ترمب يرفع موازنة «البنتاغون» إلى تريليون دولار... وينظم استعراضاً عسكرياً في عيد ميلادهhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9%E2%80%8B/5130204-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D9%8A%D8%B1%D9%81%D8%B9-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B2%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%BA%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B1%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D9%8A%D9%86%D8%B8%D9%85-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D8%A7%D9%8B
ترمب يرفع موازنة «البنتاغون» إلى تريليون دولار... وينظم استعراضاً عسكرياً في عيد ميلاده
ترمب يعلن رفع موازنة «البنتاغون» (أ.ب)
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيعمل على زيادة موازنة وزارة الدفاع الأميركية إلى مستوى قياسي غير مسبوق يصل إلى تريليون دولار، «بهدف تقوية وإعادة بناء الجيش الأميركي».
وقال ترمب للصحافيين، مساء الاثنين، في المكتب البيضاوي، إن إدارته ستوافق على موازنة «ستكون الأكبر على الإطلاق»، وقال: «يتعيّن علينا بناء جيشنا، وندرك تماماً التكلفة، لكن علينا أن نكون أقوياء، لأن هناك كثيراً من القوى الشريرة». وأوضح أن إدارته تحرص على ترشيد النفقات، وأضاف: «سنقر هذه الموازنة، وأفخر بأن أقول إنها ستكون أكبر موازنة قدمناها للجيش على الإطلاق».
وخلال اللقاء بين ترمب ونتنياهو، أشار وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، إلى أن الأسابيع الثلاثة الماضية «كانت سيئة على الحوثيين في اليمن، وستكون أسوأ، وقد كانت حملة مدمرة، سواء على المخابئ تحت الأرض، أو على مناطق تصنيع الأسلحة، وعلى قوات الحوثيين وأصول الدفاع الجوي، ولن نتوقف ولن نتراجع، وسنكون أكثر حزماً حتى يعلن الحوثيون التوقف عن الهجوم على سفن الشحن، وأن تتوقف إيران عن إمدادهم، وقد أوضحنا هذه الرسالة، ولدينا خيارات كثيرة».
ترشيد الإنفاق
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث يتحدث خلال اجتماع ترمب ونتنياهو (رويترز)
وقال هيغسيث عبر منصة «إكس»، تعليقاً على تصريح ترمب: «شكراً السيد الرئيس، سنعلن أول تريليون دولار لموازنة وزارة الدفاع»، وأضاف: «الرئيس ترمب يُعيد بناء الجيش وبسرعة، ولاحظوا أننا ننوي إنفاق كل دولار من أموال دافعي الضرائب بحكمة على القوة القاتلة والاستعداد».
ويعد المبلغ الذي أعلنه الرئيس الأميركي لموازنة «البنتاغون» أكبر بكثير من مبلغ 892.5 مليار دولار الذي خصصه الكونغرس لوزارة الدفاع خلال عام 2025.
ويأتي الإعلان عن هذه الزيادة الكبيرة بمثابة مفاجأة؛ حيث لم يكن متوقعاً إعلان موازنة الدفاع قبل نهاية شهر مايو (أيار) المقبل. كما يأتي في الوقت الذي تسعى القوات المسلحة الأميركية إلى خفض 8 في المائة من موازناتها الفردية، وإعادة استثمار الأموال في جهود التحديث. ولم يتضح ما إذا كان مبلغ تريليون دولار سيتم تخصيصه لـ«البنتاغون» وحده، أم أنه سيشمل موازنة الدفاع الوطني الإجمالية التي تشمل وكالات أخرى.
استعراض عسكري
مبنى «البنتاغون» الأميركي في مقاطعة أرلينغتون بولاية فيرجينيا (رويترز)
ويُخطط الرئيس ترمب لاستعراض عسكري يوم 14 يونيو (حزيران) في العاصمة واشنطن بمناسبة عيد ميلاده التاسع والسبعين، والذي يوافق الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي.
وأشارت مصادر إلى أن العرض العسكري سيمتد لمسافة أربعة أميال من مقر «البنتاغون» في مقاطعة أرلينغتون بولاية فيرجينيا إلى البيت الأبيض في العاصمة واشنطن، ومن المقرر أن يتضمن مشاركة الدبابات والطائرات المقاتلة والطائرات العسكرية القديمة. لكن تكلفة هذا العرض العسكري تظل محل جدل وتساؤلات، خصوصاً في ظل توجهات ترمب لترشيد الإنفاق.
تسعى الولايات المتحدة إلى اتفاق جديد مع إيران يُشبه الاتفاق الموقع بينهما عام 2015، لكن بشروط أكثر صرامة، رغم ضغوط إسرائيلية على واشنطن لضمان «صفر تخصيب».
حذّر مبعوث واشنطن من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يغيب عن قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة إذا لم تتخذ الدول الأعضاء في الحلف إجراءات بشأن تقاسم الأعباء.
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ، إقالة مستشاره لشؤون الأمن القومي مايك والتز، وتعيينه سفيراً لدى الأمم المتحدة، التساؤلات حول أسباب القرار.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو متحدثاً في اجتماع لإدارة الرئيس دونالد ترمب بالبيت الأبيض في 30 أبريل (أ.ب)
أضاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب وظيفة مستشار الأمن القومي المؤقت إلى مهام وزير الخارجية ماركو روبيو الذي يشغل أيضاً منصبَي مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وأمين دائرة الأرشيف والسجلات الوطنية بالوكالة، في ما يعد سابقة في التاريخ الحديث للحكومات في الولايات المتحدة.
وبهذه المناصب الأربعة، تجاوز دور السيناتور السابق الآن تجربة وزير الخارجية الأسبق هنري كيسنجر الذي تولى في الوقت ذاته دور مستشار الأمن القومي بين عامَي 1973 و1975، خلال عهدَي الرئيسين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد. ووُصفت تلك التجربة بأنها فاشلة.
وجاء ذلك في سياق تعديل أجراه الرئيس ترمب، الخميس، في اليوم الأول بعد الـ100، على تركيبة إدارته بإبعاد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض مايك والتز، وترشيحه لمنصب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، بموازاة إصلاح شامل للسياسة الخارجية الأميركية. ورُبطت إقالة والتز بإنشائه مجموعة دردشة لكبار المسؤولين الأميركيين على تطبيق «سيغنال»، وإضافته صحافياً عن طريق الخطأ إلى المحادثة التي شارك فيها وزير الدفاع بيت هيغسيث خططاً عسكرية حساسة حول الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن.
مفاجأة و«معجزة»
وكان تعيين روبيو في منصب جديد مفاجئاً للغاية، لدرجة أن الناطقة باسم وزارة الخارجية تامي بروس علمت بالأمر خلال مؤتمرها الصحافي اليومي عندما قرأت مراسلة شبكة «سي إن إن» منشوراً لترمب على منصته «تروث سوشال» للتواصل الاجتماعي في سياق سؤال. وقالت بروس: «أجل، إذاً هذه معجزة التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي. إنها لحظة مثيرة هنا!».
ترمب متحدثاً خلال اجتماع لإدارته بحضور وزيرَي الخارجية ماركو روبيو (يسار) والدفاع بيت هيغسيث يوم 30 أبريل (أ.ف.ب)
وتتمثل المفارقة في أن روبيو (53 عاماً) كان منافساً انتخابياً سابقاً لترمب، وسخر منه خلال السباق الانتخابي لعام 2016 حين سماه «ماركو الصغير». لكن روبيو الذي حذر مراراً من أن ترمب «يشكّل تهديداً»، اعتمد بعد ذلك شعار ترمب: «أميركا أولاً» في السياسة الخارجية.
وخلال توليه منصب وزير الخارجية بعد المصادقة على ترشيحه في مجلس الشيوخ بغالبية 99 صوتاً، ربط روبيو سياسات تقديم المساعدات وتعزيز الديمقراطية عبر العالم بجعل أميركا أكثر أماناً وقوةً وازدهاراً. وكذلك، قاد روبيو عملية إعادة تنظيم جذرية لوزارة الخارجية، بما يشمل تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وخطط خفض الوظائف بنسبة 15 في المائة، مع إغلاق أو دمج أكثر من 100 مكتب للوزارة حول العالم. وبدأ عملية تقليص كبيرة لنظام تأشيرات الدخول، فضلاً عن إلغاء المئات، وربما الآلاف، من التأشيرات الصادرة للطلاب الأجانب. وأشرف على التفاوض على اتفاقات لإرسال المهاجرين المتهمين بارتكاب جرائم إلى دول ثالثة، وأبرزها السلفادور، في قضايا مثيرة للجدل تشهد طعوناً الآن في المحاكم الفيدرالية.
نجاح المهاجرين
وتكمن المفارقة الثانية في أن روبيو يمثل قصة نجاح باهرة لأحد أبناء المهاجرين، مثل الذين يتعرضون حالياً لحملة واسعة النطاق من إدارة ترمب؛ إذ إن والده عمل نادلاً في حانة، ووالدته مدبرة منزل بعد مغادرتهما كوبا إلى الولايات المتحدة.
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يشارك في اجتماع بوزارة العدل في 22 أبريل (رويترز)
وفي دليل على الثقة به، قال ترمب قبيل إعلانه تكليف روبيو بمنصب مستشار الأمن القومي مؤقتاً: «ماركو روبيو، أمر لا يُصدق»، مضيفاً: «عندما أواجه مشكلة، أتصل بماركو، وهو من يحلها». وما كان ذلك ليحصل لولا المرونة التي أبداها روبيو الذي يُشرف الآن على كل من وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، والمسؤول عن تنسيق كل وظائف السياسة الخارجية للسلطة التنفيذية، بدءاً من العمليات الدبلوماسية والعسكرية والاستخباراتية. لكن كثرة الألقاب تثير تساؤلات حول قدرة روبيو على الاضطلاع بأي دور جوهري في الإدارة، إذا كان يُوازن بين كل هذه المناصب، لا سيما في ظل رئيس يتجنب العمل الحكومي التقليدي.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن الزميل في مؤسسة «بروكينغز» المسؤول السابق لدى مجلس الأمن القومي، توماس رايت، أن منصب مستشار الأمن القومي وحده «أكثر من مجرد وظيفة بدوام كامل»، مضيفاً أنه «من الصعب للغاية استيعاب فكرة إمكان القيام بهذه الوظيفة بدوام جزئي». وقال زميل روبيو السابق في مجلس نواب فلوريدا، دان غيلبر، إن «ماركو، إلى حد ما، أحد أكثر مسؤولي مجلس الوزراء موثوقية، إن لم يكن الأكثر موثوقية». وأضاف: «لا يسعني إلا أن أومن بأن هذه الصفات أكثر أهمية لتراكم مناصبه الحالية وملفه المتنامي».
ثقة رئاسية
ولم يعلق روبيو على قرار الرئيس تعيينه مستشاراً للأمن القومي، لكنه كان أشاد برؤية ترمب. وكتب على منصات التواصل الاجتماعي: «أتشرف بالثقة التي وضعها الرئيس ترمب فيّ، وفخور بالعمل الذي قامت به وزارة الخارجية على مدار الأيام الـ100 الماضية لتنفيذ أجندته، ووضع الشعب الأميركي في المقام الأول».
ويأتي دور روبيو المزدوج، بالإضافة إلى عمله قائماً بأعمال مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي يسعى ترمب إلى إغلاقها تماماً، وقائماً بأعمال أمين دائرة الأرشيف والسجلات الوطنية. ووفقاً لـ«واشنطن بوست»، فإن هذا «يضعه في وضعٍ مُشابه لوضع صديق ترمب الشخصي القديم وزميله في رياضة الغولف ستيف ويتكوف».
ومن نواحٍ عديدة، يسير روبيو وويتكوف على خطى صهر ترمب، جاريد كوشنر، الذي شغل مناصب متعددة في الإدارة الأولى، بدءاً من الشرق الأوسط وصولاً إلى أميركا اللاتينية والهجرة.
وتُعدّ قيادة روبيو الآن لأربع وكالات فيدرالية دليلاً ليس فقط على الثقة التي يضعها ترمب فيه، ولكن أيضاً على علاقته الوثيقة بكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز.
كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز خلال فعالية في حديقة الورود بالبيت الأبيض في 1 مايو (رويترز)
وفي مارس (آذار) الماضي، نشرت منظمة «مواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات» الرقابية في واشنطن، أن «شغل منصبين (أو ثلاثة في حالة روبيو) في آنٍ واحد ليس بالأمر المثالي؛ فإدارة الوكالات والبرامج الحكومية مهمة جسيمة تتطلب الاهتمام والتركيز». وأضافت: «لكن مناصب روبيو الحالية مثيرة للقلق بشكل خاص».