مشروع قانون أميركي يهدد المحكمة الجنائية الدولية وسط تحذيرات أوروبية

صورة تُظهر المحكمة العليا الأميركية في العاصمة واشنطن (أ.ب)
صورة تُظهر المحكمة العليا الأميركية في العاصمة واشنطن (أ.ب)
TT

مشروع قانون أميركي يهدد المحكمة الجنائية الدولية وسط تحذيرات أوروبية

صورة تُظهر المحكمة العليا الأميركية في العاصمة واشنطن (أ.ب)
صورة تُظهر المحكمة العليا الأميركية في العاصمة واشنطن (أ.ب)

يتجه الكونغرس الأميركي نحو إقرار قانون يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وهو تحرك أثار قلقاً كبيراً بين كبار حلفاء واشنطن الأوروبيين الذين حذروا من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى إضعاف القضاء الدولي وتعزيز الإفلات من العقاب.

ومن المقرر أن يبدأ مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء التصويت على مشروع قانون مواجهة المحكمة غير الشرعية، الذي يتبناه السيناتور الجمهوري توم كوتون و11 من زملائه الجمهوريين.

يأتي هذا بعد اتهامات وجهتها المحكمة في مايو (أيار) الماضي لقادة إسرائيليين وقادة من حركة «حماس» بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الحرب في غزة. وفقاً لصحيفة «واشنطن بوست».

تحذيرات أوروبية من العواقب

وحذرت 20 شخصية دبلوماسية أوروبية بارزة في رسالة إلى أعضاء مجلس الشيوخ من أن فرض عقوبات على المحكمة سيهدد سيادة القانون الدولي، ويقوض الجهود الدولية لتحقيق العدالة والمساءلة.

وجاء في الرسالة أن هذه الخطوة تتنافى مع المبادئ التي طالما دافعت عنها الولايات المتحدة وستمنح دفعة للدول التي تعارض النظام القانوني الدولي.

ويحظى مشروع القانون بدعم واسع من الجمهوريين وبعض الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل، حيث قال السيناتور جون فيترمان: «سأصوت لصالح هذا المشروع. لا أرى أي سبب لعدم معاقبة المحكمة بعد تصرفاتها تجاه إسرائيل».

ويُلزم القانون بفرض عقوبات على أي شخص يشارك في تحقيقات أو محاولات لاعتقال أو محاكمة أميركيين أو إسرائيليين أو حلفاء آخرين للولايات المتحدة.

من جهتها، وصفت ليلى سعدات، أستاذة القانون الدولي بجامعة واشنطن، المشروع بأنه هجوم على سيادة القانون، مشيرة إلى أن هذا التحرك يضع الولايات المتحدة في موقف مشابه لروسيا، التي فرضت عقوبات على أعضاء المحكمة بعد إصدارها مذكرات اعتقال بحق مسؤولين روس.

وتشير مصادر إلى أن القانون قد يؤدي إلى إغلاق مكاتب المحكمة الجنائية في أوكرانيا وأماكن أخرى، كما سيؤثر سلباً على التحقيقات الجارية في جرائم حرب في دارفور وأوغندا، والتي دعمتها الولايات المتحدة سابقاً.

ورغم عدم توقيع واشنطن على اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية، فإنها قدمت دعماً لتحقيقاتها في جرائم الحرب الروسية في أوكرانيا.

يبقى مصير القانون غامضاً، لكن تمريره سيشكل نقطة تحول في العلاقة بين الولايات المتحدة والنظام القضائي الدولي، مع تداعيات قد تؤثر على العدالة الدولية لسنوات مقبلة.


مقالات ذات صلة

«محكمة لاهاي» مستعدة لتجميد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت

المشرق العربي المحكمة الجنائية الدولية تريد اعتقال بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت على خلفية حرب غزة (رويترز)

«محكمة لاهاي» مستعدة لتجميد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت

أعلن كبير القضاة في إسرائيل أهرون باراك أن محكمة الجنايات الدولية مستعدة بشروط لتجميد قرار اعتقال بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت على خلفية حرب غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
آسيا يحمل أنصار الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي أعلاماً ولافتات خلال مظاهرة خارج مركز احتجاز المحكمة الجنائية الدولية بالقرب من لاهاي (أ.ب) play-circle 02:09

دوتيرتي يصل إلى لاهاي للمثول أمام «الجنائية الدولية»

أعلن الرئيس الفيليبيني السابق، رودريغو دوتيرتي، أنه «يتحمل مسؤولية» أفعاله، وتعهد حماية الشرطة والجيش لدى وصوله إلى هولندا، اليوم.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
آسيا رودريغو دوتيرتي (رويترز)

الفلبين تسلم رئيسها السابق إلى «لاهاي»

رحّلت السلطات الفلبينية، أمس، الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي، إلى مدينة لاهاي الهولندية بعدما أوقفته الشرطة في العاصمة مانيلا بناءً على مذكرة من المحكمة.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
آسيا دوتيرتي يتحدث في فيديو وزعته ابنته من القاعدة الجوية التي رحل منها إلى لاهاي الثلاثاء (رويترز) play-circle

الفلبين توقف دوتيرتي وترسله إلى لاهاي بتهم جرائم ضد الإنسانية

أُرسل الرئيس الفلبيني السابق، رودريغو دوتيرتي، على متن طائرة إلى لاهاي، الثلاثاء، بعد أن أوقفته الشرطة في مانيلا بناءً على مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
آسيا متظاهر يحمل لافتة تصوِّر الرئيس السابق رودريغو دوتيرتي خلف القضبان (د.ب.أ) play-circle

دوتيرتي: تجب محاكمتي في الفلبين وليس أمام «الجنائية الدولية»

قال الرئيس الفلبيني السابق رودريغو دوتيرتي، اليوم (الثلاثاء)، إنه يجب أن يمْثل أمام محكمة في الفلبين وليس أمام المحكمة الجنائية الدولية.

«الشرق الأوسط» (مانيلا )

واشنطن تتعهد بذل جهود دبلوماسية إضافية لإنهاء النزاع في السودان

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو متحدثا للصحافيين الذين رافقواه إلى منزله بعد رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو متحدثا للصحافيين الذين رافقواه إلى منزله بعد رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تتعهد بذل جهود دبلوماسية إضافية لإنهاء النزاع في السودان

وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو متحدثا للصحافيين الذين رافقواه إلى منزله بعد رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو متحدثا للصحافيين الذين رافقواه إلى منزله بعد رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي (أ.ف.ب)

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الخميس أنّ الولايات المتحدة تأمل ببذل مزيد من الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في السودان حيث تجدّدت أعمال العنف، ولا سيّما في العاصمة الخرطوم.

وقال الوزير الأميركي إنّه «منخرط» في الشأن السوداني، مشيرا إلى أنّه ناقش هذه المسألة في الأيام الأخيرة مع أطراف دولية، من بينهم الرئيس الكيني وليام روتو ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد. وأضاف روبيو للصحافيين على متن الطائرة «نحن قلقون للغاية من أن نعود إلى ما كنّا عليه قبل عقد من الزمن أو أقلّ».

وأدلى الوزير بتصريحه هذا للصحافيين الذين رافقواه إلى منزله بعد رحلة إلى منطقة البحر الكاريبي. وشدّد وزير الخارجية الأميركي على أهمية الحلول الدبلوماسية في الملف السوداني. وقال «نحن قلقون للغاية من أن نعود إلى ما كنّا عليه قبل عقد من الزمن أو أقلّ».

وأضاف «لا نريد أن نرى ذلك. من هنا فإننا نحاول فهم الوضع والتواصل مع شركائنا، ونستشيرهم حول ما ينبغي فعله». وجهد أنتوني بلينكن، سلف روبيو على رأس وزارة الخارجية، للتوسط لإنهاء الحرب التي اندلعت قبل نحو عامين في نزاع بين قائد الجيش ونائبه السابق.