لغز المسيّرات الغامضة في سماء أميركا مستمر... وترمب يدعو إلى إسقاطها
صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
20
نيويورك:«الشرق الأوسط»
TT
لغز المسيّرات الغامضة في سماء أميركا مستمر... وترمب يدعو إلى إسقاطها
صورة من فيديو متداول تظهر مسيرات في سماء نيو جيرسي (أ.ب)
لا تزال مُسيّرات مجهولة تظهر في السماء فوق شمال شرقي الولايات المتحدة في نهاية هذا الأسبوع، مما دفع السلطات الفيدرالية إلى التشديد مجدداً على عدم وجود أي نشاط إجرامي أو أجنبي في هذا الصدد، بينما اقترح الرئيس المنتخب دونالد ترمب إسقاطها.
وقالت كاثي هوكل، الحاكمة الديموقراطية لولاية نيويورك، رابع أكبر ولاية أميركية لناحية عدد السكان (20 مليون نسمة)، في بيان السبت، إن مدارج مطار صغير في المنطقة أغلقت لمدة ساعة مساء اليوم السابق بسبب ظهور «مسيّرات جديدة»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وأكدت السلطات الملاحية في نيويورك هذا الإغلاق القصير الذي لم يكن له أي تأثير في الرحلات الجوية.
ومنذ أسابيع عدة، يُبلغ سكان في منطقة نيويورك ونيو جيرسي عن تحليق لطائرات بلا طيار في السماء، وهي ظاهرة أثارت قلقاً كبيراً، خصوصاً أن السلطات المحلية والوطنية لم تقدم أي إجابات في شأن مصدرها.
وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لأجهزة مضيئة تحلق في السماء، فيما ينتقد مسؤولون منتخبون محليون إدارة الرئيس جو بايدن بسبب ما يعتبرون أنه تقاعس من جانبها.
وقد أثار بعض النواب المنتخبين، مثل عضو الكونغرس الجمهوري كريس سميث، إمكان أن يكون ذلك تهديداً من دولة أجنبية مثل روسيا أو الصين، من دون أي دليل يدعم ذلك.
والجمعة، انضم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى هذا الجدل.
مسيَّرة تظهر فوق أحد المنازل في نيو جيرسي في 5 ديسمبر الحالي (أ.ب)
وكتب على منصته «تروث سوشيال»: «مشاهدات غامضة لمسيّرات في كل أنحاء البلاد. هل يمكن أن يحدث هذا حقاً من دون علم حكومتنا؟ لا أعتقد ذلك! على الجمهور أن يعرف وعلى الفور. وإلا فلتُسقِطوها!!!».
من جهته، انتقد عمدة مقاطعة مونماوث بولاية نيو جيرسي السلطات الوطنية لعدم استجابتها، داعياً في الوقت نفسه الجمهور إلى عدم إطلاق النار على المسيّرات.
وأكد ممثلون للشرطة الفيدرالية (إف بي آي) والأمن الداخلي وإدارة الطيران الفيدرالية (إف إيه إيه) أنه لا يوجد أي عنصر، في هذه المرحلة من تحقيقاتهم، يُظهر وجود نشاط إجرامي أو صادر عن قوة أجنبية.
اتسع نطاق التباين والخلاف بشأن مكان عقد الجولة الثانية من المحادثات بين واشنطن وطهران وحذّرت الخارجية الإيرانية من أن نقلها إلى روما سيصب في مصلحة الطرف الآخر
التهبت المواجهة بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب والسلطة القضائية بعدما أمرت قاضية بتقصي الحقائق حول الجهود لاستعادة «سجين السلفادور» كيلما أبريغو غارسيا.
جينيفر فاسكيز سورا زوجة كيلمار أبريغو غارسيا خارج المحكمة الجزئية الأميركية في غرينبيلت بميريلاند (رويترز)
تصاعدت المواجهة بين السلطتين القضائية والتنفيذية الأميركيتين بعدما أمرت القاضية الفيدرالية، بولا زينيس، المشرفة على قضية كيلمار أرماندو أبريغو غارسيا الذي رحّلته السلطات بالخطأ، بتقصي الحقائق بشكل مستعجل لمساعدتها في تحديد ما إذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترمب تمتثل لحكم من المحكمة العليا الأميركية بـ«تيسير» إطلاقه من السجن السيئ السمعة في السلفادور، وإعادته إلى الولايات المتحدة، أم لا.
واتخذت القاضية زينيس هذا القرار خلال جلسة استماع، وُصفت بأنها «ملتهبة» في المحكمة الفيدرالية الجزئية بولاية ميريلاند، حيث قالت لمحام من وزارة العدل: «لم يُتخذ أي إجراء حتى الآن»، مضيفة أنها تنوي إجبار مسؤولي إدارة ترمب على الإجابة عن أسئلة - كتابياً وفي إفادات - حول ما فعلوه حتى الآن لإخراج أبريغو غارسيا (29 عاماً) من السجن السلفادوري.
جدول زمني
ووضعت القاضية جدولاً زمنياً سريعاً للمسؤولين لتقديم الوثائق وجلسات الإفادات؛ لأن كل يوم يمر هو يوم آخر يتعرض فيه أبريغو غارسيا، وهو أب لثلاثة أطفال، للأذى في أثناء احتجازه. وقالت: «سيكون هناك أسبوعان من التحقيقات المكثفة».
وبذلك، تركت زينيس الباب مفتوحاً أمام إمكان صدور حكم بازدراء المحكمة ضد إدارة ترمب، فيما يمثل تصعيداً جديداً في المواجهة القانونية مع البيت الأبيض؛ إذ إن محاميي وزارة العدل يجادلون بأن القاضية تفتقر إلى السلطة لإجبارهم على التنسيق مع الحكومة السلفادورية لإعادة أبريغو غارسيا إلى الولايات المتحدة.
وبرزت هذه التطورات بعد استقبال ترمب للرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي في البيت الأبيض، حيث كرّرا أن الشخص المعني الذي فرّ من السلفادور في سن المراهقة له صلات بعصابة عابرة للحدود.
الرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى استقباله الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي في البيت الأبيض (د.ب.أ)
وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إنه «لن يكون هناك عالم يعيش فيه هذا الشخص حياة سلمية في ميريلاند؛ لأنه إرهابي أجنبي وعضو في عصابة إم إس 13». ونفى وكلاء الدفاع عن أبريغو غارسيا هذه الادعاءات، مستشهدين بأن لا سجل جنائياً له في الولايات المتحدة أو السلفادور.
حكم بالازدراء؟
وخلال جلسة الاستماع، لم تبدِ زينيس صبراً على حجج محامي وزارة العدل درو إنساين، الذي رأى أن حكم المحكمة العليا، الأسبوع الماضي، أفسح المجال لتفسيرات البيت الأبيض، مثل أن الأمر لا يُلزم إدارة ترمب بمحاولة إطلاق أبريغو غارسيا من السلفادور. وأعلنت أنها ستسمح لمحامي أبريغو غارسيا بطلب وثائق وإجابات عن أسئلة محددة، ومنح الإدارة فرصاً للاعتراض، والتحكيم فيما لا يتفقون عليه.
وبذلك، يمكن للمحامين طلب إجابات ممن قدموا إقرارات في القضية، وبينهم القائم بأعمال المستشار العام لوزارة الأمن الداخلي الأميركية، جوزيف مازارا. وقالت إنه «إذا كان الجميع يعملون بحسن نية، فسننجز هذا الأمر في غضون أسبوعين. أما إذا لم يكن كذلك، فسيكون ذلك واقعاً قائماً بذاته على هذه المحكمة للنظر فيه».
وأشارت بوضوح إلى أن إمكان إصدار حكم بازدراء ضد مسؤولي الإدارة وارد، مؤكدة أن هذا الكشف سيساعدها على إعداد سجل للوقائع. وقالت: «إذا أصدرت حكماً بالازدراء، فسيكون ذلك بناءً على السجل الموجود أمامي»، مضيفة أن الكشف سيتقدم بسرعة. ومع أنها عادةً ما تكون متساهلة في شأن إجازات المحامين ومواعيدهم الأخرى، قالت بحزم: «لكن ليس هذه المرة».
وسعت إدارة ترمب إلى تركيز القضية على ادعاءات لا أساس لها أن أبريغو غارسيا على صلة بعصابة «إم إس 13» المتمركزة في شمال نيويورك، وهو مكان لم يعش فيه أبريغو غارسيا على الإطلاق.
وأشار مسؤولو الإدارة إلى جلسة استماع في قضية احتجاز المهاجرين عام 2019، رفض فيها القاضي الإطلاق الفوري لأبريغو غارسيا بسبب ادعاءات تتعلق بالعصابات قدمها المحقق السابق في شرطة مقاطعة برينس جورج في ميريلاند، إيفان مينديز، والذي صدر بحقه لاحقاً، وفقاً لمصادر الشرطة، قرار اتهامي حول إعطاء معلومات سرية عن القضية إلى عاملة كانت لديه علاقة معها.
جينيفر فاسكيز سورا زوجة كيلمار أبريغو غارسيا أمام المحكمة في ميريلاند (رويترز)
ووفقاً لسجلات المحكمة، أقر مينديز بالذنب وحُكم عليه بالسجن تحت المراقبة. وخلال جلسة الاستماع لعام 2019، أمر قاضي الهجرة باحتجاز أبريغو غارسيا ريثما تُعقد جلسة استماع كاملة بعد أشهر، حين حكم قاضٍ آخر لصالحه، وأمر بإطلاقه ومنع الحكومة الأميركية من إعادته إلى السلفادور، وهي حماية إنسانية تُعرف باسم «منع الترحيل».
وتُدعّم توجيهات زينيس للحكومة الأميركية بتقديم معلومات بأمرٍ من قرار المحكمة العليا الصادر الأسبوع الماضي، والذي نصّ على أنها أصدرت تعليماتٍ صحيحة للإدارة لتسهيل عودة أبريغو غارسيا. وأضاف أمر المحكمة العليا أن الحكومة «يجب أن تكون مستعدةً لمشاركة ما في وسعها بشأن الخطوات التي اتخذتها واحتمال اتخاذ خطواتٍ أخرى» لتنفيذ أمر المحكمة الأدنى.
وأكّد أمر المحكمة العليا إلى حد كبير أمرَ زينيس الصادر في 4 أبريل (نيسان) الحالي، والذي يوجّه مسؤولي إدارة ترمب «بتسهيل وتنفيذ» عودة أبريغو غارسيا.