اتسع نطاق التباين والخلاف بشأن مكان عقد الجولة الثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، وحذّرت الخارجية الإيرانية من أن نقلها إلى روما، سيصب في مصلحة الطرف الآخر.
وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية، الأربعاء، إن الجولة الثانية من المحادثات ستعقد في العاصمة الإيطالية روما يوم السبت بوساطة عُمانية.
وفي وقت لاحق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الأربعاء إن تغيير مكان انعقاد المحادثات النووية الإيرانية الأميركية «أشبه بتغيير القواعد لصالحهم»، قائلاً إن نقله قد «يعرض أي بداية للخطر»، حسب التعبير الذي أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وكتب بقائي في منشور على منصة «إكس»: «في كرة القدم، يُعد تغيير مكان المرمى خطأً احترافياً وتصرفاً غير عادل. أما في الدبلوماسية، فإن اعتماد هذا الأسلوب، الذي يروّج له متطرفون يفتقرون إلى الفهم والمنطق ومهارات التفاوض الرشيد، قد يؤدي إلى تقويض أي مسار تفاوضي منذ بدايته».
وأضاف: «مثل هذا السلوك قد يُفسّر على أنه مؤشر على انعدام الجدية وغياب حُسن النية. لا نزال في مرحلة الاختبار».
وتأتي الردود في طهران بشأن مكان المحادثات، في حين لم يصدر تعليق من البيت الأبيض.
وتضاربت الروايات الإيرانية - الأميركية من شروط ومطالب الطرفين. بعدما وصف البلدان مسار المحادثات بالإيجابية. ونفت طهران أن يكون وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عقد اجتماعاً استغرق 45 دقيقة مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
وتكافح طهران من أجل تكريس روايتها عن المحادثات عبر وسائل الإعلام الحكومية، خصوصاً التلفزيون الرسمي الذي تمكن من الحضور قرب مكان المحادثات.
وكانت وكالة «أرنا» الرسمية ذكرت في وقت متأخر الاثنين نقلاً عن المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي أن المحادثات ستعقد في مسقط عاصمة سلطنة عُمان. وجاء ذلك، بعدما أكدت الولايات المتحدة وإيران والحكومة الإيطالية نقل المحادثات إلى روما، وإصدار تأشيرات للوفد الإيراني.
وأعلن وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، الاثنين، أن روما ستستضيف الجولة الثانية من المحادثات الأميركية - الإيرانية.
وأكد عراقجي في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي فؤاد حسين نقل مكان المحادثات من مسقط إلى روما، حسبما أورد بيان لوزارة الخارجية العراقية.
لكن بعد ساعات قال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيراني، إسماعيل بقائي إنه «بعد المشاورات، تقرّر أن تقوم مسقط أيضاً باستضافة الجولة الثانية من هذه المفاوضات، التي ستُعقد يوم السبت في 19 أبريل (نيسان)».
ومن المقرر أن تلتقي رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس في البيت الأبيض.
وفي الوقت نفسه، أكّد مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية أن جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي، سيزور العاصمة روما الجمعة.
ولا توجد مؤشرات واضحة حتى الآن بشأن تزامن زيارة فانس إلى روما مع المحادثات الأميركية - الإيرانية.
وقالت مصادر مطلعة على القضية لموقع «أكسيوس» إن أحد أسباب نقل المحادثات من روما هو أن فانس من المتوقع أن يكون هناك خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأن البيت الأبيض يريد تجنب التداخل.