر يقود قضية التجارة.

وطوال فترة ولايته الثانية، قلّل ترمب من شأن جارة بلاده في أميركا الشمالية، داعياً كندا إلى التخلي عن استقلالها لتصير «الولاية الرقم 51» في الولايات المتحدة.


عودة عجلة الإدارة الأميركية مع انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد

ترمب يضع حداً لأطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة (رويترز)
ترمب يضع حداً لأطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة (رويترز)
TT

عودة عجلة الإدارة الأميركية مع انتهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد

ترمب يضع حداً لأطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة (رويترز)
ترمب يضع حداً لأطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة (رويترز)

دعي موظفو الكثير من الوكالات الفيدرالية والدوائر الحكومية لمعاودة العمل وتحريك عجلة الإدارة المتعثرة.

وفي ختام 43 يوماً عطلت قطاعات اقتصادية حيوية في البلاد وتركت مئات آلاف العمال والموظفين من دون أجور، وقَّع ترمب على قانون تمويل الحكومة بعد قليل على إقراره في الكونغرس الأميركي، مغتنماً الفرصة لمهاجمة المعارضة الديمقراطية والإشادة مرة جديدة بسياسته الاقتصادية.

وأكد ترمب محاطاً بالمشرعين الجمهوريين في المكتب البيضوي: «لن نستسلم أبداً للابتزاز»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وطلبت وكالات فيدرالية عدة من موظفيها الحضور إلى أماكن عملهم منذ الخميس، وفق ما أوردت وسائل إعلام أميركية. كما دُعي موظفو وزارات الصحة والخدمات الاجتماعية والداخلية والإسكان والنمو الحضري والعدل لمعاودة العمل.

عقدة «أوباما كير»

هاجم ترمب «المتطرفين من الحزب الآخر»، متهماً الديمقراطيين بتعطيل الحكومة «لأسباب محض سياسية».

وأكد أن «البلاد لم تكن يوماً بوضع أفضل مما هي اليوم»، في وقت تعكس استطلاعات الرأي استياءً متزايداً بين الأميركيين حيال صحة الاقتصاد الوطني.

وبعد مجلس الشيوخ، الاثنين، صادق مجلس النواب على مشروع قانون الموازنة بـ222 صوتاً مقابل 209 أصوات معارضة، وذلك بعد انضمام ستة نواب ديمقراطيين إلى الغالبية الرئاسية، مقابل تصويت نائبين جمهوريين ضد النص.

وتوعد زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز متحدثاً لشبكة «سي بي إس» بأن «المعركة لم تنته»، مؤكداً أن الديمقراطيين سيبقون الضغط على إدارة ترمب من أجل تمديد المساعدات المخصصة لبرنامج «أوباما كير» الذي يؤمّن تغطية صحية للأدنى دخلاً.

ودعا مجدداً الجمهوريين إلى الوفاء بوعدهم بتنظيم عملية تصويت على وجه السرعة حول هذا البرنامج، مضيفاً: «لم يفت الأوان» لتمديد هذه المساعدات.

فالنص الذي صوَّت عليه الكونغرس يبقي الغموض حول مصير «أوباما كير» بعد 31 ديسمبر (كانون الأول)، في وقت أعرب ترمب بوضوح عن نواياه، واصفاً هذا البرنامج بأنه «كارثة» و«كابوس» ينبغي إلغاؤه.

ويرى الرئيس أنه بدل تمويل نظام رعاية صحية جماعي، ينبغي توزيع الأموال «مباشرة» على الأميركيين ليختار كل منهم الضمان الصحي الذي يناسبه.

وتقع هذه المسائل في صلب الخلاف الذي أوصل إلى الشلل الحكومي. ففي حال عدم تمديد البرنامج، من المتوقع أن تزداد تكاليف الضمان الصحي بأكثر من مرتين عام 2026 على 24 مليون أميركي يستخدمون «أوباما كير»، حسب مركز الدراسات «كاي إف إف» المتخصص في المسائل الصحية.

تنازلات نادرة

وانتهى الشلل الحكومي مع استسلام عدد ضئيل من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الاثنين، وانضمامهم إلى زملائهم الجمهوريين للمصادقة على مشروع القانون الذي يمدد تمويل الإدارة حتى 30 يناير (كانون الثاني).

ومن بين التنازلات القليلة المقدمة للمعارضة، ينص القانون على إعادة الموظفين الذين تم تسريحهم منذ بدء الإغلاق إلى عملهم.

كما يخصص أموالاً لبرنامج «سناب» للمساعدات الغذائية حتى سبتمبر (أيلول)؛ ما يجنب تجميد هذه الإعانات التي يستفيد منها أكثر من 42 مليون أميركي، في حال حصول شلل جديد في نهاية يناير، على غرار ما حصل عند بدء الإغلاق الحالي.

ولم يكن أكثر من مليون موظف يتقاضون أجورهم منذ الأول من أكتوبر (تشرين الأول). كما شهدت بعض المساعدات بلبلة كبيرة، وأُلغيت عشرات آلاف الرحلات الجوية في الأيام الأخيرة بسبب غياب المراقبين الجويين الذين اختار بعضهم أخذ إجازة مرضية بدل العمل بلا أجر.

وسيكون لللإغلاق حتماً عواقب سياسية ما زال من الصعب تقييمها.

وتساءل كثير من الديمقراطيين: لماذا تراجع بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بعد أيام فقط على تحقيق حزبهم مكاسب كبرى في انتخابات مهمة عبر البلاد، ولا سيما مع فوزهم ببلدية نيويورك؛ ما عدّوه بمثابة مصادقة على سياستهم في الكونغرس؟

وندّد حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، أبرز وجوه المعارضة الديمقراطية، بـ«استسلام» في منشور على «إكس».


إسرائيل تسعى لإبرام اتفاقية مساعدات عسكرية جديدة لمدة 20 عاماً مع أميركا

عنصر من الجيش الإسرائيلي يقف على دبابة (رويترز)
عنصر من الجيش الإسرائيلي يقف على دبابة (رويترز)
TT

إسرائيل تسعى لإبرام اتفاقية مساعدات عسكرية جديدة لمدة 20 عاماً مع أميركا

عنصر من الجيش الإسرائيلي يقف على دبابة (رويترز)
عنصر من الجيش الإسرائيلي يقف على دبابة (رويترز)

نقل موقع «أكسيوس» الإخباري، اليوم (الخميس)، عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن إسرائيل تسعى لإبرام اتفاقية جديدة مدتها 20 عاماً للحصول على مساعدات عسكرية أميركية، وهي ضعف المدة المعتادة في الاتفاقيات بين الجانبين.

وأشار «أكسيوس» إلى أن إسرائيل تسعى لإضافة بنود تدعم مبدأ «أميركا أولاً» إلى الاتفاقية الأمنية من أجل كسب دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأكد الموقع أن المفاوضات بين الجانبين بدأت في الأسابيع الماضية بعد توقفها بسبب الحرب في غزة.

وكانت مذكرة التفاهم الحالية بين إسرائيل والولايات المتحدة تم توقيعها في عام 2016 إبان إدارة الرئيس باراك أوباما وينتهي العمل بها في عام 2028.