استطلاع: مقترح ترمب لتهجير سكان غزة لا يحظى بشعبية بين الأميركيين

الشباب أكثر ميلاً لتوصيف إجراءات إسرائيل في القطاع بأنها «جرائم حرب كبرى»

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مكتبه بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مكتبه بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
TT

استطلاع: مقترح ترمب لتهجير سكان غزة لا يحظى بشعبية بين الأميركيين

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مكتبه بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن يوم الأربعاء (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مكتبه بالبيت الأبيض في العاصمة واشنطن يوم الأربعاء (أ.ف.ب)

أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة ميريلاند أن غالبية الأميركيين لا يؤيدون خطة الرئيس دونالد ترمب للسيطرة على قطاع غزة، وأنه لا يدعم هذا الرأي سوى أقل من واحد من بين كل خمسة أميركيين.

الاستطلاع الذي نشره معهد بروكينغز هذا الأسبوع أُجري في الفترة من السابع إلى التاسع من مارس (آذار) على عينة مكونة من 1004 أميركيين تزيد أعمارهم على 18 عاماً.

وقال شيبلي تلحمي، الأستاذ بجامعة ميريلاند: «الاستطلاع لم يسأل عن شرعية مقترح الرئيس الأميركي أو مدى جدواه، وإنما يهدف ببساطة لاستكشاف مدى دعم المشاركين لهذه الفكرة أو معارضتهم لها».

وأضاف: «وجدنا أن أقل من واحد من كل خمسة من المشاركين، وأن أقل من واحد من كل ثلاثة من الجمهوريين، يؤيدون السيطرة الأميركية على غزة وتهجير سكانها إلى بلدان أخرى».

فلسطينيون يرددون شعارات مناهضة للحرب ولحركة «حماس» في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة يوم الأربعاء (أ.ب)

في الوقت نفسه، انقسم الأميركيون بقوة فيما يتعلق بتوصيف الإجراءات الإسرائيلية في غزة؛ إذ رأى أغلبية الديمقراطيين - ثلاثة أرباع الديمقراطيين الشباب ممن هم دون الثلاثين - أن الإجراءات الإسرائيلية تشكّل على الأقل «جرائم حرب كبرى»، في حين اعتبرتها أغلبية الجمهوريين إجراءات مبررة بموجب حق الدفاع عن النفس.

انقسام حزبي واضح

أظهرت نتائج الاستطلاع انقساماً حزبياً واضحاً في طريقة الحكم على الإجراءات الإسرائيلية في غزة؛ فحين سُئل المشاركون عما إذا كانوا يؤيدون السيطرة الأميركية على غزة أم يعارضونها، قال 55 في المائة منهم إنهم يعارضونها، وكان 77 في المائة منهم من الديمقراطيين و37 في المائة من الجمهوريين.

وعلى الجانب الآخر، أبدى 18 في المائة تأييداً للفكرة، 6 في المائة منهم ديمقراطيون، و30 في المائة جمهوريون. وقال 27 في المائة إنهم لا يعرفون.

وأيَّد 19 في المائة فقط من المشاركين تهجير سكان القطاع إلى دول أخرى، وكان 32 في المائة منهم جمهوريين و12 في المائة ديمقراطيين، في حين عارض هذه الخطوة 34 في المائة، من بينهم 28 في المائة من الجمهوريين، و39 في المائة من الديمقراطيين.

وقال 47 في المائة إنهم سيدعمون أي خيار يختاره شعب غزة، وكان 40 في المائة منهم جمهوريين و49 في المائة من الديمقراطيين.

واعتبرت أغلبية الديمقراطيين (56 في المائة) أن إجراءات إسرائيل تشكّل «على الأقل جرائم حرب كبرى»، من بينهم 12 في المائة وصفوها بأنها «إبادة جماعية»، و32 في المائة قالوا إنها جرائم حرب كبرى «تشبه الإبادة الجماعية».

من ناحية أخرى، قال أغلب الجمهوريين (61 في المائة) إن الإجراءات الإسرائيلية لا تشكّل جرائم حرب كبرى، وذكر 55 في المائة من هؤلاء أنها إجراءات مبررة بموجب حق الدفاع عن النفس، في حين رأى 6 في المائة أنها إجراءات غير مبررة، ولكنها لا تشكّل جرائم حرب كبرى.

اختلاف الرأي بحسب العمر

كان هناك أيضاً اختلاف واضح في الرؤى بحسب العمر؛ فالأميركيون الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً كانوا أكثر ميلاً إلى القول إن إجراءات إسرائيل تشكّل على الأقل جرائم حرب كبرى، وبلغت نسبة هؤلاء 54 في المائة، من بينهم 17 في المائة قالوا إنها بالفعل إبادة جماعية، و24 في المائة قالوا إنها «أقرب إلى الإبادة الجماعية»، و13 في المائة قالوا إنها جرائم حرب كبرى، ولكنها ليست أقرب إلى الإبادة الجماعية.

متظاهرة تبدي احتجاجها على السياسات الأميركية والإسرائيلية حيال غزة أمام سفارة واشنطن بجاكرتا في 21 مارس 2025 (أ.ف.ب)

ورأى 24 في المائة أنها ليست جرائم حرب كبرى، واعتبر 10 في المائة أنها أفعال غير مبررة، ولكنها ليست جرائم حرب كبرى، في حين قال 14 في المائة إنها أفعال مبررة بموجب حق الدفاع عن النفس. وقال 24 في المائة إنهم لا يعرفون.

وبالنسبة لمن تبلغ أعمارهم 30 عاماً فأكثر، فقد قال 44 في المائة منهم إن الإجراءات الإسرائيلية لا تشكّل جرائم حرب كبرى، وقال 9 في المائة إنها غير مبررة، ولكنها ليست جرائم حرب كبرى، وقال 35 في المائة إنها إجراءات مبررة بموجب حق الدفاع عن النفس. وقال 24 في المائة إنهم لا يعرفون.

وكان ترمب قد أحدث صدمة حين طرح خطته للسيطرة على غزة وإعادة إعمارها وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض الشهر الماضي.


مقالات ذات صلة

سفيرة أميركا السابقة في كييف تكشف سبب تنحّيها: سياسة ترمب الخارجية

الولايات المتحدة​ بريجيت برينك (رويترز)

سفيرة أميركا السابقة في كييف تكشف سبب تنحّيها: سياسة ترمب الخارجية

أعلنت السفيرة الأميركية السابقة لدى أوكرانيا بريجيت برينك أنها استقالت من منصبها، في أبريل بسبب اختلافها مع سياسة الرئيس دونالد ترمب الخارجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي فلسطينيون يكافحون للحصول على حصص غذائية أمام مركز توزيع مكتظ في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة (أ.ف.ب) play-circle

«حماس» تدعو واشنطن للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى غزة

دعت حركة «حماس»، الجمعة، أميركا للضغط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعدما أطلقت الحركة سراح جندي إسرائيلي - أميركي رهينة، هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية الرئيس ترمب مغادراً أبوظبي الجمعة في ختام جولته الخليجية (إ.ب.أ)

ترمب «ممتعض وغاضب» من نتنياهو... ومساعٍ للتقريب بينهما

في الوقت الذي بات فيه الخلاف الأميركي - الإسرائيلي حول وقف النار في قطاع غزة، شبه علني، تسعى قوى في واشنطن إلى تسوية بين ترمب ونتنياهو.

نظير مجلي (تل أبيب)
الخليج الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال مغادرته أبوظبي الجمعة (إ.ب.أ)

ترمب يختتم جولته الخليجية بتأكيد سعيه إلى «معالجة الوضع في غزة»

اختتم الرئيس الأميركي دونالد ترمب جولة خليجية استمرت 4 أيام شملت السعودية وقطر والإمارات كانت حافلة بالرسائل السياسية والاقتصادية

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
تحليل إخباري دونالد ترمب يلوّح بيده أثناء صعوده إلى طائرة الرئاسة في أبوظبي مختتماً جولته للشرق الأوسط (رويترز) play-circle

تحليل إخباري لماذا غيّب ترمب إسرائيل عن جولته الشرق أوسطية؟

يعكس غياب محطة في إسرائيل عن الجولة الإقليمية للرئيس الأميركي دونالد ترمب دينامية جديدة بالعلاقة بين الحليفين التاريخيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

سفيرة أميركا السابقة في كييف تكشف سبب تنحّيها: سياسة ترمب الخارجية

بريجيت برينك (رويترز)
بريجيت برينك (رويترز)
TT

سفيرة أميركا السابقة في كييف تكشف سبب تنحّيها: سياسة ترمب الخارجية

بريجيت برينك (رويترز)
بريجيت برينك (رويترز)

أعلنت السفيرة الأميركية السابقة لدى أوكرانيا بريجيت برينك أنها استقالت من منصبها، في أبريل (نيسان) الماضي، بسبب اختلافها مع سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخارجية، وفق «رويترز».

وشرحت السفيرة أسباب استقالتها، لأول مرة، في مقال رأي بصحيفة «ديترويت فري برس»، اليوم الجمعة. واستغلت المقال لتوجيه انتقادات لترمب بسبب ضغطه على كييف، بدلاً من موسكو.

وقالت: «أحترم حق الرئيس ومسؤوليته في تحديد سياسة الولايات المتحدة الخارجية، في ظل ضوابط وتوازنات مناسبة لدى الكونغرس الأميركي». وأضافت: «للأسف، السياسة المتبَعة منذ بداية إدارة ترمب هي الضغط على الضحية، وهي في تلك الحالية أوكرانيا، بدلاً من روسيا المعتدية».

واتخذت برينك موقفاً علنياً داعماً لأوكرانيا في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن الذي خلفه ترمب والمؤيد لكييف.

وبعد تولّي ترمب منصبه، في يناير (كانون الثاني) 2025، ووعدِه بإنهاء الحرب في أوكرانيا على نحو عاجل، تغيرت لهجة تصريحات برينك العلنية لتصبح أكثر حيادية.

ووجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي توبيخاً علنياً لبرينك، في أبريل، بعد ما وصفه بأنه رد فعل ضعيف على ضربة صاروخية روسية على مدينة كريفي ريه الأوكرانية أودت بحياة 11 بالغاً وتسعة أطفال.

يُذكر أن برينك شغلت منصب السفيرة لدى أوكرانيا من مايو (أيار) 2022 حتى رحيلها الشهر الماضي.