هل يكفي دعم ترمب لحماية وزير الدفاع؟

يواجه هيغسيث اتهامات بالتسريبات والأخطاء وقلة الاحترافية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)
TT

هل يكفي دعم ترمب لحماية وزير الدفاع؟

الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال اجتماع مع حكومته في البيت الأبيض بحضور وزير دفاعه بيت هيغسيث (أ.ب)

حتى الآن، لا يزال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث «المثير للجدل»، يحظى بدعم الرئيس دونالد ترمب الذي أعلن أن وزير الدفاع «يُؤدي عملاً رائعاً». لكن تفكك دائرته الداخلية، وخصوصاً بعد إقالته أقرب المسؤولين الذين قام باختيارهم بنفسه، وانخراطه في حرب مفتوحة مع البنتاغون، حولت الوزارة إلى بؤرة من انعدام الثقة والاختلال، وأثارت التساؤلات عن كيفية عمل المؤسسة السياسية التي تقود أقوى جيش في العالم، في مواجهة أزمة قد تعرض الأمن القومي لأخطار مفاجئة.

أول مسؤول يتعرض للمساءلة

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث متحدثاً لوسائل الإعلام أمام البيت الأبيض للرد على الانتقادات الموجهة ضده الأحد الماضي (أ.ب)

هيغسيث الذي نجا من أقسى عملية مساءلة من الكونغرس خلال تثبيت تعيينه، وبعدما اختاره ترمب لقيادة عملية إصلاح جذرية لأكبر وأكثر الوكالات تعقيداً في الحكومة الأميركية، هو المسؤول الأول في إدارته الجديدة، الذي يجد نفسه في مواجهة اتهامات بالتسريبات والأخطاء، وقلة الاحترافية، وبردود فعل عنيفة من مساعديه أنفسهم.

يوم الاثنين، انتقد هيغسيث بشدة التقارير الجديدة التي تفيد بأنه شارك خططاً عسكرية حساسة في محادثة ثانية عبر تطبيق «سيغنال» مع زوجته وشقيقه ومحاميه الشخصي. وقبل أيام قليلة، أُقيل ثلاثة مسؤولين كبار في البنتاغون، من بينهم اثنان من أقرب مساعديه، بعد تحقيق في تسريبات مزعومة، ينفيها الثلاثة بشدة. وقال هيغسيث في احتفال عيد الفصح بالبيت الأبيض: «يا لها من مفاجأة كبيرة أن يُطرد بعض المسربين، وفجأة تخرج مجموعة من المقالات الهجومية من نفس وسائل الإعلام التي روّجت لخدعة روسيا». وأضاف، في استعادة لأسلوب ترمب وهو يستدير لينظر مباشرة إلى الكاميرا: «هذا ما تفعله وسائل الإعلام». وأضاف قائلاً: «يأخذون مصادر مجهولة من موظفين سابقين ساخطين، ثم يحاولون النيل من الناس وتشويه سمعتهم. لن أعمل معهم».

الجمهوريون متمسكون به

وهذا ما صرحت به كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» دفاعاً عن هيغسيث، قائلة: «هذا ما يحدث عندما يعمل البنتاغون بأكمله ضدك». ليندفع الجمهوريون بعدها للتمسك بهيغسيث، حيث شن أعضاء مجلس الشيوخ هجوماً على «المشككين»، متهمين وسائل الإعلام بالسعي لتدمير أجندة الرئيس ترمب. وقال تجمع الجمهوريين في مجلس الشيوخ في تغريدة على «إكس»: «تسعى وسائل الإعلام إلى تدمير كل من ينفذ أجندة الرئيس ترمب. ولهذا السبب، يحرصون بشدة على نشر قصص من موظفين سابقين مجهولين ساخطين في وزارة الدفاع».

وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث أمام مدخل البنتاغون في العاصمة واشنطن (أ.ب)

لكن المتحدث السابق باسم البنتاغون، جون أوليوت، أحد أشد الموالين لترمب، الذي استقال الأسبوع الماضي، لم يكن مصدراً مجهولاً. فقد كتب مقالة رأي علنية، اقترح فيها على الرئيس إقالة هيغسيث. وقال أوليوت، الذي كان من الداعمين المبكرين لهيغسيث، إن البنتاغون كان في «انهيار كامل» خلال الشهر الماضي، وأنه ينبغي توقع المزيد من التسريبات «القنبلة».

كما يجادل كبار المؤثرين في حركة «لنجعل أميركا عظيمة مجدداً» بأن هيغسيث يتعرض لانتقادات لاذعة تحديداً لأنه كان فعالاً، مشيرين إلى ارتفاع معدلات التجنيد العسكري، وإلغاء برامج التنوع، وتراجع نفوذ «المحرضين على الحرب».

انتقادات ديمقراطية وجمهورية

ورد الديمقراطيون، وبعض الجمهوريين المعتدلين، بأنه تسبب في فضيحة بسبب مزيج من قلة الخبرة وسوء التقدير وثقافة الولاء على الكفاءة. ويُشيرون إلى طرح هيغسيث المُربك للسياسة الأميركية في أوكرانيا، وما يسمونه «فضيحة سيغنال»، ومحاولته تقديم إحاطة سرية للغاية لإيلون ماسك حول الصين، الأمر الذي أزعج ترمب نفسه وتدخل لمنعها، وكذلك عن مزاعم تعاطيه للمخدرات.

وقال النائب الجمهوري، دون بيكون، وهو أول جمهوري يدعو إلى إقالة هيغسيث، لصحيفة «بوليتيكو»: «أنا معجب به على قناة (فوكس). لكن هل لديه الخبرة الكافية لقيادة إحدى أكبر المنظمات في العالم؟ هذا مُقلق».

حتى الآن لا يزال الرئيس ترمب يُقاوم إقالة أي مسؤول في إدارته. لكن وسط صراعات سياسية داخلية، وإقالات مُتعددة، يتساءل عديد من المراقبين، عمّا إذا كان الرئيس قد يُجبر على التحرّك. ورغم ذلك، يرى البعض أن ترمب «دائماً ما يُعبّر عن دعمه لفريقه، حتى يُعلن عن إقالته في تغريدة في اليوم التالي».


مقالات ذات صلة

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
المشرق العربي السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز (أ.ف.ب)

تقرير: سفير أميركا لدى الأمم المتحدة يبدأ غداً جولة تشمل إسرائيل والأردن

أوردت وكالة «بلومبرغ» أن السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز سيبدأ غدا السبت جولة في الشرق الأوسط تستمر أربعة أيام تشمل إسرائيل والأردن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تحليل إخباري المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز) play-circle

تحليل إخباري انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

يتعاظم القلق الأوروبي من النهج الأميركي في إدارة مفاوضات السلام مع موسكو. فالتسارع عزَّز مخاوف من «اتفاق متعجِّل» قد يدفع أوكرانيا إلى تقديم تنازلات غير مضمونة.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل في «معهد الولايات المتحدة للسلام» في العاصمة الأميركية واشنطن في 4 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب) play-circle

استراتيجية ترمب الجديدة تقوم على تعديل الحضور الأميركي في العالم

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي ترمب في استراتيجية جديدة أن دور الولايات المتحدة على الصعيد الدولي سينتقل إلى التركيز أكثر على أميركا اللاتينية ومكافحة الهجرة.

هبة القدسي (واشنطن)
الولايات المتحدة​ صورة من جامعة هارفارد الأميركية... الأستاذ الجامعي الذي أُلقي القبض عليه يدرّس في هارفارد (رويترز - أرشيفية)

اعتقال أستاذ جامعي في أميركا استخدم بندقية خرطوش قرب كنيس يهودي

ألقت سلطات الهجرة الأميركية القبض على أستاذ زائر في كلية الحقوق بجامعة هارفارد هذا الأسبوع، بعد أن اعترف باستخدامه بندقية خرطوش خارج كنيس يهودي في ماساتشوستس.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، وفق بيان صادر عنهم، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

وذكر البيان الذي نشره المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف على منصة «إكس» أن «الطرفين اتفقا على أن التقدم الحقيقي نحو أي اتفاق يعتمد على استعداد روسيا لإظهار التزام جاد بسلام طويل الأمد، بما في ذلك اتخاذ خطوات نحو خفض التصعيد ووقف أعمال القتل.


«أبل» و«غوغل» ترسلان إخطارات بشأن تهديدات إلكترونية للمستخدمين في أكثر من 150 دولة

شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
TT

«أبل» و«غوغل» ترسلان إخطارات بشأن تهديدات إلكترونية للمستخدمين في أكثر من 150 دولة

شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)
شعار «أبل» مُعلّقاً فوق مدخل متجرها في الجادة الخامسة بحي مانهاتن بمدينة نيويورك 21 يوليو 2015 (رويترز)

قالت شركتا «أبل» و«غوغل» إنهما أرسلتا، هذا الأسبوع، مجموعة جديدة من إشعارات بشأن التهديدات الإلكترونية للمستخدمين في جميع أنحاء العالم، معلنتين عن أحدث جهودهما لحماية العملاء من تهديدات المراقبة والتجسس.

و«أبل»، و«غوغل» المملوكة لـ«ألفابت»، من بين عدد محدود من شركات التكنولوجيا التي تصدر بانتظام تحذيرات للمستخدمين عندما تتوصل إلى أنهم ربما يكونون مستهدفين من قراصنة مدعومين من حكومات.

وقالت «أبل» إن التحذيرات صدرت في الثاني من ديسمبر (كانون الأول)، لكنها لم تقدم سوى تفاصيل قليلة متعلقة بنشاط القرصنة المزعوم، ولم ترد على أسئلة عن عدد المستخدمين المستهدفين أو تُحدد هوية الجهة التي يُعتقد أنها تُقوم بعمليات التسلل الإلكتروني.

وأضافت «أبل»: «أبلغنا المستخدمين في أكثر من 150 دولة حتى الآن».

ويأتي بيان «أبل» عقب إعلان «غوغل» في الثالث من ديسمبر أنها تحذر جميع المستخدمين المعروفين من استهدافهم باستخدام برنامج التجسس (إنتلكسا)، والذي قالت إنه امتد إلى «عدة مئات من الحسابات في مختلف البلدان، ومنها باكستان وكازاخستان وأنغولا ومصر وأوزبكستان وطاجيكستان».

وقالت «غوغل» في إعلانها إن (إنتلكسا)، وهي شركة مخابرات إلكترونية تخضع لعقوبات من الحكومة الأميركية، «تتفادى القيود وتحقق نجاحاً».

ولم يرد مسؤولون تنفيذيون مرتبطون بشركة (إنتلكسا) بعدُ على الرسائل.

واحتلت موجات التحذيرات العناوين الرئيسية للأخبار، ودفعت هيئات حكومية، منها الاتحاد الأوروبي، إلى إجراء تحقيقات، مع تعرض مسؤولين كبار فيه للاستهداف باستخدام برامج التجسس في السابق.


المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
TT

المحكمة العليا ستنظر في مرسوم ترمب حول إلغاء حق المواطنة بالولادة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وافقت المحكمة العليا الأميركية ذات الغالبية المحافظة، الجمعة، على مراجعة دستورية المرسوم الذي أصدره الرئيس دونالد ترمب ويلغي حق المواطنة بالولادة لأطفال المهاجرين غير النظاميين.

وأعلنت المحكمة في بيان موجز أنها ستنظر في طعن إدارة ترمب في أحكام صادرة من محاكم أدنى خلصت جميعها إلى أنه غير دستوري.

ويحظر الأمر التنفيذي على الحكومة الفيدرالية إصدار جوازات سفر أو شهادات جنسية للأطفال الذين تقيم أمهاتهم بشكل غير قانوني أو مؤقت في الولايات المتحدة.

كما يستهدف النص الأطفال الذين يقيم آباؤهم بشكل مؤقت في الولايات المتحدة بتأشيرة دراسة أو عمل أو سياحة.

بعد تعليق العديد من المحاكم الابتدائية ومحاكم الاستئناف مراسيم رئاسية وقرارات حكومية، أصدرت المحكمة العليا حكماً في 27 يونيو (حزيران) يقيّد سلطة قضاة المحاكم الأدنى في تعليق قرارات الإدارة على مستوى البلاد.

ووقع ترمب المرسوم المتعلق بحق المواطنة بالولادة فور عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، وأدرجه في سياق مساعيه لمكافحة الهجرة غير النظامية.

وتطبق الولايات المتحدة منذ 150 عاماً مبدأ المواطنة بالولادة، المنصوص عليه في التعديل الرابع عشر للدستور، ويرد فيه أن أي شخص يولد في الولايات المتحدة هو مواطن أميركي تلقائياً.

تم اعتماد التعديل الرابع عشر عام 1868، بعد الحرب الأهلية وإلغاء العبودية، لضمان حقوق العبيد المحررين وذريتهم.