بايدن يلقي خطاب الوداع وسط مستويات تأييد منخفضة

البيت الأبيض أصدر قائمة بإنجازات الرئيس محاولاً ترسيخ إرثه

جو بايدن مخاطباً شعبه في خطاب من المكتب البيضاوي 24 يوليو (أ.ب)
جو بايدن مخاطباً شعبه في خطاب من المكتب البيضاوي 24 يوليو (أ.ب)
TT

بايدن يلقي خطاب الوداع وسط مستويات تأييد منخفضة

جو بايدن مخاطباً شعبه في خطاب من المكتب البيضاوي 24 يوليو (أ.ب)
جو بايدن مخاطباً شعبه في خطاب من المكتب البيضاوي 24 يوليو (أ.ب)

يُلقي الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الأربعاء، خطابه الوداعي والأخير من المكتب البيضاوي قبل رحيله من البيت الأبيض، محاولاً تذكير الأميركيين بما قدمه على مدار مسيرته السياسية التي استمرت نصف قرن. إلا أن خطاب بايدن لن ينجح، على الأرجح، في تحسين شعبيته؛ إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن مستوى التأييد لفترته الرئاسية لا يتجاوز 37 في المائة، وفق بيانات كلية «إيمرسون».

إنجازات داخلية وخارجية

ونشر البيت الأبيض بياناً مطولاً رصد فيه سجل إدارة بايدن على مدى أربع سنوات، مشيراً إلى أنه تسلم السلطة في أعقاب جائحة «كورونا»، وأزمة اقتصادية هي الأكبر منذ الكساد الكبير، وقام بتوفير اللقاحات، وأصدر خطة إنقاذ أميركية لدعم الأسر المتضررة. كما لفت البيان إلى أن بايدن يترك الاقتصاد في وضع قوي، واستطاع خلق 16.6 مليون وظيفة جديدة، وحسّن الأجور، وخفّض مستويات البطالة والتضخم.

وتوقّف البيت الأبيض كذلك عند إنجازات بايدن التشريعية، مع إصدار قانون المناخ، وأول قانون لتقنين استخدام الأسلحة النارية الهجومية، وتحسين البنية التحتية، وتحفيز الاستثمار في مجال أشباه الموصلات والابتكارات التكنولوجية، وجذب أكثر من تريليون دولار من الاستثمارات من القطاع الخاص للطاقة النظيفة، إضافة إلى مشاريع البنية التحتية، وإصلاح الطرق والجسور والمطارات، وتعزيز سلاسل التوريد، وبناء المساكن.

وقال البيان إن الرئيس بايدن يفتخر بأنه الرئيس الأكثر تأييداً للنقابات في التاريخ، وأنه رفع الحدّ الأدنى للأجور، وعزّز الاستثمارات في قطاع التصنيع الأميركي بشعار «صنع في أميركا».

وفي مجال السياسة الخارجية، قال البيت الأبيض إن بايدن أعاد تأكيد قيادة أميركا على الساحة العالمية، وأعاد تنشيط شبكات التحالفات والشراكات، وقام بتحديث الجيش بما جعل الشعب الأميركي أكثر أماناً وازدهاراً. ودون تسمية أفغانستان، اكتفى البيان بالقول إن بايدن أنهى أطول حرب في تاريخ أميركا. كما تحدّث بتفاصيل أكثر عن دفاع بايدن عن أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، ودعمها اقتصادياً وعسكرياً، وحشد 50 دولة لمساندة كييف، وفرض أقوى حملة عقوبات ضد روسيا، وتعزيز دفاعات حلف «الناتو»، وقام بتعزيز موقف الولايات المتحدة التنافسي مع الصين.

التحالفات والشراكات

وتُعدّ شبكة التحالفات والشراكات هي المجال الأبرز الذي يدفع به البيت الأبيض، مستدلّاً بالشراكة الثلاثية بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، وتحالف «أوكوس» بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، وتوسيع الشراكة مع الفلبين، إضافة إلى إطلاق استراتيجية تجاه أفريقيا. ووصف البيت الأبيض هذه التحالفات بأنها الأقوى على الإطلاق في التاريخ الحديث، بفضل عمل الرئيس بايدن على تنشيط العلاقات مع الدول في جميع أنحاء العالم.

ويتباهى البيت الأبيض بتأسيس بايدن تحالفاً للدفاع عن إسرائيل، بعد أن شنّت «حركة حماس» هجوماً في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وبعدما أطلقت إيران مئات الصواريخ بدعم من وكلائها. وقال البيان إن الرئيس «عمل ليلاً ونهاراً» لتأمين صفقة تحرير الرهائن المحتجزين لدى «حماس»، ووقف فوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإنهاء الصراع، وبناء الظروف لإحلال السلام، ودعم حل الدولتين.

الرئيس الأميركي جو بايدن خلال فعالية بالبيت الأبيض (د.ب.أ)

وقال البيان إن إدارة بايدن أنشأت شبكات واتفاقيات دفاع جوي في منطقة الشرق الأوسط، وأصبح خصوم الولايات المتحدة التقليديون، بما في ذلك إيران و«حزب الله» و«حماس» في «أضعف وضع منذ عقود». وتابع أنه بتوجيه من بايدن، نجحت الولايات المتحدة في ملاحقة قادة «داعش» و«القاعدة»، وقتلت أيمن الظواهري، وأطلقت استراتيجية لمكافحة الإرهاب المحلي، كما استخدمت الدبلوماسية المكثفة للتفاوض على إطلاق سراح الأميركيين المحتجزين ظلماً في الخارج، وإعادة 75 أميركياً إلى الوطن.

شعبية منخفضة

بايدن يترك البيت الأبيض بشعبية منخفضة بين الناخبين الأميركيين (رويترز)

ويُظهر استطلاع للرأي أجرته كلية «إيمرسون»، أن بايدن بدأ ولايته في عام 2021 بنسبة تأييد عند 49 في المائة، لكنه يختتم ولايته بتراجع 12 نقطة لتصل إلى 37 في المائة. كما وجد الاستطلاع الذي نشر الثلاثاء، أن 67 في المائة من الناخبين الأميركيين يعتقدون أن أميركا تسير على المسار الخطأ، مقابل 33 في المائة يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح.

ووجد استطلاع رأي آخر، أجرته مؤسسة «غالوب»، مستويات تأييد أكثر إيجابية في عدد من القضايا؛ إذ حصل بايدن على تقييمات تزيد قليلاً على 50 في المائة في 18 قضية تشمل الديون الفيدرالية (67 في المائة)، والهجرة (64 في المائة)، وتقليص الفجوة بين الأثرياء والأقل ثراء (60 في المائة)، والاقتصاد (59 في المائة)، ومكانة الولايات المتحدة في العالم (58 في المائة)، ومكافحة الجريمة (51 في المائة).


مقالات ذات صلة

كبار مسؤولي إدارة ترمب يشاركون بتمرين على الانتقال في البيت الأبيض

الولايات المتحدة​ البيت الأبيض في واشنطن (رويترز)

كبار مسؤولي إدارة ترمب يشاركون بتمرين على الانتقال في البيت الأبيض

شارك كبار المسؤولين من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بمَن فيهم غالبية مرشحيه للوزارات، في تمرين للانتقال إلى البيت الأبيض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ بايدن يقبل حفيده بو بالقرب من زوجته جيل داخل المكتب البيضاوي عقب إلقاءه خطابه الوداعي (أ.ب)

في خطاب اتّسم بسوداوية شديدة... بايدن يحذّر من «أوليغارشية تتشكّل في أميركا»

قال الرئيس الديموقراطي إنّ الولايات المتحدة تواجه «تركّزا خطرا للسلطة في أيدي حفنة من الأشخاص الفاحشي الثراء».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بايدن يصافح نتنياهو خلال لقاء بالبيت الأبيض في 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بايدن يهنئ نتنياهو على اتفاق وقف إطلاق النار

تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتهنئته على اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم الحركة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الشكر للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على ضمان التوصل لاتفاق لإعادة الرهائن في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأمريكي جو بايدن محاطاً بنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس... ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين يتحدث بعد أن توصل المفاوضون إلى اتفاق على مراحل لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس (رويترز)

بايدن ينسب نجاح التوصل لاتفاق غزة إلى الدبلوماسية المكثفة وجهود أفراد إدارته

أعرب الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن عن سعادته الكبيرة بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل و«حماس».

هبة القدسي (واشنطن)

بايدن يصدر أمرا يسمح لقبرص بشراء الأسلحة من الحكومة الأميركية

استعراض للجيش القبرصي في نيقوسيا العاصمة (أرشيفية)
استعراض للجيش القبرصي في نيقوسيا العاصمة (أرشيفية)
TT

بايدن يصدر أمرا يسمح لقبرص بشراء الأسلحة من الحكومة الأميركية

استعراض للجيش القبرصي في نيقوسيا العاصمة (أرشيفية)
استعراض للجيش القبرصي في نيقوسيا العاصمة (أرشيفية)

أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء أمرا توجيهيا يسمح لقبرص بشراء الأسلحة من الحكومة الأميركية والحصول على فائض المعدات العسكرية الأميركية، في خطوة لقيت ترحيبا باعتبارها تعزز الاستقرار في منطقة شرق البحر المتوسط.

ومن وجهة نظر قبرص، يعد هذا التطور خطوة رئيسية بعد أن رفعت الولايات المتحدة في عام 2020 حظرا على بيع الأسلحة دام لعقود على الجزيرة. وترى الحكومة في نيقوسيا هذه الخطوة كاعتراف بمصداقية قبرص كشريك للولايات

المتحدة في المنطقة. وساهمت قبرص في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة التي مزقتها الحرب عبر ممر بحري تم إنشاؤه حديثا، كما عملت كنقطة عبور لإجلاء الرعايا الأجانب من مناطق النزاع في الشرق الأوسط.

وقال بايدن في إجرائه التنفيذي إن «توفير المواد والخدمات الدفاعية لقبرص سيعزز أمن الولايات المتحدة ويسهم في تعزيز السلام العالمي». من جانبها، وصفت السفيرة الأميركية لدى قبرص، جولي دي فيشر، في منشور على منصة «إكس» الأمر التوجيهي بأنه «خطوة مهمة في تعزيز العلاقات، وتحسين التعاون الأمني، وتعزيز الاستقرار» في المنطقة.

جدير بالذكر أن العلاقات بين قبرص والولايات المتحدة تحسنت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خصوصا بعد انتخاب الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس في عام 2023، الذي أكد موقف قبرص المؤيد للغرب والتزامها بتوسيع العلاقات

الدفاعية مع الولايات المتحدة.